أيمن حسين: هل هو الأمل المنتظر أم مجرد ضحية لغياب البدائل؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أكتوبر 24, 2024آخر تحديث: أكتوبر 24, 2024
المستقلة/- يثير المهاجم العراقي أيمن حسين جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية بعد اقترابه من دخول قائمة كبار هدافي المنتخب الوطني العراقي.
وبينما يعتبر البعض أن حسين يستحق هذا المجد بفضل أهدافه الحاسمة، يرى آخرون أن تألقه يعكس ضعف المنافسة الهجومية في المنتخب الحالي، وسط غياب هدافين آخرين يمكنهم تهديد مكانته.
بعد تخطيه أسطورة الكرة العراقية فلاح حسن، يقترب أيمن حسين من المركز الرابع في قائمة هدافي العراق الدوليين. ومع تسجيله 30 هدفاً في 79 مباراة، يحتاج فقط إلى ستة أهداف ليتفوق على الراحل علي كاظم. ومع ذلك، هناك انتقادات بأن هيمنة حسين على خط الهجوم جاءت نتيجة ضعف الأسماء المنافسة في الفترة الحالية، خاصة مع تراجع مستوى لاعبين مثل مهند علي.
هل يكرّس حسين الفردية على حساب اللعب الجماعي؟أداء حسين مع المنتخب الوطني يُظهر اعتماده الكبير على التسجيل الفردي، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى تأثير أسلوبه على تماسك الأداء الجماعي للمنتخب. وبينما يرى البعض أن حسين أصبح الحل الوحيد في ظل غياب مهاجمين فعّالين، يعتبر آخرون أن التركيز على لاعب واحد قد يهدد التنوع في خطط المدرب خيسوس كاساس.
دعم الحشد الإعلامي والجماهيري: سلاح ذو حدينيلقى أيمن حسين دعماً كبيراً من الإعلام والجماهير، مما ساعده في استعادة مستواه في مناسبات مثل خليجي 25 وكأس أمم آسيا. ومع ذلك، هناك من يحذر من أن هذا الدعم قد يُنتج ضغوطاً غير مبررة على اللاعب، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة أمام الأردن وعُمان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
هل يصبح حسين أسطورة؟ أم ضحية للظروف؟بالنظر إلى تقدّم العراق في تصنيف المنتخبات وزيادة فرص التأهل إلى مونديال 2026، فإن حسين أمام فرصة تاريخية لتحقيق أرقام غير مسبوقة. لكن يبقى السؤال: هل سيظل حسين في قمة عطائه وسط الضغوط والتحديات، أم سيكون ضحية غياب البدائل والاعتماد المفرط عليه؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: أیمن حسین
إقرأ أيضاً:
الحاخام مناحيم مندل شنيرسون الأب الروحي لنتنياهو والمسيح المنتظر لأتباعه
مناحيم مندل شنيرسون -ويعرف بين أتباعه بـ"لوبافيتش ريبي" (ريبي تعني الحاخام)-، هو حاخام يهودي أرثوذكسي روسي أميركي ومن الشخصيات البارزة في الحركة الحسيدية والدراسات القبالية اليهودية، والزعيم السابع لحركة "حبد لوبافيتش"، أكبر منظمة يهودية في العالم، واستطاع تحويلها من مجرد مجموعة حسيدية كانت على وشك الاندثار إلى شبكة دينية دولية.
له أتباع يزيدون عن مليون شخص، ويعتبره كثيرون "الأب الروحي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه ينتقد إسرائيل وينتقد "زيادة العلمانية" فيها.
ولا يؤيد جميع اليهود شنيرسون، فله أعداء وخصوم ومخالفين له، فقد صرح الحاخام اليهودي إليعازر شاخ زعيم حزب "ديجيل هاتوراه" بأن "شنيريون مجنون وغير طبيعي، وهو المسيح الدجال" كما هدد بطرده من "الحيريم".
المولد والنشأةولد مناحيم مندل شنيرسون يوم 18 أبريل/نيسان 1902 في نيكولايف جنوب أوكرانيا، وهو الحفيد الخامس للحاخام الثالث لحركة "حبد لوبافيتش".
والده إسحاق شنيرسون كان كبير الحاخامات في مدينة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، وأحد علماء التلمود وخبيرا في القبّالة (التصوف اليهودي)، وكانت والدته أيضا حاخامة ومن عائلة حاخامات معروفة.
بدأ بدراسة التوراة في مرحلة مبكرة، وتفوق على أقرانه بمستوى معرفته، فقرر ترك المدرسة واستكمال تعليمه في المنزل على يد معلمين خصوصيين.
سرعان ما أكمل شنيرسون دراسته لوحده تحت إشراف والده، وحينما وصل سن التكليف (13 سنة) في المعتقدات اليهودية، اعتبر من النابغين في علم التلمود، حتى بات رأيه معتبرا بين الحاخامت الأكبر منه سنا.
تزوج في ديسمبر/كانون الأول 1929 في العاصمة البولندية وارسو، من حايا موشيكا، الابنة الثانية لزعيم حركة حبد يوسف، إسحق شنيرسون، الذي ورّثه رئاسة الحركة.
مناحيم مندل شنيرسون (يسار) مع مستشار له عام 1993 (غيتي) الدراسة والتكوين العلميدرس شنيرسون اللغتين الفرنسية والروسية، إضافة إلى إتقانه لغات أخرى، وتعلم أيضا العلوم الطبيعية والفيزياء، وعرف بتفوقه في الرياضيات، وكان له اطلاع عميق بالتورارة والتلمود والقبّالة.
وتلقى تعليمه في الفلسفة والرياضيات بألمانيا، التي هاجر إليها عقب زواجه، بعدها هرب من النازية الألمانية واتجه إلى فرنسا وهناك التحق بجامعة السوربون لدراسة الفلسفة عام 1933، كما درس الهندسة الكهربائية، مما خوله العمل في البحرية الأميركية عقب هجرته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
فكرهيؤمن شنيرسون بحق إسرائيل في ما يسميه "أرض الميعاد"، من وادي الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، ويعارض أي تنازل عنها، في المقابل ينتقدها وينتقد زيادة العلمنة فيها، خاصة في المجال التعليمي، حتى صنفها جزءا من المنفى.
ويرى أن اليهودي من تهود حسب الشريعة اليهودية، أي على يد حاخام أرثوذكسي. ولا تنتهج جماعته التبشير، لأنه يخالف عقيدتها، إنما تنتشر بين اليهود وحسب، وله دعاة في كل بقاع أميركا حيث تنتشر الجماعات اليهودية.
يرفض شنيرسون أي حوار مع الأديان الأخرى، ويراه أتباعه "الماشيح" (المسيح) المخلص، فقد رفض زيارة إسرائيل إلّا حين "الخلاص"، وكان أعطى أمرا ببناء منزل له في "كفر حباد" قرب تل أبيب، وباتت جماعته تردد "نريد المسيح الآن" وتضيف إليها كلمة "ممش" التي تشير إلى الأحرف الأولى من اسمه.
وحفاظا على الهوية اليهودية، عمل على ربط أواصرها وفق المعتقد التلمودي الذي يقول "كل الإسرائيليين ضامنون لبعضهم البعض" وتعرف هذه العبارة برؤية "بعل شيم توف".
وأسس شنيرسون عام 1953 منظمة "نساء لوبافيتش" لتعليم التوراة للنساء اليهوديات، فهو كان ممن يرفض حرمانهن تعلّم الشرائع اليهودية، وحتى الجانب الصوفي منها، لإيمانه بدورهن بشكل مساو أو حتى أكثر أهمية من دور الرجل.
وكان الحاخام يؤمن بأهمية التعليم الديني لأبناء عقيدته، فابتكر المدارس اليهودية، وشجع الالتحاق بها، لإيمانه بأن مستقبل مجتمعه يكمن في جودة التعليم اليهودي الذي يتلقاه الطلاب في المدارس.
ومن الآراء التي تروج لها حركته رفض فكرة "الأرض مقابل السلام"، كما تدعو إلى ترحيل وقتل العرب، وطالبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بضم الأراضي الفلسطينية والجولان كاملا بعد النكسة عام 1967، معتبرة ذلك أمرا مقدسا لا يقل أهمية عن انتظار ظهور المسيح.
وحسبما ذكر في كتاب "هَتانيا" (الكتاب الأصولي الأشهر للحركة) فإن "غير اليهود كلهم مخلوقات شيطانية ليس بداخلها أي شيء جيد على الإطلاق"، كما أن ينص الكتاب على أن "على اليهود الخروج من بلاد الأغيار المدنّسة، والاستيطان في أرض فلسطين المقدّسة".
وكان شنيرسون قد أفتى سابقا بحرمة التّنازل عن شبر واحد من "أرض إسرائيل"، ورفع من قيمة الأرض على حساب قيم المساواة والحرية، حتى قال "لا يجوز ترك الأرض في حال كان الجسد اليهودي مهددا بحياته".
تأثير شنيرسون على سياسات إسرائيلوكانت الحركة مقربة من اليمين الإسرائيلي منذ قيام إسرائيل، حتى إنها دعمت حملة نتنياهو عام 1996 على الرغم من ادعائها التركيز على الجانب التعليمي، وروجت لمناهضة العرب.
ويعزى سبب إصرار نتنياهو على إبادة قطاع غزة بشنه حربا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى تمسكه "بنبوءة" أخبره بها شنيرسون، مفادها أنه هو من "سيسلم مفاتيح أرض الميعاد للمسيح"، مما حرضه على توسيع رقعة الحرب وإبادة سكان القطاع.
ودون انخراط واضح في السياسة، كانت مكالمة واحدة من شنيرسون كافية لتغيير سياسات الحكومة الإسرائيلية، منها عندما عطل محاولة زعيم المعارضة شمعون بيريز، أواخر مارس/آذار 1990 تشكيل أغلبية جديدة في الكنيست الإسرائيلي بعد وقت قصير من سقوط حكومة رئيس الوزراء إسحاق شامير.
وناهض شنيرسون اليسار الإسرائيلي معتبرا أن "مقايضة الأرض مقابل السلام مخالف للقانون اليهودي"، ما كان كفيلا بإسقاط حزب العمل حينئذ.
آراؤه المصرة على التمسك بـ"أرض الميعاد" أثارت حفيظة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وفسرها الحاخام ديفيد ليبر، رئيس الجامعة اليهودية في لوس أنجلوس، المرتبطة بالمحافظين، بأنها محاولة لتقاسم النفوذ داخل إسرائيل.
شنيرسون مع يهود أرثوذكس حسيديين في مقر حركة "حبد لوبافيتش" ببروكلين في نيويورك عام 1986 (غيتي) التجربة الدينيةيقول شنيرسون إنه عاصر الفترة التي تعرض فيها اليهود لاضطهادات في أوروبا وروسيا أيام حكم القيصر والسوفيات والمرحلة التي تلت سقوط الإمبراطورية الروسية عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، فهاجر مع عائلته إلى روسيا حيث "واجه اليهود معاداة السامية وتعرضوا للاعتقال لأدنى الأسباب".
كان لوالده دور في دفع فديات لإخراج المعتقلين اليهود من السجون، وفتح أبواب منزله لاستقبال اللاجئين منهم من أوروبا، وقابل زعيم حركة لوبافيتش يوسف إسحق شنيرسون عام 1923، وكان هذا الأخير يقود حركة ليحافظ على بقاء اليهودية في الاتحاد السوفياتي الذي أغلق المدارس والمعابد اليهودية.
بدأ شنيرسون العمل مع زعيم حركة لوبافيتش بسرية، وأنشآ مدارس وميكفاهات (أحواض مائية طقسية تستعمل من أجل الاستحمام التعبدي عند اليهود)، ووفرا الطعام الحلال "الكوشر" وفق الشريعة اليهودية، وقدما دعما ماليا لليهود، ونشرا رسلا للحركة في جميع أنحاء روسيا.
النشاط السري وتحركات يوسف إسحاق حكما عليه بالاعتقال عام 1927 فزجّت به السلطات السوفياتية في السجن، وأصدرت أمرا بإعدامه، فتولى حينئذ شنيرسون زعامة الحركة، وضغط على الحكومة السوفياتية لإلغاء حكم الإعدام بحق الزعيم السابق، وطالبها السماح له بالمغادرة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
عام 1929 تزوج شنيرسون من ابنة زعيم الحركة السابق، ثم انتقل معها إلى برلين في ألمانيا، وهناك التحق بالجامعة، لكن صعود النازية أجبرتهما على الانتقال إلى باريس، وهناك واصل دراسته في جامعة السوربون وتخرج منها عام 1938.
دفعت أوضاع أوروبا غير المستقرة في تلك الفترة شنيرسون إلى التنقل من مدينة إلى أخرى، فبعد احتلال الجيش الألماني باريس عام 1941 انتقل إلى فيشي، ومن هناك إلى ليس ثم لشبونة، وفي تلك الفترة، أطلق سراح الحاخام السابق، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية وقدم طلبا لاستقدام ابنته وزوجها، وهكذا انتهت رحلة الزوجين في أميركا.
حاخامات من مختلف أنحاء العالم من حركة لوبافيتش أثناء زيارة لقبر زعيم الحركة عام 2010 (الأوروبية) زعامة حركة "حبد لوبافيتش"فور وصول شنيرسون إلى الولايات المتحدة الأميركية، عينه زعيم حركة "حبد لوبافيتش" رئيسا لقسم التعليم والخدمات الاجتماعية، وبدأ يعده لخلافته، وأطلعه على مخطوطات سرية كتبها زعماء الحركة السابقين ولم تكشف مضامينها لأتباعهم. وبدأ ينشر أعماله وملاحظاته حول الحسيدية والقبالية وعلى التوراة.
توفي الحاخام يوسف إسحاق في يناير/كانون الثاني 1950، فخَلفه شنيرسون في يناير/كانون الثاني 1951، وباتت مئات المعاهد التربوية تحت تحكمه، وصار مرشدا ومكتبه مَقْصَدا لليهود لاستشارته في حلول لمشاكلهم الشخصية، أو لتلك القضايا العامة التي تواجه الجماعات اليهودية في العالم أو في إسرائيل.
وخلال 40 عاما من قيادة الحركة، أرسل شنيرسون مبعوثين إلى جميع القارات، بهدف احتضان "جميع اليهود باختلاف أصولهم وأفكارهم"، ونشر التعاليم اليهودية في الجماعات اليهودية المتشتتة، وكان من دعاة رفض الانعزال الديني.
بدأ تأثير الحاخام اليهودي يتسع في أرجاء العالم في ثمانينيات القرن العشرين، مستفيدا من معارفه الدينية ودراساته العلمية وعلاقاته العالمية، حتى صارت تتوافد إليه شخصيات بارزة وساسة ورجال دين يهود وغير يهود، طلبا للمشورة والنصح، ويمرون بكنيسه المعروف بـ"770" في بلدة إيست بافرك بولاية فيرجينيا الأميركية.
استطاع الحاخام إطلاق حملات عدة بين المجتمعات اليهودية ليشجع على إقامة الطقوس اليهودية، مثل حملة "الميتزفاه لمحاولة" الالتزام بالأوامر والتعاليم الدينية من سلوكيات وتقاليد، و"حملة التفلين" لارتداء الصناديق الصغيرة التي تحوي نصوصا دينية تربط على الذراع أو الجبهة أثناء الصلاة.
و"حملة الميتزوفوت"، التي تشجع على عدد من الممارسات اليهودية، مثل وضع "الميزوزا" -وهي لفافة من ورق فيها نصوص دينية- تعلق على أبواب المنازل وإشعال الشموع يوم السبت.
يقع المقر الرئيسي لحركة لوبافيتش في بروكلين بولاية نيويورك وتتبع لها أكثر من 3500 مؤسسة في أكثر من 85 دولة، منها في جنوب أفريقيا وأميركا الجنوبية وروسيا وأستراليا وآسيا والمملكة المتحدة وأجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.
الحاخام ورؤساء أميركافي الأول من مارس/آذار 1961 أصدر الرئيس الأميركي جون كينيدي أمرا بإنشاء فيلق السلام، لإرسال متطوعين أميركيين حول العالم لمساعدة الدول النامية.
قال شنييرسون في اليوم التالي إن الإعلان كان بمثابة "إشارة إلهية له" عبر الرئيس كينيدي، لحث أتباعه على مغادرة بروكلين، فأعلن إطلاق حملة "الشلوخيم" لإرسال مبعوثين له حول العالم لتقديم الدعم لليهود المحتاجين، خاصة في الأماكن التي كانت تفتقر إلى مدارس ومعابد يهودية.
لم تتوقف تلك العلاقة بين الحاخام اليهودي والرؤساء الأميركيين من حينها، إنما استمرت مع تعاقب الرؤساء على الحكم، فقد أرسل شنييرسون رسالة شكر للرئيس ليندون جونسون عام 1964 لتدخله شخصيا من أجل تلبية احتياجات الموظفين اليهود في قاعدة "ثول" الجوية في عيد يوم كيبور (عيد الغفران).
وكتب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى شنييرسون يعبّر له عن تقديره بالحاخام لالتزامه بتعليم دينه، ما اعتبره مصدر إلهام للمجتمع اليهودي والمواطنين الأميركيين جميعا.
كما كتب الرئيس الأميركي جيرالد فورد عام 1975 أن جهود شنييرسون في مجال التعليم "أسهمت في بعث الراحة والشجاعة لكثير من المواطنين الأميركيين".
وأعلن شنيرسون السنة العبرية 5738 (توافق 1977-1978) "سنة التعليم"، وطلب من الكونغرس الأميركي تحديد "يوم التعليم" في التقويم الأميركي، فاستجاب له مجلس النواب الأميركي وأعلن عام 1977 "عام التعليم الوطني".
وفي العام التالي، وافق الكونغرس على المقترح، وأعلن تحديد "يوم التعليم" في الولايات المتحدة الأميركية، ووقع الرئيس الأميركي جيمي كارتر على القرار لجعله تقليدا سنويا في البلاد.
كما أعلن الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذكرى الثماين لميلاد الحاخام شنيرسون يوما للـ"التأمل الوطني"، وأعطاه لفافة شرف وقع عليها هو ونائبه وأعضاء الكونغرس حينها.
وعقب وفاة شنيرسون، أصدر الرئيس بيل كلينتون بيانا وصف فيه الحاخام اليهودي بأنه "رجل عظيم كان له دور بارز في تعزيز الأخلاق لدى الشباب"، ومنحه بعد وفاته ميدالية الكونغرس الذهبية تكريما لإسهاماته.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متأثر بفكر الحاخام شنيرسون (الفرنسية) علاقته بنتنياهووكان نتنياهو قد كرّس سنواته السياسية الأولى في استثمار علاقات أبيه وجدّه في الولايات المتحدة مع الطبقة السياسية، وعلاقات أقاربه التجارية مع أصحاب المال، وأقبل من جهة أخرى على دوائر الحاخام مناحيم شنيرسون، الذي كان قِبلة لقادة إسرائيل واللوبي الصهيوني، وكان يرى إسرائيل رأس حربة للحضارة الغربية.
