إنترسبت: الاتحاد الأوروبي يلتف على قواعده لدعم الاستيطان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أظهر تسريب مذكرة كتبها المدير القانوني لخدمة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فرانك هوفمايستر أن الاتحاد يتجاهل حكما صادرا عن محكمة العدل الدولية يطالب جميع الدول بإنهاء دعمها لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ووفقا لتقرير نشره موقع إنترسبت، قال الصحفي المستقل آرثر نيسلن إن المذكرة تزعم بأن رأي المحكمة الدولية، التي تعتبر أعلى هيئة قانونية دولية لحل النزاعات بين الدول، لا يُلزم دول الاتحاد بفرض حظر على السلع المستوردة من المستوطنات الإسرائيلية، رغم مطالبة المحكمة بوقف "المساعدات والدعم" الذي يساهم في استمرار الاحتلال.
كما ادعى هوفمايستر بتحليله المكون من 7 صفحات أن قوانين الاتحاد الأوروبي تتطلب فقط وضع علامات على المنتجات القادمة من المستوطنات توضح أصلها وليس حظرها، مؤكدا أن الحظر "أمر يعود للتقدير السياسي".
وأثارت المذكرة المسربة، التي أُرسلت إلى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 22 يوليو/تموز، انتقادات لاذعة، إذ اعتبر خبراء قانونيون وحقوقيون أن الاتحاد الأوروبي يتجاهل التزاماته بموجب القانون الدولي، وفق التقرير.
ووصفت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي موقف الاتحاد بأنه "معيب قانونيا، وضار سياسيا، ومتناقض أخلاقيا"، وحذرت من أن تقوض تصرفات الاتحاد الأوروبي الثقة في القانون الدولي.
وأضافت: "هذا الالتفاف على القواعد من أجل المصالح السياسية يُضعف مصداقية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ويخون ثقة الشعوب خارج فلسطين".
وأشار الكاتب إلى أن دانييل ليفي، مستشار رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك ورئيس مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وصف تفسير هوفمايستر بأنه "ضعيف ويمكن دحضه بسهولة"، واعتبر أن حكم المحكمة واضح ويطلب من الدول وقف كل أشكال الدعم للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تزايدت فيه الانتقادات حول علاقة الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل، فقد كان للدول الأوروبية دور مركزي في دعم الاستيطان اليهودي لأكثر من 100 عام، ولم تتوان عن دعم إسرائيل منذ إنشائها في 1948 واستيلائها على الأراضي المحتلة عام 1967، حسب التقرير.
ورصدت مجموعة منظمات معارضة للاستثمارات الأوروبية في المستوطنات قروضا وضمانات تقدر بحوالي 164.2 مليار دولار قدمها مستثمرون أوروبيون بين عامي 2020 و2023 للشركات التي تشارك في الأنشطة الاستيطانية، كما وجدت المنظمات أن هؤلاء المستثمرين لديهم حوالي 144.7 مليار دولارا من الأسهم والسندات في الشركات نفسها.
وتابع الكاتب قائلا إن مذكرة هوفمايستر تظهر إبداء الاتحاد الأوروبي علاقاته التجارية وأولوياته السياسية على القانون الدولي، وعلقت سوزان أكرم، مديرة عيادة حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق بجامعة بوسطن، بأن: "السياسة الأوروبية الحالية لا تتماشى مع رأي المحكمة، والأمر ليس مسألة تقدير سياسي، وقد ذكرت المحكمة أن الاحتلال برمته غير قانوني ويجب أن ينتهي بأسرع ما يمكن".
وفي ضوء هذا التسريب وعلى خلفية ما يسميه البعض "أول إبادة جماعية على الهواء مباشرة"، أعادت بعض الدول الأوروبية النظر في موقفها، وطرح التقرير مثال أيرلندا التي عاودت طرح قانون محلي يحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية، وكانت قد أوقفته لفترة خوفا من تضاربه مع قوانين الاتحاد الأوروبي.
وحذر نائب رئيس الوزراء الأيرلندي في رسالة صدرت الثلاثاء من أنه إذا فشل الاتحاد في التحرك، فقد تتحرك الدول بشكل مستقل لحظر التجارة وفقا لمحكمة العدل الدولية.
وأشار الكاتب إلى أن المنتقدين يرون أن موقف الاتحاد الأوروبي يتعارض مع مواقفه القانونية في نزاعات دولية أخرى، مثل إدانته لروسيا في أوكرانيا، وأكدت ألبانيزي أن الاتحاد الأوروبي يخاطر بأن يصبح شريكا في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، قائلة: "الاتحاد الأوروبي يخاطر بأن يصبح مسؤولا عن دعم نظام فصل عنصري وجرائمه الفظيعة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
الدول الأوروبية ترفض بشدة مقترح استيلاء أمريكا على غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الدول الأوروبية دعمها لحل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، ردا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة.. فيما وجهت انتقادات حادة على المقترح، ووصفته بأنه "غير مقبول".
ففي ألمانيا; قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان "إن طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون فقط غير مقبول ومخالفا للقانون الدولي، بل سيؤدي أيضا إلى معاناة وكراهية جديدة".. لا يجب أن يكون هناك حل يتم فرضه فوق رؤوس الفلسطينيين".
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية رفضها الواضح لخطة ترامب، مشيرة إلى أن النقل القسري للسكان الفلسطينيين للسماح بالإشراف الأمريكي; يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، وعقبة كبيرة أمام حل الدولتين".
وأكدت ضرورة أن يكون مستقبل غزة; "في إطار دولة فلسطينية مستقبلية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وليس تحت سيطرة دولة ثالثة".
بدروها، أعربت إسبانيا وإيرلندا - وهما دولتان اعترفتا العام الماضي بدولة فلسطين - عن معارضتهما للاقتراح المفاجئ الذي يزعزع عقودا من سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
ولم يتم الإعلان عن تفاصيل محددة بشأن التمويل أو اللوجستيات حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز" الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم "غزة; أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها.. وهي جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيرلندي سيمون هاريس إنه "سيحكم على البيت الأبيض بناء على أفعاله; ليس أقواله"، لكنه طلب توضيحا لتصريحات الرئيس.
وأضاف هاريس خلال تصريح له بجانب تاوسيتش مايكل مارتن، الذي كان أيضا ناقدا "نحتاج إلى حل الدولتين، ويحق للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، أن يعيشا في دولتين آمنتين جنبا إلى جنب، وهذا هو المكان الذي يجب أن نركز عليه"، مضيفا "أي فكرة لنقل سكان غزة إلى مكان آخر ستكون متناقضة بشكل واضح مع قرارات مجلس الأمن الدولي".
وفي بريطانيا، أعرب رئيس حكومتها كير ستارمر - خلال جلسة أسئلة في مجلس العموم البريطاني - عن تحفظاته على مقترحات ترامب; في أول معارضة علنية كبيرة للإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال ستارمر: "يجب السماح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم، ويجب أن يسمح لهم بإعادة البناء، وعلينا أن نقف معهم في هذا الجهد في طريقنا إلى حل الدولتين".
وأشار إلى أن القضية الأكثر أهمية هي الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ في يناير، بما في ذلك إطلاق سراح المحتجزين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي روما، أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى أن روما ستدرس خطة ترامب، لكنه أكد أن البلاد لا تزال تدعم حل الدولتين.. مضيفا "فيما يتعلق بإجلاء السكان المدنيين من غزة، يبدو لي أن رد الأردن ومصر كان سلبيا، لذا يبدو لي أنه من الصعب تنفيذ هذه الخطة".