خشية من الاتجار بالبشر واضطهاد النساء.. كمبوديا تسعى للحد من تأجير الأرحام فيها رغم ارتفاع الطلب
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يلجأ العديد من الأهالي الذي يرغبون بتكوين أسرة إلى الذهاب إلى كمبوديا للعثور على سيدة من الممكن أن تعرض رحمها للإيجار، أي لتكون أما بديلة. إذ ينتشر تأجير الأرحام هناك بسعر معقول، بعد أن تم تقييده في تايلاند والهند القريبتين. غير أن كمبوديا باتت تسعى إلى الحد من هذه الممارسة بسبب مخاوف عدة.
اعلانعانت كمبوديا منذ فترة طويلة من الاتجار بالبشر، خاصة فيما يتعلق بعمليات الاحتيال عبر الإنترنت والعمل القسري، الأمر الذي أضر بصورة البلاد بصفة عامة.
يتم استدراج هؤلاء النساء إلى كمبوديا من الخارج في الغالب. وهو الأمر الذي حدث مؤخرا عندما اكتشفت الشرطة أن هناك 24 امرأة أجنبية حامل تم اتهامهن بموجب القانون الكمبودي الخاص بالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.
حصل ذلك عندما داهمت الشرطة فيلا في مقاطعة كاندال بالقرب من العاصمة "بنوم بنه". وبعد ذلك وضعت النساء تحت الرعاية في مستشفى بنوم بنه، لكنهن قد يواجهن عقوبة السجن لمدة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات بعد ولادة أطفالهن.
طفلة في ولاية مشيغان الأمريكية ولدت من خلال أم بديلة Paul Sancya/APومن بين تلك النسوة، توجد 13 امرأة فلبينية يحملن أطفالا في أرحامهم ومتهمات بالعمل بشكل غير قانوني كأمهات بديلات في كمبوديا بعد استقطابهن عن طريق الإنترنت.
وينظر المسؤولون الكمبوديون إلى أولئك النساء على أنهن مجرمات تآمرن مع جهات مسؤولة عن تنظيم هذه العملية لتأجير أرحامهن، ثم بيع الأطفال من أجل الربح.
مستقبل تأجير الأرحام في كمبودياتواصل الحكومة الكمبودية اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الممارسة، وتنظر إلى تأجير الأرحام التجاري كشكل من أشكال الاتجار بالبشر الذي يعامل الأطفال كسلع.
وقال نائب وزير الداخلية في كمبوديا تشو بان إنغ إن المفاوضات التي تجرى عند تأجير الأرحام غالبا ما تبخس بقيمة الأطفال. ووعدت الحكومة بمراقبة الأمهات البديلات عن كثب واعتقال أي شخص يحاول تهريب الأطفال إلى خارج البلاد.
ومع ذلك، تستمر وكالات تأجير الأرحام في العمل سراً، تاركةً الآباء المستهدفين والبدائل على حد سواء في منطقة رمادية قانونية وأخلاقية.
Relatedبولندا تصدر مبادئ توجيهية جديدة لتيسير الوصول الآمن إلى الإجهاضاحتجاج لسيدات برازيليات أمام الكونغرس ضد مشروع قانون يقيّد حقوق الإجهاضتغير المناخ يتصدر عناوين الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية بسبب إعصار هيلينوقال بيل هوتون مؤسس وكالة سينسيبل أورثريشن المختصة في الحمل البديل (Sensible Orthration) إن الطلب على تأجير الأرحام سيبقى، طالما أن هناك أزواجا يعانون من العقم.
وأضاف أن من الضروري لوكالات تأجير الأرحام والآباء المحتملين أن يفهموا الأطر القانونية التي تحكم تأجير الأرحام في أي بلد يقصدونه من أجل الوصول إلى تلك الخدمة.
تأجير الأرحام.. التكلفة والبديليعتبر تأجير الأرحام بالشكل التجاري خدمة شائعة للغاية في جميع أنحاء العالم، ولكن مع قيام الدول بمواجهة إمكانية ممارسة الاستغلال عن طريق هذه الخدمة، أصبح من الصعب على الآباء المحتملين الحصول عليها.
يمكن أن تكلف خدمات تأجير الأرحام ما بين 50000 يورو و 200000 يورو في الدول الغربية. ونتيجة لذلك، يتجه بعض الأوروبيين إلى البلدان النامية للعثور على بدائل أقل تكلفة.
وأوضح هوتون أنه عندما تضطر وكالات تأجير الأرحام إلى الإغلاق بسبب حظرها على المستوى المحلي في أي بلد، فإنها غالبًا ما تنتقل إلى أقرب وجهة ذات تشريعات لا تقيد عمل تلك الوكالات.
وأضاف قائلاً: "لقد زادت خدمة تأجير الأرحام مؤخرًا لأنها أصبحت معروفة على نطاق واسع، وزاد توافر تأجير الأرحام، وأيضًا بسبب المشاهير الذين سلكوا هذا الطريق وأعلنوا عن كيفية تكوين أسرهم، الأمر الذي أدى إلى زيادة في الطلب".
لذا فقد قررت الحكومة الكمبودية اتخاذ إجراءات صارمة من خلال فرض حظر جرى تحديثه آخر مرة في العام 2016.
اعلانولم يقتصر الحظر على البلدان التي تتوفر فيها أمهات بديلة، بل في البلدان الأصلية للآباء الذين يبحثون عن بدائل في الخارج.
وقامت إيطاليا مؤخرًا بتجريم تأجير الأرحام في الخارج، ونحت هذا المنحى دول أخرى تسعى إلى الحد من هذه الممارسة.
والدان مثليا الجنس يلتقطان صورة مع ابنتهما خلال تجمع مفاجئ مؤيد للحمل البديل في روماAP Photo/Alessandra Tarantinoالضغط الاقتصادي الشديد والاستغلالما يزال مصير السيدات الفليبينيات الحوامل الثلاث عشرة غير واضح بعد أن قبض عليهن في كمبوديا.
وأوضحت ستيفاني ألبرت المتخصصة في المرأة والسلام والأمن في الفلبين، أن مواطنيها، وخاصة النساء، يشكلون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة المهاجرة في أكثرمن بلد. وقالت: "غالبًا ما يتم وعدهن بمبلغ كبير من المال، ويقبلن العرض بسبب اليأس وسعيا لحياة أفضل رغم كل المخاطر".
اعلانوأخبرت ألبرت يورونيوز أن هؤلاء النساء متحمسات للعمل كبدائل بسبب قلة فرص العمل ونقص الرعاية الصحية وضعف الضمان الاجتماعي في الفلبين. فهن يمكنهن الوصول إلى رعاية طبية أفضل من خلال حمل الأطفال، والحصول على تعويضات مالية كُنّ سيكافحن من أجلها.
هذا فضلا عن كون رداءة نوعية التعليم في المناطق الريفية تعني أن النساء اللواتي يوافقن على تأجير أرحامهن لا يتم إطلاعهن بشكل كامل في كثير من الأحيان على الآثار المترتبة على قراراتهن. وأوضحت:"في بعض الأحيان لا يفهمن العقود وشروط الاتفاقية التي يشاركن فيها".
المصادر الإضافية • Oman Al Yahyai
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيطاليا تقر قانونًا يجرم تأجير الأرحام في الخارج: عقوبات تصل إلى عامين وغرامات ضخمة نشطاء يرفعون الوعي بشأن العدد المقلق من الأطفال حديثي الولادة المهجورين في المجر كيف تتغير أدمغة النساء أثناء الحمل؟ العلماء يقدمون الإجابة تأجير رحم - حمل بديل حقوق المرأة الاتجار بالبشر مثليون ومتحولون ومزدوجون جنسيا جرائم جنسية الفلبين اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب تدخل يومها الـ384: الحصار يشتد شمال غزة وصواريخ حزب الله تمطر إسرائيل يعرض الآن Next رئيس وزراء جورجيا يتحدث لـ "يورونيوز" عن الانتخابات والهوية المسيحية ورغبة الانضمام للاتحاد الأوروبي يعرض الآن Next حرب حضارية ضد "الهمجية".. نتنياهو ينفي استهداف المدنيين ويؤكد عزمه على تحرير لبنان من الإرهاب يعرض الآن Next الخارجية الروسية: الاتفاق الاستراتيجي بين موسكو وبيونغيانغ يرتقي بالعلاقات إلى مستوى التحالف يعرض الآن Next هاريس تُحذر: ترامب "فاشي" وغير مؤهل للرئاسة الأمريكية اعلانالاكثر قراءة قتلى وجرحى في هجوم على مقر الشركة التركية لصناعة الفضاء في أنقرة بوتين يعلن عن تغييرات جوهرية في عالم متعدد الأقطاب وحضور غوتيريش قمة "بريكس " يثير الجدل الاتحاد الأوروبي يناشد الدول المشاركة في قمة "بريكس" الضغط على بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024روسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسإسرائيلقطاع غزةغزةحزب اللهكوريا الشمالية -نووي - تهديدعاصفةقمة دول البريكساتهامات Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة حقوق المرأة الاتجار بالبشر جرائم جنسية الفلبين الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة حزب الله كوريا الشمالية نووي تهديد عاصفة قمة دول البريكس اتهامات السياسة الأوروبية تأجیر الأرحام فی الاتجار بالبشر یعرض الآن Next فی کمبودیا
إقرأ أيضاً:
هل تخسر هاريس أصوات المهاجرات من أصول عربية بسبب غزة؟
في مايو/أيار الماضي، صرحت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أن الديمقراطيين لم يأخذوا التهديد الذي تشكله حركة مناهضة الإجهاض بجدية، واعتبرت أنهم كانوا غافلين عن العواقب المحتملة عندما كان دونالد ترامب في السلطة.
