الروائية الإماراتية فتحية النمر: أكتب يومياً وأعشق طريقة ماركيز
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
فازت الأديبة الإماراتية فتحية عبدالعزيز النمر مؤخراً بجائزة راشد بن حميد للعلوم والثقافة، عن رواية قيد النشر لها بعنوان (سلالة)، وقالت: "تلقيت خبر الفوز بسعادة أثلجت صدري، فالثيمة التي لعبت عليها في رواية (سلالة) تختلف كثيراً عن معظم رواياتي".
وأضافت: "اخترت دراسة الفلسفة بإصرار، وثقة، ويقين بأنها الأنسب لطبيعتي وشخصيتي وتكويني النفسي والمزاجي"، موضحة أنها اتبعت طريقة ماركيز، في بناء شخصيات روايتها (سلالة)، فقد بنى ماركيز على شخصيات "مئة عام من العزلة" شخصيات العديد من رواياته القصيرة التالية.
وقالت النمر: "أكتب يومياً، لهذا لدي غزارة في الإنتاج، ولا أكتب بحسب المزاج، ولا بحسب الظروف، لكني أعمل بمقولة "ألبير كامو": "وظفت الظروف كلها من أجل عملي".
وتالياً نص الحوار الذي أجراه 24 مع الروائية الإماراتية..
_كيف تلقيت خبر فوز روايتك "سلالة"؟
كان خبراً سعيدا أثلج صدري، خاصة وأن الثيمة التي لعبت عليها كانت مختلفة جداَ عن معظم رواياتي.
_كيف انبثقت لديك فكرة الرواية؟
في روايتي قبل الأخيرة والمعنونة بـ"رسائل عشاق"، وكانت تدور حول الحياة في الامارات بالماضي البعيد منذ عشرينيات القرن الماضي، ولما أنجزتها بشخوصها وأحداثها ورؤيتها، لاحظت أن ثمة شخصية (جمعة)، الصبي الأعرج، الذي لم يقل في "رسائل عشاق" سوى أن أبيه يرفض اصطحابه للصيد معه، أسوة بكل صبيان القرية، فقط لأن لديه إعاقة جسدية، وحين تأملت الشخصية قلت لنفسي:
"هذه شخصية غنيَة تصلح أن تكون رئيسية في عمل أدبي آخر يرتبط أيضا بالبحر، ويجسد القسوة والتكاليف الصعبة والفقر والحاجة، ومن هنا عملت على تطويرها، وتحولت من شخصية هامشية إلى بطل تدور حوله الرواية الجديدة.
والحقيقة أنني اتبعت طريقة ماركيز، الذي أعتبره من أفضل الكتَاب، وقد فتنت بنصوصه، وقرأت بعضها أكثر من مرة، وهو في رائعته "مئة عام من العزلة" ذكر تقريباً جميع الشخصيات، التي بنى عليها رواياته القصيرة التالية.
_كم استغرق وقت كتابة روايتك "سلالة"؟
تقريبا استغرقت عاماً، وهو الوقت المستغرق في كل رواية كتبتها، فأنا أكتب يومياً، ولهذا لدي غزارة في الإنتاج.
وهذه طبيعتي منذ كنت معلمة وموجهة، لا أدع الظروف تقيدني بل أنكب على شغفي، التدريس كان شغفاً والتوجيه كان شغفا، والكتابة أصبحت شغفاً أجمل وأحلى.
لا شيء يمنعني من القراءة، ولا أدع شيئاً يمنعني من الكتابة، وأعرف أن في هذا المنحى ربما شيء من الأنانية، كأم وزوجة لكنني لن أتراجع، وأولادي تحديداً يدعمونني.
وأحيانا أقول لنفسي أني ولدت كاتبة، ولكن نشرت في وقت متأخر، فقد قلت الكثير ولا يزال في جعبتي أكثر.
_من هم أبطال رواية "سلالة" وما أهم صفاتهم؟
البطل المهمش المظلوم الطيب الخائف، غير الواثق في نفسه لشدة ما تعرض له من العناء والعذاب، وهو الشخصية الأولى واسمه (جمعه)، تبدأ الرواية وهو شاب في الأربعين من عمره، يقف على البحر مخاطباً نفسه، حائراً تائهاً يريد الانتقام من البحر ومن الناس، ويعود من خلال المنولوج القهقري إلى زمن الطفولة، الذي لم يكن مشرقاً أبداً، بل كان كئيباً وتعيساً.
وأما (سليمان) والد "جمعة" فهو رجل قاسي صعب المراس، يعمل صياداً للسمك في قريته، ورغم أن أهل القرية كلهم قساة، بسبب ما عانوه من الفقر، لكن قسوة سليمان كانت نموذجاً غير مشرّف وقصة على كل لسان.
(عوشه) أم جمعه زوجة سليمان امرأة ضعيفة مسلوبة الإرادة، تمارس على أولادها نفس دور الظالم، الذي يمارس عليها، وهذا ما نسميه في علم النفس (الإبدال)، أما الشخصية الغريبة في الرواية، والتي تلعب دوراً خطيراً، في الدفع بها نحو الذروة، ومن بعد نحو الانفراج، شخصية كانت تمتطي أسلوباً غير إنسانيَ للترويع والسيطرة، وذلك بنشر الشائعات والأكاذيب، فهي (الجنيَة) التي جاءت متناسلة من جدتها الجنية الأولى، ولها صور عديدة، وتأتي بالأعاجيب، وأيضا تتقمص في جسد قطة عوشه، القطة التي تفضلها على الناس، وتكلمها والقطة أيضا تقوم بدور قوي في الأحداث وتطويرها.
_ماذا عن زمان ومكان الرواية؟
الزمن الماضي قبل ظهور النفط وقبل قيام الاتحاد، لكنني لم أحدده بالسنوات على خلاف روايتي "رسائل عشاق"، التي كان زمنها محدداً وممتداً في ناحيتين قديماً وحديثاً.
_ما التقنية التي اعتمدت عليها في كتابة رواية "سلالة"؟
اعتمدت تقنية "الفلاش باك"، وكنت قد كتبتها بضمير المتكلم على لسان جمعة، ولكن واجهتني بعض الصعوبات، خاصة أنني أتكلم عن الجن وعن القطط وعن الخرافات القديمة، فاضطررت لتغيير المسار، وحوّلتها إلى الراوي العليم، وهناك الوصف الذي لعب دوراً مهماً في وصف البحر والسماء والغيوم والأمطار والأمواج والنفسيات وما يدور في داخلها، عدا عن تقنيات أخرى مثل السرد والحوار.
_كيف تنظرين إلى أثر الجوائز الأدبية على جودة النتاج الأدبي، وإلى أي مدى تساهم في تحفيز الابداع والمبدعين؟
لا أكتب من أجل الجوائز، وإن كنت أحياناً أشارك فيها، وأؤمن أن التقييم مسألة ذوقية تختلف من محكّم إلى آخر، وأقول حتى لو لم يحالفني الفوز يكفي أن كتابي قرأ ومرّ على أساتذة، ومحكمين، ولا شك أن الجوائز مهمة، وتشجع الكاتب، وتعمل على تحفيزه، وتدفعه للسعي المستمر لتجويد نصوصه.
_ما عملك الإبداعي القادم؟
(رائحة الكابوس)، وفيه أتكلم عن الأيام الثلاثة التي وقعنا فيها تحت تأثير (منخفض الهدير، وغرقنا في الأمطار كيف تأثرنا، وتأثرت كل مناحي الحياة، عبر اختيار 3 شخصيات، وكيف تطرأ عليها تغييرات جذرية بسبب الحالة الجوية.
_كدارسة للفلسفة والمنطق، وقارئة نهمة في مجالات متعددة، كيف انعكس ذلك على أعمالك؟
لهذا الجانب وجهان، الأول أنني أكتب بعمق وأتغلغل في أعماق الشخوص والأحداث، وربما تسبب هذا في قلة المقروئية، فالناس تريد السهل البسيط وتتحاشى الصعب، ومن جانب آخر يظهر أثر الفلسفة في الحوارات، وفي الأسئلة التي تطرحها الشخصيات، وفي انتقاء الموضوعات واللغة.
أخيراً أقول أني راضية عن هذا المسلك والدرب الذي اجترحته لنفسي، وأفخر به، لقد اخترت الفلسفة بإصرار، وثقة ويقين بأنها الدراسة الأنسب لطبيعتي وشخصيتي وتكويني النفسي والمزاجي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات
إقرأ أيضاً:
دراسة.. 3 أكواب قهوة يوميا تحميك من السكري والجلطات الدماغية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعتبر القهوة من أكثر المشروبات شعبية حول العالم، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، بفضل مذاقها الفريد ورائحتها الجذابة، فإلى جانب كونها مشروبًا لذيذًا، تتميز القهوة بفوائد صحية عديدة، أبرزها تعزيز النشاط الذهني وزيادة التركيز، مما يجعلها الخيار الأمثل لبدء يوم مليء بالطاقة والحيوية، كما أن الكافيين الموجود فيها يساعد على تحسين المزاج ومقاومة الشعور بالإرهاق، لذلك، ليس غريبًا أن تصبح القهوة رفيقة الصباح الأساسية لملايين الأشخاص حول العالم، حيث تجمع بين المتعة والفائدة الصحية في كل رشفة، وقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون صينيون، أفادت أن استهلاك ثلاثة فناجين من القهوة يوميًا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري والجلطة الدماغية، مما يعزز مكانتها كمشروب صحي، وتقدم لكم “البوابة نيوز” نتائج الدراسة وفقًا لما ذكره موقع Gazeta.Ru.
حيث أظهرت الدراسة، التي شملت أكثر من 360 ألف مشارك، أن تناول 200 إلى 300 مليجرام من الكافيين يوميًا أي ما يعادل ثلاثة أكواب من القهوة، يرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري والجلطة الدماغية، وأكدت الدكتورة “فيكتوريا شوروبوفا” أن هذه النتائج قد تمثل خطوة مهمة نحو إيجاد حلول بسيطة وفعالة للوقاية من هذه الأمراض المزمنة.
وأفادت أن القهوة تحتوي على مضادات أكسدة وفيرة، أبرزها حمض الكلوروجينيك، الذي يساعد في تقليل الالتهابات وتحسين وظائف الأوعية الدموية، كما تعمل مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة، مما يعزز الدورة الدموية الصحية ويحد من الإجهاد التأكسدي، كما يعزز الكافيين استقلاب الجلوكوز ويحسن حساسية الأنسولين، مما يسهم في خفض مستويات السكر في الدم بعد الوجبات.
فيما شددت الدراسة على أهمية تناولها باعتدال، فالإفراط في الكافيين قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الأرق، القلق، واضطرابات في انتظام ضربات القلب، وأوصت الدكتورة “شوروبوفا” بأخذ التحمل الفردي للكافيين في الاعتبار، حيث تختلف استجابة الجسم من شخص لآخر، كما أكدت الدراسة الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة المدى لاستهلاك القهوة بانتظام، خاصة بين الفئات المختلفة من السكان، ونصحت الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية باستشارة الطبيب إذا لاحظوا أي آثار جانبية محتملة.