الجزيرة:
2024-12-22@16:44:54 GMT

دالية الكرمل أكبر المدن الدرزية في إسرائيل

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

دالية الكرمل أكبر المدن الدرزية في إسرائيل

بلدة دالية الكرمل، واسمها يرمز إلى شجرة الكرم، تقع جنوب شرق حيفا. وهي أكبر المدن الدرزية في إسرائيل، أنشأها الأمير فخر الدين المعني الثاني ليعزز من وجود الطائفة الدرزية في المنطقة.

واستوطن فيها سكانا من سوريا ولبنان، ومع بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، خدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي وشاركوا في كثير من معاركه.

الموقع

تقع دالية الكرمل جنوب شرق حيفا وتبعد عنها 31 كيلومترا، على مرتفعات الكرمل، وترتفع عن سطح البحر 420 مترا. وتحيط بها قرى عسيفا وعين حوض وإجزم وأم الزينات. وتبلغ مساحتها 31 ألفا و730 دونما (الدونم يعدل ألف متر مربع).

السكان

قدر عدد سكانها عام 1922 بنحو 993 نسمة، وارتفع أيام النكبة عام 1948 إلى 2593 نسمة، وفي عام 2003 وصل إلى 13 ألفا و500.

وتعود أصول مواطنيها إلى المنطقة الجبلية المجاورة لمدينة حلب السورية، ومن أكبر عوائلها الحلبي.

التاريخ

تأسست القرية في عشرينيات القرن الـ17، بأمر من الأمير اللبناني الدرزي فخر الدين المعني الثاني، من أجل تعزيز النفوذ الدرزي في المنطقة، وحماية للحدود الجنوبية لولايته "إمارة الشوف"، التي استطاعت التوسع وضم أجزاء من أراضي سوريا الكبرى.

وأمر فخر الدين ببناء 16 قرية على جبال الكرمل في مدينة حيفا، وكانت الأرض مليئة بأشجار الدوالي البرية (كروم العنب)، ولذلك عند بنائها وتأسيسها كان يشار إليها بـ"الدالية" (الكَرْم)، وهكذا أخذت اسم "دالية الكرمل".

واستوطنت القرى الـ16 عائلات درزية قَدِمت من سوريا ولبنان. وهناك روايات أخرى تشير إلى أن الاستيطان الدرزي في المنطقة لم يبدأ حينئذ، بل في وقت لاحق بعد نهاية حكم الأمير فخر الدين.

وفي رواية أخرى، يرجح أن الاستيطان في المنطقة قد بدأ قبل إنشاء القرية الدرزية فيها، وأنه مرتبط بتاريخ سوريا الكبرى، وبموجات الهجرة من سوريا ولبنان إلى فلسطين، وأعقبتها موجة هجرة داخلية من القرى المحيطة ببلدة دالية الكرمل، بسبب حملة إبراهيم باشا على سوريا منتصف القرن الـ19.

وهاجم إبراهيم باشا القرى الدرزية المحيطة بالبلدة في طريق عودته إلى مصر، وأعقب تلك الحادثة موجة نزوح أخرى عام 1948 من سكان القرى المجاورة.

ونهاية حكم الدولة العثمانية، ابتاع السير لورانس أوليفانت أرضا في البلدة، وبنى عليها منزلا على الطراز الأوروبي ما يزال قائما فيها.

وشق أول طريق في البلدة بداية ثلاثينيات القرن الماضي أيام الانتداب البريطاني، وربط بين البلدة وحيفا مرورا بعسفيا، وكان أول طريق معبد يصل دالية الكرمل بالخارج، ورحب سكانها بالبادرة البريطانية حينئذ.

وتشير المصادر، إلى أن سكان دالية الكرمل لم يعارضوا الوجود البريطاني عموما، حالهم كحال معظم الدروز في فلسطين حينئذ، لكن هناك وثيقة توضح أن سلطات الانتداب قد فرضت عقابا جماعيا على أهلها بدفع مبلغ 500 جنيه عام 1938، بسبب حادثة إطلاق نار على عمال يهود كانوا يعبّدون طريقا جديدة على سفح الجبل.

"حلف الدم"

مع بداية الاحتلال الإسرائيلي، تطوع كثير من الدروز في الجيش الإسرائيلي. وفي أواخر الخمسينيات من القرن الـ20 اعترفت إسرائيل بالطائفة الدرزية ديانة مستقلة، وحينها فرضت على جميع الشباب الدروز الخدمة الإجبارية في الجيش.

قوبل قرار الخدمة العسكرية الإجبارية برفض كبير من الدروز، وامتنع كثير منهم عن استلام أوامر تجنيدهم، ومن بلدة دالية الكرمل جُنّد 60 شابا فقط من أصل 141 عام 1956.

واستمرت محاولات الجيش الإسرائيلي في الإجبار حتى سبعينيات القرن الـ20، مما فاقم غضب السكان في البلدة ضد ممارسات إسرائيل لسحب أبنائهم من المنازل للتجنيد.

لم تمنع هذه التوترات من تحسين العلاقات بين دروز دالية الكرمل وبين إسرائيل، ففي عام 1968 شارك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه ديان في جنازة الرقيب لطفي ناصر الدين من قرية دالية الكرمل، وحضر مراسم الدفن شخصيا، "تأكيدا على تقدير إسرائيل لدور الدروز في حماية أمنها".

وشهد الاقتصاد بحيفا انتعاشا في تلك الفترة عقب إنشاء الميناء وسكك الحديد، وشهدت دالية الكرمل خصوصا ازدهارا ثقافيا، فكانت تصدر فيها 9 صحف ومجلات أبرزها "الكرمل" و"الاتحاد"، إضافة إلى أن الصحف المصرية كانت تصلها بالبريد الجوي مرة كل أسبوع.

دير المخرقة في بلدة دالية الكرمل (شترستوك)

وعام 1974 احتفل أهل القرية بسوق افتتح حديثا حضره وزير السياحة حينئذ موشيه كول، الذي استقبله السكان برفعهم العلم الإسرائيلي. وعام 1991 شارك رئيس الحكومة، إسحق شامير في مؤتمر احتفالي للطائفة الدرزية في البلدة.

ومع تطور هذه العلاقة بين الطرفين، وتحول البلدة إلى مزار سياحي لليهود مع غيرها من البلدات الدرزية، ومع انتعاشها بعد إنشاء مصانع منوعة نهضت باقتصادها، وصفت العلاقة بين الطرفين بـ"حلف الدم"، لوصفها على أنّها علاقة وثيقة ومتينة.

من جهة أخرى هناك من يكذب هذه الروايات ويرفضها، فمثلا الشيخ خير الدين حلبي، أحد أبناء البلدة، ينفي الشائعات المنتشرة عن الخلاف العميق بين الدروز وبقية الشعب الفلسطيني، مشددا على أنهم حافظوا على عروبتهم وانتمائهم للوطن رغم اعتماد بريطانيا "سياسة فرق تسد".

وهو في هذا يشير لمشاركة مناضلين عرب دروز كثر في النضال الفلسطيني، من أبرزهم القائد محمود أبو يحيى، الذي استشهد ودفن بجانب قرية بلعة في قضاء طولكرم.

كما يستذكر صداقات أهالي بلدته مع الشاعر عبد الرحيم محمود، ومع القائد العام للثورة الفلسطينية عبد الرحيم الحاج محمد (1939-1936) من قرية ذنابا في قضاء طولكرم.

وعام 2011 احتج أهالي البلدة على مصادرة إسرائيل أراضيهم في قمة جبل الكرمل، وتذرعت بأنها للصالح العام.

الاقتصاد

ينشط سكان بلدة دالية الكرمل في ممارسة الزراعة على التلال والسهول وأطراف الأودية، ويزرعون الخضراوات والفواكه والحبوب، إلى جانب تربية الأبقار والأغنام.

إضافة إلى الزراعة، يعمل عدد كبير من السكان في المصانع والمؤسسات الاقتصادية بمدينة حيفا. وتُعد الطبيعة الخلابة للبلدة وجهة مفضلة للسياح، خاصة أثناء فصل الصيف.

ومع تطور العلاقات بين أبناء الطائفة الدرزية في دالية الكرمل وإسرائيل، ازدهر اقتصاد البلدة وأسواقها السياحية، وأنشئت عدد من المصانع والمشاغل التي أسهمت في تحقيق نهضة ملحوظة للاقتصاد المحلي.

وفي عام 2018، وضع وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، إيلي كوهين، حجر الأساس للمنطقة الاقتصادية الأولى في دالية الكرمل، وخصصت لها ميزانية تبلغ 17 مليون شيكل إسرائيلي لصالح تطويرها على مساحة 90 دونما.

دير المخرقة في دالية الكرمل (شترستوك) المعالم

إضافة إلى معالمها الطبيعية، تحتضن بلدة دالية الكرمل موقعا أثريا يعج بالمدافن والصهاريج والصخور والمعاصر والمنحوتات الصخرية التي تعكس تاريخ البلدة وتحولات ثقافتها عبر العصور.

كما تزخر البلدة بمبان تاريخية مثل "بيت أوليفانت"، الذي بُني على الطراز الإنجليزي القديم على تلة تطل على البحر، وتوجد به قاعة محاضرات بُنيت داخل نفق، ويجاوره جدار من الطوب مزين بلوحات توثق توقيع معاهدة كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر واتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والأردن.

وبها أيضا مصنع للحرف اليدوية يسمى "أبو أنتر"، ودير "المخرقة" الأثري، وبه كنيسة وغابة وحديقة.

أعلام سلمان ناطور

أديب وكاتب مسرحي وواحد من أبرز الكتاب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وهو من أهالي بلدة دالية الكرمل. عمل لسنوات كثيرة في الصحافة، إذ حرر الملحق الثقافي في جريدة الاتحاد، كما أدار معهد "إميل توما" للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية، ورأس عدة جمعيات أدبية وثقافية.

وصدر لناطور نحو 30 كتابا، بينها كتاب باللغة العبرية و4 كتب للأطفال. توفي سلمان ناطور في مدينة حيفا عن عمر ناهز 67 عاما على إثر تدهور حالته الصحية بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب عام 2016.

الضابط الإسرائيلي من دالية الكرمل إحسان دقسة الذي قتل في قطاع غزة (مواقع التواصل الاجتماعي) أيوب قرا

سياسي إسرائيلي درزي وعضو في حزب الليكود، يعرف بالولاء التام لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو. وأصبح وزيرا للاتصالات في الحكومة الإسرائيلية في مايو/أيار 2017، وأعلن بدء إجراءات إغلاق مكتب شبكة الجزيرة بالقدس في أغسطس/آب 2017.

تولى منصب وزير الاتصالات في إسرائيل بعد أن ألزمت المحكمة العليا الإسرائيلية نتنياهو بالتخلي عن هذه الحقيبة الوزارية لتدخله بالمشهد الإعلامي، فاختار أحد المقربين منه ليتسنى له الاستمرار في التأثير على وسائل الإعلام، كما تقول وسائل إعلام عبرية.

ولد أيوب قرا يوم 12 مارس/آذار 1955، في بلدة دالية الكرمل، وينحدر من عائلة خدم الكثير من أفرادها في الجيش الإسرائيلي.

إحسان دقسة

ضابط درزي إسرائيلي برتبة عقيد، ولد عام 1983 في دالية الكرمل، وقتل عام 2024 في معارك للجيش الإسرائيلي مع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في شمال قطاع غزة.

انضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 2001 في سلاح المدرعات، وترقى في المناصب حتى صار عقيدا في 25 يونيو/حزيران 2024 أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وحينئذ عين قائدا للواء 401 التابع للفرقة 162 في قيادة المنطقة الجنوبية.

وكان دقسة مسؤولا عن العمليات في مخيم جباليا، كما أنه قاد عمليات هجومية في مستشفى الشفاء وحي الزيتون وبيت حانون وجباليا ورفح. وقتل يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024 في معارك مع المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الجیش الإسرائیلی فی المنطقة الدرزیة فی فخر الدین فی البلدة فی الجیش

إقرأ أيضاً:

35 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك

#سواليف

أدى عشرات الآلاف من #المصلين #صلاة_الجمعة في #المسجد_الأقصى المبارك.

وقدرت “دائرة الأوقاف الإسلامية” (تابعة للأردن)، أعداد المصلين في المسجد الأقصى بـ35 ألف مصل.

وواصلت قوات الاحتلال قيودها على دخول المصلين الى المسجد الأقصى؛ بوضع الحواجز الحديدية في الطرقات المؤدية وعلى أبوابه وأبواب البلدة القديمة، ونشر القوات عليها، والتي منعت المئات من الشبان والفتية من الدخول إلى الأقصى.

مقالات ذات صلة وفاة طفلة رضيعة في خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد/ شاهد 2024/12/20

كما اعتدت القوات بالدفع على الشبان بعد منعهم من دخول الأقصى.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

مقالات مشابهة

  • التيار في زحلة: ارتفاع علم لبنان فوق المراكز الفلسطينية في شرق البلدة بارقة أمل
  • محلل فلسطيني: إسرائيل تستهدف تدمير أكبر مساحة ممكنة من قطاع غزة
  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟
  • حزب الله شيّع الشهيد علي نايف أيوب في زفتا
  • الجيش الإسرائيلي: إنذارات في عدة مناطق وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • محمد عبدالمنعم: إسرائيل نفذت أكبر عملية هجوم ضد العرب خلال أيام بسوريا
  • 35 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • خبير عسكري: إسرائيل تنفذ أكبر هجوم على سوريا منذ عقود بـ500 طلعة جوية
  • اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال شرق القدس المحتلة
  • سقوط 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال وسط غزة