كانت أول زيارة لنتنياهو للحاخام اليهودي عام 1984 يوم كان سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة، ويذكر حاخام مقرب من نتنياهو كيف أن شنيرسون أولى اهتماما خاصا به أثناء زيارته، وكان هو من شجعه على دخول عالم السياسة.
وقبل عودة نتنياهو لإسرائيل بعث له شنيرسون رسالة يشجعه فيها على العودة إلى الأرض المقدسة، وفي الزيارة الأخيرة عام 1988 تحدث الحاخام إلى نتنياهو في عدة مواضيع، اعتبرها نتنياهو ومن معه أنها نبوءة، ومما قاله له "عليك أن تقاتل 119 عدوا لك.. ليس لديك ما تخشاه، لأن الجميع قد يكونون ضدك، ولكنك على جانب الله".
وعقب فترات طويلة من هذه الزيارات للحاخام الروسي، ردد نتنياهو "وصية ونبوءة الحاخام له" في قاعة الأمم المتحدة عام 2009، وقال له فيها "سوف تخدم في بيت من الظلام، ولكن تذكر أن أشد الأماكن ظلمة تُرى فيها الشمعة الواحدة بوضوح".
وتذرع نتنياهو بمبادئ شنيرسون الثلاثة، حول "محبة إسرائيل والدفاع عن أرضها ومكافحة الأكاذيب" لإعلان الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلى قطاع غزة.
أتباع شنيرسون يحملون نعشه من مقر الحركة في حي بروكلين بنيويورك لدفنه في 12 يونيو/حزيران 1994 (رويترز) الوفاةتوفي الحاخام السابع لحركة "حبد لوبافيتش" في يونيو/حزيران 1994، بعد أن تعرض لجلطة دماغية قبلها بعامين، أدت إلى شلل جانبه الأيمن، وفقده القدرة على الكلام.
وحين وفاته قدم ممثلو الولايات المتحدة جون لويس وجيري لويس ونيوت غينغريتش مشروع قانون إلى الكونغرس لمنحه ميدالية الكونغرس الذهبية، وتمت الموافقة على المشروع بالإجماع.
وقبل وفاته آمن كثيرون من أتباعه أنه المسيح المنتظر، وما يزال يؤمن كثير منهم أنه لم يمت، أو أنه سيبعث من جديد لاستكمال عمله، رغم أن حركته تنفي أنه المسيح.
ولم يخلفه أحد في قيادة الحركة، ومع ذلك حافظت على اتساعها وانتشارها، وصارت الأكثر انفتاحا بين الجماعات اليهودية والأرثوذكسية المتشددة في العصر الحديث، وما تزال تستمر بإرسال مبعوثين لها إلى الجامعات والساحات العامة تشجيعا لليهود على الالتزام بتعاليم دينهم.
وكان شنيرسون قبل وفاته قد أمر أتباعه بتوسيع أقدس موقع لديهم تمهيدا لمجيئ المسيح، علما أنه كانت لديه أهداف للتوسع في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، ورأى ذلك "عملا تحضيريا آخر لوصول المسيح".
وتطبيقا لوصيته عمل شباب يهود بشكل مستقل وبسرية على توسيع كنيسه في بروكلين، معتقدين أنه طريقهم للخلاص، وبدأوا بهدم جدران الكنيس في الطابق السفلي وربطها بالمباني المجاورة.
وصل طول النفق قبل اكتشاف السلطات أمره أواخر عام 2023، نحو 60 قدما، وبعد شكاوى ومخاوف من تضرر الهياكل المجاورة للكنيس، اكتشفت السلطات أمره فأغلقته، واعتقلت الشباب الذين تسببوا بأعمال شغب رفضا لإغلاقه.
وحسب التحقيقات، فإن بناء النفق نفذه عدد من شباب الحركة قبل اكتشافه بستة أشهر، ويعتقد أن الواقعة تمت في ظل انقسام ونزاع نشأ منذ عقود بين شباب الحركة وقيادة الكنيس حول من يملك قانونيا الكنيس الذي يبلغ عمره 100 عام.