قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال خطابه في الجلسة العامة للقمة الـ16 لمجموعة "بريكس" فيما يخص قضية أوكرانيا ، أنه يتم استخدام كييف لخلق تهديدات أمنية حرجة لروسيا.

ووجه حديثه للغرب قائلاً : "أولئك الذين يسعون لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا لا يعرفون تاريخها، وهذه حسابات وهمية". 

وقال بوتين فيما يخص "بريكس بلس"، أن صيغة "أوت ريتش/بريكس بلس" أثبتت نجاحها وتوفر فرصة للحوار المباشر والصريح.

ودعت روسيا، بصفتها رئيسة، قادة الدول المجاورة والشركاء الراغبين في الانضمام إلى "بريكس" للمشاركة في الاجتماع.

كما دعا بوتين الدول المهتمة إلى المشاركة في تطوير ممر "شمال-جنوب" والطريق البحري الشمالي. 

وفيما السياسة العالمية، الأمم المتحدة، والآليات المالية فقد أكمل بوتين، مشيراً إلى ان الانتقال إلى نظام عالمي عادل ليس سهلاً، وهناك محاولات لعرقلة هذا التحول.

وأكد بوتين يجب أن تستمر الأمم المتحدة في لعب دور محوري في ضمان السلام والأمن، مشدداً على ضرورة توسيع تمثيل الدول الأفريقية في مجلس الأمن، حيث حضر قادتهم قمة "بريكس".

وأضاف بوتين أن إصلاح مؤسسات التنمية التابعة للأمم المتحدة والهياكل المالية العالمية بات أمراً ضرورياً.

وتابع بوتين : "الموجة القادمة من النمو الاقتصادي العالمي تنشأ في دول الأغلبية العالمية، ومن الضروري بناء آليات مالية بديلة وخالية من أي سيطرة".

ودعا بوتين إلى ضمان وصول دول الجنوب العالمي والشرق إلى التكنولوجيا ومساعدتها في التكيف مع التغيرات المناخية.

كما أكد على أن تسهم روسيا بشكل كبير في ضمان الأمن الغذائي والطاقة العالمي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الروسى التكنولوجيا اجتماع أوكرانيا تكنولوجيا الأمم المتحدة المالية الاقتصادي العالمي النمو الاقتصادي

إقرأ أيضاً:

تهديدات ترامب.. رب ضارة نافعة

يستبيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كافة مقومات وأسس الشرعية الدولية والقانون الإنساني، بحديثه عن تهجير الغزيين من أرضهم، وربما مستقبلاً أهالي الضفة الغربية من وطنهم التاريخي، ويعتدي على سيادة الدول حينما يتحدث عن إقامة دولة للفلسطينيين في المملكة العربية السعودية أو في مصر أو في الأردن.

