اكتشاف أكبر عدد أولي حتى الآن.. لن تتخيل حجمه
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
اكتشف عالم رياضيات هاوٍ من سان خوسيه بالولايات المتحدة أكبر عدد أولي حتى الآن يتألف من أكثر من 41 مليون رقم.
وتعرف الأعداد الأولية، وهي اللبنة الأساسية للرياضيات، بأنها لا تقبل القسمة إلا على نفسها وعلى 1.
وتتضمن الأعداد الأولية الأولى هي 2، 3، 5، 7، 11، وترجع أهمية هذا الاكتشاف إلى أن العثور على الأعداد التالية في التسلسل يكن أكثر صعوبة كلما زادت الأعداد.
وكان علماء الرياضيات يستخدمون عادة الصيغ لاختبار ما إذا كان عدد كبير أوليًا أم لا، وهو النهج الذي بدأ تطبيقه في السنوات اللاحقة باستخدام برامج كمبيوتر خاصة.
واستخدم لوك ديورانت، البالغ من العمر 36 عاماً، وهو موظف سابق في شركة إنفيديا ، برنامجاً مجانياً يسمى Great Internet Mersenne Prime Search، أو GIMPS، لاختبار ما إذا كانت الأعداد الكبيرة المشتبه بها هي أعداد أولية باستخدام خوارزمية.
وتطلبت محاولة السيد ديورانت استخدام آلاف وحدات معالجة الرسوميات المنتشرة عبر 24 مركز بيانات في 17 دولة.
اكتشف عالم الرياضيات الهاوي أكبر عدد أولي جديد أطلق عليه اسم "M136279841"، وتم حسابه عن طريق ضرب 136،279،841 اثنين معًا، ثم طرح 1.
ويعتبر العدد 2 136,279,841 – 1 أكبر من العدد السابق بـ 16 مليون رقم.
ومن بين الأعداد الأولية، توجد فئة تسمى أعداد ميرسين الأولية من الشكل 2 P -1، والتي سميت على اسم الراهب الفرنسي مارين ميرسين في القرن السادس عشر الذي اكتشفها، وعلى سبيل المثال، 3 و7 و31 و127 هي أعداد ميرسين الأولية، والتي تتوافق مع قيم P وهي 2 و3 و5 و7 على التوالي.
ويعني الاكتشاف الأخير أنه أصبح لدينا الآن 52 عددا أوليا من أعداد ميرسين.
وقالت مؤسسة GIMPS في بيان لها إن "العدد الأولي الأخير ينهي حكم أجهزة الكمبيوتر الشخصية العادية الذي دام 28 عاما في العثور على هذه الأعداد الأولية الضخمة".
وبعد مرور ما يقرب من عام من الاختبارات، تم التأكد من أن الرقم أولي، وعمل معالج في دبلن بأيرلندا على تحديد M136279841 باعتباره على الأرجح عددًا أوليًا في 11 أكتوبر، كما أكد معالج آخر في سان أنطونيو بولاية تكساس أن هذا هو الحال بالفعل في اليوم التالي.
يمكن أن تكون طريقة الاكتشاف بمثابة دفعة قوية لعلماء التشفير، إذ تلعب الأعداد الأولية الكبيرة دورًا رئيسيًا في تطوير خوارزميات التشفير التي تضمن أمن وسرية الاتصالات الرقمية.
وعادةً ما تولد هذه الخوارزميات رموز غير قابلة للكسر عن طريق ضرب رقمين كبيرين للحصول على رقم يصعب تحليله، ويمكن استخدامها في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، وخدمات الرسائل الخاصة، وخوارزميات التسوق لتوليد مفاتيح التشفير لحماية البيانات.
ويظهر الاكتشاف أيضًا أن وحدات معالجة الرسوميات، التي تُستخدم بشكل متزايد في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، مناسبة أيضًا لأبحاث الرياضيات والعلوم الأساسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اولى الولايات المتحدة ا اللبنة الأساسية القرن السادس معالجة الرسوم الولايات المتحدة الأعداد الأولیة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم جزء من وجه إنسان في غرب أوروبا عمره 1,1 مليون سنة
أصبحت متحجرة، عُثر عليها في حفرة إسبانية وتعود إلى 1,1 مليون سنة على الأقل، أقدم هيكل عظمي معروف لوجه إنسان في أوروبا الغربية، وقد تناولت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" هذا الاكتشاف الذي يحمل تسمية "بينك".
وقالت روزا اوغيه من جامعة تاراغونا الإسبانية، والمعدة الرئيسية للدراسة، في مؤتمر صحافي، إن هذه الدراسة "تقدم عنصرا جديدا في تاريخ التطور البشري في أوروبا".
