أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل ورد إليه حول ما إذا كان يجب تغيير الملابس والفرش بعد انتهاء فترة الحيض.

 جاء ذلك خلال لقائه بالبث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

 وأوضح الشيخ شلبي أن تغيير الملابس أو الفرش يعتمد على ما إذا كان دم الحيض قد وصل إليها أم لا.

 

فإذا وصل الدم إلى الملابس أو الفراش، يلزم تغييره، أما إذا لم يصل الدم، فلا حاجة لتغييرهما.

هل يجوز الكذب عند الضرورة وهل له كفارة؟.. أمين الإفتاء يوضح هل شراء سيارة عن طريق مبادرة الإحلال بها شبهة ربا.. أمين الفتوى يجيب

وأشار الشيخ شلبي إلى أن مسألة الطهارة بعد الحيض تتعلق بما إذا كانت الأشياء قد تلوثت بدم الحيض أو لا. فالأصل أن الأشياء التي لم يصل إليها الدم تظل طاهرة ولا يلزم تغييرها أو غسلها.

حكم ارتداء ملابس الجنابة بعد الاغتسال

في سياق آخر، ورد إلى الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال حول جواز ارتداء الملابس التي كان الشخص يرتديها أثناء الجنابة بعد الاغتسال.

 وذلك خلال لقاء تلفزيوني على فضائية "أزهري"، حيث أوضح عمران أن الجنابة ترتبط بما ينزل من الإنسان، وهي أمر اعتباري، أي أن الله سبحانه وتعالى أمر بالاغتسال بعد نزول هذا الماء.

 وفي حال لم تصل هذه الإفرازات إلى الملابس، فلا مان

هل قص الشعر بتدرج يعتبر من القزح المحرم.. أمين الإفتاء يوضح هل يقبل الله الاستغفار والصلاة على النبي من شخص لا يصلي؟

ع من ارتدائها مرة أخرى بعد الاغتسال. وأكد أن ربط الجنابة بالنجاسة هو تصور خاطئ لدى البعض، فالملابس لا تعتبر نجسة ما لم تتلوث بإفرازات الجنابة.

وأشار إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "المؤمن لا ينجس"، مؤكدًا أن الجنابة أمر معنوي يتعلق بصحة العبادات، حيث يجب على الشخص الاغتسال ليصبح جاهزاً لأداء العبادات مثل الصلاة.

 

أثر الجنابة على الفراش والطهارة

أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول ما إذا كانت الجنابة تؤثر على طهارة الفراش بعد جفافه، وهل يؤثر ذلك على طهارة الملابس في حال الجلوس عليه؟ أجاب الشيخ عبدالسميع خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على "فيسبوك"، موضحًا أن فقهاء الحنفية لديهم قاعدة معروفة وهي "الجاف إذا قابل جافاً وأحدهما نجس لا ينقل النجاسة".

 بمعنى أنه إذا كان الفراش الذي أصابته الجنابة قد جف، فلا تنتقل النجاسة إذا جلس الشخص عليه بملابسه الجافة. وهذا بلا خلاف عند الأحناف.

وأضاف عبدالسميع أن المشكلة قد تظهر إذا كانت اليد أو الملابس مبللة وتلامست مع مكان نجس، ففي هذه الحالة تنتقل النجاسة.

 لذا يجب مراعاة أن المكان الذي تعرض للجنابة قد تم تطهيره أو على الأقل التأكد من أنه جف تمامًا قبل لمسه.

حكم النوم على جنابة حتى الصباح

تلقت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية استفساراً حول حكم النوم على جنابة حتى الصباح، وهل يجوز ذلك؟ أجابت اللجنة عبر حسابها على "فيسبوك" بأن المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع تعتبر من السنة النبوية، ولكن لا حرج في أن ينام الشخص أو يأكل أو يشرب وهو جنب، مع أن الأفضل أن لا ينام إلا بعد أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءًا كاملاً كما يتوضأ للصلاة.

وروت اللجنة حديثاً عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت فيه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة".

 وأيضًا روي عن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ". هذا الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه.

حكم النوم على جنابة

كما ورد سؤال إلى الدكتور مجدي عاشور، المستشار ابسابق للمفتي ، حول حكم النوم على جنابة. 

أجاب الدكتور عاشور خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أنه لا شيء على الشخص إذا نام وهو جنب، ولكن الأفضل هو أن يتوضأ قبل النوم على جنابة اقتداءً بالسنة النبوية.

 كما أكد عاشور أن الوضوء أو الطهارة قبل النوم هو أمر مستحب وليس إلزامياً أو إجباريًا.

كيفية الاغتسال من الجنابة

أكد الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الجنابة تمنع الشخص من أداء العبادات مثل الصلاة وقراءة القرآن والطواف حول الكعبة. 

وأوضح أن هناك ركنين أساسيين في الاغتسال من الجنابة، هما: النية وتعميم جميع الجسد بالماء.

وأشار العجمي في فيديو بثته دار الإفتاء عبر "يوتيوب" إلى أن الاغتسال لا يتطلب استخدام كميات كبيرة من الماء، بل الأهم هو تعميم الماء على جميع الجسد.

 وشرح الطريقة الكاملة للغُسل المستحب (غسل السنة)، والتي تبدأ بالاستنجاء، ثم الوضوء مثل الوضوء للصلاة، ثم إفاضة الماء على الرأس ثلاث مرات، يلي ذلك تعميم الماء على الجزء الأيمن من الجسم، ثم الجزء الأيسر، وأخيرًا تعميم الماء على كامل الجسد.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كيفية الاغتسال من الجنابة أمین الفتوى بدار الإفتاء المصریة ما إذا کان الماء على

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: نعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المجتمع

أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الفتوى تواجه اليوم تحديًا غير مسبوق في ظل الثورة الرقمية، مشددًا على أهمية تطوير الخطاب الإفتائي ومواكبة المتغيرات التكنولوجية، مع الحفاظ على أصالة الفتوى وضوابطها الشرعية.

مفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلاممفتي الجمهورية: المؤمن الحق متفائل ومحب للحياة.. فيديومستقبل الفتوى في العصر الرقْمي

جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني، حيث تناول قضية "مستقبل الفتوى في العصر الرقْمي"، موضحًا أن الفتوى كانت -ولا تزال- ركيزة أساسية في حياة المسلمين، إذ تمثل وسيلة لتطبيق أحكام الشريعة على الواقع المتغير، لكنها اليوم مطالبة بالتكيُّف مع طبيعة العقل الرقْمي وسرعة تدفق المعلومات.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الفتوى في الإسلام ليست مجرد إجابة عن سؤال شرعي، بل هي عملية اجتهادية دقيقة تهدف إلى توجيه الناس وَفْقَ المقاصد والضوابط الشرعية، وهي مسؤولية عظيمة اختص الله بها العلماء، مستشهدًا بقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

وأضاف أن الفتوى انتقلت من عهد النبوة إلى الصحابة ثم إلى العلماء عبر العصور، متطورة في وسائلها ومواكبة لتغيرات المجتمعات، واليوم، ومع دخولنا عصر الفضاء الرقمي، أصبح لزامًا على المؤسسات الإفتائية أن تطوِّر آليات عملها بما يتوافق مع هذا العصر، دون المساس بالثوابت الشرعية ومنهج الأصوليين الدقيق.

الثورة الرقمية

وأشار إلى أن الثورة الرقمية أحدثت تحولات جوهرية في كيفية طلب الفتوى وتلقيها، ومن أبرز مظاهر هذا التحول انتشار الفتوى الإلكترونية، حيث أصبح الحصول على الفتوى يتم بضغطة زر من خلال المواقع والتطبيقات، وظهور قنوات البث المباشر والندوات الرقمية التي تقدم إجابات فورية للمستفتين.
وبيَّن أن من أخطر الظواهر التي صاحبت هذا التحول، فوضى الإفتاء من غير المتخصصين، حيث صارت الفتاوى تصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من غير أهل الاختصاص، مما أفرز فتاوى عشوائية أربكت وعي المسلمين وأثَّرت سلبًا على استقرار المجتمعات.

وأكد أن هذا الواقع أدى إلى فقدان المرجعية الموثوقة، إذ أصبح كثير من الناس يتنقلون بين المواقع والصفحات بحثًا عن إجابة دون التحقق من مصدرها، وهو ما يتطلب تعزيز الوعي بأهمية الرجوع إلى المؤسسات الإفتائية الرسمية، لأن الاعتماد على فتاوى مجهولة المصدر يزيد من انتشار الأحكام المتسرعة وغير المنضبطة.

وشدد على أنَّ من التحديات التي تواجه الفتوى اليوم هو سعي المستفتين إلى الحصول على إجابات سريعة دون تعمق في الفهم؛ مما يحول الفتوى إلى رأي عابر بدلًا من كونها اجتهادًا منضبطًا، كما أن بعض التطبيقات الذكية صارت تقدم إجابات جاهزة دون مراعاة للخصوصية الفردية أو الفروق الدقيقة بين الحالات.

وسائل التواصل الاجتماعي

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى الاختصار وتسعى إلى الإيجاز، بينما تحتاج الفتوى إلى شرح وتفصيل واستدلال فقهي دقيق، وغياب هذا التفصيل يؤدي إلى ضعف الوعي الفقهي لدى الجمهور. 

وأشار  إلى أن بعض العلماء والمفتين يعانون من ضعف في التأهيل التقني، مما يصعب عليهم العمل بكفاءة في هذا الفضاء الرقمي الشديد التسارع.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الثورة الرقْمية تتيح فرصًا هائلة لتطوير الإفتاء، من خلال إنشاء منصات رقمية موثوقة، كما قامت به المؤسسات الرسمية في مصر وغيرها، حيث طور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية مواقع إلكترونية وتطبيقات ذكية دقيقة تتيح للمستخدمين الوصول إلى الفتوى الموثوقة بسهولة ويسر استفادت هذه المؤسسات من الوسائط المتعددة في تقديم الفتوى بالصوت والصورة، مما يساعد على تقريب الحكم الشرعي من الناس، إلى جانب التوجُّه نحو الاستخدام الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء، من خلال تحليل البيانات وفهم طبيعة الأسئلة الشائعة، بما يسهم في إنتاج محتوى فقهي يلبي احتياجات المجتمع.

تدريب المفتين

وأشار إلى جهود دار الإفتاء المصرية في تدريب المفتين على مهارات الإعلام الرقمي، ليكونوا أكثر قدرة على توصيل الفتوى والتفاعل مع الجمهور بوسائل عصرية فعالة، وتعمل الدار على تعزيز مهارات الاتصال الجماهيري، لضمان وصول الفتوى بأسلوب يناسب مختلف شرائح المجتمع.

وأكد أن من أولويات العمل الإفتائي اليوم هو بناء وعي مجتمعي بأهمية طلب الفتوى من مصادرها الآمنة والموثوقة، وتشجيع الناس على الرجوع إلى المؤسسات الدينية الرسمية وعدم الاعتماد على الفتاوى المنتشرة في الإنترنت دون تحقق أو تدقيق.

وشدد مفتي الجمهورية على أن الفتوى كانت -ولا تزال- أحد أهم مظاهر الاجتهاد في الإسلام، وهي اليوم تمر باختبار حقيقي في ظل الثورة الرقمية، التي أتاحت فرصًا عظيمة لنشر الفتوى الصحيحة، لكنها فتحت في الوقت ذاته بابًا لفوضى الإفتاء، ما يستوجب منا جميعًا، علماء ومستفتين، أن نكون أكثر وعيًا بأهمية الفتوى المنضبطة، الصادرة عن جهات علمية موثوقة، قادرة على التكيف مع العصر، مع الحفاظ على العمق العلمي والأصالة الفكرية.

وفي ختام حديثه، توجَّه الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعل الفتوى دائمًا مصدر توجيه واستقرار للأمة، وأن يوفق العلماء والمفتين لأداء رسالتهم في خدمة الإسلام والمجتمع، وأن يبصر الأمة بالحق ويهديها سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز العمل في البنوك؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل الاعتكاف لحظات في المسجد ينال به الأجر؟.. الإفتاء توضح أقل مدة
  • 1000 جنيه لو عاوز.. أمين الفتوى: زكاة الفطر تجارة رابحة مع الله
  • أمين الفتوى يوضح فضل ليلة القدر وعلاماتها وكيفية إحيائها
  • أمين الفتوى: علامات ليلة القدر تمنح المؤمنين فرصة العبادة والتقرب إلى الله
  • أمين الفتوى: يجوز قراءة القرآن بدون وضوء بشرط عدم مس المصحف
  • الدكتور نظير عياد: الفتاوى تواجه تحديات غير مسبوقة فى ظل الثورة الرقمية
  • مفتي الجمهورية: نعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المجتمع
  • المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين «فيديو»
  • المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين