هآرتس: الحكومة الإسرائيلية تخاطب جنودها: اخرسوا وقاتلوا
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
سلط مقال رأي في صحيفة هآرتس الضوء على أوضاع الجنود الإسرائيليين الذين يخوضون حروبا في عدة جبهات حاليا، لا سيما في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي لبنان مع حزب الله.
وقال كاتب المقال سامي بيرتس إن حال الجندي الإسرائيلي، في ظل الحكومة الحالية، لم يسبق أن كان أسوأ مما هو عليه اليوم. فقد جرى تمديد فترة التجنيد الإجباري 4 أشهر، وتضاعفت مدة الخدمة العسكرية الاحتياطية 3 أضعاف، وارتفع سن التقاعد لجنود الاحتياط بمقدار عام إضافي.
وعلاوة على ذلك، فإن أي جندي إسرائيلي يُختطف إلى قطاع غزة سيكون آخر من يُفرج عنه في أي صفقة تعيد الأسرى إلى ديارهم، في حال تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، وفق المقال.
وقال بيرتس إن كل هذا يجري في وقت تطرح فيه الحكومة مشروع قانون يقضي بإعفاء اليهود المتدينين المتشددين (الحريديم) من التجنيد الإجباري، رغم أن الجيش فقد أكثر من 10 آلاف جندي قُتلوا أو جُرحوا أو أصيبوا باضطرابات نفسية.
الجيش الإسرائيلي فقد أكثر من 10 آلاف جندي قُتلوا أو جُرحوا أو أصيبوا باضطرابات نفسية.
وبحسب الكاتب، فإن هذه الحالة تثير سؤالين، أولهما، لماذا لا يزال الناس يوافقون على أداء الخدمة العسكرية؟ وثانيهما، إلى متى سيوافقون على أدائها في وضع ينذر بحرب لا تلوح نهاية لها في الأفق، دون أن يشارك فيها إلى جانبهم "إخوانهم المتدينون المتشددون"، وعندما يبدو جليا أنهم إذا وقعوا في أيدي العدو، فإن فرص عودتهم ستكون ضئيلة؟
وأوضح أن الإجابة عن السؤال الأول سهلة، وهي أن الروح العسكرية لدى التيار الشعبي العام في إسرائيل "قوية جدا"، ويعزو السبب في ذلك إلى نظام التعليم الديني الرسمي في الدولة، الذي يضفي قداسة على الخدمة العسكرية. وأضاف، مستطردا، أن هذه الروح تعززت منذ طوفان الأقصى.
لكن بيرتس يرى أن الإجابة عن السؤال الثاني صعبة، ذلك أنه لم يحدث حتى الآن تهدئة مستدامة في قطاع غزة تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، واتفاق لمبادلة الأسرى الفلسطينيين بجميع الرهائن الإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وفتح المعابر بما يسمح بمرور البضائع والأشخاص. بل إن ما حصل هو توسع نطاق الحرب باتجاه الشمال، وتمديد فترة الخدمة الاحتياطية، ومقتل مزيد من الرهائن في الأسر.
وفي ضوء ذلك، ما هو الاستنتاج الذي يفترض أن يتوصل إليه الجنود بشأن تصرفات الحكومة؟ يتساءل الكاتب ويجيب قائلا إذا كان لدى هؤلاء الجنود قليل من الوقت للتفكير في الأمر خلال الفترات التي تفصل بين تنفيذهم مهمات عسكرية، فإن الاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن الحكومة لا تهتم بهم.
وواصل القول إن الحكومة تنظر إليهم على أنهم "أدوات، وعليهم أن يفعلوا ما يؤمرون به، أي المخاطرة بحياتهم وأرزاقهم وعائلاتهم على الرغم من أن الحكومة ومن يقودهم ليسوا على استعداد للمخاطرة بأي شيء من شأنه أن يعرض سلطتهم للخطر".
ووفقا للمقال، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو درج على وصف الوضع الأمني بأنه تهديد وجودي للدولة، لكنه في الوقت نفسه يسعى جاهدا إلى إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، ويشيد بالجنود الذين سقطوا في المعارك، ولكنه يتخلى عن رفاقهم الذين اختطفوا.
وختم بيرتس مقاله بنبرة هي مزيج من التشاؤم والسخرية، موجها حديثه على ما يبدو للحكومة وقادة الجيش الإسرائيلي حيث قال: "دعوا الجنود يعرضون حياتهم للخطر كي لا تمس شعرة من رأس نتنياهو".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل تخشى وصول أسلحة سوريا الكيمائية للمعارضة
ترصد إسرائيل عن كثب التطورات في سوريا، حيث تعيش البلاد حالة من التقلبات العسكرية بعد الهجوم المفاجئ للمعارضة السورية المسلحة، ونجاحها في السيطرة على مدينة حلب وكامل محافظة إدلب، وزحفها نحو حماة وسط انهيار لقوات النظام السوري.
ويشير تقرير -نشرته صحيفة هآرتس- إلى مخاوف إسرائيلية كبيرة من إمكانية وصول الأسلحة الكيمائية التي بحوزة النظام السوري إلى ما تصفهم بالمتمردين أو المليشيات الإيرانية العاملة في البلاد. وتخشى إسرائيل أن يؤدي ذلك إلى تهديدات أمنية خطيرة على حدودها، قد تدفعها لاتخاذ إجراءات مضادة.
أسلحة كيمائية وصواريخ متطورة
وفي تقرير الذي نشره في الصحيفة اليوم، يشير الصحفي يانيف كوبويتز إلى أن مصدر القلق الرئيسي لدى إسرائيل هو الأسلحة المتقدمة، مثل الصواريخ، وترسانة الأسلحة الكيميائية المتوفرة لدى النظام السوري، وينقل عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي أنه "إذا وصلت قوات المتمردين أو المليشيات الإيرانية إلى الأسلحة الكيميائية، فسيتعين على إسرائيل العمل على الإضرار بهذه القدرات، ويمكن أن يؤثر مثل هذا العمل على سوريا والشرق الأوسط بأكمله".
ويضيف "بعد الحرب الأهلية، حاول الرئيس السوري بشار الأسد إعادة تأهيل نظام إنتاج الأسلحة الكيميائية، الذي تمت إزالة معظمها من سوريا كجزء من اتفاقية موقعة مع الهيئات الدولية، لكن جزءا كبيرا من المشروع، خاصة الخبرة المتراكمة على مر السنين لا يزال في يديه".
إعلانوحسب التقرير، نقلت إسرائيل رسائل إلى النظام السوري من خلال روسيا، تطالبه بالإصرار على سيادته، وبمنع أنشطة إيران على الأراضي السورية.
ويشير التقرير نقلا عن مصادر استخباراتية إلى أن إيران -بدعم من روسيا- تقوم بنقل أعداد كبيرة من المليشيات المسلحة إلى الأراضي السورية، لتعزيز مكانة النظام السوري في "مواجهة المتمردين"، مما يزيد من مستوى القلق الإسرائيلي من تحول سوريا إلى قاعدة عسكرية إيرانية تهدد أمن المنطقة.
القلق من انهيار النظام السوري
وفيما يلفت التقرير إلى أن إسرائيل تواصل حملاتها الجوية لاستهداف المواقع الإيرانية في الجولان السوري، وفي المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، فإنه يبرز مخاوف تل أبيب من تفكك النظام السوري أو انهياره، ما يؤدي لخلق فراغ أمني بسوريا، ويتيح لفصائل مسلحة أن تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي الإسرائيلي.
وينقل الصحفي عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله "إن الوضع في سوريا أصبح مصدر قلق بالغ، خاصة مع تقدم المتمردين في بعض المناطق، ووجود مؤشرات على تراجع قدرة النظام على قمع هذه الفصائل".
كما ينقل عنه التخوف من أن الأسد لن يكون قادرا على قمع الانتفاضة، وأن قوات المعارضة ستسيطر على المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل.
ويرى أن "الوضع الذي تجد فيه دولة أخرى على حدود إسرائيل نفسها في حالة من عدم الاستقرار أمر مقلق. يجب أن نكون مستعدين لأي احتمال، بما في ذلك الإطاحة بنظام الأسد واحتمال أن تشكل المنظمات (الإرهابية) تهديدا جديدا لإسرائيل".
ويلفت الانتباه إلى أن إسرائيل تواصل التنسيق مع روسيا في مسعى لاحتواء الوضع بسوريا، ويشير إلى أن "تل أبيب وجهت رسائل عبر موسكو إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تطالبه بالإصرار على سيادته على أراضيه، وعدم السماح لإيران بفرض سيطرتها العسكرية".
ويختم التقرير بالإشارة إلى أنه على الرغم من تقدير إسرائيل بعدم وجود خطط لتدخل مباشر للقوات الإيرانية في سوريا، فإنها تعتبر أن هذا الأمر قد يصبح واقعا مع استمرار الصراع في سوريا".
إعلان