أذكار النوم: الحصن الروحي قبل الاستسلام للراحة
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أذكار النوم: الحصن الروحي قبل الاستسلام للراحة، أذكار النوم: الحصن الروحي قبل الاستسلام للراحة
أذكار النوم هي من السنن النبوية التي تحصّن المسلم وتملأ قلبه بالسكينة والاطمئنان قبل النوم.
هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي وسيلة لتذكير المسلم بعظمة الله واستحضار رحمته وحمايته في أوقات ضعفه واحتياجه.
النوم هو وقت يحتاج فيه الإنسان إلى العناية الإلهية، وأذكار النوم هي الطريقة المثلى للاستعانة بالله قبل إغلاق العينين والدخول في عالم الراحة.
فضل أذكار النومأذكار النوم لها فضل عظيم، فهي تُبعد الشيطان وتمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة.
أذكار النوم: الحصن الروحي قبل الاستسلام للراحةكما أنها تذكير يومي بقدرة الله وحمايته لعباده في أوقات الغفلة، من خلال هذه الأذكار، يظل المسلم مرتبطًا بالله حتى في أوقات النوم، حيث يضع ثقته في الله لحفظه من كل شر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام على ذكر الله واستيقظ على ذكر الله كان له من الأجر العظيم".
وأذكار النوم تشمل أدعية واستعاذات تسهم في حماية الإنسان من الكوابيس والأذى الروحي، كما تمنحه الراحة النفسية والبدنية.
أذكار النوم المستحبةإليك بعض الأذكار التي يُستحب قولها قبل النوم:
أذكار النوم: الحصن الروحي قبل الاستسلام للراحة1. آية الكرسي: وهي أعظم آية في القرآن الكريم،قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي قبل النوم لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح".
> "اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ، لَهُ ما في السَّمَاوَاتِ وما في الأَرضِ، مَن ذَا الَّذي يَشفَعُ عِندَهُ إلاّ بإِذنِهِ، يَعلَمُ مَا بَينَ أيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم، ولا يُحيطُونَ بِشَيءٍ مِّن عِلمِهِ إلاّ بِمَا شَاءَ، وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ، ولا يَؤُودُهُ حِفظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ."
2. سورة الإخلاص والمعوذتين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء".
سورة الإخلاص: "قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ."
سورة الفلق: "قُل أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ."
سورة الناس: "قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ."
3. الدعاء قبل النوم:
"بِاسمِكَ رَبِّي وَضَعتُ جَنبِي، وَبِكَ أرفَعُهُ، إن أمسَكتَ نَفسي فَاغفِر لَها، وإن أرسَلتَهَا فَاحفَظهَا بِمَا تَحفَظُ بِهِ عِبادَكَ الصَّالِحينَ."
"اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها. اللهم إني أسألك العافية."
4. ذكر التوحيد: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."
5. دعاء الكرب والهم: إذا كان الشخص يشعر بالقلق أو الحزن قبل النوم، يستحب أن يدعو بدعاء الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم."
حماية من الشيطان: الأذكار تُبعد الشياطين وتقي الإنسان من الأحلام المزعجة والكوابيس.
الطمأنينة النفسية: عندما يلتزم المسلم بالأذكار قبل النوم، يجد قلبه مطمئنًا وروحه مستعدة للنوم براحة.
الاستمرار في العبادة حتى أثناء النوم: بفضل الأذكار، يُكتب للإنسان أجر مستمر وهو نائم، كأنه في عبادة.
تحقيق السكينة: أذكار النوم تسهم في تهدئة القلب والعقل، مما يجعل الشخص يغفو بسرعة وبشكل طبيعي.
نصائح لتعزيز أذكار النوم
المداومة على الأذكار: من الأفضل أن يكون قول الأذكار عادة يومية، حتى تكون جزءًا من الروتين الليلي.
النية الصافية: يجب أن تقال الأذكار بنية خالصة لله، مع حضور القلب واستشعار عظمة الله.
التركيز على الفهم: فهم معاني الأذكار يسهم في زيادة التأثير الروحي ويعزز الشعور بالطمأنينة.
أذكار النوم هي حماية للمسلم في وقت ضعفه، حين يسلم نفسه لراحة النوم. إنها لحظات قصيرة ولكن فضلها عظيم في الدنيا والآخرة.
بالالتزام بها، يشعر المسلم بالأمان والراحة، ويكون على يقين أن الله يحفظه ويعينه.
فلنحرص جميعًا على جعل الأذكار جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى ننام بقلوب مطمئنة وأرواح هادئة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دعاء اذكار أذكار النوم أدعية النوم لا إله إلا الله أذکار النوم قبل النوم
إقرأ أيضاً:
ما يُقال من أدعية وأذكار عند الأرق
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية، جاء مضمونه كالتالي: ما الذي يُقال من الأدعية والأذكار عند حصول الأرق؟ فأنا أعاني منذ مدة من الأَرَقِ؛ حيث إني لا أستطيع النوم في الليل؛ فأبقى مستلقيةً في الفراش دون نوم، وقد سمعت أن هناك بعض الدعوات والأذكار التي تُقال عند النوم للتخَلُّصِ من الأرَقِ، فهل ما سمعته صحيحٌ؟ وما تلك الأذكار لأواظبَ عليها؟.
أدعية وأذكار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقال عند الأرققالت دار الإفتاء إنه وَرَدَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضُ الأدعية والأذكار التي تُقَال عند الإحساس بالأرقِ وذهاب النوم، مع ضرورة استحضار عظمة الله تعالى وتصفية القلب مما يحول دون استقبال النفحات الإلهية، والتي منها: ما جاء عن بُرَيدة رضي الله عنه، قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيَّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».
فضل الذكر وهل مقسد بوقت محدد
وعن فضل الذكر قالت الإفتاء إنه مِن أفضلِ أنواع القُرَبِ؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، وقد امتَدَح الله عباده المُداوِمين على ذكرِهِ في جميعِ الأوقاتِ وعلى اختلافِ أحوالِهِم؛ فقال سبحانه: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]؛ أي: في أدْبارِ الصلواتِ وغُدُوًّا وعَشِيًّا، وفي المضاجِعِ وعند الانتباه مِن النوم؛ كما تأوَّل الإمام القرطبي في "تفسيره" (14/ 186، ط. دار الكتب المصرية).
وأكدت دار الإفتاء أن الذكر ليس مُقيَّدًا بوقت مُحَدَّدٍ كالذي يقوله الإنسانُ إذا أصابَه قَلَقٌ في فراشِهِ فلم يَنَمْ أو خَشِي من الأرَقِ -وهو المسؤول عنه- فالأرَقُ هو مفارقةُ النَّومِ الرَّجُلَ من وسوسةٍ أو حزنٍ أو غير ذلك. يُنظر: "الأذكار" للإمام النَّوَوِيِّ (ص: 97، ط. دار الفكر)، و"المفاتيح" للإمام المُظهِري (3/ 218، ط. دار النوادر).
قال الإمام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/ 345، ط. دار المعرفة) في الأدب العاشر من آداب النوم: [الدعاء عند التَنَبُّه فليَقُل في تَيَقُّظاتِهِ وتَقَلُّباتِهِ مهما تَنَبَّهَ ما كان يقوله رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ. ويشمل هذا الأرق بجامع التَّيَقُّظ والتَّقلُّب وعدم الراحة في النوم؛ لأنه مُسبَّبٌ عنه.
وقد وَرَدَ عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم في الأرَقِ بعضُ الأذكار والدعواتِ التي تُقَال لاستجلاب النوم، فمنها: ما جاء عن بُرَيدة رضي الله عنه، قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ عَلَيّ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» رواه الترمذي في "سننه" والطبراني في "الأوسط".
قال العَلَّامة السفاريني الحنبلي في "غذاء الألباب" (2/ 386، ط. مؤسسة قرطبة) عطفًا على آدابِ النَّوْم: [ومنها أن الإنسان إذا أصابَه أَرَقٌ دعا بالكلماتِ التي عَلَّمها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لخالدٍ رضي الله عنه] اهـ.
ومنها: ما رواه ابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي»، فَقُلْتُهَا، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ.
ومعنى: «أهْدِئ لَيْلي» أي: سكِّنْه لأنام فيه أو سكِّني بالنوم فيه لأسْلَمَ من السَّهَر والأرَقِ ويذهب ما أجِدُ من القَلَقِ.