هل حفظ القرآن الكريم كاملا واجب على كل مسلم؟ أمين الإفتاء يوضح
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
ورد إلى الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالٌ من أحد المتابعين عبر فيديو على صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يسأل فيه: "هل أمرنا الله بحفظ القرآن الكريم كاملاً؟".
في رده، أكد الشيخ عبد السميع أنه لا توجد نصوص شرعية تلزم المسلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً، ولكن توجد نصوص تحث على أن يكون للمسلم نصيبٌ من القرآن في قلبه.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "المسلم الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
وأشار الشيخ إلى أن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم: "وكَذَلِكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي ما الكِتابُ ولا الإيمانُ ولَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا".
وبناءً على ذلك، أوضح عبد السميع أنه من المستحب للمسلم أن يحفظ قدرًا من القرآن، سواء كان هذا القدر قليلاً أو كثيراً، بحسب استطاعته، فالحفظ ليس واجباً ولكنه مستحب.
وفي سياق متصل، أوضح الشيخ عبدالله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حفظ القرآن الكريم ليس فرضاً على المسلم، بل هو فضيلة محمودة وتوفيق من الله.
وأضاف أن حفظ القرآن الكريم يُعد فرض كفاية، فإذا قام به بعض المسلمين سقطت المسؤولية عن الآخرين، ولكن يُستحب لكل مسلم أن يجتهد في حفظ ما يستطيع من القرآن الكريم طالما كان قادراً على ذلك.
أما إذا كان الحفظ صعباً عليه، فلا بأس أن يكتفي بحفظ ما تصح به عباداته ولا إثم عليه في ذلك.
هل يجب على المسلم حفظ القرآن قبل الموت
وتساءلت إحدى المتابعات عن كيفية التعامل مع خوفها من الموت قبل إتقان حفظ القرآن الكريم، إذ أنها تستمع كثيراً للقرآن لكنها لا تستطيع القراءة الصحيحة.
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مؤكداً أن حفظ القرآن ليس شرطاً، بل هو فضيلة وتوفيق من الله. وطمأن السائلة بأن مجرد فتح المصحف وتلاوة القرآن يُعد عملاً مأجوراً عند الله، مشيراً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".
وأضاف الشيخ عثمان أن المسلم ينال في كل حرفٍ يقرأه من القرآن عشر حسنات، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وأوضح أن القرآن الكريم هو معجزة خالدة عجز عن مجاراتها البلغاء والشعراء والإنس والجن كما جاء في قوله تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله".
وعن أسهل الطرق لحفظ القرآن وإتقانه، أوضح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، أن خير الأعمال هي التي تستمر ولو كانت قليلة، مشيراً إلى أن حفظ القرآن يتطلب المثابرة والاستمرارية.
ونصح بحفظ خمس أسطر في اليوم كحد أقصى لتسهيل المراجعة، مشدداً على أهمية قراءة ما يُحفظ في الصلوات اليومية، والإلحاح في المراجعة.
وفيما يتعلق بالآباء والأمهات، حث عاشور على تشجيع أطفالهم على حفظ القرآن والتمسك بالأخلاق الحميدة، مؤكداً أن هذه الجهود تُثمر على المدى الطويل.
من جانبه، تطرق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إلى مسألة التهاون في حفظ القرآن، موضحاً أنه لا يوجد حرج على من يستطيع الحفظ ولم يفعل، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّر من حفظ القرآن ثم نسيانه، مشيراً إلى ضرورة مراجعة ما يُحفظ باستمرار حتى لا يُنسى.
وختم الشيخ علي جمعة بأن من لم يحفظ القرآن الكريم فلا إثم عليه، ولكن من يحفظه وينساه فإنه يتحمل وزراً بسبب تركه للمراجعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء حفظ القرآن الكريم صلى الله علیه وسلم حفظ القرآن الکریم من القرآن
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تسبب العين أو الحسد الموت؟.. أمين الفتوى يوضح
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل حول تأثير الحسد والعين، وهل يمكن أن يصل الأمر إلى الموت نتيجة ذلك.
وجاءت إجابته في إطار حلقة من برنامج تليفزيوني تم بثها اليوم الاثنين، حيث أكد أن الحسد قد يؤدي إلى الموت في بعض الحالات، ولكنه شدد على أن الربط المباشر بين شخص معين وموت آخر بسبب حسده له غير جائز. وأضاف قائلاً: "لا يجوز الربط بين الموت والحسد على الإطلاق، فهذا التفكير يشجع على خلق عقلية خرافية تجعلنا نلصق كل ما يحدث لنا بالسحر والحسد."
وأوضح الشيخ وسام أن المقصود من ذكر الحسد في القرآن الكريم هو تربية النفوس على الطهارة والنقاء، وليس لإثارة مخاوف غير واقعية أو التسبب في نشر أفكار خرافية.
احترس.. أمين الإفتاء: حالة واحدة يكون فيها استخدام فيزا المشتريات حرام شرعا أفضل وسيلة لقضاء الحاجات.. أمين الفتوى يكشف عنها وينصح بالمواظبة عليهاوأكد على أهمية عدم الانسياق خلف هذه المفاهيم، لأن ذلك يؤدي إلى نشر ثقافة الخوف والتشاؤم، بدلاً من تعزيز الثقة بالله والاعتماد على ذكره.
كيفية التحصن من الحسد
أضاف الشيخ وسام أن الحل الأمثل للوقاية من الحسد هو الاعتماد على القرآن والأذكار، مثل قراءة الفاتحة والمعوذتين والإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن التفكير بأن كل ما يحدث لنا هو بسبب الحسد أو السحر.
وفي ذات السياق، قدم الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العالم الأزهري، مجموعة من الوسائل التي يُنصح بها للتحصين من الحسد.
وذكر أن أفضل الطرق لذلك تشمل ذكر الله تعالى بشكل مستمر، سواء بترديد اسم الله أو بالدعاء بقول "يا الله"، وقراءة سورتي الفلق والناس والفاتحة وآية الكرسي.
كما أشار الدكتور مختار إلى تجربة عملية تتمثل في قراءة سورة الإخلاص (الصمد) 11 مرة. واستشهد بقصة الصحابي أبو الدرداء، حيث جاءه رجل ليخبره بأن بيته قد احترق، فرد عليه أبو الدرداء بثقة قائلاً: "ما احترق بيتي". وعندما أخبره آخرون بنفس الخبر، أجاب بنفس الثقة. وعندما تبين أن النار وصلت إلى منزله ثم انطفأت، برر أبو الدرداء هذا الأمر بأذكارٍ سمعها من الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي من شأنها أن تحمي من المصائب.
وتشمل هذه الأذكار دعاءً جاء فيه: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت، وأنت رب العرش الكريم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم."
الخلاصة
أكد الشيخ أحمد وسام والدكتور مختار مرزوق أن الوقاية من الحسد تتحقق بالاعتماد على الأذكار والقرآن، وعدم الغوص في التفكير بأن كل حادثة مؤسفة تحدث بسبب الحسد. فالتحصن بذكر الله تعالى وبالأدعية من شأنه أن يبعث الطمأنينة في نفوس المؤمنين، ويبعد عنهم الخوف من تأثير الحسد أو العين، مع التشديد على أهمية تجنب نشر الخرافات وتعزيز الوعي الديني السليم.