"صحة أبوظبي" توقع مذكرة تفاهم لتعزيز التحول الرقمي في الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
وقّعت دائرة الصحة- أبوظبي مذكرة تفاهم مع شركة "أكسنتشر" الشرق الأوسط، المتخصصة عالمياً في تقنيات الأعمال والذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز حوكمة البيانات الصحية، وتحسين الخدمات والمخرجات العلاجية للمرضى في الإمارة.
ويأتي هذا التعاون للاستفادة من قدرات البيانات المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي والخبرات العالمية التي تتمتع بها الشركة.
وتسعى الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة والابتكارات الواعدة لدفع قطاع الرعاية الصحية نحو مزيد من التطور، مع التركيز على حوكمة البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز بنية البيانات الصحية ويجعل القطاع أكثر مرونة وابتكاراً.
وقّع الاتفاقية إبراهيم الجلاف، المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة أبوظبي، ونادية عبدالله كمالي، المديرة العامة لشركة "أكسنتشر" في دولة الإمارات، بحضور الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة أبوظبي.
وقال إبراهيم الجلاف: "من خلال تسخير قدرات تحليل البيانات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، نلتزم بتقديم رعاية شخصية وفعالة لأفراد المجتمع. يهدف تعاوننا إلى تحسين استخدام الموارد، وتمكين كوادر الرعاية الصحية من الارتقاء بعملياتهم، وتعزيز المرونة والابتكار في القطاع الصحي لمواجهة تحديات المستقبل."
وأضاف: "هذا التعاون يعكس التزامنا بتطوير منظومة صحية مستدامة تضع المريض في الصدارة، وتوظف التحليلات التنبؤية لتحسين التدخل المبكر، مما يعزز مكانة أبوظبي كوجهة عالمية للرعاية الصحية".
كما أكدت نادية كمالي على التزام "أكسنتشر" بدعم رؤى الإمارات، قائلة: "نحن ملتزمون ببناء منظومة صحية تعتمد على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. من خلال هذا التعاون، نسعى لتعزيز كفاءة واستدامة القطاع الصحي".
وتهدف الشراكة إلى تطوير نظام رعاية صحية مستدام يقوم على أحدث التقنيات، مع التركيز على تحسين صحة المجتمع في أبوظبي على المدى الطويل. وسيعمل الطرفان على تطبيق سياسات متقدمة لحوكمة البيانات، وضمان إدارة فعالة للبيانات الصحية وفق أعلى المعايير، بالإضافة إلى تطوير منصات رقمية لتحسين تفاعل المرضى وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية دائرة الصحة أبوظبي الإمارات الإمارات دائرة الصحة في أبوظبي أبوظبي الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
"صفر مراجعين".. التحول الرقمي يقود المستقبل
◄ يجب تعزيز التثقيف الرقمي وتدريب المواطنين على استخدام التكنولوجيا الحديثة فضلاً عن التركيز على الأمن السيبراني
خالد بن حمد الرواحي
تخيَّل نفسك قادرًا على إنجاز مُعاملاتك الحكومية في دقائق معدودة دون أن تُغادر منزلك، بينما كانت الطوابير الطويلة والانتظار المرهق جزءًا من الماضي. هذا الحلم، الذي بدا يومًا بعيد المنال، أصبح اليوم في متناول اليد مع تسارع جهود الحكومات لتحقيق هدف "صفر مراجعين".
وتحقيق هذا الهدف يُمثِّل تحولًا جذريًّا في كيفية تقديم الخدمات الحكومية؛ حيث تصبح التكنولوجيا العامل الأساسي الذي يحقق الكفاءة والراحة. ولكنه أيضًا يتطلب وضع رؤية استراتيجية لتحقيق هذا الطموح.
"صفر مراجعين" ليس مجرد شعار؛ بل رؤية تهدف إلى تحويل جميع الخدمات الحكومية إلى منصات رقمية متكاملة. ببساطة، هو نظام يتيح للمواطنين إنجاز معاملاتهم دون الحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية، مما يُقلل من الجهد والوقت، ويُزيل الأعباء الإدارية التقليدية.
وتضع رؤية "عُمان 2040" التحول الرقمي في صدارة أولوياتها لتحقيق التنمية المستدامة. هذه الرؤية تسعى إلى بناء نظام حكومي ذكي يضمن الشفافية، ويُسهل الوصول إلى الخدمات، ويُركز على احتياجات المُواطنين. التحول الرقمي ليس فقط هدفًا تقنيًا؛ بل أداة أساسية لتطوير الأداء الحكومي.
من بين الخطوات الملموسة التي اتخذتها سلطنة عُمان نحو المستقبل الرقمي تأتي بوابة "استثمر بسهولة" التي تعد إحدى أبرز المبادرات؛ إذ تتيح للمستثمرين تأسيس الشركات وإتمام معاملاتهم عبر الإنترنت دون الحاجة إلى زيارة المكاتب. إلى جانب ذلك، طوَّرت شرطة عُمان السلطانية خدمات إلكترونية متقدمة مثل تجديد جوازات السفر وإصدار التأشيرات وتجديد رخص القيادة، مما يختصر الوقت والجهد بشكل كبير. علاوة على ذلك، أطلقت السلطنة مشروع التحول الرقمي الحكومي الذي يهدف إلى ربط المؤسسات الحكومية ببعضها البعض لضمان تقديم خدمات مُتكاملة وسلسة تلبي احتياجات المواطنين.
التحول نحو "صفر مراجعين" له فوائد متعددة، منها توفير الوقت، حيث لم يعد المواطن مضطرًا لقضاء ساعات طويلة في التنقل أو الانتظار. كما يُعزز الكفاءة عبر أنظمة رقمية تتيح معالجة الطلبات بسرعة ودقة. بالإضافة إلى ذلك، يُسهم في زيادة الشفافية من خلال تقليل فرص الفساد الإداري وضمان تقديم الخدمات بعدالة وفعالية.
دول مثل إستونيا أصبحت نموذجًا عالميًا في الرقمنة؛ حيث تقدم معظم الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، مما جعلها دولة رائدة في هذا المجال. الإمارات العربية المتحدة حققت أيضًا تقدمًا ملحوظًا من خلال منصاتها الذكية التي تُسهل حياة المواطنين وتوفر لهم الوقت والجهد.
رغم الفوائد الكبيرة، هناك تحديات يجب معالجتها. من بين هذه التحديات تطوير البنية الأساسية الرقمية، لا سيما في المناطق التي تحتاج إلى تحسين شبكات الإنترنت. وإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التثقيف الرقمي وتدريب المواطنين على استخدام التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن التركيز على الأمن السيبراني لحماية البيانات وضمان الخصوصية.
ومن شأن الانتقال إلى نظام "صفر مراجعين" أن يُحدث تغييرًا جذريًا في حياة المواطنين والمؤسسات. فهو يُحسن تجربة المواطن من خلال خدمات سهلة وسريعة تُعزز الثقة في المؤسسات، كما يرفع كفاءة المؤسسات عبر تقليل الإجراءات الروتينية والتركيز على الابتكار.
وتحقيق هدف "صفر مراجعين" ليس مجرد ضرورة؛ بل هو استثمار في مستقبل عُمان، ومع رؤية "عُمان 2040" والخطوات الطموحة التي اتخذتها الحكومة، يبدو أنَّ هذا الحلم يتحول إلى واقع. لكن يبقى السؤال: هل نحن كمجتمع جاهزون للتخلي عن الطرق التقليدية واحتضان هذا التحول الرقمي؟ الإجابة تكمن في وعينا واستعدادنا لقبول هذا التغيير الكبير، فهل نحن مستعدون لترك الطرق التقليدية وراءنا؟