هكذا تقرأ الأطراف السياسية اللبنانية الحرب مع إسرائيل
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
بيروت- لم تخفِ القوى السياسية اللبنانية، بمختلف انتماءاتها، مواقفها من التصعيد العسكري بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله منذ فتح الحزب جبهة الجنوب لدعم غزة ونصرة أبنائها.
ومع استمرار هذه المواجهات وتحولها إلى حرب "ضروس" على لبنان، تعالت أصواتها خصوصا مع طول أمدها، ذهبت بعض القوى السياسية إلى اعتبار أنها "ليست حرب لبنان"، مشيرة إلى ما قد تسببه من آثار كارثية على الشعب اللبناني بكل طوائفه، في ظل الأزمات التي تعصف بالبلاد.
ومنذ سنوات، يعيش لبنان سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية المتتالية، بدأت بالانهيار الاقتصادي في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتفاقمت مع جائحة كورونا في عام 2020، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2021، وصولا إلى الفراغ الرئاسي في أكتوبر/تشرين الأول 2022 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون.
أولوياتوجاء فتح جبهة الجنوب دعما لغزة بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي تلتها الحرب على لبنان في سبتمبر/أيلول 2024، لتزيد من تعقيد المشهد وتفاقم الخلافات بين القوى المختلفة.
وترى بعض القوى السياسية أن الأولوية اليوم تكمن في وقف الحرب قبل مناقشة مختلف القضايا الداخلية، وهو ما تؤكده كل من حركة أمل وحزب الله، إذ يشددان على أنه "لا تفاوض تحت النار". وقد أوكل الحزب مهمة التفاوض السياسي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ومع ذلك، لم تتفق هذه القوى بعد على ترتيب الأولويات؛ إذ تطالب أحزاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"التيار الوطني الحر" بانتخاب رئيس للجمهورية أولا، مع فصل هذا الاستحقاق عن الحرب الجارية، والسعي إلى فصل لبنان عن تداعيات الصراع في غزة.
ويرى عضو كتلة التنمية والتحرير (الكتلة البرلمانية لحركة أمل) النائب قاسم هاشم أن الاعتقاد بأن الصراع مع إسرائيل يقتصر على حزب سياسي واحد يعكس عدم فهم طبيعة هذا النزاع وتاريخه.
وأكد -للجزيرة نت- أن الصراع مع "هذا العدو ليس وليد اللحظة، بل مستمر منذ 76 عاما، وهو معركة مفتوحة لا يمكن حصرها بفصيل سياسي معين". وأضاف "صحيح أن جهة معينة تقود المواجهة حاليا. لكن في الواقع، لبنان بأكمله معني بهذا الصراع".
وحسب هاشم، "حمل بعض اللبنانيين (المقاومة) السلاح دفاعا عن الوطن، لكن المواجهة مع العدو تخص جميع اللبنانيين". وأضاف أن العدوان الإسرائيلي توسع اليوم ليشمل مناطق مختلفة من البلاد، فلم تعد تقتصر الاعتداءات على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بل شملت أيضا جبل لبنان والشمال.
وتابع أنه على الرغم من التزام لبنان بالقرار 1701 منذ البداية، فإن إسرائيل لم تفعل ذلك، وإن المطلوب اليوم هو وقف العدوان والشروع في تنفيذ القرار بطريقة متوازنة بين الجانبين. وأضاف أن لبنان أعلن التزامه به بمختلف مكوناته السياسية، إلا أن غياب الإرادة الأميركية، التي تعد الشريك الأساسي في هذا الملف، عرقل عملية التنفيذ ووقف العدوان.
رغم الخلافاتمن جانبه، يرى عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر أن أي مواجهة بين أي فريق لبناني وأي "معتدٍ خارجي" تستوجب الوقوف إلى جانب اللبناني. وأكد أنه رغم الاختلافات الداخلية بين التيار وحزب الله فإن التيار يدعم أي جهد لبناني لمواجهة الاعتداءات الخارجية.
وفي تصريحه للجزيرة نت، قال الأشقر إن التيار الوطني لديه عدد كبير من الملاحظات على أداء الحزب في الملفات الداخلية، ويختلف معه في قضايا داخلية متعددة. ورغم ذلك، يرى أن هذه الملفات يجب أن تُبحث في وقت لاحق، فالأولوية في الوقت الراهن هي لمواجهة الاعتداءات الخارجية.
وشدد على أن التيار يقف إلى جانب أي لبناني يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، ويرفض أي تعدّ على حدود لبنان البرية والبحرية أو الجوية. وأشار إلى أن أي جهد يقوم به حزب الله لدحر العدوان الإسرائيلي يحظى بدعم التيار.