وبعد أن قامت المحكمة العليا بإلغاء قرار "رو ضد وايد" عام 2022، أكدت كلينتون أن التحذيرات التي أطلقتها خلال حملتها الانتخابية لم تُؤخذ بعين الاعتبار، وحذرت من أن استمرار سياسة مناهضة الإجهاض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية في البلاد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ترامب يغازل “القوميين المسيحيين” ليعود للبيت الأبيضlist 2 of 2نكاية في ترامب.. هاريس تختار هذا الموقع لمرافعتها الأخيرةend of list"رو ضد وايد" هو قرار تاريخي صادر عن المحكمة العليا الأميركية في عام 1973، الذي أقر حق المرأة في الإجهاض وألغى قوانين الولايات التي كانت تحظر هذه العملية. قررت المحكمة أن حق المرأة في اختيار الإجهاض ينتمي إلى حقوق الخصوصية المحمية بموجب التعديل الرابع عشر. هذا الحكم أصبح نقطة جدل كبيرة في السياسة الأميركية، وتأثر بشكل كبير بالأحداث الأخيرة، حيث ألغت المحكمة العليا هذا القرار في عام 2022، مما أدى إلى إعادة السلطة للولايات لتحديد قوانين الإجهاض.
بواسطة قضية "رو ضد وايد" واحدة من أكثر القضايا القانونية تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة
واعتبرت كلينتون أن النساء خذلنها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وأوضحت أن بعض النساء، خصوصا من الفئة البيضاء، لم يدعمنها كما كان متوقعا.
هيلاري كلينتون اعتبرت النساء خذلنها بالانتخابات الرئاسية لعام 2016 (الجزيرة)ويبدو أن حق المرأة في الإجهاض بات إحدى القضايا الأساسية التي قد تحدد مصير الانتخابات الأميركية، ففي المناظرة الأخيرة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس كان موضوع الإجهاض محورا رئيسيا للنقاش.
ودافع ترامب عن تعيينه 3 قضاة في المحكمة العليا، مشيرا إلى أنهم كانوا حاسمين في قرار إلغاء "رو ضد وايد". كما اتهم الديمقراطيين بدعم الإجهاض في مراحل متأخرة من الحمل.
وفي سياق النقاش حول الإجهاض المتأخر، أشار ترامب إلى أن النساء والأطباء يقررون "تنفيذ حكم الإعدام" على الأطفال بعد ولادتهم.
ومن جانبها، أكدت هاريس أهمية الحفاظ على حقوق الإجهاض، محذرة من أن انتخاب ترامب مجددا قد يؤدي إلى فرض حظر وطني على الإجهاض، واعتبرت أن قرار الإجهاض يخص المرأة وحدها وليس للحكومة شأن في ذلك.
ووصفت الإجهاض كحق أساسي من حقوق المرأة، مشددة على أن هذا الموضوع يجب أن يُترك للنساء ولأطبائهن فقط.
كما أشارت إلى أن سياسات ترامب قد تتسبب في تقييد الوصول إلى وسائل منع الحمل وعلاجات التلقيح الصناعي.
تعتقد 75% من الناخبات أن ترامب من المحتمل أن يوقع قانونا اتحاديا يمنع الإجهاض بعد 15 أسبوعا إذا تم تمرير مثل هذا القانون من قبل الكونغرس.
بواسطة استطلاع رأي
هل تنتخب الأميركيات هاريس؟اعتبرت نائبة الرئيس الإجهاض قضية وطنية تستقطب بها أصوات النساء، مما قد يشير إلى أنها نجحت في جذب تأييد كبير من الناخبات تحت سن الثلاثين. ووفقا لاستطلاع حديث، فإن 70% من النساء بهذه الفئة العمرية يفضلن هاريس، مقارنة بـ23% يؤيدن ترامب.
كذلك دفعت تصريحات ترامب بشأن الإجهاض إلى الاستجابة العاطفية ضده على مستويات عدة، إذ تضمنت تعليقاته عقوبات محتملة على النساء أدت إلى ردود فعل قوية بين الأميركيات.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "إيه بي سي" فجوة كبيرة بين الجنسين، حيث تقدمت هاريس على ترامب بـ14 نقطة (56% مقابل 42%) بين النساء، بينما تقدم ترامب مع الرجال بفارق 6 نقاط (51% مقابل 45%). وكانت نائبة الرئيس أيضا مدعومة بفارق 19 نقطة (59% مقابل 40%) مع نساء الضواحي.
الأصوات النسائية من أصول عربية ومسلمةلا تشعر دكتورة فاطمة بالارتياح تجاه برنامج هاريس الانتخابي، ولا تولي اهتماما كبيرا ببرنامجها الداعم لقرار الحق في الإجهاض. إذ تقول للجزيرة نت "هذا الأمر لا يخصنا بصورة مباشرة ولن يؤثر على الأسر العربية أو المسلمة".
وتابعت المواطنة التي عملت في مجال التعليم 15 عاما "ربما يؤثر ذلك على التعليم والمدارس، إلا أن الأساس يرجع إلى دور الأسرة، والمدارس الدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو غيرها، التي أصبحت ضرورة في الوقت الحالي، وسوف تساهم في حماية الأجيال الصغيرة".
وأوضحت فاطمة الحاصلة على الدكتوراة في استخدام التكنولوجيا بتعليم اللغات الأجنبية أنها دعمت الرئيس السابق باراك أوباما وجو بايدن بالانتخابات السابقة، إلا أن السياسات الأميركية بالشرق الأوسط والحرب على غزة باتت العامل الرئيسي في تقييمها للمرشحين في الانتخابات الحالية.
وأضافت "البرنامج الاقتصادي للمرشحين يعد محورا أساسيا في التقييم، إذ يربط كثير من الأميركيين بين الجمهوريين وتحسن الاقتصاد، إضافة إلى توافق القيم المحافظة للجمهوريين مع قيمنا العربية والإسلامية، إلا أن سياسات ترامب تجاه العرب والمسلمين واضحة ومتوقعة".
وبنظرة أكثر واقعية ترى أن المواطن وقع في فخ الاختيار بين السيئ والأكثر سوءا. وبينما لا تحظى هاريس بقبول لدى الناخبين، حتى وإن كان البعض يدعم فكرة ترشيح أول سيدة للرئاسة، إلا أنها لم تفز بهذه المكانة لدى الكثيرين. لذلك -حسب قول فاطمة فإن وجود مرشح ثالث قد يكون الحل المثالي الوقت الحالي، وربما يحصل على 5% من الأصوات ويفوز بدعم أكبر بالانتخابات المقبلة.
استطلاع رأي: تقدمت هاريس على ترامب بـ14 نقطة (56% مقابل 42%) بين النساء (رويترز)أما المواطنة أمل مقدادي (أردنية الأصل) فتؤكد أنها لم تشارك بالانتخابات خلال السنوات الماضية لأنها غير مقتنعة بسياسات الحزبين، فهما "لا يعملان لصالح الشرق الأوسط، ونحن دائمًا مع القضية الفلسطينية، بل هي محرك رئيسي في أصوات الكثيرين. ومن المؤسف أن كلاً من ترامب وهاريس سيستمران في طريق الحرب. وأنا، كما أخاف على أبنائي، أخاف أيضًا على أطفال فلسطين الذين يتعرضون للموت يوميًا." وتضيف "في المقابل، الإعلام لا يتحدث عن (المرشحة) جيل ستاين التي لها موقف إيجابي مما يحدث في غزة، لذلك سأنتخبها".
وحول أسباب رفضها لهاريس، تقول أمل "إذا كان ترامب ضد المهاجرين، فهاريس أيضًا لها تاريخ طويل في ترحيلهم. وبرنامجها الاقتصادي سيكمل ما أفسده بايدن خلال الأعوام الماضية. وبينما تهتم المرشحة الديمقراطية بجذب النساء تحت سن الثلاثين لموقفها من الإجهاض، تقول المواطنة "هناك تحديات أخلاقية يواجهها المسلمون والعرب في كثير من الولايات، الأمر أصبح مخيفًا، وسيدفعوننا للعودة إلى بلادنا لتربية أطفالنا".
وقد دفع الغضب من سياسات بايدن بالشرق الأوسط وتجاه الحرب في غزة الكثيرين لاتخاذ مواقف ضد انتخاب مرشحة الحزب الديمقراطي، هكذا ترى حنان مجدلاوي التي تقول للجزيرة نت "لن أنتخب هاريس، فهي لم تتخذ أي موقف إنساني تجاه ما يحدث في غزة. وهذا موقفي، أنا أكثر من كونه تصويتًا في بطاقة انتخابية. أجندة هاريس وترامب لصالح إسرائيل على مدى عقود".
وتتابع "هناك من ينتخب هاريس فقط لإزاحة ترامب من المشهد، ولكن الحقيقة أن هذا الخيار غير صحيح" مؤكدة "لسنا قطيعًا حتى نضطر إلى التصويت لترامب أو هاريس".
بينما تُوصف مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية بأنها "شخصية مستفزة لا تحظى بقبول لدى الكثيرين" من قِبل منة الله ذهني المولودة في الولايات المتحدة لأبوين مصريين.
وتقول منة الله، التي درست العلوم السياسية وحصلت على ماجستير اللغة والتخاطب، إنها حريصة على المشاركة بجميع الانتخابات منذ أن أتمت عامها الـ18 "ندمت على ترشيحي لبايدن وسأنتخب هذه المرة جيل ستاين، حتى يدرك الديمقراطيون أن أصواتنا لها قيمة، وهدفنا أن يحصل حزب الخضر على 5% من الأصوات ليحصل على التمويل الحكومي بالانتخابات اللاحقة".
وتتابع "هاريس منحت المنصة للحديث لليهود بأحد مؤتمراتها، وفي الوقت نفسه تجاهلت المسلمين تمامًا. هي لا ترانا، لذلك سنعلم الحزب درسًا هذه المرة أن أصواتنا كعرب ومسلمين مهمة، وحينما ستخسر هاريس ميشيغان سوف تدرك ما فعلته معنا."
الترشيح المرعلى العكس، تقف هبة عطية معلمة التاريخ بإحدى المدارس الإسلامية التي قضت 24 عامًا من حياتها بالولايات المتحدة، وتدعم الديمقراطيين في معظم الانتخابات. وهي تعتبر أن سياسات الحزب الديمقراطي غير معادية للمهاجرين العرب والمسلمين، ولذلك فهي تؤيد ترشيح هاريس. وفي المقابل، ترى أن سياسات ترامب عنصرية ويمتلك تاريخًا من التلاعب غير الأخلاقي -حسب وصفها- مما لا يجعلها تشعر بالأمان خلال فترة حكمه.
وتؤكد هبة أن المقارنة بين الوضع الاقتصادي خلال فترة حكم بايدن وترامب غير عادلة، ذلك لأن ما جناه الأخير كان إرث إنجازات أوباما الاقتصادية. وربما يسيطر الجمهوريون على الاقتصاد لصالح مرشحهم، ومن ثم قد يحاولون إفشال هاريس اقتصاديا بشتى الطرق.
وأوضحت المواطنة ذات الأصول الفلسطينية أن ترشيحها لهاريس ليس لكونها أول امرأة تصل هذا المنصب، ولا يعني لها دعمها للإجهاض والمثلية شيئًا. فهي -حسب حديثها للجزيرة نت- تقول "هذه قضايا فرعية لا تعنينا، وهي تخص أصحابها فقط ولن تُفرض علي كأميركية من أصول عربية." وتابعت "نحن نواجه تحديات أكبر من الإجهاض، وهم فقط يشغلوننا بهذه القضايا التي تم نقاشها لسنوات بل وتنظيمها داخليًا وفق قوانين كل ولاية".
وأردفت "سياسات الحزبين الخارجية واحدة، وإن اختلفت التصريحات، والواقع يؤكد أن هاريس وترامب يدعمان إسرائيل" لذلك ترى هبة أن تشتيت الأصوات لصالح مرشح ثالث قرار غير صائب لأن أحدًا لم يلتفت لهذه الأصوات.
بينما ترفض إيمان مسلم (ربة منزل) ترشيح ترامب لأي سبب، وتفضل هاريس فقط لاستبعاد المرشح الجمهوري من الساحة لأنه يقود العالم إلى الجنون، حسب وصفها.
وقد تنوعت المواقف ومبرراتها لدى الناخبات، لكن الغضب كان سائدا في محاولة لإثبات أن أصوات العرب والمسلمين ليست مجرد رقم بسيط في معادلة هاريس ترامب.