مأرب برس:
2024-11-22@23:36:59 GMT

كشف تفاصيل اتفاق اسرائيلي بريطاني فرنسي سري ضد مصر

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

كشف تفاصيل اتفاق اسرائيلي بريطاني فرنسي سري ضد مصر

بدأت تلك "المؤامرة" بإقلاع طائرة فرنسية من قاعدة جوية إسرائيلية في 22 أكتوبر 1956 وهبوطها في مطار عسكري بالقرب من العاصمة باريس. من تلك الطائرة خرج رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي ديفيد بن غوريون، والمدير العام لوزارة الدفاع شمعون بيريز، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه ديان، ورئيس مكتب ديان مردخاي بار أون.

كانت مهمة هذه الشخصيات الإسرائيلية الرفيعة، إجراء مفاوضات سرية مع البريطانيين والفرنسيين حول عمل مشترك ضد مصر بقيادة جمال عبد الناصر. في ضاحية "سفر" الباريسية جرت المفاوضات السرية بين الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء بن غوريون ومندوبين فرنسيين هم وزير الدفاع موريس بورجيه مونوري، ووزير الخارجية كريستيان بينولت ورئيس الأركان العامة موريس شال، ومع وفد بريطاني يتكون من وزير الخارجية سلوين لويد ومساعده باتريك دين.

المفاوضات السرية بين إسرائيلي وبريطانيا وفرنسا انتهت بالاتفاق على خطة تقوم بموجبها إسرائيل بالهجوم على مصر، وبعدها تقوم القوات الفرنسية والبريطانية بغزو واحتلال منطقة قناة السويس التي كان عبد الناصر قد أعاد تأميمها في 26 يوليو من نفس العام.

بريطانيا وفرنسا وفقا لهذه المسرحية كانتا ستبرران تدخلهما العسكري بضرورة "حماية القناة والحاجة إلى فصل الأطراف المتحاربة".

بحسب بروتوكول سفر السري كان من المفترض أن تضم إسرائيل شبه جزيرة سيناء بالكامل أو على الأقل الثلث الشرقي على طول خط العريش-شرم الشيخ. في ذات الوقت، تعهدت إسرائيل بعدم مهاجمة الأردن، وتعهدت بريطانيا بأنها لن تقدم المساعدة للأردن إذا ما قامت إسرائيل بمهاجمته! هذا الاتفاق السري "التأمري" أصر الوفد الإسرائيلي على وضع نسخ مكتوبة منه وتوقيعه لضمان تنفيذه من قبل الطرفين الآخرين بريطانيا وفرنسا. خلال تلك المفاوضات السرية، اقترح بن غوريون في البداية خطة لإعادة تقسيم الدوائر الرئيسة للحدود في الشرق الأوسط.

الخطة الإسرائيلية توخت حل دولة الأردن، وضم الجزء الشرقي من نهر الأردن من قبل العراق، فيما يتم ضم القسم الغربي من نهر الأردن إلى إسرائيل. بحسب هذه الخطة الإسرائيلية، كان من المقرر أن يذهب القسم الجنوبي من لبنان حتى نهر الليطاني إلى إسرائيل، وكانت الخطة تنص على تخلي لبنان عن بعض أراضيه ذات الغالبية المسلمة والتحول إلى جمهورية بأغلبية مسيحية متحالفة مع إسرائيل، إلا أن الفرنسيين والبريطانيين لم يوافقوا على هذه الخطة، وتم إقناع بن غوريون على التركيز على مصر. في النهاية تم التوقيع على بروتوكول سيفر السري.

مردخاي بار أون مدير مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه ديان، ذكر لاحقا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون "بالكاد كان بإمكانه كتم حماسته، فقد أخذ البروتوكول بين يديه كما لو كان يحمل كنزا هشا، وقام بطيه وإخفائه في جيب سترة". الخبير بشؤون الشرق الأوسط أندريه أوستالسكي وصف هذا الاتفاق السري الإسرائيلي الفرنسي البريطاني ضد مصر بأنه "وثيقة هزلية بشكل لا يصدق. من حسن الحظ أن البشرية ابتعدت عن مثل هذا الأمر منذ 60 عاما. اتفقت القوى الثلاث بهدوء وإدراك كامل لما كانت تفعله، على غطاء زائف تماما للغزو".

بريطانيا وفرنسا بعد توقيع هذه الاتفاقية السرية بدأتا في تركيز قواتهما في المناطق التي كان من الممكن ضرب السواحل والمطارات المصرية منها. جرى تسليم كميات كبيرة من الأسلحة على وجه السرعة إلى إسرائيل. بدأ الجيش الفرنسي بالهبوط في المطارات الإسرائيلية، واتخذت السفن الفرنسية مواقع قبالة سواحل إسرائيل، فيما أعلنت إسرائيل عن تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط، بذريعة "احتمال دخول القوات العراقية إلى الأردن".

في إطار عملية قادش، هاجمت القوات الإسرائيلية في 29 أكتوبر 1956 مواقع الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء. عملية غزو سيناء أطلق عليها اسم مدينة قادش التي ورد ذكرها عدة مرات في التوراة.

بررت إسرائيل غزوها لمصر بضرورة وقف هجمات الفدائيين انطلاقا من غزة. بعد اتفاقهما سرا مع إسرائيل، استخدمت كل من بريطانيا وفرنسا حق النقض ضد قرار اقترحته الولايات المتحدة في مجلس الأمن يدعو إسرائيل إلى وقف عدوانها على مصر.

