التنظيم الإرهابي يفضح نفسه.. ماذا يحدث لو تركت مصر اعتصام رابعة قائما؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
تمر اليوم الذكرى الـ 10 لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة المسلحين، ذلك اليوم الذي تظهر فيه الجماعة في محاولات فاشلة لإحياء سيناريو مخاطبة المجتمع الدولي الذي اعتادوا عليه منذ عملية فض الاعتصام.
وتزامنا مع هذه الذكرى السوداء سعت جماعة الإخوان لبث الأكاذيب والافتراءات حول عملية فض اعتصام رابعة العدوية المسلح في محاولة لإخفاء الحقائق والوقائع الإرهابية التي ارتكبوها بحق أبناء الشعب المصري قبل ثورة 30 يونيو وأثناء وجودهم على رأس السلطة في مصر من عمليات قتل وسحل وتشريد وعنف لا حدود ولا رحمة له.
فالجميع تسأل لماذا كان فض اعتصام رابعة العدوية ضروريا ؟ .. ببساطة لان هناك اشخاص يحملون الأسلحة يتجولون في شوارع مصر لارتكاب أعمال عنف في كل مكان، وتحريض على قتل واغتيالات وكل ذلك رأيناه وسمعناه، لذلك قررت الأجهزة الأمنية حينها فض اعتصام رابعة بعد مقتل مصريين على يد جماعة الإخوان الإرهابية، فلجأت الجماعة المحظورة إلى إخراج الجثث ووضعها داخل المسجد وتصويرها.
هكذا كان المشهد قبل 10 سنوات من الآن بسبب اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، حيث لجأت جماعة الاخوان للعنف والدم، بعد إطاحة الشعب المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي، عقب ثورة شعبية خرج فيها جموع الشعب المصري للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان.
وتحولت بعد ذلك رابعة العدوية وميدان النهضة لتجمعات العناصر الاخوانية المسلحة، التي أعلنت استهداف مؤسسات الدولة والشخصيات العامة، وتنفيذ سلسلة اغتيالات، مطالبين بعودتهم للحكم، فإما الحكم أو القتل "نحكمكم أو نقتلكم".
لم تكن مؤسسات الدولة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد استقرار البلاد، فجاء فض اعتصام رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، لإنهاء هذا الخطر، ولتعود الحياة لطبيعتها كما كانت.
وتزامنا مع فض الاعتصامين المسلحين، تسللت عناصر إرهابية لاستهداف مؤسسات الدولة، لا سيما المواقع الشرطية، ودور العبادة، خاصة الكنائس لحرقها، وتصدى جموع الشعب المصري لهذه المحاولات الإرهابية الجبانة ومعرفه حقيقة ما بداخلهم.
فالكذب والخداع والتضليل أسلوب حياة ومنهج يتبعاه الإخوان، فبرغم من وجود عشرات المقاطع المسجلة التي تظهر تنظيم الإخوان والقوى المتحالفة معهم يحملون السلاح بقلب اعتصام رابعة العدوية، إلا أن الجماعة ظلت تنكر الأمر برمته، خاصة أمام المنظمات الغربية، وقد حاولت على مدار الأعوام الماضية توظيف ذكرى فض الاعتصام كل عام لإحياء فكرة المظلومية التاريخية بغرض كسب التعاطف الخارجي ومحاولة الضغط على الدولة المصرية من الخارج.
ورغم مرور 10 سنوات على فض الاعتصام ما تزال هناك مفاجات وكواليس لم تُرو بعد، عن جرائم ارتكبها الإخوان في تلك الفترة، ويذكر الكاتب ثروت الخرباوي أن الجماعة نفذت واقعة اغتيال النائب العام هشام بركات، ردا على فض اعتصام رابعة في رسالة إرهاب للدولة المصرية.
وقال الدكتور ثروت الخرباوي، الباحث في مجال الجماعات الإرهابية، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج على مسؤوليتي: إن اعتصام رابعة عطل سبل الحياة، وكانت رسالته الواضحة إرهاب المصريين، موضحاً أن جماعة الإخوان الإرهابية شكلت في رابعة ما يُسمى بـ "لجنة النظام"، تقوم بالاطلاع على المتواجدين في ميدان رابعة، وفحص بطاقتهم الشخصية للتأكد من انتمائهم للتنظيم أو أنهم من المتحالفين معه.
وأوضح الخرباوي أن لجنة النظام مشكلة من مسؤولين من جماعة الإخوان الإرهابية بكل المحافظات، لذا من السهل التعرف على المعتصمين في رابعة، لافتاً إلى أن قاعات المناسبات بمسجد رابعة تحولت إلى مقر لتعذيب أي شخص تشك جماعة الإخوان الإرهابية أنّه لا ينتمي إليهم.
وأوضح أن لجنة تقصي الحقائق، التي شكلتها جهات القضاء في مصر للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بفض الاعتصام المسلح، كانت في منتهى الحياد، ولم تعتمد على تاريخ عنف جماعة الإخوان منذ نشأتها، وقدمت معلومات غاية في الدقة حول عملية الفض والآلية التي تعامل بها الإخوان مع قوات الأمن، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية اتفقت مع قوى الشر لإعلان اعتصام رابعة، يتخلله إعلان حكومة موازية للحكومة المصرية، وتشكيل وزراء ومسؤولين في رابعة، بمثابة دولة داخل الدولة.
ومن جانبه، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن اعتصام رابعة العدوية كان اعتصاما مسلحا بكل المقاييس سواء على مستوى الأسلحة مع الأفراد المعتصمين أو على مستوي التحريض فاعتصام رابعة كان يجلس فيه المنتمون الي التنظيمات الدينية المتطرفة.
وأوضح أديب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قادة الجماعة وغيرهم من المتطرفين كانوا يظهرون أعلى منصة اعتصام رابعة ويحرضون على القتل والعنف وسفك الدماء والتطرف، فبالتالي كان يجب فض هذه الاعتصام؛ لأنه مسلحا ويشكل خطرا على أرواح المدنيين.
وتابع: فكان فض اعتصام رابعة العدوية أمر واجب وكان أمر مهم خاصة وأن كل التنظيمات الدينية المتطرفة كانت متواجدة داخل الميدان وقامت بشل الحركة داخل القاهرة لان هؤلاء هدفهم الأساسي والرئيسي هو الانقلاب على التظاهرات وعلى القوات المسلحة واثارة الفوضى ليس فقط على مستوى هذه الاعتصامات بل على مستوى استخدام الأسلحة للهجوم على الدولة بكافة مؤسساتها وهذا ما حدث في اعتصام رابعة.
وأكد أن شعار جماعة الإخوان الإرهابية "الكذب"، فالفيلم الوثائقي لجماعة الشر ليس جديدا عليهم، فالكذب هو سلاح طوال الوقت، فبالتالي من الطبيعي ومن المنطقي أنهم يمارسون العنف في محاولة إظهار صورة غير الصورة الحقيقية والواقعية وهو ما حدث بالفعل.
وأضاف أن طوال الوقت تحاول الجماعات الإرهابية تشويه الدولة والشعب المصري ويسعون لتشوية الحقيقة بالكذب، فالإخوان انتجت مواد إعلانية وفلميه كثيرة هدفها تشويه الدولة وثورة 30 يونيو وادعاء أنهم كانوا مظلمين وبمثابة الجاني وليس الضحية وهذا غير حقيقي بشهادة جموع الشعب.
قال أديب إن إطلاق النار بدأ من داخل اعتصام رابعة، معقبا: أن كل جماعات العنف والتطرف كانت متواجدة داخل اعتصام رابعة، مؤكدا: أن حركة الإخوان المسلمين فقدت صوابها منذ بداية تدشينها على يد مؤسسها الأول حسن البنا في ربيع 1928.
ولفت أن الإخوان عندما صعدوا إلى الحكم كانت برفقتهم أفكار هدامة لا تعبر عن الوطن ولا عن الحرية والعدالة ولم يعطوا حرية للمعارضة وللمختلفين معهم وكانوا دائما يهددونهم بالعنف، لذلك فقد التنظيم صوابه منذ بداية النشأة".
وأوضح: لذلك فكرة الإخوان هي فكرة غير نقية بل خبيثة، ولا يعبرون عن الدين لأنهم يرفضون الآخر، إذًا وجودهم غير صحي في أي بيئة سياسية او حتى دعوية.
فكانت كل المعطيات كانت تؤكد ضرورة فض اعتصام رابعة المسلح، بعدما حول الإخوان المكان إلى وكر لتجميع السلاح وصدروا الأطفال والنساء في المشهد، وقطعوا الطرق، واستولوا على الشقق، وعانى أهالي مدينة نصر الأمرين من بلطجة وعنف الجماعة الإرهابية.
فمعسكر رابعة الإرهابي لم يكن اعتصاما كما تدعى جماعة الإخوان الإرهابية وإنما كان معسكرا لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية ولعبت المنصة التي توسطت الميدان دورا بارزا في غسل عقول المغيبين بمادة "الكذب الكاوية"، فكانت طول مدة إقامة المعسكر كان المشاركون فيه يتلقون تدريبات عالية في فنون القتال، وتدمير العقول بالأفكار التكفيرية، والاستعداد لتأسيس كيان موازي للدولة.
والدليل كان واضح جدا امام عيون الجميع، فوجدنا بعد فض الاعتصام مباشرة، تنظيمات وحركات إرهابية تخرج من رحم الاعتصام، عددا وتأهيلا، ومن بينهم، حركات، حسم ولواء الثورة والمقاومة الشعبية، علاوة على ما يسمى الذئاب المنفردة، التي نفذت عمليات إرهابية، بشكل فردى.
وخرج أيضا مجموعة من شباب جماعة الإخوان واعترفوا بأن اعتصام رابعة العدوية كان مسلحا، حيث أعلن على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، على لسان أحمد المغير، أحد شباب جماعة الإخوان الإرهابية، والمعروف بالذراع اليمنى لنائب المرشد خيرت الشاطر، في أغسطس 2016، بحمل الجماعة للسلاح خلال "اعتصام رابعة المسلح".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رابعة العدوية جماعة الإخوان جماعة الإخوان الإرهابیة رابعة والنهضة الشعب المصری فض الاعتصام
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف ما سيحدث لدماغك إذا تركت الهاتف 3 أيام
مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية خلال العقود الماضية، أصبح تأثيرها على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية محور جدل واسع، لكن هل تساءلت يوماً ماذا سيحدث لعقلك إذا توقفت عن استخدامها تماماً لمدة 72 ساعة؟
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يؤدي إلى تغيّرات هيكلية ووظيفية في الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الانتباه والتحكم في الاندفاع، وأظهرت دراسات سابقة أن الاستخدام المطول للهواتف قد يؤدي إلى ضعف في القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.ووفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Computers in Human Behaviour بحثت في تأثير الامتناع عن الهواتف الذكية لمدة ثلاثة أيام على مجموعة من الشباب المستخدمين بشكل يومي.
وأظهرت النتائج تغيّرات ملحوظة في نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة والرغبة الشديدة، مشابهة لأنماط الإدمان على المواد المخدرة أو الكحول. إعادة ضبط الدماغ
ويؤكد الخبراء أن الانقطاع عن الهواتف الذكية يُعد وسيلة فعالة لإعادة ضبط الدماغ وتحسين القدرات الذهنية.
ويقول الدكتور شونك أجينكيا، استشاري الطب النفسي في أحد المستشفيات بمومباي الهندية، إن "الابتعاد عن الأجهزة الرقمية لفترة محددة يعزز التركيز، ويحسن الصحة العامة".
كما أن الابتعاد عن الشاشات يساعد في تطوير مهارات الذكاء العاطفي والعلاقات الاجتماعية الواقعية، إذ يصبح الشخص أكثر انتباهاً للإشارات غير اللفظية، ويكتسب قدرة أفضل على الاستماع الفعّال.
أحد أهم الفوائد الناتجة عن تقليل استخدام الهواتف هو تحسين جودة النوم، ويشير الطبيب الهندي إلى أن دراسة أُجريت عام 2023، وجدت أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الذكية بشكل مكثف ليلاً يعانون من اضطرابات في النوم، مثل صعوبة النوم أو النوم المتقطع.
ويرجع ذلك إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، والذي يُعرف بتأثيره السلبي على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم الطبيعية للجسم، وتقليل التعرض لهذا الضوء قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في جودة النوم والشعور بالراحة صباحاً.
وتشير الأبحاث إلى أن استخدام الهواتف الذكية يحفّز إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو نفس الناقل العصبي الذي يُحفَّز عند تعاطي المواد المخدرة، وهذا يفسر الشعور بالحاجة المستمرة لتصفح الهاتف، مما يجعل التوقف عنه أمراً صعباً.
تحديد أوقات خالية تماماً من الشاشات، وتخصيص أوقات معينة خلال اليوم، مثل أثناء تناول الطعام، أو قبل النوم، لتكون خالية من استخدام الهاتف.
تفعيل وضع "عدم الإزعاج"، للحد من الإشعارات، ما يقلل من الرغبة المستمرة في التحقق من الهاتف.
ممارسة أنشطة غير رقمية، مثل استبدال وقت الشاشة بقراءة الكتب أو ممارسة الرياضة أو قضاء وقت في الطبيعة.
اتباع روتين نوم صحي، وتجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل لتحسين جودة النوم، مع الحد من زيارة وسائل التواصل الاجتماعي.