مودي يشيد بتعزيز العلاقات مع روسيا وسط استياء أميركي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالعلاقات المتنامية بين بلاده وروسيا، وذلك خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة بريكس التي عُقدت في قازان عاصمة جمهورية تترستان.
وقال مودي في تصريحات متلفزة اليوم الثلاثاء: "زيارتي لروسيا مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية توضح علاقتنا الوثيقة وتعزيز صداقتنا".
وأصبحت هذه الصداقة وفق وكالة بلومبيرغ مصدر إزعاج لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث تُعد روسيا مزود نفط رئيسي للهند، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للسنة الثالثة على التوالي.
ورغم دعوات الهند لحل النزاع بشكل سلمي، فإنها أصبحت ثاني أكبر مورد للتقنيات المحظورة لروسيا.
وتواصل الولايات المتحدة محاولاتها للضغط على الهند، لكن قدراتها محدودة بسبب الأولويات الإستراتيجية المتنافسة مع واشنطن، مثل تعزيز العلاقات مع الهند لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا على حد ذكر بلومبيرغ.
ويُعد اجتماع مودي وبوتين الثاني خلال 3 أشهر فقط، بعد أن أشاد مودي في يوليو/تموز ببوتين واصفًا إياه بأنه "صديق"، وذلك خلال زيارته لموسكو التي تزامنت مع هجوم صاروخي روسي على كييف.
ورغم القلق الذي يعبر عنه المسؤولون في نيودلهي بشأن القتال الدائر في أوروبا، امتنعت الهند عن إدانة روسيا لغزوها أوكرانيا، في تصويت في الأمم المتحدة .
وقال مودي: "لقد كنا على اتصال دائم بشأن الوضع بين روسيا وأوكرانيا، وكما قلت سابقًا، نعتقد أن الحل لهذه القضايا يجب أن يكون بوسائل سلمية". وأضاف: "ندعم استعادة السلام والاستقرار في أقرب وقت ممكن".
وتواصل الحكومة الهندية مناقشاتها حول صفقة طويلة الأجل لتوريد النفط مع روسيا. وقال وزير النفط الهندي هارديب بوري إن مودي سيعقد اجتماعات مثمرة جدًا في موسكو، لكنه رفض التعليق على ما سيتم التوصل إليه في مجال الطاقة.
وفي ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة ومجموعة السبع على روسيا، زادت الهند مشترياتها من النفط الروسي بأكثر من 20 مرة مقارنة بمستويات ما قبل الحرب. وبلغت الواردات الأخيرة -وفق بيانات بلومبيرغ- ما يقرب من 2 مليون برميل يوميًا.
وأفادت دراسة لوكالة التصنيف "آي سي آر إيه" أن الهند وفرت 13 مليار دولار من خلال استيراد النفط الروسي بأسعار مخفضة على مدى الـ23 شهرًا الماضية.
وفي إطار هذه القمة، من المقرر أن يلتقي بوتين أيضًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مما يسلط الضوء على دور روسيا المتنامي في العلاقات الدولية.
مودي: زيارتي لروسيا مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية توضح علاقتنا الوثيقة وتعزيز صداقتنا (رويترز)
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بعد أسابيع من زيارة الرئيس الإيراني موسكو.. وزير الخارجية الروسي في طهران
قالت وزارة الخارجية الإيرانية السبت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور طهران في الأيام المقبلة للقاء نظيره الإيراني ومناقشة "التطورات الإقليمية والدولية".
وقال المتحدث باسم الوزارة الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن "الزيارة ستتم في إطار المشاورات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية".
وأضاف أنه من المتوقع في هذه الزيارة، وبالإضافة إلى لقائه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، أن يلتقي مع بعض المسؤولين الآخرين في إيران لمناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية معهم.
وكانت آخر زيارة معروفة للافروف إلى إيران في يونيو 2022، حيث ناقش مع المسؤولين الإيرانيين قضايا مثل الاتفاق النووي والتطورات الإقليمية.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد زار موسكو في 17 يناير 2025، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.
وفي 14 يناير 2025 أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذه الشراكة لا تستهدف أي دولة أخرى.
وأفادت تقارير بأن روسيا سلمت إيران في 15 يناير 2025، قطعًا لمقاتلات "سو-35" كجزء من صفقة تم توقيعها عام 2022.
إقرأ أيضا: اتفاقية استراتيجية مرتقبة بين روسيا وإيران.. سارية لمدة 20 عاما
يذكر أن العلاقات الروسية الإيرانية هي علاقة معقدة ومتعددة الأوجه، فهي تجمع بين المصالح المشتركة والتنافس في بعض المجالات.
وتسعى موسكو وطهران إلى تعزيز تعاونهما في مواجهة النفوذ الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، فقد وقعت الدولتان في يناير 2025، اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة مدتها 20 عامًا، تشمل التعاون في المجالات الاقتصادية، العسكرية، والسياسية.
وشهدت العلاقات العسكرية بين البلدين تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث زودت روسيا إيران بأنظمة دفاع جوي مثل S-300 وقطع لمقاتلات "سو-35".
ويُعتقد أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيّرة مثل "شاهد-136" التي استخدمتها موسكو في حرب أوكرانيا.
وهناك تعاون في مجال التدريب والتكنولوجيا العسكرية، وسط تحذيرات غربية من تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين.
وتواجه كل من روسيا وإيران عقوبات غربية، مما دفعهما إلى تطوير طرق تجارية بديلة مثل استخدام العملات المحلية بدلاً من الدولار في التبادلات التجارية.
وتعمل روسيا على تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة الإيراني، حيث تستثمر شركات روسية في مشاريع نفطية وغازية إيرانية.
وتزايدت التجارة الثنائية بين البلدين بشكل ملحوظ، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.
وهناك تعاون في مشاريع الطاقة، حيث تساعد روسيا إيران في تطوير بنيتها التحتية النووية، بما في ذلك مفاعل بوشهر.
وتسعى الدولتان إلى تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) الذي يربط روسيا بالهند عبر إيران، مما يوفر بديلاً للممرات التجارية التي تسيطر عليها الدول الغربية.
ورغم التحالف الوثيق، هناك بعض التوترات، مثل التنافس في سوق الطاقة، حيث تسعى كل دولة إلى زيادة حصتها في سوق النفط والغاز.
وتخشى روسيا من تحول إيران إلى قوة عسكرية أكثر نفوذًا في المنطقة بسبب تعزيز قدراتها العسكرية.
وهناك تباين في بعض المواقف الإقليمية، مثل العلاقة مع دول الخليج وإسرائيل، حيث تحاول موسكو الحفاظ على توازن في علاقاتها مع جميع الأطراف.
إقرأ أيضا: هذا ما تنص عليه اتفاقية الشراكة بين روسيا وإيران