أفضل الذكر يوم القيامة .. عبادة يغفل عنها في تعاقب محرم وصفر
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
الإكثار من ذكر الله عز وجل واحد من أهم الأعمال التي يغفل عنها كثير من المسلمين، خاصة مع تداول الأيام والسنين وتعاقب الأشهر.
الإكثار من ذكر الله عز وجلوفي بيان فضل الإكثار من ذكر الله عز وجل كشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي أن الذاكرون الله كثيرا هم السابقون المقربون.
يقول ابن القيم : إن أﻋﻤﺎﻝ اﻵﺧﺮﺓ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ اﻟﺴﺒﺎﻕ، ﻭاﻟﺬاﻛﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺃﺳﺒﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﻀﻤﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻘﺘﺮﺓ ﻭاﻟﻐﺒﺎﺭ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺳﺒﻘﻬﻢ، ﻓﺈﺫا اﻧﺠﻠﻰ اﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭاﻧﻜﺸﻒ ﺭﺁﻫﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﺣﺎﺯﻭا ﻗﺼﺐ اﻟﺴﺒﻖ، ﻗﺎﻝ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻮﻟﻰ ﻏﻔﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫا اﻧﻜﺸﻒ اﻟﻐﻄﺎء [ﻟﻠﻨﺎﺱ] ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺛﻮاﺏ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﻋﻤﻼ ﺃﻓﻀﻞ ﺛﻮاﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ، ﻓﻴﺘﺤﺴﺮ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﻮاﻡ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻲء ﺃﻳﺴﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺳﻴﺮﻭا، ﺳﺒﻖ اﻟﻤﻔﺮﺩﻭﻥ ﻗﺎﻝ: اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻫﺘﺮﻭا ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻀﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻭﺯاﺭﻫﻢ ﺃﻫﺘﺮﻭا ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻭﻟﻌﻮا ﺑﻪ ﻭﻟﺰﻣﻮﻩ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﺩﺃﺑﻬﻢ.
ﻭتابع: ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻅ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻤﺴﺘﻬﺘﺮﻭﻥ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻟﻌﻮا ﺑﻪ، ﻳﻘﺎﻝ: اﺳﺘﻬﺘﺮ ﻓﻼﻥ ﺑﻜﺬا ﺇﺫا ﻭﻟﻊ ﺑﻪ. ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ ﺃﻫﺘﺮﻭا ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﻛﺒﺮﻭا ﻭﻫﻠﻚ ﺃﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻫﺘﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﻬﺘﺮ ﺇﺫا ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺮ، ﻭاﻟﻬﺘﺮ اﻟﺴﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻜﻼﻡ، ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﻑ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻘﻠﻪ، ﻭاﻟﻬﺘﺮ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﺭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ اﻷﺑﺎﻃﻴﻞ.
ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻬﺘﺮﻳﻦ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻠﻔﻆ ﺃﻥ اﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ اﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﺸﻲء ﻭاﻟﻮﻟﻮﻉ ﺑﻪ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺎﻃﻼ، ﻭﻏﻠﺐ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﻄﻞ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻗﻴﻞ ﻓﻼﻥ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ اﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺇﺫا ﻗﻴﺪ ﺑﺸﻲء ﺗﻘﻴﺪ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﻫﺘﺮ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻱ ﺃﻭﻟﻊ ﺑﻪ ﻭﺃﻏﺮﻱ ﺑﻪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: اﺳﺘﻬﺘﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﻪ.
ﻭبين في ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻷﺛﺮ اﻵﺧﺮ: «ﺃﻛﺜﺮﻭا ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺠﻨﻮﻥ» .
وشدد أن الذكر سبب لتصديق الله تعالى عبده الذاكر، فقال : اﻟﺬﻛﺮ ﺳﺒﺐ ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﺒﺪﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﻭﺻﺎﻑ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻭﻧﻌﻮﺕ ﺟﻼﻟﻪ، ﻓﺈﺫا ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺒﺪ ﺻﺪﻗﻪ ﺭﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺻﺪﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺤﺸﺮ ﻣﻊ اﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ، ﻭﺭﺟﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮ ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ.
