موقع 24:
2025-03-15@16:19:11 GMT

الإخوان يصبّون الماء على طاحونة نتانياهو

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

الإخوان يصبّون الماء على طاحونة نتانياهو

يتفشى طاعون الدمار الإسرائيلي بسرعة كبيرة في أجساد المدن والبلدات والقرى العربية دون وجود أي بارقة أمل لعلاجه، أو حتى الحصول على هدنة لالتقاط الأنفاس وإخراج الجثث من تحت الركام والصلاة على الموتى وإكرامهم بدفنهم.

وأثناء كتابة هذه السطور يتعرض لبنان الشقيق لقصف رهيب يعيدنا إلى ما كانت تتعرض له فلسطين في ذات الأيام من العام الفائت، نفس القصف الإسرائيلي العنيف الذي لم تضعف أو تنخفض قوّته النارية منذ عام بل تزداد عنفاً ووحشية وعشوائية مع مرور الأيام واستمرار عجلة الحرب في الدوران.


يرتكب الجيش الإسرائيلي الغازي كل المحرّمات ويمارس كل المحظورات القانونية والأممية ويتجاوز كل الخطوط الحمراء غير آبه بكل ردود الأفعال الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، ذاك الجيش الذي كان ينعت من قبل محللي الإخوان وإعلامهم بأنه جيش قصير النفس في الحروب ولا يستطيع خوض الطويلة منها بل يفضّل الحروب الخاطفة وقصيرة الأمد، لأنه يعتمد على الاحتياط في تعداده البشري من أفراد وضباط عسكريين، لكن ما يحدث اليوم برهن العكس وأكد خطأ التقييمات والرهانات التي بثتها الفصائل الإسلامية منذ اليوم الأوّل.
من بالغ الضرورة في الوقت الراهن أن يجلس قياديّو الفصائل الإسلامية على كرسي الاعتراف، ويقرّون بخطاياهم التي لا تغتفر، ويكفون عن ترديد الأكاذيب، فدولة إسرائيل وجيشها أظهرا عكس كلّ ما تفوّه به الإخوان وماكيناتهم الإعلامية وما أوهموا به الشعوب العربية، فجيش الاحتلال يخوض المعارك تلو المعارك على أكثر من جبهة وأكثر من عام، وهو يتقدم عسكرياً على الأرض، ويخسر الكثير من الضحايا العسكريين دون أن ينهار ويتحمل هذه الخسارات على النقيض تماما مما أشيع عنه.
النازحون الإسرائيليون يقطنون أفضل الفنادق، وتتكفّل الحكومة بكل نفقاتهم، وحين يحدث قصف ما ينزل كل الشعب الإسرائيلي إلى الملاجئ المجهزّة للحروب، وأعتقد أنّه يجب الوقوف طويلاً أمام امتلاك إسرائيل للعدد الكافي من الملاجئ التي تستوعب كل الشعب الإسرائيلي، فهي دولة تمتلك كل المقومات والتجهيزات لخوض الحروب وأسست على أنها دولة جاهزة لخوض الحروب، وفي الجانب الآخر تصير الخنادق العسكرية ملاجئ سكنية للقادة الإسلاميين وعائلاتهم فقط، ويستشهد آلاف الفلسطينيين، وينامون في العراء، ويتشردون ويجوعون ويعطشون.
تحدث كل هذه الفظائع المرعبة، والحركات الإسلامية في المنطقة مازالت تردد أنها لم تخسر الحرب وأنها ستقاتل حتى آخر رجل ومبنى سكني ومدرسة تعليمية ومستوصف طبي. بل ويتشدق بعضهم بالحديث عن وحدة الساحات، هذا العنوان الأثير لليمين الإسرائيلي المتطرف، فهو لا يكف عن استخدامه ليثبت به صدق ادعاءاته التي يستعطف بها العالم، أن إسرائيل مهددة بشكل مباشر من قبل الحركات الإسلامية وداعميها في المنطقة وأنها تخوض حرباً وجودية تكون فيها أو لا تكون.
وحدة الساحات، هذا العنوان البرّاق الذي كان وبالاً على الحركات الإسلامية المنبثقة من رحم الإخوان أو من بعض الدول الإقليمية، ولعل إسرائيل أكثر المستفيدين منه بعدما ساق لها عشرات المليارات من الدولارات وحاملات الطائرات وأحدث منظومات الدفاع الجوي من أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة.
اعتادت إسرائيل على خوض حروبها مع كل من حماس وحزب الله بشكل منفرد، دون الاتكاء على الدعم الأمريكي المباشر، لكن ما جرى وحدث في طوفان الأقصى مسّ بشكل مؤذٍ العصب الحساس لإسرائيل وللغرب عموما، ما استدعى الشراكة الأمريكية المباشرة والدعم العسكري والاقتصادي الغربي لإسرائيل في الحرب منذ ساعتها البكر وحتى الآن.
 مما لا ريب فيه أن الإخوان ورعاتهم يصبّون الماء على طاحونة رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتانياهو وأفراد عصابته، فهم أكثر المستفيدين من وحدة الساحات بعدما أطالت حياتهم السياسية وحالت دون انفراط عقد حكومتهم اليمينية المتوحشة، وعززت مزاعم اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يحث الخطى لإعادة بناء المستوطنات في غزّة، استناداً على مبدأ أن المستوطنات تجلب الأمن وتبعد مطلقي الصواريخ عنهم عشرات الكيلومترات.
بعد كل رشقة صاروخية يهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ، ويزداد توحّدهم ويقفزون فوق خلافاتهم بل ويرصّون صفوفهم، موالاة ومعارضة، خلف حكومتهم وخياراتها المجنونة، وبالمقابل تتعرض المناطق التي انطلقت منها الصواريخ لاستهداف شرس يحيلها إلى العصر الحجري ويبيد سكانها، وتتسع الهوة بشكل عميق بين الفصائل الإسلامية والشعب العربي الذي يدفع فاتورة حرب لم يهيأ لها، من دمه ورزقه وحياته التي أضحت جحيماً لا يحتمل.
وفي السياق ذاته صرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن مصر فقدت 6 مليارات دولار من تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر وأنها أكثر المتضررين من التصرفات الحوثية. كما استغل حزب الليكود الهجوم الذي قام به شابان ينتسبان إلى تنظيم الإخوان وأدى إلى مقتلهما دون قتل أي جندي إسرائيلي أسوأ استغلال، وراحوا يتبجحون بأنهم في خطر داهم من جيرانهم الأردنيين.

وهنا يظهر لنا بوضوح موقف تنظيم الإخوان المسلمين وهو يتاجر بالدماء والتضحيات بشكل فج، فالإخوان يراهنون على هذه الحرب لزيادة شعبيتهم وعودتهم إلى الشارع بعدما خسروه في كثير من البلدان العربية، كمصر وسوريا وتونس والكويت والمغرب.

وفي المحصلة نجد أن كل هذه الإعلانات من الحركات الإسلامية لم تعرقل الخطط الإسرائيلية أو توقفها بل سرّعت تطبيقها على الأرض، وأضرّت بالدول العربية.
لا يمكن لعاقل أن يتهم من قام بطوفان الأقصى ومن سانده وأشغل وأشعل الجبهات مع الإسرائيليين بالجبن أو الضعف، بل هو فعلاً يتربع على قمة الشجاعة، لكنه فعل ارتجالي قام على تقديرات مغلوطة ووهمية، وهذا يعيدنا إلى قول المتنبي منذ أكثر من ألف عام “الرأي قبل شجاعة الشجعان”.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ندوة لـ«تريندز» في مجلس اللوردات البريطاني: التصدي للتطرف مفتاح الاستقرار العالمي

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة المملكة المتحدة تشهد خسوفاً قمرياً جزئياً «تريندز» يبحث مع «التايمز» مجالات التعاون البحثي والإعلامي

أكدت ندوة علمية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في مجلس اللوردات البريطاني ضرورة مكافحة التطرف كخطوة أساسية لضمان الأمن والاستقرار على المستويين المحلي والدولي، مشددة على أهمية تصحيح الأيديولوجيات المتطرفة، وتوفير بدائل تعليمية واقتصادية واجتماعية تمنع انتشار الفكر المتشدد، لا سيما بين الشباب، الذين يعدون الفئة الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات المتطرفة.
ودعا المشاركون في الندوة، إلى ضرورة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في بريطانيا، أسوةً ببعض الدول الأوروبية التي اتخذت إجراءات حازمة لمواجهة خطر الجماعات المتطرفة. 
وأكدوا أن هذا التصنيف من شأنه أن يحدّ من أنشطة الجماعة، ويمنعها من الاستفادة من التمويلات العامة أو العمل تحت غطاء المنظمات الخيرية، محذرين من أن التهاون في هذا الملف يؤثر على المجتمعات والاستقرار العالمي.
وأكدت الندوة، أن مواجهة التطرف تحتاج إلى نهج شامل يجمع بين الحلول الأمنية، والفكرية، والتكنولوجية؛ لضمان مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للجميع.
واستضاف مجلس اللوردات البريطاني الندوة التي تُعد الثانية خلال أقل من شهرين، تحت عنوان «تعزيز الشراكة بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبريطانيا في مواجهة التطرف وتعزيز الرخاء»، برعاية فخرية من اللورد والني (Lord Walney)، وبحضور نخبة من أعضاء المجلس والباحثين والخبراء في مكافحة التطرف.
وأدار الندوة اللورد والني، الذي أكد في كلمته أن التطرف يشكل تهديداً عالمياً يتطلب استراتيجية دولية موحدة لمواجهته، كما ألقى اللورد دونالد أندرسون، عضو مجلس اللوردات، كلمة رئيسة شدّد فيها على أهمية تعزيز التعاون بين بريطانيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجابهة التطرف، مشيراً إلى الدور الفاعل لمراكز الأبحاث في تحليل وفهم التحديات التي تواجه المجتمعات الغربية نتيجة انتشار الفكر المتطرف.

الحوار والمعرفة
في كلمته الرئيسة، أكد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، أن التعاون الدولي هو المفتاح الأساسي لمواجهة التطرف وتعزيز قيم التسامح. وأوضح أن مركز تريندز يعمل بجدية على تفكيك خطاب الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تحليل علمي دقيق لمفاهيم وأيديولوجيات هذه التنظيمات.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تمثل المظلة الفكرية للتنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن مركز تريندز كشف زيف أطروحاتها من خلال إصدار «موسوعة جماعة الإخوان المسلمين»، التي تتألف من 35 كتاباً تُرجم بعضها إلى 15 لغة عالمية، لتوفير المعرفة لأوسع شريحة من الباحثين والمتخصصين حول العالم.
وشدد الدكتور العلي على أن أوروبا بدأت في تشديد الرقابة على أنشطة الإخوان، لكنها لم تصل بعد إلى حظرها بالكامل، مما يستدعي تحركاً أوروبياً مشتركاً أكثر صرامة. 
وقدم مجموعة من التوصيات، أبرزها، الكشف عن خطورة الخطاب الإخواني وتأثيره على استقرار المجتمعات، ومحاصرة مصادر تمويل الجماعة وتجفيفها لمنع استغلالها في دعم الأنشطة المتطرفة، واتخاذ إجراءات قانونية أكثر صرامة للحد من أنشطة التنظيم داخل أوروبا.

المشاركون
شارك في الندوة كل من السير ليام فوكس، رئيس مجموعة اتفاقيات أبراهام البريطانية، والليدي أولغا ميتلاند، النائبة السابقة في البرلمان البريطاني، وهانا بالدوك، المحررة بمجلة «التركيز على الإسلام السياسي الغربي»، وآنا ستانلي، الباحثة في منتدى الشرق الأوسط، وتوم توغندهات، عضو المجموعة البرلمانية لمكافحة التطرف، ودانيال كافتشينسكي، عضو البرلمان البريطاني، وأفيرام بيلايشي، رئيس مشروع مكافحة التطرف، والباحث الرئيسي عوّض البريكي، رئيس قطاع «تريندز جلوبال، والباحث الرئيسي عبدالعزيز الشحي، نائب رئيس قطاع البحوث في «تريندز»، والباحثين في «تريندز» شما القطبة، وزايد الظاهري.

التطرف وأيديولوجيات العنف
تناولت المناقشات استغلال الجماعات المتطرفة، مثل الإخوان المسلمين، لحالة السخط والإحباط لدى بعض الفئات المجتمعية، مستشهدين بأفكار سيد قطب، الذي منح الشرعية لاستخدام العنف تحت مفهوم «التكفير». وأكد المشاركون أن مواجهة هذه الأفكار تتطلب تقديم خطاب مضاد قائم على الأمل، الفرص، والكرامة، بدلاً من الاقتصار على الحلول الأمنية.

دور الاقتصاد
وأكد السير ليام فوكس، رئيس مجموعة اتفاقيات أبراهام في المملكة المتحدة، أن تعزيز التعاون الاقتصادي يمكن أن يساهم في الحد من التطرف، مشيراً إلى أن «صندوق ازدهار اتفاقيات أبراهام»، المقرر إطلاقه في أبريل المقبل، سيعمل على تمويل الشباب من مختلف الخلفيات على أساس الجدارة والاستحقاق، مما يوفر لهم فرصاً اقتصادية تقلل من احتمالية استقطابهم من قبل الجماعات المتطرفة.
وشهدت الندوة، نقاشاً حول اتفاقية درملانريغ، التي كان من المفترض أن تمثل لحظة تاريخية للتعاون بين المسلمين واليهود، حيث تم توقيعها بحضور الملك تشارلز، وتهدف إلى تعزيز التفاهم بين الأديان، لكن سرعان ما تعرضت الاتفاقية لضربة قوية بسبب المتطرفين.

موسوعة توثّق أنشطة الإخوان المسلمين
وتطرق باحثو «تريندز» في مداخلاتهم بالندوة إلى «موسوعة الإخوان المسلمين»، التي يقوم بإعدادها «تريندز للبحوث والاستشارات»، وهي عمل موسوعي ضخم مكوّن من 35 مجلداً يوثق أنشطة الجماعة وتأثيرها على المجتمعات المختلفة. وقد صدر منها حتى الآن 15 كتاباً تمت ترجمتها إلى الإنجليزية لجعلها متاحة للجمهور الغربي.

التوصيات
أوصى المشاركون في الندوة بضرورة التمييز بين الإسلام كدين والإسلاموية كأيديولوجية سياسية، مشيرين إلى أن هذا التمييز ضروري لمنع استغلال الدين كغطاء لنشر الأفكار المتطرفة. كما شددوا على ضرورة التعامل مع الإرهاب والتطرف كتهديد عالمي مشترك، من دون ربطه بدين معين أو جنسية محددة، بل باعتباره خطراً على المجتمعات كافة.
كما أوصى المشاركون بضرورة تشديد القيود المالية والتنظيمية على الجماعات المتطرفة في أوروبا، حيث الكشف عن تمويلات عامة تتلقاها منظمات تابعة للإخوان المسلمين داخل المملكة المتحدة، ما يجعل تعقب أنشطتها أو محاسبتها قانونياً أمراً معقداً. كما دعا اللوردات والخبراء والباحثون إلى الكشف عن المعلومات حول هذه الجماعات، على غرار ما قامت به بعض الدول الأوروبية، لتعزيز قدرة الحكومات على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وشدد المشاركون في الندوة على أن الاستقرار لا يتحقق إلا من خلال استراتيجية متكاملة تجمع بين المواجهة الفكرية، والإصلاحات الاقتصادية، والسياسات الاجتماعية، لضمان مكافحة التطرف بشكل فعّال. كما شدّد المشاركون على ضرورة التحرك السريع لتطبيق إجراءات مشددة ضد الجماعات التي تستغل الأزمات الاجتماعية والسياسية لنشر أيديولوجياتها المتطرفة.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في التاريخ.. أكثر من نصف الديمقراطيين في أمريكا يؤيدون فلسطين ضد إسرائيل
  • مريم بنت محمد بن زايد: أطفالنا مستقبلنا والأمل الذي نحمله في قلوبنا لغدٍ أكثر إشراقاً
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • ندوة لـ«تريندز» في مجلس اللوردات البريطاني: التصدي للتطرف مفتاح الاستقرار العالمي
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • أكثر من 1300 خرق للاحتلال الإسرائيلي منذ وقف اطلاق النار في غزة
  • آثار الدمار في المبنى السكني الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مشروع دمر بدمشق
  • الجيش: تسلمنا العسكري الذي اختطفته إسرائيل