موقع 24:
2024-12-18@04:21:00 GMT

سوريا على خط النار.. هل ينتقل الصراع إليها؟

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

سوريا على خط النار.. هل ينتقل الصراع إليها؟

مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، باتت سوريا منطقة استراتيجية محورية، إذ تنظر إيران إلى سوريا بوصفها المركز الجغرافي لاستراتيجيتها للحفاظ على النفوذ في العالم العربي.

تهدف هذه التحركات إلى تمكين القوات الإسرائيلية من مراقبة حزب الله

 وفي المقابل، ترى إسرائيل أن سوريا هي المفتاح لتأمين جبهتها الشمالية، وبالتالي، فإن مصير الصراع بين إسرائيل وإيران يعتمد بشكل كبير على ما سيحدث للحكومة السورية، حسبما أفاد كمران بخاري، أكاديمي متخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لمنطقة أوراسي في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي .


وذكرت وكالة "رويترز" في 15 أكتوبر (تشرين الأول) أن الجيش الإسرائيلي أزال الألغام الأرضية وحفر تحصينات جديدة ونقل سياجاً يفصل مرتفعات الجولان ومنطقة منزوعة السلاح بالقرب من الأراضي السورية. 

⚡️#BREAKING
The Turkish Army strikes positions belonging to the Kurdish party PKK in the Syrian city of Ayn al-Arab.#Turkey #Syria #Iran #Israel #Hezbollah #Lebanon #Gaza #Palestine pic.twitter.com/A7fk4GWiT5

— Resistance War News (@medymanno) October 24, 2024

وتهدف هذه التحركات، التي قالت مصادر سورية ولبنانية إنها تسارعت مؤخراً، إلى تمكين القوات الإسرائيلية من مراقبة حزب الله عن كثب وتأمين المنطقة من أي تسلل محتمل من قبل هذه الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.

وأشار مصدر أمني لبناني، رفض الكشف عن هويته، في تقرير "رويترز"، إلى أن عمليات إزالة الألغام قد تكون مقدمةً لهجوم إسرائيلي من الشرق بغرض "تطويق" حزب الله.

العراق والمصالح الإيرانية

وشهدت إيران ذروة نفوذها في أوائل عام 2011 قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية.

وكان العراق قبل ذلك بأسابيع قليلة قد تجاوز أزمة تشكيل الحكومة التي استمرت ثمانية أشهر، وأسس حكومة بقيادة موالية لإيرانية.

وكانت القوات الأمريكية تستعد للانسحاب من العراق، مما فتح الطريق أمام الإيرانيين لتعزيز سيطرتهم على البلاد.

وفي أماكن أخرى، كانت الدول العربية في حالة انهيار. وفي يناير (كانون الثاني)، وقبل يومين فقط من إطاحة المتظاهرين في تونس برئيسهم، هندس حزب الله انهيار حكومة لبنانية بقيادة خصومه، وعندما تشكلت الحكومة اللبنانية التالية، كانت تحت هيمنة حزب الله. 

#Thread #Syria #Hamas #Gaza #Israel #Hezbollah #USA #Iran #IRGC #IDF #Lebanon #Yemen #Iraq #France
While ground battles rage in southern Lebanon, the eyes of Hezbollah, Israel and Iran remain focused on Syrian territory due to its importance to the future of this war. A military… pic.twitter.com/dUEHRUDWbM

— Eva J. Koulouriotis | إيفا كولوريوتي (@evacool_) October 20, 2024

ومع هذه الخطوات، أصبحت رؤية طهران لقوس نفوذ متصل على طول جناحها الغربي حقيقة واقعة.

ومع ذلك، سرعان ما أصبح واضحاً أن الثورات ما يسمى بالربيع العربي كانت خارج نطاق سيطرة أي جهة، وقبل أن تتمكن إيران من وضع خطة لاستغلال الوضع، اندلعت احتجاجات كبيرة في سوريا في 15 مارس (آذار)، مما هدد بقطع الاتصال الفعلي للنظام الإيراني بحزب الله.

تاريخ طويل من العلاقات

وقال الكاتب: كان لعلاقة إيران بحزب الله تاريخ طويل يعود إلى الثمانينيات، عندما ساعد الحرس الثوري الإيراني والمخابرات السورية في تأسيس الجماعة، واستمرت هذه العلاقة خلال أزمة عام 2005 عندما أطاحت الاحتجاجات اللبنانية، التي أغضبها اغتيال رئيس وزرائها رفيق الحريري المناهض لسوريا، بالقوات السورية من لبنان.
 وبفقدان سوريا، ستضعف قدرة إيران على إيصال المساعدات لحزب الله في لبنان.
اعتمدت الاستراتيجية الأمنية الوطنية لإيران منذ فترة طويلة على تحييد العراق البعثي، الذي كان العقبة الأكبر أمام توسع النفوذ الإيراني عبر بلاد ما بين النهرين إلى بلاد الشام.

وبعد حربها الكارثية مع نظام صدام حسين في الثمانينيات، ابتهجت إيران عندما اجتاحت القوات الأمريكية بغداد وأطاحت بصدام.

ولم تكن إيران لتسمح بانهيار كل هذه المكاسب دون مقاومة.

وحشدت إيران عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة الأجانب ومئات الملايين من الدولارات لدعم الحكومة السورية، ورغم الدمار الذي لحق بسوريا، حققت إيران نجاحاً يتجاوز أحلامها.

وتحولت سوريا إلى دولة تابعة بسبب اعتمادها الكبير على الدعم الإيراني. وبدلاً من فقدان جسرها إلى البحر المتوسط، أقامت إيران وجوداً عسكرياً كبيراً في البلاد، ومن هناك تستطيع تزويد حزب الله بأسلحة متقدمة، ودعم حماس والجهاد الإسلامي في غزة.

إيران في مواجهة أكبر مع إسرائيل

وأضاف الباحث: كان الجانب السلبي الرئيسي لهذا النجاح الإيراني هو تعرض طهران لمواجهة أكبر مع إسرائيل.

وكانت إسرائيل تراقب عن كثب كيفية استغلال إيران لما يسمى الربيع العربي لصالحها، وبينما شهدت إيران نجاحاً استراتيجياً، رأته إسرائيل تهديداً أمنياً لا يُطاق.

وفي عام 2017، في محاولة لزعزعة الإيرانيين وقطع جسرهم على الحافة الشمالية للشرق الأوسط، شنت إسرائيل أولى غاراتها الجوية التي ستصبح مئات الضربات في سوريا ولبنان.

وكان من المتوقع أن تتصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، وحدث ذلك عندما شنت حماس هجوماً على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتلا ذلك قرار حزب الله بدعم حليفها الفلسطيني بسلسلة من الهجمات الصاروخية والمدفعية ضد شمال إسرائيل.

وفي هذه المرحلة، قررت إسرائيل أن استراتيجيتها في شن ضربات جوية دورية لتعطيل شحنات الأسلحة والمساعدات الإيرانية لم تعد كافية، وكثفت استهدافها للحرس الثوري الإيراني وحزب الله منذ فصل الربيع، مما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بهما.

نتيجة لذلك، يرى الباحث أن "مستقبل سوريا ودورها في الهيكل الأمني الإيراني الإقليمي بات موضع تساؤل". 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

سوريا.. فرحة حاضرة وتفتيت منتظر

 البحث عن كلمة واحدة تجمع حروفها معانى الأمل والخوف والفرح والقلق والترقب أمر صعب، كذلك المشهد فى «سوريا» الآن، خليط لا يمكن التعبير عنه بكلمة واحدة، حالة من الاستقطاب الحاد والمتطرف يريد أصحابها الإجابة عن السؤال مع أو ضد؟ بكلمة واحدة، متجاهلين تعقيدات المشهد، متغافلين عن رؤية الكادر الأوسع وزوايا الصورة المتعددة، مزيج من خطوط متقاطعة تتداخل فيها فرحة الحاضر وآمال المستقبل مع شبح الماضى القريب بسياساته، وتتشابك معها خطوط الماضى البعيد المرسومة على خريطة «سايكس- بيكو» 1916، تلك الخريطة الاستعمارية التى قُسِّمت بلاد الشام وفقًا لأولوياتها ومخططاتها، واعتبرها البعض الخطيئة الكبرى والنكبة الأولى لبلاد العرب، لنقف الآن مجددًا على أبواب الترقب والحذر من أن تصير«سوريا» قربانًا تنهشه أنياب ومطامع قوى مستعدة لرسم خطوط جديدة على الخريطة وفقًا لمصالحها وأهدافها.

دهشة السقوط

عشرة أيام وقف فيها العالم حائرًا مندهشًا أمام سقوط «بشار الأسد» وانسحاب قواته أمام فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» وقائدها «أحمد الشرع» المعروف بـ«الجولانى»، عشرة أيام فقط سيطرت فيها المعارضة على حلب وحماة وحمص ودمشق دون معركة واحدة أو مقاومة تذكر من «بشار وحلفائه»، لينتهى نظام عائلة «الأسد» بعد 54 عامًا، شهدت خلالها المعارضة قمعًا وحشيًا فى حياة الأب والابن، وسياسات كان نتاجها حربًا أهلية استمرت أربعة عشر عامًا بداية من 2011، خلفت وراءها أكثر من 300 ألف قتيل و5.4 مليون لاجئ، و6.9 مليون نازح، هذا السقوط كان فاضحًا لهشاشة النظم القمعية وشاهدًا عليها، وواعظًا لتلك السياسات التى تبنى عروشها على نعوش أبنائها، محذرًا من دوامة سقوط لا مفر منه ولا نجاة فيه.

صراعات ومصالح

المتابع للمشهد السورى، ويجب على الجميع أن يتابع، يعرف أن الواقع هناك يشير إلى صراعات قوى دولية لن تسمح لسوريا الشقيقة بإعادة البناء أو الاستقرار إذا غابت مصالحها أو تم تجاهلها، ومن ثم يزداد الواقع تعقيدًا لاتباط تلك القوى الخارجية بدعم واستقطاب وربما رسم سياسات قوى المعارضة التى تسلمت الحكم، وفرَّ أمامها «الأسد» هاربًا مكتفيًا بالحصول على لقب لاجئ، ليذوق مرارة مصير الملايين من أهل سوريا، تاركين وطنهم جبرًا وقهرًا والدخول فى صراع مع أمواج البحر، بحثًا عن فرصة أخيرة للحياة.

 نحن أمام قوى وصلت إلى السلطة، ولا تزال مقاليد الأمور فى يد من دعمها وشارك فى بنيانها ورسم لها الأهداف والسياسات، ومن ثم التوافق بين تلك الفصائل الداخلية مرتبط شرطيًّا بموافقة تلك القوى الخارجية وتوافق مصالحها، فنجد تركيا تدعم «هيئة تحرير الشام» والفصائل السنية التى تسيطر على وسط سوريا، والممتدة من الحدود الشمالية مع «أنقرة» إلى الحدود الجنوبية مع الأردن، وتدعم الولايات المتحدة «القوات الكردية» التى تسيطر على أجزاء فى شمال شرق سوريا على الحدود مع تركيا فى الشمال والعراق فى الشرق، وتنتظر اللحظة التى تتمكن فيها من الاستقلال وإعلان دولة للأكراد، هذا الدعم الأمريكى يأتى وسط ترقب تركى يرى أن تمكين «الأكراد» تهديدًا لسلامة أراضيه.

يوضح هذا الصراع وتضارب المصالح «التركى الأمريكى»، تصريحات «أنتونى بلينكن» وزير الخارجية الأمريكى، السبت الماضى، بأن بلاده أجرت اتصالًا مباشرًا مع «هيئة تحرير الشام» دون تحديد كيفية هذا الاتصال، على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك فى إطار السعى الدولى المشترك لانتقال سلمى للسلطة، وأشاد «بلينكن» خلال تلك التصريحات، وهذا هو المهم، بقوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد.

فى اتجاه موازٍ لمصالح القوى المنتصرة والمنتظرة تسديد الفواتير والحصول على المكاسب، نجد حلفاء «بشار» «روسيا- إيران» فى حالة من الترقب المحفوف بالهزيمة، ترتبط بالفصائل العلوية المؤيدة للنظام الهارب، وربما ما زالت تحتفظ بتلك الورقة فى ملفات الصراع لاستخدامها وقت الحاجة، فلن تسمح روسيا التى سقط جزء كبير من هيبتها ومكانتها الدولية، ولو مؤقتًا، بسقوط نظام «الأسد» باستمرار تلك الهزيمة، لن تنسحب تلك القوى من ساحة المعركة والتخلى عن مناطق نفوذها بتلك السهولة التى تخلت فيها قوات «الأسد» عن مواقعها، لن تترك «روسيا» قاعدتها البحرية الوحيدة فى البحر المتوسط بميناء «طرطوس » السورى، وإن رصدت أقمار العالم الصناعية جميعها قطعها البحرية تغادر هذا الميناء، فلن تتنازل «موسكو» بسهولة عن عقد إيجار قواعدها العسكرية «الجوية والبحرية» البالغة مدته 49 عامًا، لن تتنازل «موسكو» عن قدمها في شرق المتوسط أو تعزيز نفوذها فى تلك المنطقة.

فى نفس الجبهة من الصراع، خسرت إيران جسرًا بريًا إلى شرق المتوسط وإمداد ذراعها اليمنى «حزب الله» بالسلاح، ما يضعف قوتها ويصيب أطرافها بالشلل، وستعاود عاجلًا أو آجلًا محاولة استعادة هذا الجسر والحفاظ على ماء وجهها فى حلبة صراع القوى الإقليمية فى منطقة المتوسط.

الغاز يفسر الألغاز

تأتى أهمية «دمشق» فى حلبة الصراع العالمى بسبب موقعها كمفتاح لمنطقة الشرق الأوسط الكبير، ومنطقة نفوذ استراتيجى مهمة عند ملتقى ثلاث قارات، وتزداد أهمية «سوريا» كنقطة محورية بعد اكتشاف «كنز غاز شرق المتوسط» فى السنوات الأخيرة، فحسب تقديرات مركز «فيريل للدراسات» فى برلين، توقع أن تحتل سوريا المركز الثالث عالميًا فى إنتاج الغاز لو تمكنت من رفع قدرتها الإنتاجية إلى حدها الأقصى، وعن هذا «الكنز»، قال أسامة مبارز الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط: إن الاحتياطيات المؤكدة فى منطقة شرق المتوسط تبلغ 130 تريليون قدم مكعبة، وأن حجم الاحتياطيات المتوقعة 300 تريليون قدم مكعبة.

 قد يفسر هذا «الكنز من الغاز» وأهميته لمستقبل الطاقة «ألغاز الصراع» فى فضاء سوريا، وما يمكن أن تلعبه «دمشق» بشأن مشروعات مد خطوط أنابيب الغاز إلى أوروبا، ويفسر أيضًا تصريحات قادة مجموعة الدول السبع الكبار «الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وبريطانيا واليابان وإيطاليا» استعدادها لدعم عملية انتقالية فى إطار يؤدى إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفى فى سوريا. 

الخلاصة: تقف سوريا الآن فى مفترق طرق بين أنغام فرحة حاضرة، وترانيم مخاوف السقوط والتفتيت المنتظر، وبين «تلك الأنغام وهذه الترانيم» ترقص «اسرائيل» طربًا، فتضرب العمق السورى وتستبيح أراضيه وتدمر قواته ومقدراته لشل حركته اليوم وغدًا وبعد غد، ونكتفى نحن العرب أصحاب المصلحة الأولى فى استقرار«سوريا» ودعمه ووحدته، بمقعد المتفرج خلف كواليس الأحداث، لا تفارقنا كلمات التنديد والشجب والاستنكار والدعوات عن بعد!

 حفظ الله مصر من كل سوء. 

 

[email protected]

مقالات مشابهة

  • توسع إسرائيل وعقوبات سوريا وصفقة إيران| تحركات سريعة في خريطة الشرق الأوسط.. وخبير يكشفها
  • واشنطن ..طرفا الصراع في غزة يقتربان من اتفاق لوقف النار
  • سوريا.. فرحة حاضرة وتفتيت منتظر
  • خبير شؤون استيطان: إسرائيل تخشى تصعيد حزب الله من سوريا
  • خبير شؤون استيطان: إسرائيل تخشى من تصعيد حزب الله في سوريا
  • أبو لحية: إسرائيل تواصل خرق الاتفاقيات الدولية ومخاوف من تجدد الصراع مع حزب الله
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • كيف تبرر إيران تخليها عن سوريا؟
  • ميقاتي يتحدث من روما عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والوضع في سوريا والشرق الأوسط
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يعلق على الأحداث السورية