أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، أنه تم اليوم إطلاق نظام إدارة الموارد والأصول الموحد لهيئة وشركات التكرير والتوزيع  SAP  بشركة مصر للبترول وذلك بعد الانتهاء من التصميم والإعداد والتدريب لمختلف الإدارات على البرنامج الذى يمثل إضافة لمسيرة العمل.

وأوضح المهندس محمد ماجد رئيس الشركة أن هذا الإطلاق يمثل يوماً تاريخياً فارقاً فى مسيرة مصر للبترول بفضل كوادر أتمت تنفيذ المشروع بكامل الكفاءة والرغبة والقدرة على التحدى وكانوا عند الرهان،  وقدموا أداء رائعاً، يعبر عن إيمانهم بأهمية التطوير وقبول التغيير مما يثرى عمل مصر للبترول ويضمن للعاملين العمل فى أجواء أكثر نظاماً وحيوية، وما اكتسبناه من خبرات فى التطبيق سننقله فى تجربة التعاون للبترول وربطها كذراع استراتيجى مهم فى توفير المنتجات البترولية جنباً إلى جنب مع مصر للبترول.

وهنأ المهندس أحمد الخليفة نائب رئيس هيئة البترول للتخطيط والمشروعات فريق العمل على ما تحقق، وأنه إذا ما كنا نحتفل بهذا الإطلاق فإننا نعتبره بداية مرحلة جديدة  ستؤكد لنا صحة القرار الذى  تم بخصوص ضخ الاستثمارات فى هذا المشروع وخاصة أننا سنقيم النتائج فى الجمعيات العامة للشركات من خلال تخصيص فقرة فى العرض التوضيحى لما حققه البرنامج من نتائج.

وقالت المهندسة إيمان وافى مساعد رئيس الهيئة لنظم المعلومات والاتصالات إن الرحلة التى بدأت بمنظومة إدارة الموارد والأصول الموحد لشركات التوزيع الأربعة فى نوفمبر 2022 لاقت كامل الدعم مما حدا بنا للاحتفال اليوم لانطلاقها بشركة مصر للبترول لتلحق بشركتى الأنابيب وبتروجاس، وأن المشروع وجد منذ إطلاقه دعماً وإيماناً به من رؤساء الشركات ووعياً من العاملين بأهمية تطبيقه مما أثار الحماسة لدى كافة شركاء النجاح فى التطبيق شركة إنبي بما تقدمه من استشارات ودعم فنى وIBM التى أثرت وخصصت فرق عمل متعاونة والوزارة والهيئة اللتان وفرتا الاستثمارات وكامل الدعم، وفريق مصر للبترول قدم أداء رائعاً، والآن نستطيع الحديث عن منظومة عمل متكاملة ومترابطة تضم الهيئة وشركات التكرير الستة وشركات التوزيع الأربعة في منظومة واحدة  لسلسلة  القيمة downstream وهو أمر غير مسبوق في مصر وأصبحنا أمام رحلة جديدة من ممارسة العمل وإدارته وهى شهادة جدارة للوزارة وقطاع البترول الذى أصر على استكمال الرحلة وتطويرها لتصبح واقعاً برغم ما يواجهه من تحديات.

نظام متكامل

وأوضح المهندس أحمد غسان مساعد نائب التخطيط والمشروعات بالهيئة أن التجربة التكاملية، أحدثت نقلة من مجرد تطبيق على النظام المالى فى عام 2015 إلى نظام متكامل للإدارة فى الهيئة و6 معامل تكرير والانطلاقة الحالية فى شركات النقل والتسويق، لافتاً إلى أن إطلاق مصر للبترول هذا التنفيذ يمثل عبوراً حقيقياً لها ، وأشار إلى أن ما تحقق فى برنامج الساب رهان حقيقى كسبناه فيما يخص العنصر البشرى بقطاع البترول الذى يمتلك الخبرات والقدرة والوعى والإبداع، فما تحقق هو أساس يتم البناء عليه والتطوير باستمرار.

وأشار المهندس أيمن عبدالبديع نائب رئيس الهيئة للنقل والتوزيع إلى عراقة مصر للبترول وكونها تمثل أهمية خاصة لمنظومة النقل والتسويق وتحقق طفرة كبيرة ضمن المنظومة التى تضم 14 شركة تسويق بالسوق المحلى والذى تتضافر كافة الجهود لضمان استدامة الاستقرار المحقق فى مجال توفير إمدادات المنتجات البترولية فى السوق المحلى الذى يمثل هدفاً رئيسياً لوزارة البترول والثروة المعدنية،  توظف كافة ما يمكن لتحقيقه.

وأوضح الدكتور محمد أبوالمجد مساعد رئيس شركة إنبي للتحول الرقمى، أن الفكرة التى كانت وليدة وتنتظر تطبيقها من شركة إلى شركة تحولت إلى منظومة متكاملة تضم الهيئة مع شركات التكرير والتوزيع وتوفر لمتخذ القرار البيانات اللازمة الداعمة للإسراع باتخاذ القرار واكتسب المشاركون فيها خبرات تضاف إلى رصيدهم ومسيرتهم كعادة قطاع البترول الذى تضيف مشروعاته دائما لكل المشاركين فيها ، ومنها التحالف المنفذ لبرنامج الساب الذى اكتسب أهمية وخبرات تؤهله للانطلاق لتنفيذ هذه التجربة المميزة إقليمياً.

وأشار تامر أبوالعزم المدير التنفيذى بشركة IBM  والمهندس أحمد صبحى مدير مشروع الساب إلى أن هيئة البترول وشركاتها أصبحت لاتقل تميزاً عن الشركات العالمية التى تعتمد على الأنظمة التقنية الحديثة فى توفير بيانات أكثر دقة ووضوحاً أمام متخذ القرار وأن التكامل والدعم الذى أوجده قطاع البترول جعل من الصعب الحديث عن فرد بل أصبح الحديث عن فريق عمل قيادات وعاملين يهدفون جميعاً لتحقيق التميز ، وتطبيق الساب خطوة سباقة فى تحقيق التحول الرقمى وتجربة مصر للبترول تمثل خبرة متميزة لشركة IBM  فى ظل تنامى وتنوع المنتجات ومناطق العمل والخدمات التى تقدمها الشركة للسوق المحلى.

وأكد المهندس عمرو الحارونى مدير المشروع بشركة مصر للبترول أن إنبي وفرت 600 تدريب على البرنامج وأن مصر للبترول أجرت 1200 تدريباً للعاملين بها وتوفر تدريباً مستمراً للعاملين من خلال مركز المنارة ، وأوضح أن التجربة أثرت وأضافت لكل المشاركين بها فى ظل حجم البيانات والمعلومات التى تم توفيرها على نظام الساب فى ظل التنوع والزخم والمكانة والأهمية التى تكتسبها مصر للبترول.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البترول مصر للبترول الغاز محمد ماجد شركة مصر للبترول شركات التكرير مصر للبترول

إقرأ أيضاً:

هل عاد الزمن «العثمانلى»؟!

فى التسعينيات، خاضت تركيا وإيران أكبر عملية مزاحمة وتنافس فى تاريخهما الحديث. استغلت الدولتان سقوط الاتحاد السوفيتى، لاقتناص النفوذ وإعادة رسم خريطة تحالفات دول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز المسلمة الجديدة ذات الامتداد الجغرافى والثقافى مع البلدين. وبينما ركزت طهران على السياسة ونشر المذهب الشيعى، لعبت أنقرة بورقة الاقتصاد. تدفق رجال الأعمال الأتراك بالأموال والمشروعات التى كانت تلك الدول فى أشد الحاجة إليها. خسرت إيران الجولة، وفازت تركيا بالنفوذ السياسى والاقتصادى، كما جرى اعتماد الصيغة التركية للأبجدية اللاتينية رسميا لدول آسيا الوسطى واستبعاد الأبجدية الإيرانية ذات الأحرف العربية.

التاريخ الإسلامى فى معظمه تنافس وصراعات وحروب بين تركيا وإيران على الغزو والنفوذ الإمبراطورى (العثمانى والفارسى)، لكن التاريخ الحديث شهد دفئًا فى العلاقات منذ قيام تركيا «الأتاتوركية» الحديثة. الدولتان كانتا عضوين فى حلف بغداد الذى ناهضته مصر الناصرية. ثم جاءت الثورة الإيرانية ١٩٧٩، لتعيد التنافس مجددا. لم تكن النتائج فوزا على طول الخط لأحدهما، بل أحيانا يكون هناك «اتفاق على التعادل». دعمت تركيا سرا صدام حسين فى حربه ضد إيران. وقف البلدان منذ التسعينيات على طرفى نقيض من النزاع الذى فجر حروبا عديدة بين أذربيجان وأرمينيا. قبل شهور، انتصرت أذربيجان ومعها تركيا، وخسرت أرمينيا وحليفتها إيران. بعد الغزو الأمريكى للعراق ٢٠٠٣، حصدت طهران النفوذ والقوة، وأصبحت «صانع الملوك» فى السياسة العراقية. عقب ثورات الربيع العربى ٢٠١١، اندفعت تركيا للتأثير وفرض النفوذ على الحكومات الجديدة. إيران اختارت الدفاع عن الأنظمة القائمة، خاصة فى سوريا، ثم شكلت محورا للمقاومة استثمرت فيه الكثير لبقاء الأنظمة ومناطحة إسرائيل وأمريكا. معهد «تشاتام هاوس» البريطانى للشؤون الدولية قدر أنها أنفقت على سوريا فقط منذ ٢٠١١، ما بين ٣٠ و٥٠ مليار دولار.

ورغم كل تلك الخلافات ظلت مصالح الدولتين متداخلة ومتقاربة. كلتاهما منزعجتان من الوجود الأمريكى بسوريا. أنقرة ترى أن دعم واشنطن للأكراد عقبة أمام جهودها لمنع فوزهم بالحكم الذاتى والانفصال. إيران لا تريد وجودا أمريكيا لا فى سوريا أو غيرها تطبيقا لشعارها: «طرد أمريكا من المنطقة». هناك اتفاق على رفض النظام العالمى الراهن. تركيا تقول إن العالم أكبر من خمسة، فى إشارة لأعضاء مجلس الأمن الدائمين، وإيران تدعو للتحول عن الهياكل الدولية القائمة وإقامة شراكة مع الصين.
لكن عالم ما بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، الذى نتج عن هجمات حماس على إسرائيل وما تلاه من عدوان وحشى إسرائيلى، قضى تقريبا على قوة حماس وشل إمكانات حزب الله، وتطور إلى انهيار النظام السورى، الأمر الذى خلق مشهدا جديدا تماما. بحسب جيمس جيفرى، نائب مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، فإن: «كل قطع الدومينو التى تمتلكها طهران سقطت. إسرائيل حطمت محور المقاومة لكن سقوط بشار نسف المحور». إيران تنظر للمستقبل بقلق وربما بخوف. أوراقها ذبُلت. إسرائيل، التى كانت تتردد فى مهاجمتها مباشرة، تجرأت عليها. صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت أن مساعدى ترامب يدرسون إمكانية شن ضربات جوية وقائية لمنعها من صنع سلاح نووى، بعد تقارير تقول إنها زادت خلال الفترة الأخيرة من معدلات تخصيب اليورانيوم المطلوب لإنتاج قنبلة نووية.

طهران فى موقف دفاعى حاليا بينما حظوظ وأوراق أنقرة فى صعود. تقريبا، حلت فى النفوذ بسوريا محل إيران أيام بشار. لكى تصل إلى ما وصلت إليه، عملت تركيا بدأب لتسليح وتجهيز المعارضة انتظارا للحظة الحسم. وزير الخارجية هاكان فيدان له تصريح لافت: «تركيا قد تتأخر فى فعل اللازم، لكنها تفعله بالنهاية». أهداف أردوغان إعادة اللاجئين، وأن تكون سوريا معبرا للتجارة التركية، وأن يحارب جيشها الجديد الأكراد المناوئين له. هذه الأوراق الجديدة ستساعده فى التعامل مع إدارة ترامب ولعب دور أكبر بالمنطقة. بعض القوميين الأتراك المتشددين المؤيدين لأردوغان لهم أطماع فى سوريا. دولت بهتشلى، رئيس حزب الحركة القومية، صرح، عقب دخول المعارضة السورية حلب قائلا: «حلب تركية مسلمة حتى النخاع. التاريخ والجغرافيا والحقيقة والأجداد يقولون ذلك، وأيضا العلم التركى الذى يرفرف فوق قلعة المدينة». هل يتبنى الرئيس التركى ذلك؟. المستقبل سيجيب.

ماذا تبقى من أوراق إيران؟ سانام فاكيل، الباحثة فى «تشاتام هاوس»، ترى أن طهران ستقوم بـ«إعادة انتشار» وهو مصطلح عسكرى يعنى الانسحاب المخطط، ومحاولة الحفاظ على ما بقى من محور المقاومة والاستثمار فى العلاقات الإقليمية من أجل النجاة من ضغوط ترامب المحتملة. أما تركيا، فهناك اندفاعة لملء الفراغ الذى تركته إيران، وهناك من يبالغ، ويقول إنه القرن التركى الجديد.

عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس الهيئة الوطنية للإستثمار يترأس الإجتماع الدوري التاسع لهيئة الرأي ويبحث عدداً من الملفات المتعلقة بعمل الهيئة
  • فيش وتشبيه الرئيس السورى القادم!!
  • هل عاد الزمن «العثمانلى»؟!
  • بعد موافقة مجلس الوزراء.. الموارد البشرية تستعرض سلم "الرواتب الهندسية"
  • عاجل | بعد موافقة مجلس الوزراء.. الموارد البشرية تستعرض سلم "الرواتب الهندسية"
  • وزير البترول يبحث مع نظيره القطري سبل التعاون وفرص الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج
  • وزير البترول يبحث مع نظيره القطري فرص الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج
  • مصر تشارك في اجتماع مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل رئيس الهيئة المصرية للإمداد والتموين الطبي
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي