بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تبرز في الأفق نقاشات حول مستقبل المنطقة. لكن من منظور مختلف يثير القلق، فقد بدأت حركات استيطانية إسرائيلية، كانت منذ فترة طويلة على الهامش، في تحريك الأوضاع لفتح باب الحجز للعائلات الإسرائيلية الراغبة في الانتقال إلى غزة.

وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، عبّر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون لئيل عن قلقه بشأن هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الاستيطان في غزة سيعقد الموقف الدولي لإسرائيل، التي تواجه بالفعل انتقادات متزايدة من دول مثل فرنسا، كما يضع المزيد من الضغوط على الموقف الإسرائيلي في المحافل الدولية.

وشهدت منطقة كيبتوس "بيئري" قرب قطاع غزة مؤتمرا بعنوان "الاستعداد للاستيطان في غزة"، حضره عدد من الوزراء الإسرائيليين، رغم تصنيف الجيش للمنطقة "منطقة عسكرية مغلقة".

وعبر وزير الاتصالات السابق، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، أيوب قرا، في مقابلة مع "الحرة" عن استيائه من هذه التطورات، رغم تشديده على أنه كان من المعارضين الرئيسيين للانسحاب الإسرائيلي من غزة في 2005.

وكان قد تم إخلاء المستوطنات اليهودية من غزة بالقوة في عام 2005، وهو ما أثار مشاعر الاستياء تجاه الدولة بين العديد من المستوطنين الذين يسعون الآن للعودة، وفقا لأسوشيتد برس.

وأشار قرا إلى أن "الهدف الوحيد اليوم هو الانتصار في الحرب"، وأن أي تحركات سياسية أخرى قد تعرقل صورة إسرائيل في العالم.

وقال قرا: "يجب أن نفكر بصورة براغماتية، فالعالم قد أخذ موقفا منا بسبب الحرب. بعد الانتصار، يمكننا التفكير في الأمور الأخرى، لكننا لا يمكن أن نقبل باستمرار الاستيطان في غزة".

لئيل أكد أن هذه الجهود ليست مدعومة من الجيش الإسرائيلي أو المؤسسة الأمنية، "بل هي نتيجة لضغوط من اليمين المتطرف، ممثلا في وزراء مثل بن غفير وسموتريتش، الذين يعقدون الوضع".

وقال: "صحيح أنهم لا يتمتعون بالأغلبية في الحكومة ولكننا رأيناهم هذا العام يديرون الأمور وحتى نتانياهو يعتمد كلية عليهم، وبسببهم لم نصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المختطفين في غزة".

وأضاف: "بدأت البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية قبل سنوات نتيجة لضغوط من العناصر اليمينة الدينية التي استسلمت لهم الحكومة. الموقف في الضفة الغربية الآن يمنع السلام بيننا وبين الفلسطينيين ويمنع حل الدولتين".

وشدد لئيل على أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تكون "حذرة جدا بشأن كل حركة حتى لو كانت رمزية، حتى لو كانت قراءة التوراة أو بناء مبنى أو ترك المدنيين في القواعد العسكرية". واعتبر أن "كل هذه الخطوات خطيرة ويجب أن تتوقف فورا".

مستقبل غزة

ووفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية فقد سجلت 700 عائلة حتى الآن في ست مستوطنات محتملة في قطاع غزة وفق ما أعلنته حركة "نَحَالا" الاستطيانية.

"تحضير العودة".. مئات المتشددين الإسرائيليين يجتمعون لبحث الاستيطان في غزة شارك مئات الإسرائيليين من التيار اليميني والقوميين المتشددين، الاثنين، في مؤتمر حول إعادة إنشاء مستوطنات في قطاع غزة.

الحركة الاستيطانية الإسرائيلية قالت إنها ستعمل على حجز كافةِ المناطق التي أخلاها الجيشُ الإسرائيلي من سكانها خلال عملياتِه العسكرية في قطاع غزة، وستتأكد من تحويلِها لمجتمعاتٍ يهودية تسكنها عائلاتٌ إسرائيلية بعد بناء مستوطنات.

يعتقد لئيل أن حكومة نتانياهو لديها رؤية بأن إسرائيل ستبقى في غزة إلى الأبد، رغم أن هذا الموضوع موضع جدل.

وقال: "تسعى الحكومة إلى البقاء هناك عسكريا على الأقل، ومحاولة العثور على طرف يدير الشؤون المدنية".

ويرى أن هذا المسعى خطأ، مشدداً على ضرورة العمل بجدية للعثور على بديل لإسرائيل في إدارة غزة، مثل السلطة الفلسطينية بمساعدة المجتمع الدولي.

لكن قرا يرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد البقاء في غزة، وأن الهجوم الأخير من قبل حماس كان السبب وراء دخول إسرائيل للمنطقة.

وأضاف قرا: "كيف يمكن أن يكون هناك استقرار وبدون إرهاب؟ يجب أن نفكر في قيادة غزة وتوجيهها نحو مستقبل أكثر أمانا".

واعتبر أن "كل الأقاويل أن هناك 700 عائلة سجلت لتحجز أماكن في قطاع غزة، كلها أحاديث إعلامية وإسرائيلية".

الموقف الأميركي

بالتزامن مع زيارته الحالية للشرق الأوسط، أعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، أشار لئيل في مقابلته مع "الحرة" إلى تجاهل الحكومة الإسرائيلية للموقف الأميركي والدولي بشأن الاستيطان، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تؤيد توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وأن هذا التجاهل قد يقود إلى عواقب وخيمة.

خلال زيارته للشرق الأوسط.. بلينكن يؤكد رفض واشنطن إعادة الاستيطان في غزة في ختام زيارته لإسرائيل أعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التأكيد على موقف الولايات المتحدة الرافض للدعوات الإسرائيلية لإعادة بناء وحدات استيطانية في قطاع غزة.

وأبدى قلقه من أن نتانياهو يستمع ويساعد المستوطنين، معتقداً أنهم سيساهمون في استمرار بقاء المدنيين الإسرائيليين هناك.

وأضاف أنه بعد الانتخابات الأميركية، ومزيد من الضغوط من محكمة العدل الدولية، سيتضح أن المجتمع الدولي لن يسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاستیطان فی غزة فی قطاع غزة أن هذا

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار واشنطن بسريان تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

رحبت وزارة الخارجية اليمنية، بقرار وزارة الخارجية الأمريكية، بشأن دخول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) حيز النفاذ بموجب الأمر التنفيذي 14175 الصادر عن الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الاميركية.

 

وقالت الوزارة في بيان لها، إن هذا القرار يمثل خطوة هامه لمواجهة التهديدات التي تشكلها هذه جماعة الحوثي، والتي استهدفت أفعالها المدنيين والبنية التحتية في اليمن والدول المجاورة، وكذا استهدافها للسفن التجارية في البحر الأحمر في تهديد مستمر لأمن وسلامة الملاحة وطرق التجارة الدولية".

 

واكد البيان، دعم الحكومة اليمنية الكامل لهذا التصنيف، معتبراً القرار أداة فعالة للحد من الدعم المادي والمالي لهذه الجماعة، وفقا لوكالة سبأ الحكومية.

 

ودعا البيان، المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات مماثلة لتجفيف مصادر تمويل الحوثيين، وتسليحهم وتعزيز الجهود الرامية لاستعادة الاستقرار وإحلال السلام في اليمن.

 

وأشار الى إن اليمن عانت طويلاً من ويلات الحرب والتدخل الإيراني عبر هذه الجماعة، وأن الحكومة ترى في هذا القرار تعزيزاً للشراكة مع الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة الإرهاب، وتأمل أن يُسهم في قطع الطريق أمام الأنشطة التي تهدد أمن مواطنيها، والمنطقة، والتجارة البحرية العالمية.

 

وأكدت البيان، استعداد الحكومة التعاون الكامل مع الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ هذا القرار بما يخدم مصالح الشعب اليمني ويعزز السلام والأمن في المنطقة. 

 

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، بدء سريان تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"، تنفيذا لأحد وعود الرئيس دونالد ترامب.

 

وقالت الخارجية الأميركية، في بيان لها إن "أنشطة الحوثيين تشكل تهديدا لأمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تعرض سلامة أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية للخطر"، وفقًا للأمر التنفيذي 14175 الصادر عن الرئيس ترامب.

 

وأضاف البيان، أن الحوثيين نفذوا منذ عام 2023 مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، بالإضافة إلى استهدافهم القوات الأميركية التي تدافع عن حرية الملاحة والشركاء الإقليميين.

 

وأشار البيان، إلى أن الحوثيين استثنوا من هجماتهم السفن التي ترفع العلم الصيني، بينما استهدفت السفن الأميركية والحليفة.

 

ولفت البيان إلى أن واشنطن لن تتسامح مع أي دولة تتعامل "مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين تحت غطاء الأنشطة التجارية المشروعة".

 

وأكد البيان، أن هذه الخطوة "تعكس التزام إدارة ترامب بحماية المصالح الأمنية الأمريكية وسلامة المواطنين، كما تساهم في الحد من الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية".

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قرر، في 22 يناير/كانون الثاني، إدراج جماعة أنصار الله "الحوثيين" على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية

 

مقالات مشابهة

  • السعودية تجدد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ولكل مشاريع الاستيطان
  • الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار واشنطن بسريان تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • الحوثيون يعلنون استعدادهم لاستئناف العمليات العسكرية ضد "الخروقات الإسرائيلية" في غزة
  • وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي: واشنطن ملتزمة بالكامل بأمن إسرائيل
  • عاجل | القناة الـ12 الإسرائيلية: الحكومة حددت مهلة حتى نهاية الأسبوع المقبل للإفراج عن المختطفين قبل العودة للقتال
  • قطر تدين قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • التنسيقية تدين قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الحكومة الفلسطينية تحذّر من مجاعة في قطاع غزة بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة المعابر
  • تصاعد التوتر في الكونغو الديمقراطية وسط تحركات إقليمية لمواجهة متمردي أم 23
  • مصر تدين قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة