موقع 24:
2025-04-17@13:49:11 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

من الواضح أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين قد عاد بخُفَّي حُنين من بيروت، بعد أن فشل في انتزاع موافقة لبنانية على الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، رغم محاولاته تغليف هذه الشروط بدبلوماسية ناعمة لم تنطلِ على مفاوضيه اللبنانيين الذين تشبَّثوا بموقفهم المعلن والقائم على وقف إطلاق النار أولاً، ثم الحديث عن أي شيء عبر المفاوضات.

هناك سببان لهذا الفشل، الأول هو أن المبعوث الأمريكي جاء إلى بيروت، هذه المرة، خلافاً للمرات السابقة التي كان يطالب فيها بفصل جبهة لبنان عن غزة، وتطبيق القرار الدولي 1701، انطلاقاً من أن الظروف تغيّرت بعد الضربات الهائلة التي تلقاها «حزب الله» واغتيال معظم قادته بمن فيهم أمينه العام، وبالتالي يجب استثمار هذه الضربات وترجمتها سياسياً لصالح الجانب الإسرائيلي.
والثاني هو إصرار الجانب الإسرائيلي على التفاوض تحت النار، استناداً إلى وثيقة سلمها مسبقاً إلى واشنطن، تتضمن الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار وحتى إنهاء الحرب في حال الاستجابة لها. وهي شروط، وفق التسريبات، لا يبدو أن أية دولة في العالم تستطيع القبول بها، لانتهاكها سيادة البلد من الألف إلى الياء، إن كان لجهة إطلاق حرية العمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وفرض رقابة صارمة على كامل الساحل والموانئ والحدود البرية اللبنانية، وصولاً إلى انتخاب رئيس «معتدل» للبنان وغير ذلك، أو إحداث تغيير جوهري في مهمة قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة، وإسناد مهمات جديدة لها، بما يعنيه ذلك من إحداث تعديلات جوهرية على القرار 1701، تتصل بتغيير أساس مهمة قوات «اليونيفيل». وهو ما يعني في نهاية المطاف فرض الاستسلام الكامل على لبنان والانتقاص من سيادته.
ومن هنا خرج هوكشتاين بدبلوماسيته المعهودة، عقب انتهاء محادثاته في بيروت، ليقول إن «القرار 1701 لم يعدْ كافياً»، فهو أنهى حرب عام 2006، لكن الظروف تغيرت منذ 18 عاماً، فاتحاً بذلك المجال أمام إمكانية التفاوض لتعديله.
غير أن هوكشتاين لم يقلْ إن القرار 1701 يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وإن الذي كان يخرقه آلاف المرات طوال السنوات الماضية هو الجانب الإسرائيلي. وباختصار فإن ما يحاول المفاوض الأمريكي فعله هو فرض شروط المنتصر على المهزوم، بينما الحرب لا تزال محتدمة ولم تُحسمْ نتائجها بعد، بل إن عملية التوغل البري التي تقوم بها إسرائيل على الحدود الجنوبية، لا تزال متعثرة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدئها، وهي مسألة باتت محرجة لإسرائيل. وبالتالي فإن محاولة انتزاع تنازلات بالدبلوماسية لتحقيق ما عجزت عنه الحرب حتى الآن لن تنجح، ولن تنجح معها مقولة «التفاوض تحت النار» والضغط العسكري، تماماً كما فشلت هذه المقولة في غزة، ما يعني أن الكلمة الفصل في كل ذلك ستبقى في الميدان، وهو الذي سيقول كلمته الأخيرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انهيار الاتفاق في غزة

حمّل الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انهار الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى.

وقال أمير قطر خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، إن "إسرائيل لم تلتزم باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أشهر".

وتابع قائلا: "توصلنا لاتفاق بشأن غزة قبل عدة أشهر لكن إسرائيل لم تلتزم به"، مضيفا أننا "سنسعى لتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني".

وأكد على موقف قطر "الثابت بأنه لا يوجد سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس"، مشيرا إلى أن سوريا تمر بمرحلة "دقيقة وحساسة ومن مصلحة الجميع دعمها".

وفي وقت سابق، هاجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قطر، وقال إنها "نشرت العفن المناهض لإسرائيل" في الجامعات الأمريكية.



بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها تواصل مشاوراتها "المعمقة" حول المقترح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما تضمنه من بند يتعلق بنزع السلاح كشرط لإنهاء حرب الإبادة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدرين فلسطينيين مطلعين أحدهما من "حماس"، أن "مشاورات الحركة حول المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار تقترب من الانتهاء".

ولفت المصدران إلى أن "المشاورات تقترب من الانتهاء، وسيتم إرسال الرد للوسطاء فور الانتهاء، والتوقعات بانتهاء المشاورات قريبا، وليس مستبعدا أن تنتهي اليوم الخميس".

في غضون ذلك، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن "المقاومة تتعامل مع المقترح المطروح مؤخرًا بمسؤولية عالية، وما زال يخضع لمشاورات معمقة".

وأضاف مرداوي في تصريحات تلفزيونية، أنّ "أي اتفاق يجب أن يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وصفقة تبادل مشرفة، ورفع الحصار عن القطاع وإعادة إعماره".

وذكر أن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يرفضون الحلول الجزئية أو المؤقتة، مضيفا أن "الحركة ستواصل التمسك بمجابهة الاحتلال بالوسائل كافة، وفي مقدمتها السلاح الذي لن يُطرح أو يُناقش على الطاولة".

ولفت إلى أن "حماس منفتحة على المفاوضات مع الإدارة الأمريكية، وترحب بانعقادها في أي زمان ومكان إذا ما كانت مفيدة وتصب نحو تحقيق مصالح شعبنا في تحقيق أهدافه وإنهاء مسلسل الإبادة والتشريد والتجويع".

مقالات مشابهة

  • أمير قطر يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انهيار الاتفاق في غزة
  • رد وشيك من حماس على المقترح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار
  • حماس: نعد الرد على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار و سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات
  • مجلس الوزراء يناقش ملف السلاح والقرار 1701.. ميقاتي لسلام: ننتظر تنفيذ ما وعدت
  • إسرائيل تفرض احتلالاً بالنار على المنطقة الحدودية بجنوب لبنان
  • القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد حزب الله بـقطع اليد يتفاعل
  • الأمم المتحدة: الكيان الإسرائيلي قتل نحو 71 مدنيا في لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي
  • “حقوق الإنسان” بالأمم المتحدة: مقتل 71 مدنيًا في اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان منذ وقف إطلاق النار نوفمبر 2024
  • الأمم المتحدة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل أكثر من 71 مدنيًا في لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024
  • “حماس” تصدر بيانا بشأن المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار