سواليف:
2024-11-21@17:57:59 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآيات 7-10 من سورة الشمس: ” وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا . فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا . قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا . وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا”.
جاءت هذه الآيات في سياق تعداد بديع صنع الخالق لكل شيء بدقة تامة وكمال مطلق، ليرى العقل البشري كل ما في الكون يمثل قرآنا صامتا، فيعبر للمتأمل المرء فيه عن عظمة الخالق وقدراته، ومن رحمته أنه أنزل القرآن شاملا لكل شيء، ليمثل كونا ناطقا مبينا وشارحا لكل شيء، ليكون القرآن دالا وموضحا لهذا الكون بكل تفصيلاته.


عندما خلق الله آدم، على غير صورة سابقة، ومختلفا عن خلقيه السابقين: الملائكة والجن، أراد أكرامه وذريته بمعيشة طيبة ونعيم مقيم، ليس فيه معاناة ولا مشقة، فسوى النفس البشرية تركيبا في أحسن تقويم، هيئة وأداء، وسواها طبعا بالميل الى الاستقامة، فأوجد فيها بذرة الاستقامة بفطرة فطرها على محبة الخير والصلاح والطاعة، لكنه لم يردها أن تكون كالملائكة محكومة بهذه الفطرة مسيرة بموجبها، بل أراد لها أن تختار بإرادتها هذا الصلاح أو نقيضه، لذلك أوجد أيضا في النفس البشرية فطرة حب الذات، لأجل المحافظة على البقاء، التي تولد منها الطمع والاستئثار الذي يعاكس العطاء ونفع الآخرين، كما أوجد الشهوات والرغبات جاذبة ومغرية بالإنحراف عن الاستقامة والطاعة.
هذا معنى إلهام النفس بالفجور والتقوى معا.
منذ البدء، يعلم الله مسبقا ميل النفس البشرية للإنحراف بفعل المغريات، لكنه أراد بالثنائية التضادية أن يحس الإنسان بنفسه بهذه المنقصة، ليعلم مدى بعهده عن الكمال المطلق، لذلك كان الامتحان الأول لآدم بالشجرة المحرمة في الجنة، فقد أباح له كل ما فيها من أطايب، إلا ثمرة واحدة، ولما انست المغريات آدم أمر ربه فعصاه، ندم فاستغفر ربه فتاب عليه لأنه هو من قدر ذلك، وكان ذلك لكي يُحقق الله كلمته بأن يستخلف بني أدم في الأرض، بعد أن يعلموا بالتجربة الواقعية، الفرق الهائل بين معيشة الجنة ومعيشة الأرض، فيكون ذلك حافزا آخر لهم للصلاح لكي ينالوا الجنة.
هكذا نفهم لماذا جعل الله الإنسان مسيّرا في أمور ومخيّرا في أخرى، فما لا قدرة للإنسان على التحكم فيه أو تدبيره كان فيه مسيرا، كالولادة والموت والرزق والانتماء القومي والعرق واللون..، فكل هذه الأمور موكلة الى الله القيوم، لذلك لا يحاسب المرء عليها.
أما المخير فيها فهي القرارات التي يتخذها الفرد بإرادته، وهي تندرج تحت بابين لا ثالث لهما: الصلاح أو الانحراف، فكل ما وافق الضابطين الرئيسين التي أوجدهما الله، وهما الفطرة السليمة وتشريعات الدين، فهي أعمال صالحة، وكل ما خالفهما فهي أعمال طالحة.
وبناء على ما سبق فالله تعالى يبين عاقبة حسن الاختيار أو أساءته: “قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا . وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا”، فمن زكى نفسه بالاستجابة لفطرته السليمة، والتي تتطابق مع اتباع منهج الله والالتزام بما شرعه فيه، فقد أفلح وفاز الفوز العظيم وهو الحياة الأبدية الراضية في النعيم (الجنة)، أما من ظلم نفسه فخالف فطرة الصلاح ومارس الشرور، أو كذب بما أنزله الله وناصب منهجه ومن آمن به العداء، فقد اختار طريق الانحراف، وبالتالي حرم نفسه من رحمة الله (الجنة)، ولأنه اختار طريق الضلال عن أصرار وسوء نية، فقد استحق غضب الله وعقابه (جهنم).
ولما كان الله حرم الظلم على نفسه، فكيف على خلقه!؟.
لذلك سيحاسب الظالمين على ظلمهم لغيرهم وتعديهم على حدوده، واحقاقا للعدل سيقتص للمظلومين، ومن أشد ظلما ممن سلب الناس ديارهم وشردهم، ثم حاصرهم ودمر بيوتهم وقتل ابناءهم!؟.
وسيندم هؤلاء وكل من دعمهم أو أيدهم ولو بكلمة، وسيتشارك معهم في العقوبة المنافقون من بين المسلمين، الذين لم يتخلفوا عن نصرة اخوانهم في الدين وحسب، بل ظاهروا العدو عليهم ونعتوا المجاهـ.ـدين بالإرهـ.ـابيين.
إذا فهؤلاء الذين اختاروا العداء لمنهج الله ومحاربة متبعيه سيلقون غيا: “يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ” [الفرقان:27].
هذا مؤكد، لكن الأخطر هو ما سيصيب مسلمين يواطئون المنافقين ولو بكلمة، أو حتى يسكتون عن أفعالهم ولا يبرؤا منهم، فهؤلاء سيحشرون معهم، ولن تنفعهم عبادات ولا صلاح، لأنهم خالفوا تحذير ربهم: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ” [هود:113].

مقالات ذات صلة الأردن يسجل الموجة الباردة الأقوى منذ 21 عاما بالنسبة لشهر تشرين الأول 2024/10/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

في قضية المول.. لحظة وصول إمام عاشور وتسليم نفسه للمحكمة

رصد صدى البلد لحظة وصول إمام عاشور لاعب النادي الأهلي إلى مقر محكمة جنوب الجيزة وتسليم نفسه إلى حرس المحكمة لحضور المعارضة الاستئنافية على حبسه ٦ أشهر في قضية مشاجرة مول الشيخ زايد.

تفاصيل تصالح إمام عاشور وفرد المول

وكشفت مصادر انه رغم التصالح بين إمام عاشور وعبد الله مصطفى فرد الأمن المجني عليه اضطر لاعب النادي الأهلي  لتقديم معارضة استئنافية وذلك لرفض النيابة العامة الصلح ويجب ان يحضر امام عاشور بشخصه امام المحكمة. 

وعقدت منذ عدة أيام جلسة صلح بين إمام عاشور لاعب النادي الأهلي وعبد الله مصطفى فرد الامن المجني عليه حيث كشفت مصادر خاصة تفاصيل جلسة الصلح التي بدأت باتصال هاتفي وتوسط من أحد الأصدقاء المشتركين بين إمام عاشور وعلي فايز محامي المجني عليه بعدما تم التواصل بين والد امام عاشور والمحامي للوصول إلى حل وسط. 

وقالت المصادر إن جلسة الصلح تم عقدها عقب انتهاء امام عاشور من تصوير حلقته من الكابتن أحمد شوبير والتقوا جميعا في منزل شخصية عامة وهو الوسيط والصديق المشترك بين الطرفين وحضرها عمر شقيق ياسمين حافظ زوجة امام عاشور، وكشفت المصادر ان امام عاشور فور انتهاءه من حلقته مع احمد شوبير حضر لمنزل الشخصية العامة حيث كان ينتظره الجميع وفور دخوله تبادل السلام معهم وطلب منه والده الاعتذار لـ "عبد الله" المجني عليه قائلا: "بوس على راس عبد الله" فاستجاب امام عاشور لوالده وقبل رأس عبد الله قائلا له: "انا مش متعود اخاصم حد وكل الناس حبايبي واصحابي حقك عليا". 

واستكملت المصادر أن عبد الله مصطفى فرد الأمن رد قائلا على إمام: انا أهلاوي وكنت متابعك وبحبك وزعلت منك بس خلاص كل شئ انتهى والصلح خير"، وتم الاتفاق في جلسة الصلح التي استمرت لمدة 4 ساعات على عدم اخلال اي طرف من الطرفين بالاتفاق بينهما وتوقيع شرط جزائي مبلغ مليون جنيه للمخالف ووقع امام عاشور وعبد الله مصطفى على 3 عقود للصلح واتفق امام على تنازله عن شكواه ضد عبد الله مصطفى وعلى فايز المحامي في نقابة المحامين. 

وأفصحت المصادر عن قيمة التعويض المادي الذي دفعه إمام عاشور لـ فرد الأمن، وبلغت قيمته مليون جنيه تقاضى منها عبد الله مصطفى مبلغ 600 ألف جنيه كدفعة أولى، على أن يتسلم باقي المبلغ يوم جلسة المعارضة الاستئنافية على حكم حبس اللاعب، كما يتحمل اللاعب أتعاب محامي فرد الأمن التي سيقوم إمام عاشور بدفعها أيضا.

وأضافت المصادر أن العقد تضمن أيضا شرطا جزائيا قدره مليون جنيه يدفعه من يخالف الاتفاق الذي نص على تنازل فرد الأمن عن اتهامه لإمام عاشور وتنازل اللاعب عن شكواه في نقابة المحامين ضد عبدالله مصطفى فرد الأمن. 

مقالات مشابهة

  • روشتة نبوية لعلاج الغضب في 3 خطوات
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • 3 آيات قرآنية وأدعية مضمونة لصلاح الأبناء وراحتهم النفسية.. داعية ينصح بها
  • إسرائيل: لبنان دولة فاشلة ولن ندفع أمننا ثمناً لذلك
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • إمام عاشور يسلم نفسه للشرطة قبل الاستئناف على حبسه 6 أشهر
  • في قضية المول.. لحظة وصول إمام عاشور وتسليم نفسه للمحكمة
  • حكم الشرع في البشعة وأهمية الحفاظ على النفس