تقارب نتائج الانتخابات الرئاسية يظهر مأساة أمريكا
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدم الكاتب السياسي جنان غانيش رؤيتين متعارضتين في تقرير نشرته فاينانشال تايمز.
لم تكن الولايات المتحدة نفسها هكذا في القرن الماضي
الفكرة الأولى تشير إلى أن كامالا هاريس ليست المرشحة المثالية، وكان ينبغي أن تواجه منافسة جادة.
أما الفكرة الثانية، فهي أن هذا النقاش لا يغير شيئاً، حتى لو قدم الديمقراطيون مرشحاً مثالياً أو خطيباً استثنائياً مثل بريكليس الأثيني، فإن الانتخابات المقبلة ستظل متقاربة، كما كانت في الأعوام 2000، 2004، 2016، و2020.
"No other major democracy in the world is anything like as consistently deadlocked. Nor was the US itself in the last century. Its mutation into a 50-50 country (or really a 30-30-40 one, as four in 10 voters often abstain) has been a civic disaster."https://t.co/1NcwawXTGL
— Dennis Lennox (@dennislennox) October 23, 2024ووفقاً لما كتبه غانيش، يبدو أن النظام الانتخابي الأمريكي قد وصل إلى نقطة جمود، حيث لا يتمكن أي حزب من تجاوز نسبة 53% من الأصوات المدلى بها أو الانخفاض بشكل كبير عن 46%.
ويُلاحظ أن هذا النوع من الثبات الانتخابي ليس شائعاً في أي ديمقراطية كبرى أخرى في العالم، ولا حتى في تاريخ الولايات المتحدة نفسها خلال القرن الماضي. إذ أدى التحول إلى دولة 50-50، أو في الحقيقة دولة 30-30-40 (حيث يمتنع حوالي 40% من الناخبين عن التصويت)، إلى خلق أزمة مدنية.
حق المنافسةيشرح غانيش السبب وراء هذه الظاهرة من خلال افتقار الأحزاب السياسية إلى الحافز للتوجه نحو الاعتدال، مضيفاً أن معظم الانتخابات الأمريكية، تضمن للجميع "حق المنافسة"، حتى كان المرشح شخصية متهمة بفضائح كبيرة، مما يلغي الحافز لدى لتحسن السلوك أو التصرف بشكل مسؤول.
وتلك الظاهرة تعكس ما يسمى بـ"الخطر الأخلاقي"، حيث يشعر الناخبون بأنهم يدعمون أحزاباً بدون أن يكون لهذه الأحزاب الحافز لتحسين أدائها.
ويشبه هذا الوضع حالة البنوك التي تعتمد على ضمانات مالية من الدولة، وهو ما يجعلها أقل ميلاً لتحمل المخاطر بشكل محسوب.
الهويات الكبرىورغم ذلك، إذا استمرت انتخابات الـ50-50 في المستقبل، فهذا يشير إلى وجود مشكلة أعمق تتعلق بالثقافة وليس بالسياسة فقط.
وإحدى النظريات تقول إن تراجع الدين والأسر المستقرة والوظائف الدائمة دفع الناس للتمسك بالسياسة كوسيلة لتعزيز هويتهم.
وأصبحت الولايات المتحدة مقسمة إلى "أمريكا حمراء" و"أمريكا زرقاء"، أو كما تصفها عالمة السياسة ليليانا ماسون بـ"الهويات الكبرى"، حيث تحدد هذه الهويات ليس فقط مواقف الأشخاص السياسية، بل أيضاً مكان إقامتهم وطريقة لبسهم وحديثهم.
وتعمل هذه الهويات بشكل أفضل عندما يكون هناك منافس قوي، لأن المعنى من تبني هوية سياسية يصبح أكثر وضوحاً عند وجود منافس يوازيه في القوة والتأثير.
The tragedy of a 50-50 America: The era of western stability relied on dominant parties, and the US has none
By Janan Ganesh https://t.co/xK8QyKqUT8
وبين عامي 1940 و2000، كان نحو 70% من الأمريكيين ينتمون إلى كنيسة، ومنذ الألفية، بدأت هذه النسبة تنهار إلى ما يقل عن النصف الآن.
ويتتبع ظهور أمة الـ50-50 هذا الاتجاه نحو العلمانية، لكن الأدلة على ذلك ليست مؤكدة، ويقول الكاتب إن انقسام الولايات المتحدة هو أحد ألغاز القرن العشرين، لكن المؤكد أن هذا الانقسام أدى إلى زعزعة استقرار قوة عظمى.
نظرية اقتصادية... تنطبق على السياسة؟قال ملياردير التكنولوجيا بيتر ثيل ذات مرة: "المنافسة للخاسرين"، في تلخيص استفزازي لحجة أوسع.
ويقول ثيل إن هيمنة شركة ما على السوق لا تفيد فقط في تحقيق أرباح ضخمة، بل تخدم المجتمع أيضاً، فالشركات المحتكرة أو شبه المحتكرة هي التي تستطيع تحمل تكاليف البحث والتطوير الكبير، وهو ما يدفع الابتكار إلى الأمام.
ويوضوح غانيش في "فايننشال تايمز" أن هذا الأمر قد ينطبق على السياسة أيضاً، إذ شهدت فترة ما بعد عام 1945 هيمنة أحزاب كبرى على الساحة السياسية في الغرب، مثل المحافظين في المملكة المتحدة، والديمقراطيين المسيحيين في ألمانيا، واليمين في فرنسا، والديمقراطيين في الولايات المتحدة.
وكانت هذه الهيمنة السياسية تتيح للأحزاب المهيمنة أن تكون كريمة في التعامل مع منافسيها، بينما كانت الأحزاب الأخرى مضطرة لجذب الناخبين خارج قاعدتها التقليدية.
وعندما انحرفت الأحزاب كثيراً عن الوسط، كانت تواجه هزيمة ساحقة، كما حدث مع باري غولدووتر في انتخابات عام 1964.
ويشير غانيش إلى أن المنافسة المتساوية بين الأحزاب قد تبدو مثالية من الناحية النظرية، لكنها في الممارسة العملية لم تكن مصدر إلهام في العقود الأخيرة.
مرشح أفضل من هاريسوبالعودة إلى كامالا هاريس، يقول غانيش إنه كان بإمكان الديمقراطيين اختيار مرشح آخر أفضل منها، مثل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أو حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر، أو حتى وسطياً أكثر وضوحاً مثل بيت بوتيجيج.
ومع ذلك، يعتقد غانيش أن أمريكا كانت ستصل إلى الخامس من نوفمبر دون معرفة واضحة بهوية الفائز، بغض النظر عن هوية المرشح الديمقراطي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة أن هذا
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تحث سلفاكير على إطلاق سراح مشار من الإقامة الجبرية
دعت الولايات المتحدة، رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى إطلاق سراح نائبه الأول رياك مشار، من الإقامة الجبرية، وحثت قادة البلاد على إظهار التزامهم بالسلام.
التغيير ــ وكالات
و أكدت الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان الأربعاء الماضي وضع رياك مشار، قيد الإقامة الجبرية، بعد أن التقى وزير الدفاع ومدير الأمن بمقر إقامته بجوبا، وتسليمه مذكرة.
وقال ريث موج تانق، المسؤول الرفيع في الحركة الشعبية بالمعارضة، في بيان إن مشار، محتجز في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين، بتهم التورط في اشتباكات هذا الشهر بين الجيش وعناصر الجيش الأبيض في ولاية أعالي النيل.
وقال مكتب الشؤون الأفريقية الأمريكي على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي -إكس- “نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن رياك مشار، النائب الأول لرئيس جنوب السودان، قيد الإقامة الجبرية، ونحث الرئيس كير على التراجع عن هذا الإجراء، ومنع المزيد من تصعيد الوضع”.
وأضاف “لقد حان الوقت لقادة جنوب السودان لإظهار صدق التزاماتهم المعلنة بالسلام”.
ويحذر مراقبون من أن اتفاق السلام على وشك الانهيار. ودعت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، إلى ضبط النفس، محذرة من أن البلاد تُخاطر بالانزلاق مجددا إلى صراع واسع النطاق.
في وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت حكومة سلفاكير، عددا من مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، بمن فيهم وزير النفط ونائب قائد الجيش، عقب اشتباكات مع الجيش الأبيض في ناصر.
الوسومأمريكا الإقامة الجبرية دولة الجنوب رياك مشار سلفاكير