نائب إطاري:سنمرر القوانين التي تحمي الحكم الشيعي والمشروع الإيراني
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 24 أكتوبر 2024 - 10:32 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت اللجنة القانونية النيابية، مضي العمل بقانون العفو العام لصياغته بشكل نهائي، لافتا إلى أن البرلمان سيمدد فصله التشريعي لإنجاز قوانين مهمة.وقال عضو اللجنة رائد المالكي في حديث صحفي، إن “الأسبوع المقبل سيشهد تركيز اللجنة على تشريع قانون (الأحوال الشخصية)، والعمل ماضٍ في اللجنة بقانون العفو العام لصياغته بشكل نهائي، ونعمل على أن يكون تمريره خلال الفصل التشريعي الحالي”.
وأضاف، أن “مجلس النواب سيمدد فصله التشريعي لمدة شهر، وبالتالي ستكون العطلة التشريعية شهراً واحداً فقط لإنجاز بعض القوانين المهمة، وتم رفع كتاب إلى رئاسة المجلس من أجل إدراج بعض القوانين في جدول الأعمال خلال الأسابيع المقبلة”.وبين المالكي، أن “من بين القوانين التي نطالب بإدراجها على جدول الأعمال، قوانين (حق الحصول على المعلومة، وتنظيم حق التظاهر والاجتماع السلمي)، وكذلك قراءة مقترحات بعض القوانين قراءة أولى وثانية، مثل (مقترح قانون الحقوقيين، وقانون مجلس النواب وتشكيلاته وتعديلاته)”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
اليمن والمشروع والشعار
إن القوة أو الكيانات التي تُهمل بناء الوعي، فإنها مهما عظمت أدواتها العسكرية والسياسية والشعبية، تسقط أمام أول اختبار حقيقي، هذه النظرية التي تفسر إلى حد كبير مراحل وعقوداً بل وقروناً من الأحداث والصراعات في العالم عموما وفي المنطقة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وتلخص أسباب انحسار الكثير من الدول والممالك والكيانات لتصبح مجرد حكايات تروى في سردية التاريخ، كما أن هذا المفهوم يُعرف حقيقة الصراع، سواء بين المشاريع العربية العربية، أو بين المشروع العربي الجامع والقوى العالمية من حوله، وفي اليمن ترجمة فعلية لكثير من هذه المفردات، وهو الذي بقي فعلاً حاضرا في التاريخ عبر كل الحقب، بينما المحيط من حوله يتسلسل تاريخه بين ماض تام وبين فعل يؤول في مساراته وسلوكيات قواه حتميا إلى الماضي.
لم ينطلق المشروع القرآني من اليمن كجغرافيا وكقائد وكحاضنة شعبية من باب الصدفة التاريخية التي تحتمل الخيارات الأخرى، أو المحطة التي لا تستحق التأمل كثيراً في حيثياتها، بل إحياء كوني مفعم بالأسباب والمعطيات لفعلٍ كان يتهددهُ مثل غيره التموضع في زاوية الماضي، وهي اليمن الذي اتفقنا مسبقا على أنه فعل استثنائي غير قابل للاشتقاق، وحين تتخبطه التقلبات يأتي الله بمن يحييه ويعيد قولبته في مساره الطبيعي.
وحين نتحدث عن التقلبات فإننا نعني تلك الفترة الفارقة ما بين الموت والحياة، والتي كانت الإخفاقات الناجمة عن التجارب العربية عنوانا لها، بدءاً من القوميات البعثية والناصرية والمنهجيات اليسارية والليبرالية المعلبة والمستنسخة، وانتهاء بما يسمى حركات الإسلام السياسي، كلها كانت شعارات رنانة فضفاضة، لكن أساسها كان هشاً بما يكفي لأن تتهاوى وتسقط أمام التحديات.
وفي هذا الركام من الهشاشة والضعف للمنهجيات والشعارات، انبعث المشروع القرآني مختزلا مضمونه العميق بشعارٍ قد لا يبدو فضفاضاً في مفرداته ولا رناناً في مصطلحاته وهو: “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، لكنه عظيم بجرأته في مضمار الصراع، وفي قدرته على إعادة تشكيل الوعي الجمعي لليمني، واستنهاض روحه النضالية التواقة دوماً إلى العزة والخروج من بوتقة التبعية والضياع.
لم يكن (المشروع والشعار) مجرد تنظير يترك معتنقوه واتباعه سارحين في دوامة لا منتهية من الوعي الوهمي، بل أدهشهم بقدرته وفاعليته، سواء في ارتداد أثره على الأعداء استنفاراً وخوفاً، أو في استمراريته ونموه المتعاظم في ظل التحديات، وقدرته على مقارعة التحركات المعادية والمخططات التآمرية، ولا يحتاج القارئ اليوم لأن نسرد أمامه مراحل عايشها مع هذا المشروع بداية من مهده وانتهاء بما هو عليه اليوم.
لقد وجدنا انفسنا مع هذا المشروع أمام حالة استثنائية لم نعهدها من قبل، ومتى كان القمع محفزاً للنمو، والحصار والتجويع مصدراً للقوة والانتشار! ألم يكن هذا هو الواقع الذي اعترض المنهجية على مختلف المراحل وحتى اليوم؟، أم أن لدى أحدنا رواية مختلفة يمكن أن يسردها للتاريخ بكل منطق وضمير ودون فجور في الخصومة!؟
تجاوز الشعار وشعبه معطيات القوة عسكريا وسياسياً وشعبياً كرهان ثبت عدم جدوائيته، فاتخذوا الوعي الخالص سلاحاً قارعوا به المخاطر والأهوال، وبه برهنوا انموذجه الفريد والمتكامل الذي يتجاوز اللحظة الراهنة إلى أساس مستدام من الوعي والإيمان لبناء أُمَّـة إسلامية قوية وقادرة على أن تصنع المستحيلات.