جلسة حوارية في مؤتمر السكان 2024 تكشف عن استراتيجيات جديدة لتحقيق النمو الشامل
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، جلسة حوارية هامة بعنوان "ما وراء عدم المساواة في الدخل: إعادة معايرة استراتيجيات النمو من أجل أنظمة حماية اجتماعية أقوى وأكثر شمولًا"، وذلك خلال فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية بنسخته الثانية، المنعقدة في الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر 2024 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت شعار "التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام".
تأتي هذه الجلسة ضمن الجهود المبذولة لتعزيز السياسات الهادفة إلى تحقيق توزيع أكثر إنصافًا للموارد، بما يساهم في تقليص الفجوات الاقتصادية وتعزيز العدالة الاجتماعية، كما تسلط الضوء على أهمية إعادة صياغة استراتيجيات النمو لتمكين مختلف شرائح المجتمع من الاستفادة من فرص التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية المتاحة، بما يتسق مع أهداف رؤية مصر 2030.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن إعادة تقييم استراتيجيات النمو تسهم في تعزيز التنمية البشرية وتساعد في تحديد القيود التي تعوق أنظمة الحماية الاجتماعية، مشيرا إلى أن الجلسة ناقشت كيفية الربط بين بيانات عدم المساواة والحماية الاجتماعية بأساليب مبتكرة.
في كلمتها، أعربت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن تقديرها للمشاركة في هذه الجلسة التي تتزامن مع مرور 30 عامًا على مؤتمر القاهرة الدولي لعام 1994، وأشارت إلى أن المؤتمر الحالي يضم نخبة من صناع القرار وقادة المنظمات الدولية، ليكون بمثابة خطوة بارزة أخرى في مجالات السكان والصحة والتنمية البشرية.
وأكدت أن مصر أدركت أهمية الربط بين التقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، حيث تركز مبادرات الحكومة على توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، مما يساعد في تمكين الأفراد من كسر دائرة الفقر.
وقالت إن الدستور المصري ورؤية مصر 2030 قد أوليا اهتمامًا خاصًا بالتنمية البشرية، وتم تكليف نائب لرئيس الوزراء لأول مرة لمتابعة هذا الملف.
وأضافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق ثلاثة برامج تنموية رئيسية، وهي مبادرة "حياة كريمة"، البرنامج القومي لتنمية الأسرة، ومبادرة "بداية" للتنمية البشرية، والتي تهدف جميعها إلى تحسين نوعية الحياة وتطوير البنية التحتية.
وأكدت الوزيرة أن وزارة التضامن الاجتماعي تتمتع بمنهجية استهداف قوية للفئات الأكثر احتياجا، مثل برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة"، وله تدخلات حماية اجتماعية محورية مصممة لدعم الفئات السكانية الأكثر احتياجا، من خلال تقديم المساعدة المالية مع تعزيز التنمية البشرية في نفس الوقت، حيث يستهدف برنامج تكافل، الأسر التي لديها أطفال دون سن 18 عامًا، ويقدم تحويلات نقدية مشروطة لتحفيز السلوكيات التي تساهم في الرفاهية على المدى الطويل، ويجب على المستفيدين تلبية شروط محددة، مثل ضمان ذهاب أطفالهم إلى المدرسة وتلقي الفحوصات الصحية المنتظمة، وتعزيز ثقافة التعليم والوعي الصحي والرفاهية؛ كل ذلك يمثل جوهر التنمية البشرية.
من جهته، شدد الدكتور عادل عبد اللطيف، خبير التنمية البشرية والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على أهمية إعادة النظر في استراتيجيات النمو من أجل تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية، وأكد على أن هذه الأنظمة تمثل حقًا لكل فرد وفقًا لرؤية مصر 2030.
فيما أكدت الدكتورة إيمان حلمي، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي، أن تفعيل النمو الشامل يضمن الاستثمار في رأس المال البشري ويعزز من قدرات الأفراد الإنتاجية، مشيرة إلى أن تمكين النمو الاقتصادي هو السبيل لتحقيق فرص عمل جديدة.
وأخيرًا، أشار الدكتور فيكادو تيريف، أخصائي برامج النمو الشامل والتنمية المستدامة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى التحديات التي تواجه تنفيذ هذه الاستراتيجيات، ومنها القيود المالية ونقص القدرات المؤسسية، ما يعزز الحاجة إلى نهج استباقي في الحماية الاجتماعية وضمان التمويل اللازم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة عدم المساواة إستراتيجيات الرئيس عبدالفتاح السيسي التنمية البشرية الحمایة الاجتماعیة التنمیة البشریة
إقرأ أيضاً:
«الحب والحرب في عيون الأطفال».. جلسة حوارية بمعرض الكتاب 2025
شهدت قاعة العرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، جلسة حوارية لمناقشة كتاب «الحب والحرب في عيون الأطفال»، تأليف محمود عرفات، الذي أصدره المركز القومي للترجمة، وترجمته الدكتورة ندى حجازي إلى اللغة الإنجليزية، بينما ترجمته الدكتورة بشاير علام إلى اللغة الفرنسية، وأدار الجلسة الدكتور أحمد علي منصور.
تركزت الجلسة على التأثير النفسي والاجتماعي للحرب على الأطفال، وكيف يعكس الكتاب هذه التجارب من خلال قصص واقعية، مع تسليط الضوء على تأثير الحب والحرب على الأجيال الشابة.
في البداية، أشار الدكتور أحمد علي منصور إلى أن معرض الكتاب يعد نقطة التقاء مهمة للعلماء والباحثين. كما قدم منصور شكره للدكتورة كرمة سامي، مدير المركز القومي للترجمة، على مبادرتها في طبع هذا الكتاب القيّم.
ندوة كتاب «الحب والحرب في عيون الأطفال»وأضاف أن الدكتورة كرمة سامي قرأت بعض الأجزاء من الكتاب التي نشرها الكاتب في جريدة "القاهرة"، وسعت إلى طباعة الكتاب بالكامل. وأكد منصور أن الإبداع المصري يحتاج إلى الترجمة، مشيرًا إلى أن هناك ثروة عربية كبيرة بحاجة للترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى لنشرها عالميًا.
كما ذكر أن رواية «سرابيوم»، التي أصدرها الكاتب محمود عرفات عام 2005، استغرقت منه عشر سنوات لكتابتها، وأنه كتبها بعد أربعين عامًا من الحرب، معبرًا عن صوت الطفل «متولي» الذي نشأ مع معاهدة السلام.
وأشاد منصور بجرأة الكاتب في تناول أدب الحرب من منظور الطفل، مؤكدًا أن الدكتورة بشاير علام والدكتورة ندى حجازي قد قاما بترجمة الكتاب في وقت قياسي.
من جانبه، قال الكاتب محمود عرفات، مؤلف الكتاب، إن تجربة الحرب كانت هي التجربة الكبرى في حياته، مما انعكس على كل تصرفاته واختياراته. وأضاف أن أحداث الحرب ومعاركها تسربت إلى جميع أعماله الأدبية.
وأوضح عرفات أنه عندما كتب روايته الأولى «مقام الصبا»، تناول فيها فصلين عن الحرب بشكل غير متعمد، وعاد إلى هذا الموضوع بشكل متعمد في روايته «سرابيوم».
وذكر أنه في «مقام الصبا» كتب فصلين عن تجربته كطالب في الجامعة عام 1969، عندما تم تجنيده في الجيش، وتعرض لخطر الموت، وعاش مع الجنود في معسكرات الإسماعيلية والسويس، وأوضح عرفات أنه تناول موضوع الحرب بشكل أعمق في الفصل الثاني من «مقام الصبا»، حيث كانت الأفكار تتدفق بشكل تلقائي.
وفي جلسة مناقشة «سرابيوم»، أوضح عرفات أنه جمع قصة حياة طفل صغير هرب من والديه للانضمام إلى الجيش قبل هزيمة 67، حيث شهد أهوال الحرب ورأى التغييرات التي أعقبت الهزيمة. كما شارك في حرب الاستنزاف وتزوج من فتاة تدعى "رئيفة" من "سرابيوم". وبعد تحرير القنطرة، اكتشف أن رئيفة اختطفت، مما أدى إلى فقدانه لعقله.
وتطرق عرفات أيضًا إلى بعض القصص التي رصد فيها مواقف الحرب، مثل قصة "مرآة غائبة" و"انتباه"، التي تضمنت مشاهد قاسية لاستشهاد الأبطال.
وأوضح عرفات أنه كتب «سرابيوم» عن الحرب بناءً على تأثيرها العميق عليه، وأضاف أنه تحدث مع محافظ الإسماعيلية وطلب زيارة المدينة لاسترجاع ذكرياته، مما ساعده في كتابة الرواية بشكل أفضل.
وفي مداخلة للدكتورة كرمة سامي، مدير المركز القومي للترجمة، أوضحت أن المركز كان يركز عادة على الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، لكنهم بدأوا مؤخرًا في الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى.
ندوة كتاب «الحب والحرب في عيون الأطفال»وأضافت أن إصدار هذا الكتاب يعكس سعي المركز لاختيار أعمال مبدعين من مختلف المحافظات. وأشارت إلى أنها قرأت عمل محمود عرفات وأعجبت به، لذا تم ترجمته إلى الإنجليزية والفرنسية في آن واحد، وأكدت أن المترجمتين أنجزتا العمل في فترة قصيرة.
وأوضحت أن الأجزاء التي اختارها الدكتور محمود تتناسب مع جميع أفراد الأسرة، وتمت ترجمته لعدة لغات للوصول إلى أبناء الجاليات العربية الذين يمتنعون عن القراءة باللغة العربية، كما أعلنت أن المركز القومي للترجمة قام بترجمة الكتاب إلى عمل صوتي متاح على الإنترنت، للاستفادة منه عبر القراءة أو الاستماع.
من جانبها، أوضحت الدكتورة بشاير علام أن تجربة ترجمة رواية «سرابيوم» إلى اللغة الفرنسية كانت من أكثر الفترات إمتاعًا لها، نظرًا لسلاسة أسلوب الكاتب وعدم تعقيده.
وأكدت أنها استمتعت بترجمة الكتاب والتفاعل مع أسلوبه، خاصة في وصفه لحالة دموع الطفل ودموع الزوجة، مما جعلها تتفاعل عاطفيًا مع النص لدرجة أنها بكت.
اقرأ أيضاًالأحد المقبل.. ندوة بمعرض الكتاب تناقش كتاب جمال الكشكي الجديد
معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر 4 أعمال جديدة ضمن سلسلة «العبور»
إقبال كثيف على ركن الفتوى بمعرض الكتاب بمشاركة واعظات الأزهر