عشرات المستوطنين يؤدون طقوسا تلمودية عند حائط البراق
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أدى عشرات المستوطنين اليوم الخميس طقوسا تلمودية عند حائط البراق في مدينة القدس المحتلة بمناسبة ما يسمى "عيد بهجة التوراة".
وتظهر مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي تجمع العشرات من المستوطنين عند حائط البراق وأداءهم طقوسا تلمودية.
وكان مئات المستوطنين الإسرائيليين قد اقتحموا أمس الأربعاء، في سابع أيام عيد العُرش اليهودي، المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وجددوا انتهاكاتهم لرحابه بأداء طقوس تلمودية ورقصات وأغان.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن أكثر من 900 مستوطن شاركوا في الاقتحامات ضمن مجموعات وعلى فترتين، قبل صلاة الظهر وبعدها.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى هذا الأسبوع إلى 5600 مستوطن، استنادا إلى معطيات الدائرة.
والخميس الماضي، بدأ عيد العرش الذي انتهي أمس، وتم خلاله استباحة المسجد الأقصى، مع تصاعد ملحوظ في وتيرة الانتهاكات للمكان الإسلامي المقدس.
وقال شهود عيان للجزيرة نت إن الاقتحامات تمت وسط انتشار مكثف لشرطة الاحتلال، في حين أدى مستوطنون طقوسا تلمودية وتجولوا وغنوا وأدوا رقصات في رحابه.
وفي أزقة البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، شوهد عشرات المستوطنين يرفعون القرابين النباتية.
وفي ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى، احتشد عشرات آلاف المستوطنين لأداء طقوس تلمودية، وسط قيود مشددة على حركة الفلسطينيين في أحياء وبلدات المدينة المحتلة.
يشار إلى أن عيد العُرش هو عيد ديني يهودي ورد في التناخ (كتاب يهودي مقدس) ويأتي بعد عيد الغفران في الشهر نفسه، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات خلال ضياعهم في سيناء، ونزول المن والسلوى، ويعتبر هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة، ويستمر 8 أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات المسجد الأقصى طقوسا تلمودیة
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.