العواصف الشمسية الشديدة.. هل هي قادرة على تعطيل شبكة الإنترنت العالمية؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أطلقت وكالة الفضاء الأميركية، تحذيراً من أن العواصف الشمسية الشديدة قد تؤدي إلى شل شبكة الإنترنت العالمية لأسابيع، فهل تشكل خطرا على كوكب الأرض، وهل هناك وسائل لتقليص حدتها؟.
وتضرب الأرض منذ مساء الجمعة، عاصفة شمسية "شديدة" هي الأولى من نوعها منذ عام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية سماء العديد من دول العالم، لكنها أثارت كذلك مخاوف من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.
وهذه العواصف ناتجة عما يُعرف بـ"الذروة المتفجرة" في دورة الشمس، وهي حالة تحدث كل 11 عاماً، عندما تتحول الشمس إلى كرة من الطاقة المتفجرة التي تطلق دفعات ضخمة من الطاقة نحو الأرض.
وأوضح جون دال من مركز التنبؤ بالمناخ الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، أن ما يحدث عبارة عن "انفجارات في الجسيمات النشطة والمجالات المغناطيسية من الشمس".
ويُتوقع استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات، وفق الوكالة.
وآخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في أكتوبر 2003، وأُطلق عليه اسم "عواصف الهالوين" الشمسية، كما ذكرت وكالة "فرانس برس".
من جانبه، أكد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي يملك شركة "ستارلينك" لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، التي تشغّل نحو 5 آلاف منها في مدار منخفض، أن هذه الأقمار "تتعرّض للكثير من الضغط لكنها صامدة حتى الآن"، وذلك في منشور على منصته "إكس".
وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ، إلى سنة 1859، وفق وكالة ناسا. وقد عرفت بـ"حدث كارينغتون"، وتسببت حينها باضطرابات في خطوط التلغراف.
وفي حديثه إلى قناة "الحرة"، أوضح مؤسس موقع "ناسا ووتش"، عالم الفلك السابق في وكالة الفضاء الأميركية، كيث كوينغ، أن "شبكة الإنترنت لن تتعطل بسبب العواصف الشمسية".
لكنه أشار إلى أن جزءا من نظام التواصل سيتأثر، موضحا أن "أجزاء أخرى ستقوم بالتعويض عنه".
ولفت كوينغ إلى أن "العواصف الشمسية لا تؤثر على البشر، سواء داخل أو خارج المنازل"، مردفا: "كوكبنا في مجال مغناطسي، لذلك يمكننا الخروج بكل سلام".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العواصف الشمسیة
إقرأ أيضاً:
لوموند: إلى متى ستظل أوروبا قادرة على تجاهل ما يجري بتونس؟
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إدانة نحو 40 معارضا في تونس بأحكام "قاسية جدا استنادا إلى اتهامات عبثية" إهانة لسمعة البلاد التي جُرّت قسرا إلى استبداد لا حدود له بقيادة الرئيس قيس سعيّد، على حد تعبيرها.
وكانت المحكمة الابتدائية في تونس قد أصدرت يوم السبت 19 أبريل/نيسان أحكاما بالسجن تراوحت بين 13 و66 عاما، شملت قيادات سياسية بارزة من الصف الأول في المعارضة، وسط تنديد واسع بما اعتُبر "محاكمات تفتقر إلى أدنى شروط العدالة"، واعتبرتها أطراف واسعة محاولة لتجريم العمل السياسي المعارض وترويع المناهضين لسياسات الرئيس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قضية “التآمر “بتونس تدخل منعطفا جديداlist 2 of 2"متهمون بالصدفة" يواجهون أحكاما قاسية في تونسend of listوأضافت لوموند، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أن تونس -مهد الربيع العربي الذي كان مصدر أمل كبير للديمقراطيين في العالم العربي والإسلامي- في تراجع بائس، وبات مسارها ينحرف منذ 3 سنوات نحو "كاريكاتير حزين للاستبداد المطلق من جديد".
إهانة لتونس
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن محاكمة 40 من النشطاء السياسيين والمدنيين والصحفيين ورجال الأعمال، وصدور أحكام غير مسبوقة بحقهم، بعقوبات تصل إلى 66 عاما من السجن، يعد إهانة لتونس.
وذكرت أن المحامي سمير ديلو وصف ذلك بـ"الجنون القضائي"، مبرزة أن الأحكام تعتبر أيضا وصمة عار في صورة بلد حصل، بشكل جماعي، على جائزة نوبل للسلام عام 2015 بفضل مشروعه الديمقراطي.
إعلانوعقب صدور الأحكام، عبّر عدد من أساتذة كليات الحقوق والمعاهد العليا للعلوم القانونية في تونس عن رفضهم محاكمة 40 معارضا في ما تعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة".
وأكد أكثر من 50 أستاذا -في بيان مشترك- إدانتهم الشديدة لاستخدام الرئيس قيس سعيد القضاء كأداة لتجريم المعارضة السياسية وتكميم الأفواه وانتهاك حرية التعبير.
وتابعت لوموند أن الشخص الذي بنى هذه الرواية الملفقة عن مؤامرة ضد "أمن الدولة" ليس سوى رئيس الجمهورية نفسه، قيس سعيّد.
حذر أوروبيوأوضحت أن بعض المحكوم عليهم، لم يفعلوا سوى التفكير ضمن إطار قانوني بحت في بديل انتخابي للرئيس سعيّد، وكانت دوافعهم نابعة من قلق عميق بشأن مستقبل الديمقراطية التونسية، بعد حدوث ما يوصف بالانقلاب الذي حصل في يوليو/تموز 2021، والذي اغتنمه سعيّد ليستحوذ على كامل السلطة.
وأكدت أن هؤلاء المعارضين يدركون تماما أن المناخ السائد لا يصب في صالحهم، ولم يكن خافيا عليهم أن الانقلاب الذي قاده قيس سعيّد قوبل بمشاهد من الابتهاج الشعبي. كانوا على وعي كامل بأن سعيّد يركب موجة الرفض الشعبي لأخطاء المرحلة الانتقالية الديمقراطية.
وشددت على أنه بدلا من تصحيح مسار قابل للإصلاح، اختار سعيّد نهج الهدم الكلي، فقد عمل بشكل منهجي على تفكيك أبرز مكاسب ربيع 2011، وهاجم التعددية الحزبية وحرية التعبير.
وزادت لوموند أنه في مواجهة هذه التطورات يبدو الأوروبيون مشلولين، حيث عبّرت كل من فرنسا وألمانيا عن "قلقهما" بعد صدور الأحكام، هو حذر مفهوم لأن الاتحاد الأوروبي يسعى لتجنب مشكلتين اثنتين: تفادي الاتهام بالتدخل في شؤون دولة أخرى، كما عليه ألا يغامر بتوتير علاقاته مع رئيس يقدّم نفسه على أنه منفّذ وفيّ لاتفاقات الحدّ من الهجرة المبرمة مع بروكسل.
وتساءلت الصحيفة عن مدى جدوى الحذر الأوروبي، في وقت تُضعف فيه سياسة قيس سعيّد تونس يوما بعد يوم، وبالتالي تهدد بشكل محتمل استقرار هذا البلد.
إعلان