وفقا لبرنامج "وجهات نظر"، فقد ظهرت هذه الحركة منتصف القرن الماضي عندما تأثر طلاب الجامعات الأميركية بأفكار الفيلسوف السياسي ليو شتراوس، مما أدى لظهور حركة "الرجال الذين غيروا سياسة الولايات المتحدة".

يقوم فكر "المحافظون الجدد" على فكرة تدخل الولايات المتحدة عسكريا في عدد من الدول، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط لحماية المصالح الأميركية واستقرار الأسواق العالمية.

وقد شكَّل هذا التيار تحالفا وثيقا مع إسرائيل والصهيونية المسيحية التي تؤمن بقدسية دعم الدولة العبرية وارتباطه بحرب "هرمجدون" التي تستدعي ظهور المسيح، وفق معتقدهم.

كان الرئيس الأميركي رونالد ريغان من أوائل الرؤساء الذين تبنوا هذا النهج في ثمانينيات القرن الماضي. وقد قال في مقابلة تلفزيونية "ربما نكون الجيل الذي يشهد حرب هرمجدون".

لكن إدارة الرئيس جورج بوش الابن كانت الأكثر مسايرة لهذه الحركة التي دفعت باتجاه الحرب الاستباقية، مما أدى لغزو العراق عام 2003. ولاحقا بدأ بروز جون بولتون الذي دافع بشدة عن هذه السياسات، لكنه تعرض لانتقادات داخلية كبيرة.

أفكاره خطيرة

فقد وصف معهد "كاتو" أفكار بولتون بـ"الخطيرة" والتي قد تؤدي لعدم الاستقرار، وقال الرئيس الأسبق جيمي كارتر إنه (بولتون) كأن أسوأ خطأ ارتكبه دونالد ترامب، الذي جعل بولتون مستشارا للأمن القومي. وأشار كارتر إلى أن بولتون دعا إلى حروب استباقية في كوريا الشمالية والعراق وإيران.

وذكر بولتون أنه لا يعتقد أن سمعة إسرائيل العسكرية قد تراجعت خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، وأضاف أنها "تعمل تحت ضغط هائل من إدارة جو بايدن والعديد من الدول الغربية".

ويرى بولتون أن الحرب معقدة للغاية، لكنه في الوقت نفسه يقول إن خبراء الحروب الحضرية الأميركيين يقولون إن إسرائيل "حققت أعلى المعايير في هذه الحرب التي كانت بالفعل أقل كلفة في صفوف المدنيين عن حربي العراق وأفغانستان".

لكن الجراح الأميركي آدم حموي -الذي خدم في العراق خلال الغزو- له رأي آخر، إذ قال إنه عندما كان يقوم بمعالجة جرحى العدوان الإسرائيلي في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة وجد أن 90% من الضحايا هم من المدنيين.

وقال حموي إن حرب العراق كان بها مصابون مدنيون، لكنهم لا يقارنون بهذه الإصابات الهائلة التي شاهدها في غزة.

ورغم أن بولتون يقر بتضرر سمعة إسرائيل كبلد بسبب هذه الحرب، فإنه يرى أن هذا كان نتيجة تضليل، لأنه "لا ينبغي أن يكون هناك فيتو إرهابي ضد حق الدفاع عن النفس". ويبيّن بولتون أن "مجرمي الحرب الحقيقيين هم قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

ومن وجهة نظر بولتون، فإن جرائم الحرب الحقيقية هي تلك التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وليس بعدها. وإلى جانب ذلك، فإنه يرى أن السبب الجذري لما يحدث اليوم هو إيران، وليست إسرائيل.

لكن زعيمة حزب "الخضر" اليهودية المرشحة للانتخابات الأميركية جيل ستاين ترد على هذا الكلام بأن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن البداية، وإنما كان نتيجة لما قبله.

وترى ستاين أن هجوم المقاومة كان ردا بالمثل على العنف الإسرائيلي الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ 75 عاما. وتعتقد أن هذه الحرب والإبادة الجماعة التي تحدث هي جزء من جهود الإمبراطورية التي تريد ترسيخ قوتها وإبقاء هيمنتها.

24/10/2024المزيد من نفس البرنامجالعلمانيون في لبنانplay-arrowنهر البارد.. مخيم اعتقالplay-arrowالبورplay-arrowالفُلاّنplay-arrowالبوسنة.. سنوات العنادplay-arrowصعيد الغضبplay-arrowالجبّاليةplay-arrowمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها

 

 

لم تكتفِ إسرائيل بإعادة فرض الحصار على غزة، بل أتبعت ذلك بتحشيد عسكري على طول حدود القطاع.
كثّفت إسرائيل هجمتها السياسية والعسكرية على قطاع غزة، معلنةً إعادة فرض الحصار عليه ووقف دخول المساعدات الإنسانية إليه، وفق ما تقتضيه التفاهمات السابقة، جنباً إلى جنب تعزيز الحشد العسكري حول القطاع، وشنّ غارات على بيت حانون ورفح، أدّت إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين. وتندرج تلك الإجراءات والممارسات ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى تكثيف الضغط على «حماس»، لدفعها إلى تقديم تنازلات من دون أي مقابل ذي مغزى استراتيجي، ولا سيما في ما يتعلق بوقف الحرب والانسحاب من غزة.
وجاءت الخطوة التصعيدية الإسرائيلية بعد رفض «حماس» خطة المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، والتي تنص على وقف إطلاق نار مؤقت خلال فترة شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، والإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثامين في اليوم الأول من دخول الهدنة الممدَّدة حيز التنفيذ، على أن يتم إطلاق البقية في حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. على أن هذه الخطة، التي لقيت ترحيب الجانب الإسرائيلي الرسمي، لم تلبّ أياً من شروط المقاومة الرئيسية للإفراج عمّا تبقّى لديها من أسرى، من مثل إنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة أو بدء عملية إعادة الإعمار.
ولم تكتفِ إسرائيل بإعادة فرض الحصار على غزة، بل أتبعت ذلك بتحشيد عسكري على طول حدود القطاع. وهو تحشيد لا يقتصر الهدف منه، على الأرجح، على مجرد التهويل، بل يبتغي الإيحاء بأنّ الجيش «مستعد» للتحرك، في حال طُلب منه ذلك. وبصورة أعمّ، يحمل التصعيد الأخير رسالة واضحة مفادها أنّ تبعات عدة ستترتب على رفض «حماس» لخطة ويتكوف، وهو ما تمّ التعبير عنه بوضوح في البيان الصادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
على هذا النحو، تحاول حكومة العدو إعادة المفاوضات إلى المربع الأول، عبر التركيز حصراً على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من دون التعامل مع القضايا الجوهرية التي تطالب بها «حماس». وهي تريد، بذلك، التخفيف من أهمية ورقة الأسرى، وإرجاء تقديم أي تنازلات استراتيجية طويلة الأمد، إلى حين سحب أي ورقة ضغط ذات قيمة من يد «حماس». وعلى الضفة المقابلة، يعكس موقف المقاومة الرافض للخطة الأمريكية تمسّكها بالحصول على ضمانات أكبر في ما يتعلق بمستقبل القطاع، بالإضافة إلى رفضها التخلي عن الأسرى مقابل فوائد «آنية» فحسب.
وعلى الرغم من أنّ النص العبري الصادر عن مكتب رئاسة الحكومة في تل أبيب، حول خطة ويتكوف، يتضمن مواقف من مثل «عدم وجود إمكانية حالية للتقريب بين مواقف الطرفين»، إلا أنّه يعكس انحيازاً أمريكياً واضحاً إلى المطالب الإسرائيلية. ويشي ذلك بأن إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، تتطلعان إلى تقليص تأثير ورقة الأسرى إلى حدوده الدنيا، بل إنهائه إن أمكن، على أن يُصار لاحقاً إلى تحقيق الهدف النهائي المتفق عليه بين واشنطن وتل أبيب: أي التوصل إلى ترتيب سياسي وأمني في قطاع غزة، يؤدي إلى تفكيك قدرة «حماس» العسكرية ومنعها من التعافي مستقبلاً، ليتم لاحقاً الإعلان عن إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع.
وعلى الرغم ممّا تقدم، فإنّ رفض المقاومة للخطة لا يعني، بالضرورة، عودة الحرب تلقائياً، إذ إنّه، وفي حين أمهلت إسرائيل الوسطاء، طبقاً لمصادر إسرائيلية مطّلعة، أسبوعاً للحصول على موقف حاسم من «حماس»، قبل أن يباشر الاحتلال في تطبيق «خياراته»، فإنّ استئناف القتال لن يكون قراراً سهلاً على تل أبيب أو واشنطن، ما يدفع الأخيرتين إلى التمسك بورقة التهديدات، بهدف تحقيق مكاسب عبر التفاوض المظلّل بالابتزاز.

صحافي لبناني.

مقالات مشابهة

  • عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
  • السوق العراقية.. متنفس البضائع الإيرانية الذي تتجاذبه المصالح بين النفوذ والتحديات الدولية- عاجل
  • المستقلين الجدد: الخطة المصرية بالقمة العربية تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • الرئيس السيسي: معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذج يحتذى به لتحويل حالة الحرب إلى سلام ورخاء
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