والحقيقة أنّ هذه التصريحات الصادمة والمتواترة زمنياً في ظرفية وجيزة ضد الدول العربية قد تكون «ربّ ضارة نافعة»، ذلك أن ترامب يعيد طرح فكرة أنّ الأمن القومي العربي لا يتجزّأ، وما يمس فلسطين أو أي دولة عربية أخرى هو بالضرورة يمس الوطن العربي من نواكشوط حتى بغداد، وهكذا نظر الغرب تاريخياً وينظر حتى الآن في كيفية تعامله مع الواقع العربي بكل قضاياه الشائكة والمعقدة وفي مقدمتها طبعاً قضية فلسطين التي لا تقبل هي أيضاً التجزئة.
إنّ تهديد ترامب بفتح أبواب الجحيم على غزة، مرة أخرى، هو في الواقع تهديد بفتح أبواب الجحيم على المنطقة برمتها وتدمير الأوطان التي خطت خطوات مهمة في التقدم والازدهار، وإلا كيف يمكن أن نفهم تهديد ترامب ونتنياهو لمصر والأردن والسعودية في آن واحد. إننا لا نقول لترامب إلاّ ما قاله الشاعر مظفر النواب في قصيدته التي عنوانها: «في الرّياح السيّئة يعتمد القلب» وكأنه يستشرف هذا الوضع الذي نعيشه الآن، «لا الحكومات.. لا الراجعون إلى الخلف لا الأطلسي.. لا الآخرون وأن نضحوا فلسفة، لا تخف إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة».
ونحن الآن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصبّ جهنّم على رأس هذه الأمّة، ومع ذلك فهي واقفة وصامدة، وكل المشاريع التي يتم التخطيط لها منذ بايدن إلى ترامب الآن، وكل العنجهيّة التي يتم التعامل بها مع قضية فلسطين برمتها وقطاع غزة بصفة خاصة، ستسقط، حتى وإن زودت أمريكا إسرائيل بكل سلاحها وجيشها.
نقول إنها ربّ ضارّة نافعة، فترامب بخطابه الجديد، يلجم كل صوت يبرّر حق إسرائيل في أرض فلسطين. فالاستعمار الغربي لفلسطين، بلغ في هذه المرحلة نقطة اللاعودة. المشروع الآن يطل بكل رؤوسه ولم يعد شيئاً خافياً، فبعد محاولة جرّ مصر والأردن، بدأ الحديث عن السعودية كوطن بديل للفلسطينيين، وهذا هو المخطط اليهودي في نسخته الأصلية والذي يعاد نشر خرائطه في كل مرة، فإسرائيل الكبرى هي أجزاء من مصر والأردن والسعودية وأرض الشام والعراق.
نقول رب ضارة نافعة لأن ردّة الشعوب لا حد لها، والغضب العربي يغلي كالمرجل ولن يتوقع أحد ما قد يكون عليه المستقبل، في ظلّ استمرار إسرائيل في تنفيذ مخطط التوسع الجغرافي. فتاريخياً قدم الشعب الفلسطيني من التضحيات ما لم يقدمه أي شعب، وما زال يقدم ولن يتراجع أو ييأس من أجل تحقيق حريته واسترداد أرضه رغم قلة الإمكانات ومحدوديتها.
والحقيقة أن الدول العربية قدمت من التنازلات واختارت السلام خياراً أوحد منذ قمة بيروت التي قدمت فيها المبادرة العربية على أساس الأرض مقابل السلام، ولكن الطرف الآخر هو الذي رفض كل مبادرة، وأسقط فكرة السلام في المنطقة، وأراد أن يستفرد بالدول العربية الواحدة تلو الأخرى.
ونقول مرة أخرى ربّ ضارة نافعة، ونعيد قول مظفر النواب «هذه أمة مهما جهنم صبت على رأسها ستظل واقفة». ورياح الخذلان والخضوع، لا يمكن أن تكون مزمنة، فقدر الشعوب الحرّية وليس الاستعمار والاحتلال. ودرس غزة يعطي للشرفاء هذه الروح روح المقاومة والصمود في عزّ الخذلان العربي والإسلامي الذي يكاد يكون شاملاً.
القمة العربية القادمة يجب أن ترتقي إلى مستوى التحديات المحيطة بكل الدول العربية، ودون استثناء، والموقف الذي يجب أن يصدر يجب أن يكون موقفاً قوياً وحازماً، يتجاوز لغة الرفض، إلى إعلان الاستعداد للنضال من أجل كرامة أمّة عظيمة، لم تطلب الحرب يوماً، ولكنها لا تخشاها أيضاً، إذا ما فرضت عليها، وتاريخ المنطقة الطويل شاهد على أنّ قدر هذه الشعوب هو مقاومة المستعمر وطرده من أرضها. وليس هناك بدائل أخرى إذا ما فرضت المواجهة، وهذه الشعوب لم تكن يوماً خائفة أو تجبن عن واجب الصمود. وهذه قيم ربما لا يدركها ترامب أو غيره من المنظرين لمنطق الصفقات التجارية، ذلك أنّ هناك حقوقاً لا تقبل المساومة، بل لا تقبل البيع والشراء.

مقالات مشابهة

  • البرازيل تستضيف قمة بريكس في ريو دي جانيرو
  • بوتين يسعى لنظام عالمي جديد يخدم مصالح روسيا
  • زيلينسكي: يجب أن تتكاتف الدول الأوروبية في مواجهة تهديدات روسيا
  • تهديدات ترامب.. رب ضارة نافعة
  • مصادر تكشف لـCNN عن استعدادت روسيا لإجراء مفاوضات مع أمريكا بشأن أوكرانيا
  • نائبة رئيس الحزب الحاكم في أوكرانيا: لابد من موقف موحد لحلفائنا
  • صفقة مناسبة لروسيا.. ترامب يرسم ملامح السلام في أوكرانيا
  • واشنطن تهدد بعقوبات وعمل عسكري لدفع بوتين لإبرام اتفاق مع أوكرانيا
  • روسيا تبدي استعدادها لدعم بيلاروس للحصول على العضوية الكاملة في «بريكس»
  • وزير المالية يشارك في القمة العالمية للحكومات والمنتدى التاسع للمالية العامة في الدول العربية