لاعبون نازحون دمرت بيوتهم.. رحلة النجمة اللبناني من العدوان الإسرائيلي للتحدي الآسيوي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
حزم مدافع فريق النجمة اللبناني لكرة القدم قاسم الزين ما تيسّر من حقائب وخرج من منزله بحثا عن مكان آمن لعائلته، بعيدا عن الغارات العدوانية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى أعتاب مشاركة فريقه في دوري التحدي الآسيوي، وشأنه شأن لاعبين آخرين في النجمة وأندية لبنانية أخرى، نزَحَ قاسم، المتزوج والأب لولدين، بعد أن تضرّر منزله جزئيا بسبب القصف، إلى مدينة عاليه في جبل لبنان (22 كيلومترا عن بيروت)، ليقطن مع أقارب له.
ويقول قاسم (33 عاما) "اضطررنا للخروج من منزلنا لأنه يقع في منطقة غير آمنة".
عباس عطوي (يمين) يقود نادي النجمة بعد اعتذار الصربي دراغان يوفانوفيتش عن إكمال المهمة (مواقع التواصل)ويوضح مدير الفريق هيثم التنير "أكثر من 60% من لاعبي فريقنا اضطروا للنزوح من الضاحية والجنوب، في حين يسكن اللاعبون الأجانب وعدد قليل من المحليين في العاصمة بيروت".
ويشير التنير الذي يرأس بعثة النجمة إلى "بوتان" إلى أن لاعبي فريقه نزحوا، إما بسبب أضرار لحقت بمنازلهم أو بحثا عن مناطق أكثر أمنا، مؤكدا أن "9 لاعبين من الفريق دُمِّرت منازلهم كليا أو جزئيا".
بدوره، يقول الزين، قائد النجمة الذي حمل فريقه على كتفيه لخطف لقب الدوري اللبناني لكرة القدم من غريمه الأنصار الموسم الماضي، أن الظروف تغيرت فجأة، وكان "كل شيء على ما يرام، والحياة طبيعية، والدوري بدأ، قبل أن يتبدل كل شيء".
ونجا الزين الذي بدأ بعمر التاسعة مسيرته مع النجمة، صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة في لبنان، من غارة جوية على منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية في 24 من الشهر الماضي.
وخاضت الأندية اللبنانية جولة واحدة من الدوري بين 20 و22 سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن يصدر اتحاد كرة القدم قرارا بتجميد النشاط حتى 30 الشهر الجاري بسبب الحرب.
View this post on InstagramA post shared by Nejmeh SC (@nejmeh_sc)
معسكر في قطررحلة قاسم الذي اقتنص هدف الدوري التاسع والغائب منذ عقد عن خزائن النادي البيروتي العريق، لم تتوقف في عاليه، إذ كان عليه أن يحزم حقائبه مجددا للتوجه هذه المرة مع فريقه إلى قطر في معسكر قصير، ومنها إلى بوتان للمشاركة في البطولة القارية من 26 أكتوبر/تشرين الأول حتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي الدوحة، حاول قدر الإمكان حصر تركيز اللاعبين بكرة القدم، لكنه أقر لوكالة فرانس برس بأن ذلك كان صعبا: "اللاعبون على تواصل دائم مع ذويهم ويتابعون الأخبار لحظة بلحظة. نحاول أن نُخرجهم من الأجواء الصعبة، لكي يكون هذا المعسكر متنفسا نفسيا لهم أولا، قبل أي شيء آخر".
زرع البسمةووافقه الرأي نجم الفريق ربيع عطايا الذي دُمّر منزله في مدينة صور الجنوبية التي استهدفت مجدّدا الأربعاء بغارات، بعد طلبات إخلاء اسرائيلية أثارت موجة نزوح منها.
وقال اللاعب المخضرم "نحاول أن نفرّق بين الوضع العام وكرة القدم، لكن مهما حاولت ستبقى تفكّر في عائلتك وأصدقائك والناس الذين تحبهم".
لكن ربيع (35 عاما) بدا متفائلا بتحقيق نتيجة إيجابية في البطولة، وقال "سنحاول تقديم صورة لائقة، وزرع البسمة على وجوه اللبنانيين، لأنهم يستحقون".
وشرح مدرب حراس المرمى في الفريق خالد حمصي الصعوبات التي واجهت الجهاز الفني بقيادة عباس عطوي بعد توسع الحرب. وقال إن "الوضع كان صعبا جدا بعد توقف الدوري، بسبب الظروف النفسية والنزوح والتنقل. سألنا اللاعبين: هل لديكم القدرة على المشاركة في آسيا؟ فأتى الجواب: نعم بالتأكيد".
قبل التوجه إلى قطر، اعتذر المدير الفني للفريق الصربي دراغان يوفانوفيتش عن إكمال المهمة "لأسباب خاصة"، في حين لم يترك الثلاثي الأجنبي الغاني نيانتيه كوابينا داركو، وموسى بابا عبدولاي، وكولينز أوباري لبنان بعد بدء الحرب.
لم يترك الثلاثي الأجنبي الغاني نيانتيه كوابينا داركو، وموسى بابا عبدولاي، وكولينز أوباري لبنان منذ الحرب (مواقع التواصل) "ذاهبون إلى حرب"وقال أوباري الذي يقطن مع مواطنيه داركو وعبدولاي في شارع الحمراء في غرب بيروت إنه يسمع أصوات الانفجارات الناتجة عن القصف بوضوح، مضيفا "شعرت بالخوف لأنني لم أعتد على ذلك، لكن لدي عقد، وعليّ احترامه".
وأضاف "ما حصل يمنحنا الدافع لإسعاد الشعب اللبناني. (..) لن نخسر في بوتان"، مشيرا إلى أن الفريق سيلعب "كأننا ذاهبون إلى حرب".
ويستهل النجمة الذي وصل إلى بوتان -أمس الأربعاء- مبارياته السبت مع باشوندهارا البنغالي، قبل أن يحل ضيفا في 29 من الشهر الجاري على بارو، ويختتم مبارياته مع إيست بنغال الهندي في أول الشهر المقبل.
ويتأهل إلى الدور ربع النهائي أصحاب المراكز الأولى في المجموعات الثلاث في منطقة الغرب إلى جانب أفضل فريق حاصل على المركز الثاني، كما يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من مجموعتي الشرق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يتلقى دعوة لزيارة الأردن
تلقى الرئيس اللبناني جوزف عون، الخميس، دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لزيارة الأردن، نقلها إليه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
واستقبل الرئيس عون اليوم وزير الخارجية الأردني في قصر بعبدا في حضور السفير الأردني في لبنان وليد عبد الرحمن جفال الحديد.
ونقل الوزير الصفدي ، خلال اللقاء ، إلى الرئيس عون "تهاني العاهل الأردني وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية الجديدة وسلمه رسالة خطية".
وقال العاهل الأردني ، في الرسالة ، "إنني إذ أعبر لكم عن بالغ الاعتزاز بعلاقات الأخوة المتينة التي تربط بين بلدينا، لأؤكد الحرص على المضي قدماً في توطيدها وتعزيزها في شتى الميادين".
وأضاف :"وحرصاً منا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، فإنه يسرنا أن نوجه الدعوة لفخامتكم، لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسباً، إذ أن هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وحمل الرئيس عون الوزير الصفدي " شكره إلى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة، واعداً بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة".
وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة، وتطرق البحث إلى "الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد.
وقال الوزير الصفدي في تصريح للصحفيين "موقفنا في المملكة هو أننا نقف إلى جانب أمن لبنان واستقراره وسيادته"، مؤكداً على ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد أمنه.
وتابع الصفدي "نحن نثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره، وتستعيد بيروت ألقها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة".
وعن إمكانية أن تساعد الأردن في عملية إعادة الإعمار في لبنان قال الصفدي "الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال"، مضيفا " كنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء، والنقاش ما زال مستمراً، وسنرى الكثير من هذا التعاون".
وعما إذا كانت المنطقة ذاهبة إلى انفراجات قال الصفدي "بالنسبة إلى لبنان، تم انتخاب رئيس وهناك رئيس وزراء مكلف، وحالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان. ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة أن تستقر".
وأضاف "ثمة تغيير كبير أيضاً في سوريا، ونحن نقف معهم لإعادة بناء وطنهم. بالأمس أعلن عن وقف إطلاق النار في غزة، وهذا أمر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى"، مضيفاً "نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد ضرورة الالتزام به وتطبيقه".
وعن قضية النازحين السوريين قال الصفدي " قضية النازحين قضية أساسية" ، مضيفاً "موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة إلى سوريا".