دفعت باريس ولندن في نفس الوقت بمطالبهما الخاصة، ودعتا إسرائيل ومصر إلى سحب قواتهما إلى ما بعد 30 كيلومترا من قناة السويس.

رفضت مصر الامتثال لهذا الأمر وشنت الدولتان عمليات عسكرية ضدها. بن غوريون في كلمة له أمام الكنيست في 7 نوفمبر 1956، أعلن أن "حملة سيناء هي الأعظم والأكثر مجدا في تاريخ الشعب الإسرائيلي"، وأن الجيش الإسرائيلي غزا سيناء التي كانت في السابق جزءا من مملكة سليمان التي تمتد من جزيرة تيران في البحر الأحمر إلى تلال لبنان، مضيفا أن "جزيرة تيران أصبحت مرة أخرى جزءا من مملكة إسرائيل الثالثة".

موقف الاتحاد السوفيتي الصارم أفسد المخطط السري. هدد الزعيم السوفيتي وقتها نيكيتا خروتشوف بريطانيا العظمى وفرنسا وإسرائيل بأكثر الإجراءات صرامة بما في ذلك استخدام الضربات الصاروخية على أراضي هذه الدول. مثل هذا التطور كان سيؤدي حتما إلى حرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت ضغطت على حلفائها لوقف العدوان في المنطقة.

كانت واشنطن ترغب أيضا في تلك الفترة في الحد من نفوذ بريطانيا ودفعها إلى الصفوف الخلفية على المسرح الدولي. نجح الموقف السوفيتي الصارم والضغط الأمريكي في دفع بريطانيا وفرنسا إلى سحب قواتهما من مصر في ديسمبر 1956، وانتهت تلك الأزمة الخطيرة في موقف استثنائي توافقت فيه القوتين العظميين

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: بریطانیا وفرنسا بن غوریون

إقرأ أيضاً:

في حال أي تسوية.. إسرائيل تجدد تمسكها بحرية العمل في لبنان

جددت إسرائيل تمسكها بحرية العمل في لبنان بحال حدوث انتهاكات لأي اتفاق يتم التوصل إليه لوقف إطلاق النار مع حزب الله على حدودها الشمالية.

وفي إحاطة حضرها نحو 100 سفير ورئيس بعثة دبلوماسية بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل وتوجيه ضغط دولي متزايد على إيران، إلى جانب تناول الوضع الأمني والسياسي في لبنان.

ونقل مراسل "الحرة" في تل أبيب عن ساعر قوله إن بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تسوية محتملة في لبنان، مشيرا إلى زيارة المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكستين، إلى المنطقة كإشارة إلى إمكانية تحقيق هذه التسوية.

وأضاف: "نحن نسعى للوصول إلى اتفاق يمكنه الصمود أمام اختبار الزمن. ورغم أن لبنان دولة فاشلة - حسب وصفه - لا يمكن لإسرائيل أن تدفع ثمن ذلك على حساب أمنها وأمن مواطنيها أو التنازل عن سيادتها".

وشدد الوزير على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يضمن حرية إسرائيل في التحرك إذا وقعت انتهاكات، قائلا: "تعلمنا درسا من البنى التحتية الهائلة التي وجدناها في لبنان وغزة".

وتابع "بعد 7 أكتوبر، لن نسمح بعودة هذه التهديدات أو نموها مرة أخرى". وأشار ساعر إلى أن خطط حزب الله التي كشفتها إسرائيل كانت أكثر خطورة مما نفذته حماس، قائلا:"خطط حزب الله تضمنت غزوا وإطلاق صواريخ متزامنا. لقد رأينا ذلك في تحضيراتهم الميدانية، بما يشمل بناء مصانع للأسلحة واستيراد أسلحة من إيران عبر سوريا والبحر ومطار بيروت".

ورأى في هذه الحرب فرصة لإعادة لبنان إلى شعبه وإنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الإيراني للبنان"، داعيا المجتمع الدولي إلى لعب دور فاعل في هذا السياق.

وفيما يخص إيران، رحب ساعر بالقرار الأوروبي القاضي بفرض عقوبات على كيانات إيرانية، تشمل شركات شحن ومصانع مكونات لطائرات مسيرة وصواريخ باليستية.

ودعا الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على إيران وإعلان الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. واستطرد قائلا "أتوقع من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يجتمع اليوم (الأربعاء) وغدا، أن يصدر قرارا قويا يُظهر للعالم الانتهاكات الجسيمة لإيران في المجال النووي".

وأشار ساعر إلى أن هناك عناصر داخل إيران تدفع نحو تسريع برنامجها النووي العسكري، ما يجعل هذه اللحظات حاسمة، مؤكدا أن الملف النووي الإيراني سيكون الأولوية القصوى لعام 2025.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل صغيرة عالقة.. تبلور ملامح اتفاق بين إسرائيل ولبنان - عاجل
  • تقدم كبير بمباحثات هوكشتاين وإسرائيل ترفض أي دور فرنسي بلبنان
  • بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
  • بريطانيا ترفض المساواة بين إسرائيل وحماس بعد قرار الجنائية.. وكوربين يوجه رسالة
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • هوكشتاين سيُطلع إسرائيل على رد لبنان
  • تقرير يكشف تورط بريطانيا في تسليح الاحتلال الإسرائيلي عبر طرف ثالث
  • «حزب الله» يكشف شروطه للاتفاق مع إسرائيل
  • في حال أي تسوية.. إسرائيل تجدد تمسكها بحرية العمل في لبنان
  • تحذير قوي من إيران لـ بريطانيا وفرنسا وألمانيا بسبب سلوكياتهم الاستفزازية