مأرب برس:
2025-03-10@22:33:49 GMT

كشف تفاصيل اتفاق اسرائيلي بريطاني فرنسي سري ضد مصر

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

كشف تفاصيل اتفاق اسرائيلي بريطاني فرنسي سري ضد مصر

بدأت تلك "المؤامرة" بإقلاع طائرة فرنسية من قاعدة جوية إسرائيلية في 22 أكتوبر 1956 وهبوطها في مطار عسكري بالقرب من العاصمة باريس. من تلك الطائرة خرج رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، والمدير العام لوزارة الدفاع شمعون بيريز، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه ديان، ورئيس مكتب ديان مردخاي بار أون.

كانت مهمة هذه الشخصيات الإسرائيلية الرفيعة، إجراء مفاوضات سرية مع البريطانيين والفرنسيين حول عمل مشترك ضد مصر بقيادة جمال عبد الناصر. في ضاحية "سفر" الباريسية جرت المفاوضات السرية بين الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بن غوريون ومندوبين فرنسيين هم وزير الدفاع موريس بورجيه مونوري، ووزير الخارجية كريستيان بينولت ورئيس الأركان العامة موريس شال، ومع وفد بريطاني يتكون من وزير الخارجية سلوين لويد ومساعده باتريك دين.

المفاوضات السرية بين إسرائيلي وبريطانيا وفرنسا انتهت بالاتفاق على خطة تقوم بموجبها إسرائيل بالهجوم على مصر، وبعدها تقوم القوات الفرنسية والبريطانية بغزو واحتلال منطقة قناة السويس التي كان عبد الناصر قد أعاد تأميمها في 26 يوليو من نفس العام.

بريطانيا وفرنسا وفقا لهذه المسرحية كانتا ستبرران تدخلهما العسكري بضرورة "حماية القناة والحاجة إلى فصل الأطراف المتحاربة".

بحسب بروتوكول سفر السري كان من المفترض أن تضم إسرائيل شبه جزيرة سيناء بالكامل أو على الأقل الثلث الشرقي على طول خط العريش-شرم الشيخ. في ذات الوقت، تعهدت إسرائيل بعدم مهاجمة الأردن، وتعهدت بريطانيا بأنها لن تقدم المساعدة للأردن إذا ما قامت إسرائيل بمهاجمته! هذا الاتفاق السري "التأمري" أصر الوفد الإسرائيلي على وضع نسخ مكتوبة منه وتوقيعه لضمان تنفيذه من قبل الطرفين الآخرين بريطانيا وفرنسا. خلال تلك المفاوضات السرية، اقترح بن غوريون في البداية خطة لإعادة تقسيم الدوائر الرئيسة للحدود في الشرق الأوسط.

الخطة الإسرائيلية توخت حل دولة الأردن، وضم الجزء الشرقي من نهر الأردن من قبل العراق، فيما يتم ضم القسم الغربي من نهر الأردن إلى إسرائيل. بحسب هذه الخطة الإسرائيلية، كان من المقرر أن يذهب القسم الجنوبي من لبنان حتى نهر الليطاني إلى إسرائيل، وكانت الخطة تنص على تخلي لبنان عن بعض أراضيه ذات الغالبية المسلمة والتحول إلى جمهورية بأغلبية مسيحية متحالفة مع إسرائيل، إلا أن الفرنسيين والبريطانيين لم يوافقوا على هذه الخطة، وتم إقناع بن غوريون على التركيز على مصر. في النهاية تم التوقيع على بروتوكول سيفر السري.

مردخاي بار أون مدير مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه ديان، ذكر لاحقا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون "بالكاد كان بإمكانه كتم حماسته، فقد أخذ البروتوكول بين يديه كما لو كان يحمل كنزا هشا، وقام بطيه وإخفائه في جيب سترة". الخبير بشؤون الشرق الأوسط أندريه أوستالسكي وصف هذا الاتفاق السري الإسرائيلي الفرنسي البريطاني ضد مصر بأنه "وثيقة هزلية بشكل لا يصدق. من حسن الحظ أن البشرية ابتعدت عن مثل هذا الأمر منذ 60 عاما. اتفقت القوى الثلاث بهدوء وإدراك كامل لما كانت تفعله، على غطاء زائف تماما للغزو".

بريطانيا وفرنسا بعد توقيع هذه الاتفاقية السرية بدأتا في تركيز قواتهما في المناطق التي كان من الممكن ضرب السواحل والمطارات المصرية منها. جرى تسليم كميات كبيرة من الأسلحة على وجه السرعة إلى إسرائيل. بدأ الجيش الفرنسي بالهبوط في المطارات الإسرائيلية، واتخذت السفن الفرنسية مواقع قبالة سواحل إسرائيل، فيما أعلنت إسرائيل عن تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط، بذريعة "احتمال دخول القوات العراقية إلى الأردن".

في إطار عملية قادش، هاجمت القوات الإسرائيلية في 29 أكتوبر 1956 مواقع الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء. عملية غزو سيناء أطلق عليها اسم مدينة قادش التي ورد ذكرها عدة مرات في التوراة.

بررت إسرائيل غزوها لمصر بضرورة وقف هجمات الفدائيين انطلاقا من غزة. بعد اتفاقهما سرا مع إسرائيل، استخدمت كل من بريطانيا وفرنسا حق النقض ضد قرار اقترحته الولايات المتحدة في مجلس الأمن يدعو إسرائيل إلى وقف عدوانها على مصر.

دفعت باريس ولندن في نفس الوقت بمطالبهما الخاصة، ودعتا إسرائيل ومصر إلى سحب قواتهما إلى ما بعد 30 كيلومترا من قناة السويس.

رفضت مصر الامتثال لهذا الأمر وشنت الدولتان عمليات عسكرية ضدها. بن غوريون في كلمة له أمام الكنيست في 7 نوفمبر 1956، أعلن أن "حملة سيناء هي الأعظم والأكثر مجدا في تاريخ الشعب الإسرائيلي"، وأن الجيش الإسرائيلي غزا سيناء التي كانت في السابق جزءا من مملكة سليمان التي تمتد من جزيرة تيران في البحر الأحمر إلى تلال لبنان، مضيفا أن "جزيرة تيران أصبحت مرة أخرى جزءا من مملكة إسرائيل الثالثة".

موقف الاتحاد السوفيتي الصارم أفسد المخطط السري. هدد الزعيم السوفيتي وقتها نيكيتا خروتشوف بريطانيا العظمى وفرنسا وإسرائيل بأكثر الإجراءات صرامة بما في ذلك استخدام الضربات الصاروخية على أراضي هذه الدول. مثل هذا التطور كان سيؤدي حتما إلى حرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت ضغطت على حلفائها لوقف العدوان في المنطقة.

كانت واشنطن ترغب أيضا في تلك الفترة في الحد من نفوذ بريطانيا ودفعها إلى الصفوف الخلفية على المسرح الدولي. نجح الموقف السوفيتي الصارم والضغط الأمريكي في دفع بريطانيا وفرنسا إلى سحب قواتهما من مصر في ديسمبر 1956، وانتهت تلك الأزمة الخطيرة في موقف استثنائي توافقت فيه القوتين العظميين

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: بریطانیا وفرنسا بن غوریون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: تقدم في محادثات واشنطن وحماس بشأن اتفاق غزة

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد 9 مارس 2025، إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس بشأن اتفاق غزة .

وأكدت الهيئة، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" سيجتمع عصر اليوم وسيحدد حجم التفويض الذي سيمنح لطاقم التفاوض.

إقرأ أيضاً: حماس تعلن موافقتها على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة

وأشارت إلى أن محادثات وفد التفاوض الإسرائيلي بالدوحة ستركز أولا على إطار المفاوضات العام.

بدوره قال موقع "اكسيوس" الأمريكي نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إنه يتوقع أن يتوجه مبعوث ترامب "ستيف ويتكوف" إلى العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء للتوسط في اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل.

وأضاف الموقع أن "ويتكوف سيصل إلى الدوحة قادما من السعودية بعد مشاركته في اجتماع أمريكي أوكراني".

وأوضح أنه "لم يتضح بعد إذا كان ويتكوف سيلتقي مسؤولين من حماس أم مفاوضين إسرائيليين ووسطاء فقط".

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "ويتكوف أراد جمع كل الأطراف في مكان واحد لعدة أيام من المفاوضات المكثفة للتوصل لاتفاق".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس تعلن موافقتها على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة حماس تنفي انفتاحها على هدنة مؤقتة في غزة وفد إسرائيلي إلى الدوحة الاثنين وحماس تضع 3 محددات للمفاوضات الأكثر قراءة إسرائيل تُقرر وقف إدخال كافة البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة أول تعقيب من حماس على قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد يديعوت: هذا الهدف من قرار وقف إدخال المساعدات والبضائع إلى غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حماس تبدي مرونة في المفاوضات وتنتظر نتائج الوسطاء مع إسرائيل
  • حماس: إسرائيل "تواصل الانقلاب" على اتفاق غزة
  • شرطة تل أبيب تستعيد تمثال بن غوريون "بملابس السباحة"
  • إسرائيل تقطع إمدادات الكهرباء عن غزة
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • بعد فشل إسرائيل في تدميرها.. خبير بريطاني: ما مدى قوة حماس الآن؟
  • إسرائيل: تقدم في محادثات واشنطن وحماس بشأن اتفاق غزة
  • إسرائيل ترسل وفدًا للدوحة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • انتقاد اسرائيلي لكاتس بعد توبيخه رئيس الاستخبارات بسبب خطة ترامب
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة