قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الأولى)
أسامة عيدروس
24 أكتوبر 2014م
الدندر شرك أم زريدو:
لا يمكن تخيل حجم الزلزال الذي أصاب مليشيا الدعم السريع منذ بداية عمليات عبور الجسور في ولاية الخرطوم. ففي وقت متزامن انفتحت القوات المسلحة وقوات مكافحة الإرهاب والقوات المشتركة وقوات الاحتياط من المقاومة الشعبية المسلحة في عمليات مدروسة غيرت مسرح العمليات تماما.

ورغم المعنويات العالية ومهرجانات الفرح التي عمت السودانيين أينما كانوا إلا أن نجاح العبور لم يشكل إلا بداية التحرك بقوة نحو إحكام السيطرة في نقاط حاكمة تدمر كل خطة المليشيا العسكرية وتجعلها بدون خيارات سوى التسليم والاحتكام لصوت العقل والقبول بحقن دماء جنودها الذين دخلوا محرقة لا قبل لهم بها بسبب سوء التقدير من قبل قيادتهم وإصرار الدولة الراعية للتمرد على تدمير السودان بأي ثمن.
في وقت واحد واجهت المليشيا هجوم القوات المشتركة في شمال دارفور وفي غرب ووسط دارفور مما أجبرها أولا للتراجع من الفاشر بعد فشل 142 هجوما على المدينة لم يثمر إلا في القضاء على قادة المليشيا ومقتل الالاف من الشباب من فزع المليشيا وأبناء القبائل او من المرتزقة من خارج الحدود. اضطرت المليشيا الآن إلى التحرك بعيدا عن الفاشر من اجل تغيير استراتيجيتها والتصدي للزحف القادم من المشتركة في كل الاتجاهات أملا في كسر شوكتها ثم العودة من جديد لمحاصرة الفاشر بغرض اسقاطها. غير أن صعوبة مهمة المليشيا هي أنها الآن لا تعرف من أين ستأتيها الضربة القادمة ليس فقط لعدد المتحركات الكبير المنتشرة في صحاري شمال دارفور أو وسط وغرب دارفور، بل لأن المليشيا لم تكن مستعدة لأي تعديل على خطتها القاضية بإسقاط الفاشر ثم الزحف نحو الشمالية. الآن أصبح الوضع حرجا حتى صار قادة المليشيا وبعض رجالات الإدارة الاهلية يظهرون في فيديوهات يائسة يقسمون فيها بكل غال وعزيز ويهددون القبائل بالموت إن لم ترسل أبناءها لفزع قوات المليشيا المدحورة. ويبدو أن الفزع أصبح عزيزا بعد أن زالت هالة الانتصارات الزائفة للمليشيا في بداية الحرب.
أجبرت هزيمة الدعم السريع في جبل موية قائد المليشيا للخروج بخطاب مرتبك عبر عن حقيقة وضع المليشيا التي تتحرك بخطة واحدة فقط هي الانتشار والاجتياح حتى آخر نقطة فيها الجيش السوداني والحكومة السودانية بغرض انهيار الجيش. وقد أصبح جبل موية قاعدة مهمة في هذه العملية ظهرت فيه جهود الدولة الراعية للتمرد والتي كدست أحدث الأسلحة والعتاد دون أن يخطر ببالها أنها ستقع جميعا لقمة سائغة في يد الجيش السوداني. كانت الخطة تقضي بانتظار نهاية الخريف واستخدم قاعدة جبل موية كمركز للفزع يتم عبره الدفع بالآف المرتزقة الأجانب لسنجة ثم شرقا الى السوكي والدندر والانطلاق منها نحو الرصيرص بشرق النيل الأزرق وإلى القضارف ثم كسلا وبورتسودان. لهذا جزعت المليشيا وحلفاؤها أشد الجزع من تحرير جبل موية على يد القوات المسلحة والقوات المشتركة وقوات مكافحة الإرهاب والمقاومة الشعبية المسلحة.
بهدوء بعدها بدأ الجيش بالضغط من الأطراف حيث تحرك جيش الفاو ووصل نقاطه المفترض الوصول إليها وتحركت الشرقية لتستلم الدندر وبعدها السوكي لتقع الميشيات في سنجة في شرك “أم زريدو” لا تستطيع الهروب ولا يأتيها إمداد، وتحريرها عنوة بيد أبنائنا قارب على الحدوث.
في الحلقات القادمة نرسم بالضبط الصورة الكاملة للشلل الذي أصاب الدعم السريع والخطوط التي ترسمها القوات المسلحة لتكتمل فرحة النصر.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جبل مویة

إقرأ أيضاً:

القوات المسلحة: لا صحة لما يتم تداوله حول مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ المتحدث العيكري، أن  القوات المسلحة نفت  بشكل قاطع ما تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي والحسابات المشبوهة وما يتم ترويجه من مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية جملة وتفصيلًا.

وأكدت أنه لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل.

وتابع:" وإذ تهيب  بالجميع تحري الدقة فيما يتم تداوله من معلومات، وتؤكد على أن القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والزود عن شعبه  العظيم".

مقالات مشابهة

  • الجيش المصري يرد على مزاعم التعاون مع إسرائيل في عملياتها العسكرية
  • القوات المسلحة: لا صحة لما يتم تداوله حول مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية
  • الفريق أول شنقريحة يستقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية
  • الجيش الروسي يحرر بلدة ياسنايا بوليانا في جمهورية دونيتسك الشعبية
  • ياسر العطا يتحدث عن “شيطان السودان” أمام القوات المشتركة وكتائب الثوار
  • قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثالثة)
  • قيادة الجيش بالفاشر: القوات ثابتة ومتقدمة
  • والى القضارف يستقبل القائد مصطفى تمبور ووفده من أعيان ورموز دارفور
  • قاعدة الزرق
  • بالصور.. قائد القوات المشتركة يبحث مع عضو بـ”الرئاسي اليمني” أوجه التعاون