حتى لا ننسى: كفاح السويس (العيد الذهبي للمقاومة)
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يأتي عيد السويس القومي هذا الشهر (24 أكتوبر) بعد أكثر من 50 عامًا – العيد الذهبي للمقاومة الشعبية ضد العدو الصهيوني، تعبيرًا عن إرادة المقاومة الشعبية المصرية لأنبل وأشرف المعارك الوطنية، حيث تم تدمير الدبابات الأمريكية الصنع (الإسرائيلية) وقتل جنود وضباط العدو وتدمير آلياته العسكرية في شوارع السويس بفضل شباب السويس الأبطال الذين تصدوا وهزموا محاولة احتلال السويس، والالتفاف الصهيوني الخبيث على انتصارات الجيش المصري في 6 أكتوبر 1973م، تأتي هذه المعركة بعد 166 عامًا حيث كانت مقاومة أبناء رشيد للاحتلال الانجليزي 1807م.
وهنا يسجل شباب السويس وشعبه المقاوم أشرف وأنبل معارك المقاومة الشعبية في تاريخ مصر الحديث.
يأتي عيد السويس القومي ومازالت الحرب على أراضي غزة وفلسطين ولبنان، وما يحدث من قتل للمدنين والأبرياء وتدمير للأهداف المدنية وهي نفس الأساليب التي قام بها العدو الصهيوني الذي دمر 86% من مباني السويس ودمر مصانع البترول والشركات الصناعية والبنية الأساسية من طرق وصرف صحي وشبكات المياه والكهرباء مع ردم جزء من ترعة السويس المصر الرئيسي لمياه الشرب والري، كما استخدم الجيش الإسرائيلي سلاح المنشورات ضد الجيش الثالث الميداني البطل مدعيًا بالكذب تدميره، ومطالبأ المواطنين أن يسلموا أنفسهم تمامًا كما يحدث الآن من الصهاينة في غزة.
ان عدونا المشترك هو الكيان الإسرائيلي والأمريكي الذي يسانده بالسلاح والمال والمواقف السياسية الداعمة له؛ ومن هنا لابد أن نتمسك بمعركة الوعي وإحياء الذكرى الوطنية من أجل تعزيز الانتماء الوطني لأهميته في المقاومة.
وهنا نطرح الأسئلة التالية بعد أكثر من 50 عامًا على معركة السويس:
لماذا تم تجاهل قرار الرئيس السادات رقم 1540 لسنة1974م باعتبار 24 أكتوبر عيد مدينة السويس والمقاومة الشعبية ثم تم إلغاؤه من قائمة الأعياد المصرية الرسمية؟لماذا لم يفعل قرار الرئيس السادات بإنشاء ومنح وسام نجمة السويس (من ثلاث طبقات: ذهبية، فضية، وبرونزية) لأبناء السويس الذين قدموا تضحيات من القيادات الميدانية والعاملين وأبناء السويس الذين قدموا للوطن الغالي والنفيس، وهذا الوسام مشفوعًا بشهادات تقدير وإعفاءات إنسانية؛ وهو ما تم نشره في ذلك الوقت ولم يفعل حتى الأن، ولم يتم إهداؤه لأي مواطن في السويس؟لماذا تم ترميم عمارة المثلث التي دمرها العدو على ناصيتي طريق العوايد (تقاطع شارع ناصر وناصية المثلث) والتي وضع أمامها لافتة كبيرة تحمل عبارة "حتى لا ننسى" إحياء للانتماء والذاكرة الوطنية؛ وقد أزيلت اللافتة ليصبح الواقع "ننسى" وتأثيره الخطير على وعي الأجيال القادمة؟!لماذا تم تجاهل المخطط العمراني لإعمار السويس الذي قام به بيت الخبرة الإنجليزي بقيمة 5 مليون جنيه إسترليني والمفترض فيه أن تترك مباني وعمارات سكنية وبعض أجزاء المصانع التي تم تدميرها إحياءًا للذاكرة الوطنية وفهم الأجيال القادمة خسائر الحرب وفظاعة الإجرام الصهيوني؟لماذا تم طمث جدارية أشعار المقاومة الشعبية للكابتن غزالي وفرقة أولاد الأرض من على سور ورشة قطارات السكة الحديد بطول 1200 متر والتي صممها د. علي السويسي ونفذها الخطاط محمود خطاب بالألوان، والتي كانت تحي الذاكرة الوطنية؟لماذا تم تحويل حديقة الشهداء الرمزية في حي الأربعين، مرة بتأجيرها كافيتريا للمشوبات والالعاب (المراجيح) والمرة الثانية بتحويلها إلى جراج وموقف للسيارات الميكروباص، مع نزع اللوحة القرآنية الجميلة {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169آل عمران) التي كانت تتوسط الحديقة التي أقامها المتبرع م. علي سليمان ابن السويس؟لماذا تم تحويل حديقة الخالدين الرمزية لشهداء السويس أمام مبنى الديوان العام للمحافظة باستغلال نصفها لبناء موقف للسيارات الخاصة والتعدي على الحديقة الرمزية وإزالة الاشجار المورقة (800 شجرة) التى كانت تظلل حديقة الخالدين وتم بيع هذه الأشجار، وبناء نقطة للحماية المدنية، ودارًا للأفتاء ومشروع مباني إدارية لهيئة الرعاية الصحية؟لماذا تم حتى الأن إغلاق طريق بورتوفيق والمتنفس الرئيسي لأبناء السويس على مر تاريخها (حتى كتابة السطور)، رغم أن معركة تدمير وهزيمة موقع بورتوفيق الحصينة الذي شهد معركة تاج نصر اكتوبر فوق النقطة الحصينة الإسرائيلية في بورتوفيق التي شهد الصليب الأحمر الدولي والصحافة العالمية هزيمة الجنود الصهاينة وإنزال العلم الإسرائيلي من موقع بورتوفيق، ليظل هذا الطريق (طريق النصر) مغلقًا أمام أبناء السويس صناع نصر المقاومة الشعبية؟ولعل السؤال الأهم لماذا تم تجاهل إنشاء متحف السويس للتاريخ الوطني للمحافظة، الذي قال فيه الرئيس جمال عبدالناصر "ما من بلد ارتبط اسمه في التاريخ بالكفاح الوطني كما ارتبط السويس"، والتي قال فيها الرئيس السادات "إن السويس في 24 أكتوبر لم تكن تدافع عن نفسها ولكن عن مصر وشرف الأمة العربية"، وقال عنها الرئيس مبارك "ان السويس مثل ستالينجراد.. كانت شامخة في الحرب العالمية الثانية"، وتغنى الكثير من الشعراء والفنانين في بطولة السويس؟أننا في العيد القومي للسويس نطالب بضرورة تنشيط وإحياء الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة خصوصًا ونحن أمام عدو يخطط علنًا ويضع على خرائطه المستقبلية بلادنا العزيزة مصر باعتبارها الجائزة الكبرى له من الفرات إلى النيل.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. ونحن على ثقة أن تكون هناك الاستجابة الوطنية فوق كل الاعتبارات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العدو الصهيوني المقاومة الشعبية المقاومة الشعبیة لماذا تم
إقرأ أيضاً:
لماذا اصطحب السيسي ماكرون لخان الخليلي؟.. خبراء يتحدثون لـRT عن دلالة زيارة الرئيس الفرنسي لمصر
مصر – أكد الخبير في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي محمد محمود مهران، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر تشكل منعطفا استراتيجيا بين البلدين.
وأوضح مهران أن هذه الزيارة حملت رسائل سياسية وقانونية مهمة على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن التطور النوعي في العلاقات يأتي في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد تتطلب تعاونا دوليا لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية في غزة والتهديدات للأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية، لفت الخبير الدولي إلى أن التوافق بين الرئيسين على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أراضيهم يمثل التزاما صريحا بأحكام القانون الدولي، مستندا في ذلك إلى المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر النقل الجبري للسكان، وإلى نظام روما الأساسي الذي يصنف التهجير القسري كجريمة حرب.
كما أشاد مهران بالدعوة المشتركة لوقف إطلاق النار الفوري في غزة، مؤكدا أن هذا الموقف يتوافق مع المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف التي تلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين. وأضاف أن المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة تكتسب أهمية قانونية خاصة في ظل تقاعس إسرائيل عن الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال وفقًا للمواد 55 و56 من اتفاقية جنيف الرابعة.
وتطرق الخبير القانوني إلى الموقف المصري الفرنسي المشترك تجاه الأزمات الإقليمية الأخرى، مشيرا إلى تأكيد الرئيسين على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان، والالتزام الكامل بتنفيذ القرار الأممي 1701 فيما يخص لبنان، مع إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.
