ليفربول يواصل «الانطلاقة المثالية»
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
لايبزج (رويترز)
استفاد داروين نونيز لاعب ليفربول من مشاركة نادرة بالتشكيلة الأساسية، وسجل هدفاً قاد به الفريق للفوز 1-صفر على مضيفه رازن بال شبورت لايبزج الألماني، ليواصل ليفربول بذلك انطلاقته المثالية في مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وفي ظل غياب ديوجو جوتا للإصابة، حصل نونيز لاعب أوروجواي على فرصة المشاركة أساسياً، وسجل هدف التقدم في الدقيقة 27 من كرة هيأها له محمد صلاح بضربة رأس.
وتم رفض احتساب ركلة جزاء بدت واضحة لنونيز، الذي شارك بديلاً في أغلب فترات الموسم.
وكان الهدف كافياً ليحقق ليفربول الفوز السادس في ست مباريات خارج أرضه هذا الموسم في كل المسابقات، وقد حقق بذلك الفوز الثالث على التوالي في دوري الأبطال تحت قيادة المدير الفني الجديد أرنه سلوت.
وحقق المدرب الهولندي رقماً غير مسبوق لأي مدرب لليفربول، إذ حقق الفريق 11 انتصاراً خلال أول 12 مباراة تحت قيادته، منذ أن تولى المنصب خلفاً ليورجن كلوب.
ويحتل ليفربول المركز الثاني في مرحلة الدوري بالبطولة الأوروبية، والتي تضم 36 فريقاً، ويملك تسع نقاط ويتأخر بفارق الأهداف فقط عن أستون فيلا المتصدر، بينما يتقدم بفارق نقطتين أمام مانشستر سيتي.
وقال سلوت «سعداء للغاية بالفوز، هي مباراة صعبة خارج أرضنا أمام فريق من الطراز الأول، سيطرنا على المباراة لفترات طويلة، باستثناء ربما آخر 15 دقيقة، عندما كنا في حاجة إلى تدخل مهم من لاعبي قلب الدفاع وكذلك من حارس المرمى في لحظتين مهمتين، ولو خرجنا من هنا بالتعادل كنت سأشعر وكأننا خسرنا شيئاً ما حقاً».
وتم إلغاء هدفين للايبزج كما تصدى كويفين كيليهر حارس مرمى ليفربول لكرتين خطيرتين ليستمر انتظار الفريق الألماني للحصول على أول نقطة.
وبدا فريق لايبزج متحمساً منذ البداية وكان الطرف الأفضل، لكن تم إلغاء هدف للويس أوبيندا بداعي التسلل قبل لحظات من تقدم ليفربول.
وارتقى صلاح لكرة عرضية ووجهها بضربة رأس نحو مرمى الحارس بيتر جولاتشي وبدت في طريقها للشباك قبل أن يفضل نونيز ضمان التسجيل، إذ وجهها بلمسة أخيرة إلى داخل الشباك.
وأنعش الهدف أداء ليفربول، وأصيب نونيز بالذهول لعدم احتساب ركلة جزاء له عندما تعرض لعرقلة داخل منطقة الجزاء من جانب ويلي أوربان.
وكاد أليكسيس ماك أليستر أن يضيف الهدف الثاني لليفربول بعد الاستراحة لكن الكرة اصطدمت بالعارضة.
وكاد ليفربول أن يدفع ثمن الفرص الضائعة، لكن الحارس كيليهر تألق في التصدي لمحاولة من بنيامين سيسكو، إثر خطأ من إبراهيما كوناتي، كما أبعد كرة أخرى سددها تشافي سيمونز، الذي خرج بعدها مصاباً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا ليفربول لايبزج
إقرأ أيضاً:
قصة الجدار والكنز في سورة الكهف
في قوله تعالى: «وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ» (الكهف: 82)، نجد درسًا عظيمًا في الحكمة والتخطيط المالي.
فقد استخدم الأبوان الجدار كوسيلة لحفظ الكنز حتى يكبر الغلامان ويصبحا قادرين على إدارته بحكمة، لو تم الكشف عن الكنز مبكرًا، لربما ضاع بسبب صغر سنهما وقلة خبرتهما، لكن الله، برحمته وعلمه، أخفى الكنز حتى «يبلغا أشدهما»، أي حتى ينضجا ويكتسبا القدرة على تحمّل المسؤولية، فالإدارة المالية السليمة تتطلب حكمة تتيح اتخاذ قرارات مالية سليمة.
هذا يعلمنا أن بعض النعم تحتاج إلى وقت وصبر حتى نكون مستعدين لاستقبالها، فإخفاء الكنز لم يكن حرمانًا، بل كان تدبيرًا إلهيًّا يصب في مصلحة الغلامين، فالله يعطي كل شيء في وقته المناسب، وفقًا لما هو أصلح لعباده.
تتكرر هذه الفكرة في الأدب أيضًا، كما في رواية «الخيميائي» لباولو كويلو، حيث يخوض البطل سانتياجو رحلة طويلة من سهول الأندلس إلى أهرامات الجيزة بحثًا عن كنز.
فخلال رحلته، يتعرّض البطل للكثير من الصعاب ويفقد كل مدخراته ثلاث مرات، لكنه في النهاية يكتشف أن الكنز كان موجودًا في المكان الذي بدأ منه رحلته، ولم يكن الغرض من الرحلة إيجاد الكنز فقط، بل كانت ضرورية لصقل شخصيته واكتساب الحكمة التي يحتاجها لإدارته.
في كلتا القصتين، كان الكنز موجودًا منذ البداية، لكن الوصول إليه تطلّب صبرًا ونضجًا وحكمة، وهذا يوضح لنا أن المال والكنوز تحتاج إلى إدارة واعية، ومن دون الخبرة والنضج، قد تضيع هذه النعم.
إن التجارب والرحلة نحو الهدف هي أهم بكثير من الهدف ذاته، ذلك أن هذه التجارب هي التي تصقل شخصيتنا وتُعدّنا لتحمّل المسؤولية، فعلينا أن نثق بأن الله الحكيم البصير الذي تجلت قدرته بحكمته المطلقة يمنحنا كل شيء في وقته المناسب، حتى لو لم ندرك ذلك في حينه، لذا علينا السعي والتوكل على مدبّر الأمر وحده وسنحصل على مبتغانا في الوقت الذي يراه الحكيم الخبير مناسبا.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية