المدخلية المتصهينة وتوظيف الدين لخدمة الاحتلال!!
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
الطائفة المدخلية ورموزها برزت في الخليج، وتحديدا في المملكة العربية السعودية، بعد حادثة جهيمان واحتلال الحرم المكي، وذلك لإيمان جماعته بالمهدي المنتظر، واتهامهم للحكام في المملكة بأنهم ملأوا الأرض جورا، وجاء أوان ظهور المهدي الذي يملؤها عدلا، وظلوا يبحثون حسب الروايات في اسمه ووصفه، حتى ظهر بينهم شخص من المملكة نفسها يدعو لذلك، منذ ذلك اليوم وتم التفكير في خلق طائفة تظل سندا وظهيرا للحاكم، تصنع على أعين أجهزة استخباراتها.
والحقيقة إن ربط ظهور مثل هذه الفرقة بهذا السبب وحده، لا يعد سببا وجيها، لأنها موجودة في كل زمان، لدى الحكام المسلمين وغيرهم، ففي الهند ظهرت طائفة القاديانية، والتي أسسها الاحتلال الانجليزي لتعطيل فريضة الجهاد ضد المحتل، وعدم مقاومته والتسليم له، وهي طائفة تنسب شكلا للإسلام، وجوهرها تفريغ الإسلام من مضمونه كله، وبخاصة المضمون المقاوم للاحتلال.
لكن المدخلية بدأت تبرز منها ملامح تجعل من وصفها: المدخلية المتهصينة، حيث إن جل كلام رموزها، ليس ضد الحركات الإسلامية التي تعمل على رفض الاستبداد فقط، بل بدأت توجه نشاطها المشبوه ضد حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين تحديدا، فهي دوما حليفا للاستبداد، وليس مجرد الولاء للحاكم، وإلا فإن الحاكم قد يكون في بلد ما إسلاميا، فتراهم ضده، فهم ليسوا إلا مشاريع داعمة بقوة للاستبداد.
اتخذت المدخلية المتصهينة ألوانا شتى لطعن المقاومة في ظهرها، لصالح أنظمتها والاحتلال الصهيوني لفلسطين، عن طريق استخدام وتوظيف نصوص ومفاهيم دينية، لا تخدم سوى الاحتلال، وكأنها متحدثة بلسانه، وإن أعلنت من باب ذر الرماد في العين عداءها ودعاءها عليه بالهلاك والويل والثبور، ولو كانت صادقة في دعائها ودعواها لشمل دعاؤها الأنظمة التي توجهها، حيث إنها متواطئة مع الاحتلال، وهي أدخل في باب موالاة أعداء الله المحرمة يقينا، وتصل عندهم للردة، ومع ذلك يصمتون تماما عن ذلك، ولا تنطق ألسنتهم إلا بالحديث عن المقاومة وأهلها.
خطاب المدخلية المتصهينة، ومتصهينة أخر، يحتاج دوما لرد شبهاتهم، ودفع أباطيلهم، لأن بعض أراجيفهم تنطلي على البسطاء من العامة من الناس، في ظل انشغال المدافعين عن قضية غزة بالإشكالات الكبرى، نجد من يسحب العامة لإشكالات أخرى، بغية صرف التعاطفتغير وتلون خطاب المدخلية المتصهينة، بشكل ينطلي على البسطاء من عامة الناس؛ المحبة للدين، فهو في ظاهره النصح لله ورسوله ودينه، وفي باطنه الخذلان والتثبيط للمقاومين، فتارة يخرجون بنداء لأبي عبيدة قائلين: يا أبا عبيدة جاهد بالسنن، علم الناس العقيدة! وهو خطاب وإن دل يدل على جهل مطبق بالإسلام، إن صحت نية من يقول بذلك، فأي جهاد بالسنن، والناس تقوم بالفرض، ومن ينصح من؟ من يفرط في الفريضة الكبرى، يطالب القائمين بها بالعودة للسنن؟
وهؤلاء يذكروننا بأحد أئمة الإسلام، وتروى عن أبي حنيفة، وقد كان في مجلس العلم، وجاءه أحد المستفتين، يقول له: لقد زنيت بامرأة، وقد حملت مني من الزنى، فقال له أحد الحاضرين: يا هذا، زنيت، فهلا عزلت؟! أي تعزل ماءك أن يصل لرحمها، كي لا تحمل المزني بها، فقال له الزاني: بلغني أن العزل مكروه؟! فقد بلغه كراهية العزل، ولم يبلغه حرمة الزنى؟!!
ومؤخرا يخرج خطابهم بالنيل من السنوار، وأنه من دمر غزة، وركع الأمة وخذلها، وأن نتنياهو قاتل مباشر، والسنوار قاتل بالتسبب لأهل غزة!! هكذا خرج خطابهم، وأنه لا بد كي يصح نضاله ونضال من معه، من راية ودولة تعلن النضال ضد المحتل! وظاهر مثل هذا الكلام مقصود به صرف المسؤولية عن القتلة الحقيقيين، وإنهاء حالة الجهاد ضد المحتل.
فالراية المقصودة فيمن يجاهد، فهي راية مقاومة المحتل، وهي لا تحتاج لحاكم يدعو لذلك، كما يزعم التيار المدخلي، وإلا فإن فلسطين محتلة، فأين الحاكم الذي ينادي بتحريرها، وأين الدولة؟ والاحتلال بطبيعته حين يدخل بلدا ما ينهي الدولة الوطنية القائمة، ويجعلها تحت سيطرته، وتتحول إما إلى مقاومة، وإما إلى عميلة ومتواطئة. فأي الدولتين والحكمين يريد الجامية وغيرهم الإذن منه بجهاد المحتل؟!
وهم يحملون السنوار تبعة ما يجري في غزة، لأنه قرر وإخوانه مقاومة المحتل، بينما يتغافل أو يتغابى عن تحميل الحكام المسؤولية وراء هذا الخذلان، فالقتل المباشر من نتنياهو، والقتل بالتسبب، يقع على عاتق من يحاصر أهل غزة، ومن يمنع نصرتهم، ومن يقيم جسرا بريا يمتد ويمر عبر دول عربية ومسلمة لمؤازرة إسرائيل وليس غزة وأهلها، وهؤلاء حكمهم في الشرع معروف، لكن المدخلية تهرب من الحكم الحقيقي على المتواطئين، لأن خطابها موجه للمقاومين لا المستبدين.
وقد هالهم كم التعاطف والإعجاب الذي ناله أبو عبيدة من قبل، ثم السنوار، وطريقة استشهاده، بشهادة عدوه، وبروايتهم، فأرادوا صرف الأنظار بكلام يشكك في مشروعية ما يفعل، ويشكك في حسن خاتمته، بتحميله مسؤولية الضحايا في غزة، ولو كانوا صادقين لوجهوا الحديث والمسؤولية لأصحابها الذين سيحاسبهم الله تعالى على تخاذلهم، ولو كانوا راجين لرضا الله، خائفين من حسابه، لاكتفوا بصمتهم، وطلبوا مغفرته لهم على اتخاذ أضعف الإيمان، وهو الإنكار بالقلب؟
خطاب المدخلية المتصهينة، ومتصهينة أخر، يحتاج دوما لرد شبهاتهم، ودفع أباطيلهم، لأن بعض أراجيفهم تنطلي على البسطاء من العامة من الناس، في ظل انشغال المدافعين عن قضية غزة بالإشكالات الكبرى، نجد من يسحب العامة لإشكالات أخرى، بغية صرف التعاطف، وتحويل المسألة والنقاش لرأيين، يسع كل منهما هذا الخلاف، وهي حيلة يمارسها المداخلة في كل مناسبة تشكل لحظة حرجة ضد الطغاة والمستبدين، سواء استبداد الداخل أو الخارج.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال المقاومة فلسطين غزة احتلال فلسطين مقاومة غزة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
CIT تطلق 3 مبادرات لرقمنة المصانع وتوظيف الكوادر التكنولوجية ومنصة الكتالوج الإلكتروني وبناء الاقتصاد الرقمي
أكد المهندس خالد ابراهيم رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - CIT راعي الصناعة الرقمية أن الغرفة ستطلق 3 مبادرات جديدة خلال فاعليات الدورة الثامنة للمؤتمر والمعرض السنوى "وطن رقمي".
جاء ذلك خلال فعليات المؤتمر الصحفي التحضيري لمؤتمر "وطن رقمي 8" والذي سيقام بالتزامن مع "الملتقى والمعرض الدولى الثالث للصناعة"، الذي ينظمه اتحاد الصناعات، تحت شعار "نحو نهضة صناعية رقمية" فى الفترة من 25 – 27 نوفمبر الحالي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قال: "تتمثل المبادرة الأولى فى “رقمنة 1000 مصنع” بالشراكة مع اتحاد الصناعات المصرية.
أضاف أن المبادرة تستهدف تسريع عمليات التحول الرقمي لكافة المؤسسات الصناعية من خلال إتاحة حلول تكنولوجيا متكاملة لمساعدتها على مواكبة الثورة الصناعية الرابعة.
أوضح أن المبادرة تسعى إلى الحد من التحديات التى تواجه المؤسسات الصناعية عبر تقديم حلول تكنولوجية متكاملة تضم كافة متطلبات منظومة التحول الرقمي، بداية من أجهزة الهارد وير مررو بحلول السوفت وير بجانب اتاحة خدمات الانترنت بالإضافة الى حلول شبكات الاتصالات، بما يساعد المؤسسات الصناعية على تعظيم الاستفادة من الثورة الرقمية لخفض التكاليف من خلال تمكينها من تبسيط ومراقبة عمليات الإنتاج وتحليلها وزيادة قدراتها التنافسية والتصديرية بما يتراوح بين 5- 10 % سنويا علاوة على التمكن من ضبط وحوكمة منظومتها المالية والنقدية بدقة وشفافية وإدراجها ضمن منظومة الفاتورة الالكترونية بدوى أى عوائق.
أكد أن المبادرة ستشكل قفزة نوعية جديدة فى تنمية الطلب المحلى على التكنولوجيا اذ تتيح للشركات، من أعضاء غرفة التكنولوجيا، تقديم حلولها الابتكارية للمؤسسات الصناعية بهدف زيادة قدراتها الابتكارية لتطوير منتجات وخدمات جديدة بسرعة وفعالية أكبر وبتكلفة مناسبة باستخدام الأدوات التقنية والتصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD) علاوة علي تقليل الوقت والنفقات المرتبطة بعمليات الإنتاج والكشف المبكر عن المشكلات وحلها.
أشار خالد إبراهيم إلى أن المبادرة الثانية للغرفة تتمثل في ملتقىالتوظيف للكوادر التكنولوجية CIT Talent Connect بالشراكة مع اتحاد الصناعات ومنصة "وظف" والتي تستهدف تسليط الضوء على امتلاكنا لقاعدة متنوعة من الموارد البشرية التى تمتلك المهارات الرقمية اللازمة لدعم عملية التحول الرقمى بكافة المؤسسات الصناعية.
أوضح رئيس الغرفة أن الملتقى يؤكد حرص الغرف على المساهمة فى مسئولية تشغيل الشباب، فى إطار توجهات استراتيجيتها للنهوض بمستويات التشغيل كهدف استراتيجى، وكجزء من برنامج عمل الغرفة لتنفيذ محور تنمية القدرات ، كأحد محاور رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة، بما تسهم فى خفض معدل البطالة ومضاعفة معدلات الإنتاج، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتنمية العنصر البشرى وفى نفس الوقت إتاحة فرص عمل متميزة للكوادر التكنولوجية للالتقاء مع المؤسسات الصناعية المشاركة بالملتقى، مشددا على المصداقية والشفافية في عرض فرص العمل خلال الملتقى.
أكد الدكتور مصطفى صالح نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن "وطن رقمي" يشكل فرصة كبيرة للجمع بين شركات التكنولوجيا المحلية ومؤسسات الأعمال الصناعية من 19 غرفة صناعية، التى يضمها اتحاد الصناعات المصرية إذ تُعتبر شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة والمتوسطة أحد أبرز العوامل المحورية في تحقيق التنمية الاقتصادية الحديثة، خاصة في دول مثل مصر التي تسعى بتعزيز نموها الاقتصادي والنهوض بمستوى معيشة مواطنيها، في هذا السياق، كما تلعب شركات التكنولوجيا بالغرفة CIT دورًا حيويًا في تحسين كفاءة الاقتصاد وزيادة فرص العمل، مما يساهم في بناء مستقبل اقتصادي رقمي مستدام ومزدهر.
قال الدكتور حسن رضوان عضو مجلس إدارة غرفة CIT إن المبادرة الثالثة تتمثل فى إطلاق منصة "الكتالوج الإلكتروني" والتى تتيح للمرة الاولى عرض كافة الحلول التكنولوجية التى تقدمها شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية، من أعضاء الغرفة، بما يساعد فى التعريف والترويج محليا وعالميا لهذه الحلول التى تم تطويرها بعقول مصرية وقادرة على المنافسة وتلبية كافة احتياجات مؤسسات الاعمال فى جميع القطاعات الاقتصادية.
اكد أحمد السبكي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن "التحول الرقمي" يعد أحد أهم المجالات التى استطاعت الكثير من شركات التكنولوجيا المصرية الصغيرة والمتوسطة القيام بدور استراتيجي لتطوير مجموعة متكاملة من الحلول التكنولوجية القادرة على تعزيز النمو الاقتصادي في مصر لاسيما فى مجالات التعليم والصحة والصناعة وهنا سنسلط الضوء خلال" وطن رقمي 8 " علي قدرة شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية، الصغيرة والمتوسطة، على زيادة المزايا التنافسية لمختلف مؤسسات الأعمال من خلال تحسين كفاءة الأعمال، تسريع الابتكار، وإتاحة فرص عمل لكوادرنا البشرية المتخصصة فى احدث المجالات التكنولوجي، وتوفير فرص جديدة للاستثمار، من خلال استخدام الحلول الرقمية، التى تمكن الشركات من تحسين عملياتها وزيادة إنتاجيتها، مما يسهم في خفض التكاليف وتنمية قدراتها التصديرية وفتح أسواق جديدة من خلال تطبيقها لكافة المعايير والمواصفات الدولية التى باتت تتطلبها الاسواق العالمية كما تتيح تكنولوجيا المعلومات للشركات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى أسواق جديدة مما يدعم تنمية القطاع الخاص.
أكد المهندس محمد أبو لبن رئيس قطاع مبيعات الشركات في المصرية للاتصالات We أن مشاركة الشركة فى فعاليات الدورة الثامنة لمعرض ومؤتمر "وطن رقمي" تأتى إطار حرصنا على مواكبة تطلعات عملائها وتلبية احتياجاتهم المتطورة من خلال توفير خدمات تضمن لهم رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية، وتدعهم كذلك في رحلتهم نحو تحقيق التحول الرقمي.
أضاف أن المصرية للاتصالات WE تقدم خلال هذه الفعالية خيارات واسعة من الخدمات المتطورة التي تناسب احتياجات الفئات المختلفة من المؤسسات والهيئات والشركات في مصر، ومن أبرزها حلول وخدمات إنترنت الأشياء IoT، والحلول السحابية لأنظمة تخطيط موارد المؤسسات “ERP”، ومنصة رقمية لخدمات التكنولوجيا المالية “Digital Fintech Platform”، وخدمات البث الرقمي التفاعلي “Interactive Digital IPTV”.