رسالة ماجستير متميزة بكلية الدراسات الإسلامية تُقارن بين تفسير كتابي «مفاتيح الغيب» و«اللباب في علوم الكتاب»
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
نوقشت رسالة علمية مهمة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالزقازيق، للباحثة آية عبد العظيم خضر، دارت حول مقارنة منهج الإمامين الرازي وبن عادل كشفت عن الخلفية العلمية الواسعة للإمام الرازي في تفسيره لسورة «النور» والاهتمام البارز من الإمام ابن عادل بالجوانب اللغوية.
وأوصت الدراسة أقسام التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، بضرورة تبني فكرة عقد مؤتمر دولي تحت عنوان: «التفسير المقارن.
ووجهت الدراسة عناية الباحثين والباحثات في مجال التفسير المقارن، إلى التركيز على جانب واحد من جوانب التفسير؛ كعلوم القرآن مثلا، أو اللغة، أو الأحكام الفقهية، أو المسائل العقدية والفلسفة، مشيرة إلى أن التركيز على جانب واحد منها سوف يسهم في إفراز بحوث علمية متعمقة تحظى بثراء علمي كبير.
جاء ذلك في الدراسة العلمية الجديدة التى تقدمت بها الباحثة آية عبد العظيم خضر، إلى قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق، وموضوعها: “مقارنة بين تفسير ”مفاتيح الغيب" للفخر الرازي المتوفى (٦٠٦هـ) وتفسير “اللباب في علوم الكتاب” لابن عادل المتوفى (٧٧٥هـ) من أول قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ..» النور آية (٢١) إلى قوله تعالى: (وكان ربك بصيرا) الفرقان آية (٢٠).. دراسة تفسيرية تحليلة"، وحصلت بها على درجة التخصص «الماجستير» بتقدير «ممتاز»، وناقشتها لجنة مكونة من أ.د. وردة عبد الرحمن عبد السميع _ رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية .. مشرفًا أساسيًا، و أ.د. تهاني حسانين البقلي- أستاذ التفسير وعلوم القرآن ..مشرفًا مشاركًا، و أ.د. عطية طه الزلمة - أستاذ التفسير وعلوم القرآن المتفرغ بالكلية .. مناقشًا داخليًا، و أ.د. جبر عز الرجال أبو زيد - أستاذ التفسير وعلوم القرآن المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة .. مناقشًا خارجيًا.
وكشفت الدراسة في نتائجها، عن أن الخلفية المرجعية للإمام الفخر الرازي المتمثلة في تفوقه في علم الكلام والفلسفة؛ فضلًا عن إحاطته بمجموعة من العلوم والمعارف السائدة في عصره؛ قد ألقت بظلالها على تفسيره لكتاب الله؛ إذ لم يلتزم بما درج عليه المفسرون من قبله؛ فتوسَّع كثيرًا في عرض المسائل والإجابة عنها، وناقش كثيرًا من المسائل العلمية ؛ كتوسعه في الحديث عن الطيور والحيوانات والحشرات، وأدخل كثيرًا من معطيات المعارف الفلسفية في تفسيره لبعض الآيات، كتوسعه في تفسير لفظ «النور»، وإطلاق اسم «النور» على الله تعالى في قوله: «الله نور السماوات والأرض..».
وأكدت الدراسة اهتمام الإمام ابن عادل بتوظيف المباحث اللغوية في تفسيره، ومن أبرزها ما يتعلَّق بالجانب الصرفي في منهجه في الاشتقاق، والجانب النحوي عنده، وتابعه للأوجه المختلفة في المسألة الواحدة، ويُظهر ذلك جليًا موقفه من القراءات القرآنية، كما تميز بربطه بين الإعراب والمعنى.. وذلك مثل تفسيره لكلمة “الأيامى” في قوله تعالى: «وأنكحوا الأيامَى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم..» مفصلًا القول في الأصل اللغوي لكلمة «أيِّم» ومعناها، ومستدلًا بالعديد من الشواهد الشعرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بکلیة الدراسات الإسلامیة التفسیر وعلوم القرآن
إقرأ أيضاً:
سمسار السلطة الكتاب الأكثر تأثيرا في تاريخ الولايات المتحدة
في مقال نُشر في مجلة فورين بوليسي، تناول أستاذ التاريخ والشؤون العامة بجامعة برينستون، البروفيسور جوليان زيليزر، بالتحليل كتاب "سمسار السلطة" للمؤلف والصحفي الأميركي روبرت كارو.
والكتاب الذي صدر قبل نصف قرن، وتحديدا في عام 1974، يغوص في سراديب السياسة الأميركية، ويمكن للناخبين أن يستلهموا منه الدروس والعبر قبيل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي ستُجرى الأسبوع المقبل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤرخ إسرائيلي: غزة لم تعد موجودة وما يحدث فيها إبادة جماعيةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرفض وقف الحرب بغزة ويوافق على صفقة جزئيةend of listوفي سرد قصصي مثير للاهتمام، يأخذ كارو القراء في رحلة عبر حياة روبرت موزيس، البيروقراطي وصاحب النفوذ السياسي في نيويورك، الذي صعد إلى قمة السلطة السياسية واستخدم سلطته لإعادة تصميم المدينة والمناطق المحيطة بها، وغالبا ما كان ذلك على حساب العائلات العاملة التي وقفت في طريق طموحاته.
ووفقا لأستاذ التاريخ زيليزر في مقاله، فإن هذا الكتاب الشهير الحائز على جائزة بوليتزر في عام 1975، يقدم حتى اليوم درسا رئيسيا في السياسة.
أشاد به رؤساء أميركيونوقد أشاد رؤساء أميركيون بتأثير الكتاب على حياتهم المهنية. وعنه قال الرئيس السابق باراك أوباما -أثناء تقليده كارو "الوسام الوطني للعلوم الإنسانية"- "قرأت كتاب سمسار السلطة عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري وكنت مفتونا به، وقد ساعدني بكل تأكيد في تشكيل طريقة نظرتي للسياسة".
ويتيح الكتاب للناخبين فرصة التأمل في التأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه الشخصية الأخلاقية والمعنوية لمن يتولى السلطة، على حياة المواطنين.
وعلى الرغم من أن السِفر الذي كتبه كارو يركز على مسؤول من نيويورك لم يحصل على أي صوت، فإن الدروس المستفادة من حياة روبرت موزيس وثيقة الصلة للغاية بجميع مستويات الحكم، ويمكن حتى لرئيس الولايات المتحدة المقبل أن يستمد العبر منه.
روبرت كارو يخاطب الجمهور أثناء مناقشة لكتابه (سمسار السلطة) في 29 مارس/آذار 2013 في مدينة نيويورك (غيتي) جزء صادمويروي كارو في كتابه كيف أن موزيس تعمد بناء الجسور على طريق "ساوث ستيت باركواي" على مستوى منخفض جدا يحول دون استخدام العديد من ركاب الحافلات السود للطريق السريع، ومن ثم، حرمانهم من الوصول إلى الشواطئ.
وفي إشارة إلى هذه القصة التي اعتبرها زيليزر في مقاله أحد أكثر الأجزاء الصادمة في الكتاب، قال وزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ خلال مناقشة في عام 2021 حول تصميم الطرق السريعة "إذا بُني طريق سريع بغرض التفريق بين حي للبيض وآخر للسود، أو إذا أُنشئ ممر سفلي بحيث لا يمكن لحافلة تقل أطفالا معظمهم من السود والبورتوريكيين أن تمر به إلى الشاطئ.. فهذا يعكس بوضوح العنصرية التي تخللت خيارات تصميم تلك الطرق".
ويتتبع الكتاب، الذي استغرق تأليفه حوالي 7 سنوات، صعود موزيس إلى السلطة بتفاصيل دقيقة. فبعد إكمال تعليمه في جامعات ييل وأكسفورد وكولومبيا، انطلق موزيس -المولود في مدينة نيو هيفن بكونيتيكت، ونشأ في نيويورك- لتحقيق النجاح في عمله بحكومة مدينة وولاية نيويورك.
النزعة التقدمية الإصلاحيةلقد كان يطمح في البداية إلى تجسيد المُثُل العليا للنزعة التقدمية الداعية للإصلاح، وذلك من خلال دعم إنشاء وتوسيع المتنزهات الجميلة وإنشاء الطرق السريعة والجسور لتسهيل حركة الناس إلى مناطق أوسع في الولاية، وبناء المؤسسات الثقافية التاريخية والملاعب ومناطق الاستجمام على الشاطئ.
وبدأ موزيس حياته المهنية في عشرينيات وثلاثينيات القرن المنصرم حيث عمل في عدة وظائف في المدينة والولاية قبل أن يصبح رئيسا للجنة "لونغ آيلاند ستيت بارك" ورئيسا لمجلس ولاية نيويورك للمتنزهات.
وفي عام 1927، استغل فترة عمله لمدة عامين في عهد حاكم ولاية نيويورك آل سميث لتوسيع سلطته بسرعة باعتباره وزيرا لخارجية الولاية. وعلى مر العقود، كان موزيس يراكم الوظائف مستخدما دهاءه باستمرار لتوسيع سيطرته على حكومة الولاية.
انهيار مثاليته التقدمية
ومع مرور الزمن، انهارت مثالية موزيس التقدمية تحت وطأة اندفاعه الذي لا يرحم نحو السلطة. وبفضل رأسماله السياسي الهائل وتحكمه في أموال الحكومة، أصبح شخصا لا يمكن المساس به من الناحية العملية. ومع تعاقب الزعماء على منصبي العمدة والحاكم، ظل موزيس هو العنصر الثابت. ولما لم يكن يتعرض للمساءلة، تحول تعطشه الجامح للبناء إلى مأساة.
وقضى حبه للسيارات على إمكانيات النقل الجماعي، فيما نزحت مجتمعات بأكملها من العمال الأميركيين فقط ليتمكن من الاستيلاء على ممتلكات ثمينة لمشاريعه. وإذا وقف أحد في طريقه، يتحول إلى أداة هدم بشرية. وقال موزيس ذات مرة "إذا كانت الغاية لا تبرر الوسيلة، فماذا يُبرّرها؟".
وليس من المستغرب -برأي زيليزر- أن يصبح كتاب "سمسار السلطة" أحد أكثر الأعمال غير الروائية مبيعا، حيث بيع منه أكثر من 40 ألف نسخة في عام 2024 وحده.
ليست مفسدة مطلقةوفي السنوات التي تلت نشر الكتاب، حرص كارو على توضيح أن الطريقة التي استغل بها موزيس سلطته لم تكن قدرا محتوما حسب اعتقاده. وقال كارو إن "السلطة ليست مفسدة مطلقة. وما تفعله السلطة دائما هو الكشف (عن المستور)"، مضيفا أنه عندما يصبح المرء في موقع لم يعد يضطر معه إلى القلق، "عندها سترى ما كان ينوي فعله على الدوام".
وبهذا التمييز المهم، جادل كارو بأن السلطة السياسية يمكن أن تُستخدم للخير أو للشر. وبعبارة أخرى، فإن ما تكشفه حياة موزيس هو أن الأفراد ذوي التفكير المعتل يمكن أن يفسدوا السلطة السياسية التي عُهد بها إليهم. وهذا هو الأمر الذي يجب أن نبقى يقظين من أجله، وفق مقال فورين بوليسي.
الجدير بالثقةوفي هذه الانتخابات، وعلى الرغم من كل النقاشات التي تدور حول التضخم والهجرة والحقوق الإنجابية، فلعل السؤال الأكثر أهمية على الإطلاق، والذي يطرحه "سمسار السلطة" -برأي كاتب المقال- هو: من الذي يمكن للناخبين أن يثقوا به لتولي السلطة؟
واستعان كارو بشخصية موزيس في الغوص في سراديب السلطة السياسية وكيف يمكنها تقويض الديمقراطية عندما لا يخضع صاحب السلطة لرقابة الناخبين. لكن الأميركيين تعلموا أنه حتى التصويت لا يوفر نظاما آمنا يحميهم من القوى المعادية للديمقراطية.
ويُسقط أستاذ التاريخ في مقاله التحليلي قصة موزيس على الراهن السياسي في أميركا اليوم، مشيرا إلى أن هناك خلافات كثيرة حول ترشيح كامالا هاريس لمنصب الرئيس. لكنه يعتقد أيضا أن مصادر التوتر الرئيسية تميل إلى التركيز على أنماط السياسات التي تؤيدها ومدى مسؤوليتها عن الإخفاقات التي يدعي البعض أنها نتجت عن فترة ولاية الرئيس جو بايدن.
أما الحزب الجمهوري، فلم تكن هناك -خارج دوائره الأكثر تشددا- نقاشات واسعة حول ما إذا كان يمكن الوثوق بهاريس في تنفيذ المسؤوليات الأساسية للحكم.
مخاوف أثارها الكتابإن المخاوف التي أثارها "سمسار السلطة" تتعلق أكثر بالخيار الذي يواجهه الناخبون مع المرشح الجمهوري. فالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان في قلب الجهود "الممنهجة" لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لعام 2020، والذي استمر في الترويج لإنكار نتائجها، تعيد إلى الواجهة القضايا التي أثارها كارو في كتابه.
وبحسب ما ورد في المقال الذي نحن بصدده، فإن الأمر لا يقتصر على استمرار ترامب في تهديد النظام الانتخابي فحسب، بل إنه كان صريحا أيضا بشأن نيته التخلي عن جميع الحواجز عند ممارسة السلطة الرئاسية، بما في ذلك التهديدات التي أطلقها علنا باستخدام الجيش ضد أعدائه المحليين.
ويوجه زيليزر، في ختام مقاله، حديثه للناخبين الأميركيين قائلا إن عليهم أن يتذكروا -عند إدلائهم بأصواتهم عبر البريد أو في مراكز الاقتراع يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- الأثمان الباهظة التي ما انفك سكان نيويورك يدفعونها بسبب استغلال موزيس نفوذه وسلطته في الماضي.