كان أقدم ممثل للجنس البشري في أوروبا الغربية، والذي يعود تاريخه إلى ما بين 800 و900 ألف سنة مضت، هو سلف الإنسان الذي اكتُشف في موقع "أتابويركا" التاريخي الإسباني.
يضم هذا الموقع في شمال إسبانيا ما لا يقل عن عشرة مواقع أثرية استثنائية. وعلى بعد أقل من 250 مترا من الموقع الذي عُثر فيه على سلف الإنسان، اكتشف فريق إسباني متحجرة "ايه تي اي7-1" ATE7-1، التي تشكل جزءا من الفك العلوي والعظم الوجني الأيسر لشخص بالغ، مع بقايا جذر ضرس.
يُعدّ هذا الاكتشاف كنزا لعدم اكتشاف حتى اليوم سوى لضرس حليب واحد لشخص فقط من الوافدين الأوائل إلى أوروبا الغربية، بالإضافة إلى عظمة اصبع يد وجزء من فك سفلي لشخص آخر.
تسمية "بينك"
كانت متحجرة "ايه تي اي7-1"، التي أطلق عليها مكتشفوها تسمية "بينك"، تقع في طبقة جيولوجية عميقة من "سيما ديل إليفانتي"، أي حفرة الفيل. تم التنقيب عنها على عمق أكثر من ستة عشر مترا، وهذه الكتلة من الطمي والطين الأحمر تتيح تأريخها بما بين 1,1 و1,4 مليون سنة مضت.
وحتى اكتشافها، تعيّن الانتقال إلى شرق أوروبا وتحديدا إلى جورجيا الحالية، والعودة 1,8 مليون سنة، للعثور على هومو جورجيكوس، رجل دمانيسي.
هو أول ممثل أوروبي لجنس الإنسان خارج أفريقيا، ويُعرف بأنه مهد الإنسانية، قبل وقت طويل من ظهور الإنسان الحديث، قبل نحو 300 ألف سنة.
وبيّنت عملية إعادة بناء للوجه، باستخدام أدوات تصوير ثلاثية الأبعاد، عن وجه "بينك" المذهل.
تقول ماريا مارتينون توريس مديرة المركز الوطني الإسباني للتطور البشري، بينما يتمتع سلف الإنسان "بوجه حديث جدا، مشابه لوجه جنسنا البشري، وهو عمودي ومسطح"، فإنّ وجه بينك "أكثر ميلا إلى الأمام".
ومع ذلك، لا يتمتع بكل خصائص سلالة أخرى مشهورة وأقدم من القارة الأفريقية، وهي الإنسان المنتصب.
ومن المستحيل، في هذه المرحلة، تحديد جنس "بينك" وعمرها. من ناحية أخرى، وباستخدام ثلاث أدوات حجرية صغيرة، وعظام حيوانات تتميز بالشقوق، وعدد كبير من القرائن النباتية القديمة، أصبح لدى الفريق فكرة جيدة عن البيئة التي تطورت فيها.
تتمثل هذه البيئة بمنظر طبيعي لغابات رطبة مع غطاء نباتي من البحر الأبيض المتوسط، وعدد وفير من الطيور والقوارض وقرود المكاك والخيول والمواشي، وبعض البيسون وأفراس النهر. وقد تطوّرت في مناخ أكثر اعتدالا من اليوم.
مكان في التاريخ
تقول روزا اوغيه "ربما كان موقع أتابويركا ممرا طبيعيا للحياة البرية مع موارد مائية".
وبحسب الفريق الإسباني، يدعم اكتشاف "بينك" فرضية استيطان القارة الأوروبية من الشرق إلى الغرب من البشر الأوائل قبل 1,4 مليون سنة على الأقل.
تشير كل المعطيات إلى أنهم جاؤوا "من مكان ما في أوروبا الشرقية"، بحسب ماريا مارتينون توريس. ويحتلون حاليا "مكانا في تاريخ التطور البشري" بين إنسان دمانيسي وأسلافه.
ويكمن السؤال في ما إذا كانت "بينك" قد نجت من التغيير الديموغرافي، الذي أدى إلى انخفاض عدد السكان قبل قرابة 900 ألف سنة، وذلك بفضل الموجات الجليدية الشديدة.
لا يرجح عالم الإنسان القديم الإسباني خوسيه ماريا بيرموديز دي كاسترو أن تكون هذه السلالة قد نجت لتكون ضمن سلالة الإنسان القديم.
وستغذي فرضيات كثيرة البحوث المستقبلية. ولم يصل الفريق إلى قاع "هاوية الفيل"، ولا من حوله.