سوريا على خط النار.. هل ينتقل الصراع إليها؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، باتت سوريا منطقة استراتيجية محورية، إذ تنظر إيران إلى سوريا بوصفها المركز الجغرافي لاستراتيجيتها للحفاظ على النفوذ في العالم العربي.
تهدف هذه التحركات إلى تمكين القوات الإسرائيلية من مراقبة حزب الله
وفي المقابل، ترى إسرائيل أن سوريا هي المفتاح لتأمين جبهتها الشمالية، وبالتالي، فإن مصير الصراع بين إسرائيل وإيران يعتمد بشكل كبير على ما سيحدث للحكومة السورية، حسبما أفاد كمران بخاري، أكاديمي متخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لمنطقة أوراسي في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي .
وذكرت وكالة "رويترز" في 15 أكتوبر (تشرين الأول) أن الجيش الإسرائيلي أزال الألغام الأرضية وحفر تحصينات جديدة ونقل سياجاً يفصل مرتفعات الجولان ومنطقة منزوعة السلاح بالقرب من الأراضي السورية.
⚡️#BREAKING
The Turkish Army strikes positions belonging to the Kurdish party PKK in the Syrian city of Ayn al-Arab.#Turkey #Syria #Iran #Israel #Hezbollah #Lebanon #Gaza #Palestine pic.twitter.com/A7fk4GWiT5
وتهدف هذه التحركات، التي قالت مصادر سورية ولبنانية إنها تسارعت مؤخراً، إلى تمكين القوات الإسرائيلية من مراقبة حزب الله عن كثب وتأمين المنطقة من أي تسلل محتمل من قبل هذه الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.
وأشار مصدر أمني لبناني، رفض الكشف عن هويته، في تقرير "رويترز"، إلى أن عمليات إزالة الألغام قد تكون مقدمةً لهجوم إسرائيلي من الشرق بغرض "تطويق" حزب الله.
العراق والمصالح الإيرانيةوشهدت إيران ذروة نفوذها في أوائل عام 2011 قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية.
وكان العراق قبل ذلك بأسابيع قليلة قد تجاوز أزمة تشكيل الحكومة التي استمرت ثمانية أشهر، وأسس حكومة بقيادة موالية لإيرانية.
وكانت القوات الأمريكية تستعد للانسحاب من العراق، مما فتح الطريق أمام الإيرانيين لتعزيز سيطرتهم على البلاد.
وفي أماكن أخرى، كانت الدول العربية في حالة انهيار. وفي يناير (كانون الثاني)، وقبل يومين فقط من إطاحة المتظاهرين في تونس برئيسهم، هندس حزب الله انهيار حكومة لبنانية بقيادة خصومه، وعندما تشكلت الحكومة اللبنانية التالية، كانت تحت هيمنة حزب الله.
#Thread #Syria #Hamas #Gaza #Israel #Hezbollah #USA #Iran #IRGC #IDF #Lebanon #Yemen #Iraq #France
While ground battles rage in southern Lebanon, the eyes of Hezbollah, Israel and Iran remain focused on Syrian territory due to its importance to the future of this war. A military… pic.twitter.com/dUEHRUDWbM
ومع هذه الخطوات، أصبحت رؤية طهران لقوس نفوذ متصل على طول جناحها الغربي حقيقة واقعة.
ومع ذلك، سرعان ما أصبح واضحاً أن الثورات ما يسمى بالربيع العربي كانت خارج نطاق سيطرة أي جهة، وقبل أن تتمكن إيران من وضع خطة لاستغلال الوضع، اندلعت احتجاجات كبيرة في سوريا في 15 مارس (آذار)، مما هدد بقطع الاتصال الفعلي للنظام الإيراني بحزب الله.
تاريخ طويل من العلاقاتوقال الكاتب: كان لعلاقة إيران بحزب الله تاريخ طويل يعود إلى الثمانينيات، عندما ساعد الحرس الثوري الإيراني والمخابرات السورية في تأسيس الجماعة، واستمرت هذه العلاقة خلال أزمة عام 2005 عندما أطاحت الاحتجاجات اللبنانية، التي أغضبها اغتيال رئيس وزرائها رفيق الحريري المناهض لسوريا، بالقوات السورية من لبنان.
وبفقدان سوريا، ستضعف قدرة إيران على إيصال المساعدات لحزب الله في لبنان.
اعتمدت الاستراتيجية الأمنية الوطنية لإيران منذ فترة طويلة على تحييد العراق البعثي، الذي كان العقبة الأكبر أمام توسع النفوذ الإيراني عبر بلاد ما بين النهرين إلى بلاد الشام.
وبعد حربها الكارثية مع نظام صدام حسين في الثمانينيات، ابتهجت إيران عندما اجتاحت القوات الأمريكية بغداد وأطاحت بصدام.
ولم تكن إيران لتسمح بانهيار كل هذه المكاسب دون مقاومة.
وحشدت إيران عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة الأجانب ومئات الملايين من الدولارات لدعم الحكومة السورية، ورغم الدمار الذي لحق بسوريا، حققت إيران نجاحاً يتجاوز أحلامها.
وتحولت سوريا إلى دولة تابعة بسبب اعتمادها الكبير على الدعم الإيراني. وبدلاً من فقدان جسرها إلى البحر المتوسط، أقامت إيران وجوداً عسكرياً كبيراً في البلاد، ومن هناك تستطيع تزويد حزب الله بأسلحة متقدمة، ودعم حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
إيران في مواجهة أكبر مع إسرائيلوأضاف الباحث: كان الجانب السلبي الرئيسي لهذا النجاح الإيراني هو تعرض طهران لمواجهة أكبر مع إسرائيل.
وكانت إسرائيل تراقب عن كثب كيفية استغلال إيران لما يسمى الربيع العربي لصالحها، وبينما شهدت إيران نجاحاً استراتيجياً، رأته إسرائيل تهديداً أمنياً لا يُطاق.
وفي عام 2017، في محاولة لزعزعة الإيرانيين وقطع جسرهم على الحافة الشمالية للشرق الأوسط، شنت إسرائيل أولى غاراتها الجوية التي ستصبح مئات الضربات في سوريا ولبنان.
وكان من المتوقع أن تتصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، وحدث ذلك عندما شنت حماس هجوماً على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتلا ذلك قرار حزب الله بدعم حليفها الفلسطيني بسلسلة من الهجمات الصاروخية والمدفعية ضد شمال إسرائيل.
وفي هذه المرحلة، قررت إسرائيل أن استراتيجيتها في شن ضربات جوية دورية لتعطيل شحنات الأسلحة والمساعدات الإيرانية لم تعد كافية، وكثفت استهدافها للحرس الثوري الإيراني وحزب الله منذ فصل الربيع، مما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بهما.
نتيجة لذلك، يرى الباحث أن "مستقبل سوريا ودورها في الهيكل الأمني الإيراني الإقليمي بات موضع تساؤل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يتخلى حزب الله عن غزة ويفاوض إسرائيل؟ الإجابة في 7 نقاط
كثر الحديث مؤخرا عن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مما يمنح إسرائيل فرصة للاستفراد في قطاع غزة، كما كانت تأمل منذ بدء الحرب على القطاع قبل أكثر من عام.
1/ ماذا قالت المصادر الإسرائيلية؟ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات مجددا اليوم لبحث إبرام اتفاق ينهي الحرب على الجبهة اللبنانية.
وكان موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي قد ذكر أن آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن سيزوران إسرائيل غدا الخميس، في مسعى لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان.
تزامنت تلك الأنباء مع ما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين اعتقادهم أن حزب الله "أصبح أخيرا على استعداد للنأي بنفسه عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة".
ووفقا لأكسيوس، فإنه يمكن التوصل إلى اتفاق ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث مع وزراء وقادة الجيش وأجهزة المخابرات الصفقة المحتملة.
2/ ما تفاصيل الصفقة؟وفقا لموقع أكسيوس ينص الاتفاق على:
إعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوما. الاتفاق مبني على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. ينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال الليطاني بعيدا عن حدود إسرائيل خلال الفترة الانتقالية. ينشر الجيش اللبناني خلال الفترة الانتقالية نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل. يسحب جيش الاحتلال قواته تدريجيا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية. 3/ هل جرت لقاءات بشأن الصفقة المزعومة؟في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري التقى في العاصمة اللبنانية بيروت هوكشتاين ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله والمكلف من قبله بالتفاوض في إطار مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.
وقال هوكشتاين إن زيارته تهدف لوضع أسس لإنهاء هذا النزاع من خلال تطبيق القرار 1701 "بعدل وشفافية"، مؤكدا أن مستقبل لبنان وربطه بالنزاعات لا يمكن أن يكون في مصلحة اللبنانيين.
ومن المقرر أن يزور هوكشتاين تل أبيب غدا الخميس.
4/ ماذا قال حزب الله؟ردّ محمود القماطي -نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله- على الحديث الأميركي والإسرائيلي عن الصفقة والترويج لها بأن الحزب لم يصله "أي مشروع أو مبادرة سياسية بشكل رسمي".
ووفقا للقماطي، فإن أولوية حزب الله هي الميدان الآن، مشددا على أن "حزب الله لا يقبل بأي تفاوض تحت النار" مطالبا بوقف العدوان قبل بحث أي قضية سياسية.
وقد عبر عن موقف الحزب سابقا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عندما أكد في أحد خطاباته أن حزب الله طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل.
وأكد أن "إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويرتكبون المجازر، ونحن في وضع يتطلب أن نتخذ موقفا"، مشيرا إلى أنه لا يمكن فصل لبنان ولا المنطقة كلها عن فلسطين.
5/ هل يمكن فصل المسارين؟منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، اتخذ الحزب قرارا بدعم المقاومة في غزة، ولم يقبل الحزب وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق في غزة ووقف إطلاق النار فيها.
وقد دفع الحزب ثمنا باهظا لموقفه هذا، تمثل في اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله وجزء كبير من الصف القيادي الأول في الحزب.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله عن مصادر أن الحزب يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول إن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة "الدفاع عن لبنان" ولم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
كما تشير إلى أن الحزب لا يرى بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.
6/ لماذا تريد إسرائيل فصل المسارين؟وفقا للدكتور وليد عبد الحي الكاتب والباحث الأكاديمي الأردني، فإن إسرائيل لا تميل للتفاوض مع "كتلة عربية" بل مع كل طرف لوحده، فالتجزئة هي الفكرة المهيمنة في عقل المفاوض الإسرائيلي، ومن المؤكد أن التفاوض الفردي مع كل دولة يجعل تأثير ميزان القوى أكثر من نتائج التفاوض مع كتلة.
ووفقا لعبد الحي، فإن إسرائيل حاليا تسعى لأن تضع الموضوعات المهمة لها أولا وهي موضوع الرهائن، وتدمير المقاومة، وفصل مسار غزة عن المسار اللبناني أو اليمني أو حتى العراقي -فالأمن هو أولويتها الأولى- ثم ستبحث بقية الموضوعات طبقا لجدولها.
ويرى أن الاختبار الأكثر أهمية لمحور المقاومة ومدى التزامه هو في الأسابيع القادمة وبخاصة بعد الانتخابات الأميركية، وضرورة تأكيد الربط الذي لا تنفصم عراه بين جبهات المحور، فإسرائيل ستعمل على العودة لتكتيك التجزئة بالقول بوقف إطلاق النار في لبنان، ثم نبحث في موضوع غزة.
7/ لماذا كثر الحديث عن وقف الحرب الآن؟وصفت وسائل إعلام عبرية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري بـ"أكتوبر الأسود"، نظرا لعدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعترف الاحتلال بمقتل 80 جنديا ومستوطنا بنيران المقاومة على مختلف جبهات القتال، منذ بداية الشهر.
ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية -التي تنقل عن مصادر وصفتها بالمطلعة- فالمستويات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باتوا يفهمون أن الجيش أصبح منهكا، خاصة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة حقق ما يصفونه بإنجازات عسكرية واستخباراتية مذهلة، ولذلك هم يرون أن الفرصة باتت حقيقية حاليا للتوصل لصفقة يتم من خلالها إعادة الأسرى من أسر حماس وإنهاء الحرب بغزة والشمال.
كما ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا استمرت الحرب لفترة طويلة، فسيكون من الصعب تحقيق أكثر بكثير مما تم تحقيقه بالفعل، في حين أن البقاء لفترة مطولة داخل غزة ولبنان يزيد من خطر التشابك وزيادة الخسائر المختلفة.