عاجل- الرئيس السيسي في قمة "بريكس": تحذيرات من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال قمة "بريكس" المنعقدة في كازان الروسية، من تداعيات الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، التي تشكل تهديدًا كبيرًا لأمن واستقرار المنطقة. وقد ألحقت هذه الحرب ضررًا بالغًا بالشعب الفلسطيني، محذرًا من مخاطر توسيع الصراع والانزلاق نحو حرب شاملة.
أكد السيسي أن الاعتداءات التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك الهجمات على الأراضي اللبنانية، تعكس الازدواجية في المعايير والافتقار إلى المحاسبة إزاء الانتهاكات التي تمس المواثيق الدولية. ورأى أن هذا الوضع أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتطلب تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع.
التأثيرات السلبية على التجارة الدولية
وأشار السيسي إلى أن تصاعد الصراعات في المنطقة له تأثيرات سلبية على حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، مما يعوق التجارة الدولية ويؤثر على استقرار سلاسل الإمداد العالمية. في هذا السياق، دعا الرئيس المصري إلى تعزيز التعاون بين الدول النامية، مشددًا على أهمية تفاعل منتدى "بريكس+" مع المؤسسات المالية الدولية.
دعم التعاون بين الدول النامية
أثنى السيسي على دور مصر في تعزيز التعاون بين الدول النامية، مؤكدًا على ضرورة الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز الوصول إلى التمويل الميسر. وأوضح أن مصر تسعى لدعم مصالح وأولويات الدول النامية في المحافل الدولية لمواجهة التحديات الراهنة.
في سياق متصل، اجتمع السيسي مع نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، على هامش القمة لمناقشة التصعيد الإقليمي. وتبادل الرئيسان الآراء حول ضرورة التعاون المشترك للحفاظ على فعالية النظام الدولي متعدد الأطراف ومقاومة السياسات الأحادية.
الدعوة لنزع فتيل التوتراتأكد السيسي أهمية نزع فتيل التوترات الإقليمية وتفادي التصعيد الذي قد يؤدي إلى مواجهات خطيرة. كما استعرض الجهود المصرية الرامية إلى دفع مسار التهدئة في غزة ولبنان، مشددًا على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يسمح بالتعامل مع الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في فلسطين ولبنان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السيسي عبد الفتاح السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة البريكس تحذيرات
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد البطالة في اليمن جراء وقف المساعدات الأمريكية
قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن، إن قرار تعليق المساعدات الأميركية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف أحدَ أفقر البلدان العربية.
ونقلت رويترز عن مسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة رويترز، بأن تداعيات القرار الأميركي بدأت تظهر تباعاً، إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية، عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلاً.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاماً) ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلاً جيداً كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60% مقارنة بـ 14% قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45%والفقر إلى نحو 78%.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب، لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
ويرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأميركية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، لرويترز إن "حضور الوكالة الأميركية يكاد يكون منعدماً على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضاً في صنعاء ويقول "القرار الأميركي الجديد لم يعنِنا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأميركية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في فبراير/ شباط 2023 إن حجم المساعدات الأميركية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليارات دولار. لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون إلى الدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الأميركية الخارجية لمدة 90 يوماً لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأميركية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيداً في بلد يعاني بالفعل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرباً أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.