من جهته، أوضح أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر -للجزيرة نت- أن الموقف الأساسي لحزبه يتمثل في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار (1701) وانتشار الجيش اللبناني. وأكد أن لبنان ملتزم بتنفيذ هذا القرار، ولكن إسرائيل تستمر في عدوانها المدمر، مستهدفة الحجر والشجر والبشر على حد سواء، وأن الاعتداءات تطال المدنيين بشكل واضح.
وأشار ناصر إلى أن الوضع الحالي يزداد خطورة مع اتساع دائرة الاعتداءات الإسرائيلية، فلم تقتصر على الجنوب والضاحية، بل امتدت إلى أطراف بيروت، بعد أن تعرض وسط العاصمة لغارات الأسبوع الماضي.
ثمن الحرب
أما مسؤول جهاز الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور فيرى أن "حزب الله لا يحق له إعلان الحرب على إسرائيل، وأن هذا القرار من صلاحيات الدولة اللبنانية وحدها وليس الحزب".
وبرأيه "ارتكب الحزب خطأ كبيرا في 8 أكتوبر/تشرين الأول عندما أعلن الحرب على إسرائيل"، واصفا هذا الفعل "بالخطيئة بحق لبنان"، كما يقول للجزيرة نت.
وأضاف جبور أن "ما يحدث منذ ذلك التاريخ حتى اليوم من دمار وخراب وموت هو نتيجة مباشرة لقرار حزب الله، فهو اتخذ هذا القرار رغم معرفته بأن أغلب اللبنانيين لا يريدون الحرب، وذلك ما جعلهم عالقين بين نيران إسرائيل وإيران"، حسب تعبيره.
ووفقا له، فإن "الحزب ينفذ حربا قررتها إيران على الأراضي اللبنانية، ولا علاقة للبنانيين بها ولا مصالح لهم فيها، مما يجعل هذا الأمر مرفوضا بشكل قاطع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت حزب الله
إقرأ أيضاً:
الحركة الشعبية لتحرير السودان “التيار الثوري الديمقراطي” بيان حول إجتماع المكتب القيادي
انعقد يوم أمس الأحد، الموافق 16 مارس 2025، اجتماع المكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس، نائب الرئيس ، والأمين العام، حيث تم مناقشة الوضع الانساني والسياسى وإعتقال رئيس الحركة الشعبية فى العاصمة الكينية نيروبى وقضية إستهداف القوى المدنية، ومراجعة التكاليف السابقة وقضايا بناء (صمود)
الحركة الشعبية لتحرير السودان
التيار الثوري الديمقراطي
بيان حول إجتماع المكتب القيادي
انعقد يوم أمس الأحد، الموافق 16 مارس 2025، اجتماع المكتب القيادي القومي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، بحضور الرئيس، نائب الرئيس ، والأمين العام، حيث تم مناقشة الوضع الانساني والسياسى وإعتقال رئيس الحركة الشعبية فى العاصمة الكينية نيروبى وقضية إستهداف القوى المدنية، ومراجعة التكاليف السابقة وقضايا بناء (صمود) والجبهة المدنية، والموقف من المائدة المستديرة، وإعتمإد خطة الأمين العام.
توصل الاجتماع إلى الآتي:
♦️السياسة تبدأ بالإغاثة:-
أكد المكتب القيادى مجدداً ان المدخل الصحيح للعملية السياسية يبدأ بخارطة طريق كاملة وحزمة موحدة مدخلها معالجة القضايا الإنسانية كأولوية قصوى ، ووقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية وإطلاق سراح الاسرى والمحتجزين وحماية المدنيين وبآلية مراقبة وتحقق إقليمية ودولية، إن معالجة الأزمةالإنسانية ترمى لتهيئة المناخ للحل النهائي وتتيح للمدنيين العودة لقراهم ومدنهم وتوسع دائرة الفضاء المدني وتقلص دائرة الفضاء العسكري حتى تكون العملية السياسية ذات مصداقية وبعد شعبى ومشاركة جماهيرية وملزمة لطرفى الحرب .
♦️تقرير للأمم المتحدة أكثر من ( 10 الف) محتجز عند طرفى الحرب، ندعو لحملة واسعة لإطلاق سراحهم:-
أشار تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا حول مراكز الإحتجاز بولاية الخرطوم والتى كانت تأوى أكثر من 9 ملايين شخص قبل الحرب وأصبحت مركزا للإحتجاز غير القانونى وممارسة الإنتهاكات الواسعة، وإستخدم التقرير صور للأقمار الصناعية والمقابلات وأكد أن النزاع فى السودان يخضع للقانون الإنساني الدولي، وإن على طرفى الحرب حماية المحتجزيين وتوفير الحد الأدنى من ظروف الإحتجاز، وإن المحتجزيين شهدوا التعذيب وسوء المعاملة وإستخدم الأطفال كحراس، وأن هنالك مقابر جماعية، وخلص التقرير إلى توصيات، وكشف عن صورة قاتمة لإنتهاكات حقوق الإنسان مما يتتطلب وضع هذه القضية فى صلب اجندة القوى الديمقراطية ومراصد حقوق الإنسان لمنظمات المجتمع المدني وتسليط الضوء عليها إعلامياً والعمل على إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين ووقف الانتهاكات.
♦️ المدنيين فى مدننا التاريخية الخرطوم، الفاشر، والأبيض تحت مرمى النيران، ماذا نفعل؟
تزداد غلظة الإعتداءات على المدنيين وفى شهر رمضان الكريم! وقد شهدت مدن وقرى تاريخية قتل وتشريد المدنيين ووضعهم تحت مرمى النيران، إن ما يحدث فى الخرطوم والفاشر والأبيض وغيرها من قرى ومدن السودان التاريخية يشكل جرائم حرب مكتملة الأركان ومن المؤسف إن حملات التضامن والإدانة والعمل لوقف هذه الجرائم لا يرقى لمستوى الحدث، إننا نحتاج إلى افعال تقابل وحشية هذه الجرائم وتسلط الضوء على ما يجرى فى بلادنا ضد المدنيين، إن الحرب الحالية هى حرب ضد المدنيين فى المقام الأول .
♦️الكتلة المدنية أكبر من كتلتى الحرب وضرورة إستقلاليتها ووحدتها:-
بلورة هذه الحرب ثلاث كتل:
1- الكتلة المدنية، كتلة قوى الثورة والقوى الديمقراطية، وتشكل الجبهة المعادية للحرب، وتمثل مصالح جموع الشعب السوداني وحقه فى السلام والحرية والعدالة. هذه الكتلة هى كتلة المستقبل والثورة وتحتاج أن تبنى منبرها المستقل الموحد.
2- كتلة الجيش وحلفاءه.
3- كتلة الدعم السريع وحلفاءه .
♦️قوى الثورة يجب أن لا تسمح بإستخدامها كديكور لقسمة السلطة ! :-
تجاربنا السابقة وتجارب البلدان ذات الأوضاع المماثلة تؤكد إن الحرب الحالية فى الغالب الأعم سيكون الإتجاه لحلها على حساب التحول المدني الديمقراطي وبقسمة سلطة بين طرفى الحرب مع إستخدام المدنيين كديكور و( تمومة جرتق) لقسمة السلطة والحلول على طريقة الوجبات السريعة، مما يستدعى وحدة القوى المدنية ومقاومة الحلول القائمة على قسمة السلطة ورفضها، حتى وإن تتطلب ذلك مواصلة النضال بعد الحرب ورفض الحل القائم على إقتسام السلطة والذى لا يؤدى إلى معالجة جذور الأزمة.
♦️بناء (صمود) والجبهة المدنية والموقف من المائدة المستديرة:-
تحالف صمود بعد الأزمة التى حدثت فى تقدم يحتاج إلى إنتاج خطاب سياسي جديد ومستقل ويعالج هياكله المؤقتة إلى هياكل دائمة متراضى عليها وقادرة على إنجاز مهامه، ونحتاج إن ننجز ذلك فى أقصر وقت وبآليات مناسبة، كما يتحتم علينا أن نمضى فى بناء الجبهة المدنية وإكمال ما تم من قبل وخصوصاً مع القوى التى شاركت بفاعلية فى سبيل بناء الجبهة المدنية وعلى رأسها حركة وجيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور وحزب البعث الأصل وكل من يرغب في بناء الجبهة المدنية لقوى الثورة كحلف إستراتيجى، والمائدة المستديرة يجب أن تكون بدايتها بناء كتلة قوى الثورة والجبهة المدنية والإتفاق على رؤية موحدة قبل المائدةالمستديرة لا بعدها.
♦️ إعتماد خطة الأمين العام :-
ناقش الإجتماع مواصلة العمل الجاد لبناء التيار الثوري الديمقراطي فى الداخل والخارج فى ظروف الحرب المعقدة، وإعتمد خطة يشرف عليها الأمين العام بعد أن أدخل عليها التعديلات والملاحظات الضرورية.
أخيرا ناقش الإجتماع الملابسات التى صاحبت إيقاف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثورى الديمقراطى فى العاصمة الكينية نيروبى، وأكد إن ما حدث هو جزء من حملة تستهدف قوى الإنتقال المدنى الديمقراطى ويجب أخذها بجدية ومعالجتها مع أصدقاءنا فى كافة دول الجوار والمجتمع الدولى.
وثمن المكتب القيادي حملة التضامن الواسعة داخل وخارج السودان وتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لكل من شارك فيها.
# لا- لحرب أبريل
# نعم_لثورة_ديسمبر
#أطلقوا سراح المعتقلين والمحتجزبن
#أوقفوا الحرب فى مدننا التاريخية وفى كل السودان
17 مارس 2024