وفي ملف الأمن المائي، أكد مهران أن الموقف المصري من سد النهضة يستند إلى أسس قانونية راسخة، لاسيما اتفاقية الأمم المتحدة لاستخدام المجاري المائية الدولية لعام 1997، التي تنص على مبادئ الاستخدام المنصف والمعقول وعدم التسبب في ضرر ذي شأن للدول المشاطئة. وأشار إلى أن الدعم الفرنسي للموقف المصري في هذا الملف يعكس التزامًا بمبادئ القانون الدولي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، نوه مهران إلى أهمية الدعم الفرنسي والأوروبي لمصر، والذي تجلى مؤخرا في موافقة البرلمان الأوروبي على صرف الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي بقيمة أربعة مليارات يورو، مما يعكس الاعتراف الدولي بالدور المحوري لمصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي إطار التعاون الثنائي، أبرز مهران أهمية الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك في ضمان حرية الملاحة بقناة السويس، وفقًا لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.
واختتم الخبير الدولي تصريحاته بالتأكيد على أن الزيارة تمثل نقلة نوعية في العلاقات المصرية الفرنسية، وتأسيسا لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي القائم على المصالح المشتركة واحترام القانون الدولي، بما يعزز فرص تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
من جانبه قال الخبير المصري في شؤون الأمن القومي محمد مخلوف “تكتسب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة والعريش أهمية سياسية كبيرة، حيث تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا بصفتها احد أضلاع الاتحاد الأوروبي الرئيسيين كشريك لمصر جديد ليس فقط في منطقة البحر المتوسط بل شريكا اقتصاديا وسياسيا عالميا وإقليميا”.
وتابع: “تأتي الزيارة لمناقشة القضايا الإقليمية الملحة، خاصةً الوضع في قطاع غزة. كما ان عقد ماكرون قمة ثلاثية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني هدفه الرئيسي بحث سبل تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية”.
وأشار إلى أنه تتضمن الزيارة أيضا توجه ماكرون إلى مدينة العريش، القريبة من قطاع غزة، للقاء العاملين في المجال الإنساني والأمني، مما يعكس دعم فرنسا للجهود المصرية في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. كما تؤكد الزيارة رفض فرنسا لتهجير الفلسطينيين قسرًا، وتأييدها لحل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
ونوه مخلوف بأن قيام الرئيس السيسي باصطحاب الرئيس إيمانويل ماكرون لمنطقة الحسين والتي لها مدلول عميق وأبعاد سياسية كبيرة ، لعل وعسى الدلالات الأمنية والسياسية العميقة، التي تجاوزت البعد السياحي، وتعكس رسائل موجهة داخليا وخارجيا. حيث تْعد زيارة خان الخليلي، وهو أحد أكثر الأماكن الشعبية ازدحاما وعفوية في القاهرة، بحضور رئيسين، تظهر الثقة العالية في الأجهزة الأمنية المصرية، وقدرتها على تأمين شخصيات رفيعة في بيئة مفتوحة ومعقدة. وخان الخليلي يقع في منطقة القاهرة الإسلامية، التي شهدت في فترات ماضية بعض التهديدات الأمنية. واختيار هذا الموقع بالتحديد هو رسالة طمأنة قوية بأن القاهرة آمنة ومستقرة، ليس فقط في المناطق الحديثة بل أيضًا في قلبها التاريخي.
وأشار مخلوف إلى أن الدولة المصرية قدمت مشهدا بالغ الذكاء خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، حيث لم يكن مجرد لقاءً رسميا، بل كان رسالة سياسية محكمة الصياغة، عبر صورة حيّة التقطتها عدسات العالم من قلب القاهرة الفاطمية، وتعتبر ردًا غير مباشر على أي تقارير دولية أو إعلامية تشكك في الوضع الأمني بمصر، وتؤكد أن الدولة قادرة على حماية مواطنيها وزوارها، مهما كان الظرف أو الزمان.
وتابع: “كما تحمل الزيارة رسالة اقتصادية بامتياز، موجهة للمستثمرين في الداخل والخارج، بأن مصر ليست فقط مستعدة لجذب الاستثمار، بل تؤكد استقرارها من خلال الصورة وليس عبر التصريحات”.
المصدر: RT