صحيفة روسية: هل فعلا هدد ترامب بوتين بضرب موسكو "اللعينة"؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
قال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري في الانتخابات الحالية دونالد ترامب إنه هدد الرئيس الروسي في إحدى المحادثات بتوجيه ضربة إلى "قلب موسكو اللعينة" في حال وجهت روسيا ضربة لأوكرانيا.
وفي تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية، تقول الكاتبة آنا غروموفا إن الكرملين كان متحفظا في رده على تصريحات دونالد ترامب، معتبرا أن ذلك يعد جزءا من الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة.
من جانبه، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن ترامب اختلق هذه القصة، لأنه عادة ما يميل إلى التحفظ أثناء المفاوضات، مضيفا على حسابه على منصة إكس "لقد زل لسان ترامب، هل كان يتحدث فعلا عن شن ضربة على موسكو اللعينة؟ بالطبع لا، عادة ما يكون مرنا في المفاوضات، هناك إجابة واحدة فقط على مثل هذا التصريح: واشنطن اللعينة ستتعرض للهجوم أيضا".
وجاء تصريح ترامب المثير للجدل في مقابلة أجراها مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إذ زعم أنه عندما كان رئيسا للولايات المتحدة هدد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بضرب موسكو.
هجوم لن تستوعبه
وقال ترامب للصحيفة الأميركية "قلت له: فلاديمير، إذا استهدفت أوكرانيا فسأشن ضدك هجوما قويا إلى درجة أنك لن تستوعبه، سأضرب مباشرة في قلب موسكو اللعينة".
وأضاف ترامب "قلت له: نحن أصدقاء، لا أريد فعل ذلك، لكن ليس أمامي خيار آخر"، ويزعم ترامب أن بوتين رد قائلا "ذلك غير ممكن"، وأنه (أي ترامب) أضاف مجيبا "بل هو ممكن".
وأوضحت الكاتبة أن ترامب لم يحدد توقيت تلك المحادثة أو سياقها، لكنه لفت إلى العلاقات الودية التي تجمعه مع الرئيس الروسي، قائلا "لديه شخصية مميزة تماما، إنه مختلف عن أي شخص آخر، أعرفه جيدا".
كما تطرق ترامب في حواره مع "وول ستريت جورنال" إلى اجتماعه مع الرئيس الصيني بمقر إقامته في مارالاغو بفلوريدا في أبريل/نيسان 2017، واصفا العلاقة التي تجمعه مع شي جين بينغ بالجيدة.
كانا يتناولان الفواكه
وأكد ترامب أن ذلك اللقاء تزامن مع إعطائه أوامر للجيش الأميركي بإطلاق 60 صاروخا من طراز كروز على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على تنفيذ السلطات السورية هجوما بالأسلحة الكيميائية، وزعم ترامب أنه أخبر شي جين بينغ بالعملية عندما كانا يتناولان الفواكه.
وأضافت الكاتبة أن الكرملين اعتبر هذه التصريحات المثيرة التي أدلى بها ترامب جزءا من حملته الانتخابية، مشددا على أن روسيا تلتزم التحفظ بشأن فحوى المحادثات التي تجمع بين القيادات السياسية.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف إن ترامب "يدلي في الوقت الراهن بالكثير من التصريحات الساخنة والمثيرة للمشاعر في الولايات المتحدة كجزء من الحملة الانتخابية، خاصة مع اقتراب مرحلتها النهائية".
وأضاف بيسكوف أن روسيا تتخذ موقفا مسؤولا للغاية بعدم الكشف عن فحوى المحادثات بين القادة السياسيين، في حين تتعامل الدول الأخرى مع هذه المسألة بشكل مختلف، على حد تعبيره.
وأضافت الكاتبة أن مجلس الدوما تبنى موقفا مماثلا، إذ وصفت النائبة الأولى لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس سفيتلانا زوروفا هذه التصريحات بأنها جزء من الانتخابات.
وأضافت زوروفا "لديهم خبراء تقنيون، من المحتمل أنهم ناقشوا مثل هذه التصريحات مع ترامب، ويدركون العواقب المترتبة عن ذلك، يريد ترامب على ما يبدو إظهار صلابته، لكنه في الوقت ذاته يحاول الحفاظ على العلاقات من أجل المفاوضات (بين روسيا وأوكرانيا)".
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: ترامب يبدأ في إدراك حقيقة نيات بوتين
قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية لها يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ يدرك، ولو متأخرا، أن غزو روسيا لأوكرانيا لم يكن بدافع الدفاع عن النفس، بل محاولة واضحة للسيطرة على أراض وإسقاط حكومة مستقلة.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يسعى لأي اتفاق سلام لا يضمن له الاحتفاظ بما استولى عليه بالقوة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صنداي تايمز: بوتين يشن حربا سرية على بريطانياlist 2 of 2فرنسا على موعد مع مظاهرات حاشدة بعد منع مارين لوبان من الترشح للرئاسةend of listوأشارت إلى أن روسيا رفضت مؤخرا مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار المؤقت، واستمرت في قصف المدن الأوكرانية والبنى التحتية للطاقة، رغم اتفاق سابق على عدم استهداف هذه المنشآت. وحتى زيارة أحد كبار مبعوثي بوتين إلى واشنطن هذا الأسبوع، لم تحقق أي تقدم يذكر نحو إنهاء القتال، وتركزت على التعاون الاقتصادي أكثر من السلام.
قرار لبوتين يكشف نيته
وقالت إن بوتين نفسه أرسل رسالة واضحة برفضه وقف الحرب، بإصداره قرارا لتجنيد 160 ألف شاب للخدمة العسكرية، وهو أكبر عدد منذ عام 2011، مشيرة إلى أن هذا يعكس النقص الحاد في الجنود، والذي دفع موسكو للاستعانة بمساجين وحتى جنود من كوريا الشمالية.
وذكرت أن ترامب أبدى، في مقابلة مع إن بي سي، غضبه من بوتين، متهما إياه بإهانة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورفضه التفاوض، وهدد بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء النفط والغاز واليورانيوم الروسي، رغم العقوبات الأميركية.
إعلان
حتى الكونغرس
وأوردت واشنطن بوست أيضا أن أعضاء الكونغرس الأميركي، حتى الجمهوريين منهم، بدؤوا يُظهرون موقفا أكثر صرامة تجاه روسيا، إذ يدعم 50 سيناتورًا من الحزبين مشروع قانون يفرض رسوما ضخمة على الدول التي تواصل التعامل التجاري مع روسيا إذا استمرت في رفض التفاوض بجدية.
وقالت إن تنفيذ العقوبات الثانوية سيضع إدارة ترامب في مواقف صعبة مع دول مثل الهند وتركيا والمجر، التي تشتري كميات كبيرة من الطاقة الروسية، ويُعتبر قادتها من المقربين لترامب.
وتختتم الصحيفة بأن على الولايات المتحدة أن تتذكر أهمية الدفاع عن حدود الدول المستقلة ورفض احتلال الأراضي بالقوة. فروسيا هي المعتدي وأوكرانيا هي الضحية، وأميركا يجب أن تقف بوضوح مع كييف، وإن كان ترامب قد بدأ يقتنع بذلك أخيرا.