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ اﻷﻏﺮ ﺃﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺷﻬﺪا ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: «ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﻌﺒﺪ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺻﺪﻕ ﻋﺒﺪﻱ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻛﺒﺮ. ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻕ ﻋﺒﺪﻱ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻭﺣﺪﻱﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻕ ﻋﺒﺪﻱ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻲ، ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻕ ﻋﺒﺪﻱ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻲ اﻟﺤﻤﺪ، ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻕ ﻋﺒﺪﻱ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻭﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ ﺑﻲ» ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﻖ: ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: [ﻓﻲ] اﻵﺧﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻤﻪ، ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ: ﻣﺎ ﻗﺎﻝ؟
ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻬﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﻪ اﻟﻨﺎﺭ»
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.. بتصرف يسير جدا .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
القادم أفضل وأجمل
بروح ملؤها التفاؤل والطموح، تدخل دولة الإمارات عام 2025، لتسطر فصولاً جديدة من التفوق والازدهار في مختلف المجالات، حاملةً في طياتها الكثير من الإنجازات التي تعكس رؤية قيادتنا الرشيدة، والتي جعلت من "دار زايد" نموذجاً عالمياً للتنمية والاستقرار.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عدّد خلال ترؤسه الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء للعام الحالي، بعضاً من إنجازات الإمارات في عام وصفه بالخير المتدفق على أفضل شعب، مرجعاً الفضل في ذلك إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، «أفضل رئيس»، وجهود أفضل وأكبر فريق وطني متفانٍ، مبشراً لنا بأن قادمنا أفضل وأجمل وأعظم بإذن الله في 2025.
2024 كان عام خير وبركة وتفوّق وازدهار واستقرار ونمو اقتصادي غير مسبوق، تمكّنت خلاله الإمارات من ترسيخ تنافسيتها العالمية عبر تربعها على عرش المركز الأول عالمياً في 223 مؤشراً دولياً تنموياً، فضلاً عن مجيئها في المراكز الخمسة الأولى في 444 مؤشراً في أهم التقارير الدولية المتعلقة ببيئة الأعمال والاقتصاد والبنية التحتية والرقمية وحركة المواهب والاستثمار الأجنبي والأنظمة المالية ومؤشرات الصادرات والمؤشرات التجارية والسياحية والتكنولوجية.
هذه المنجزات غيض من فيض قيادتنا الرشيدة، التي تبشرنا بعام جديد سيحمل الأفضل والأجمل لأبناء الوطن، الذين يضعون كامل ثقتهم في قيادة أثبتت قدرة عالية على التعامل مع المتغيرات العالمية، والعبور بشعب الإمارات والمقيمين على أرضها فوق الأزمات، التي نجحت باقتدار في تحييد البلاد من تبعاتها.
الرصيد الكبير من الإنجازات سيكون زادنا خلال المرحلة المقبلة لتعزيز مكانة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي، وهو ليس بالشيء العسير بالنظر إلى التطور الملحوظ في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة، والتي تشكل ركائز أساسية لمسيرة النمو المستدام، وتعزز من تنافسيتنا على المستوى الدولي.
ما ينتظرنا من ملفات في العام المقبل، امتداد للحالي حيث العمل على تعزيز قيم التسامح والانفتاح، وبناء مجتمع متماسك ومزدهر، مع التركيز على رفاهية المواطن والمقيم، حتى تبقى بلادنا الوجهة المفضلة للعيش والعمل.
الإمارات في عام 2025 ستمضي قدماً بخطى ثابتة نحو المستقبل، بفضل رؤية قيادتنا وشعبنا الذي يجسد روح الإبداع والإصرار، فهو ليس مجرد عام جديد، بل خطوة جديدة نحو تحقيق المزيد من الطموحات التي تجعل «دار زايد» رمزاً للنجاح والاستقرار.