موقع 24:
2024-11-01@02:35:31 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

دبلوماسية التفاوض بالنار

من الواضح أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين قد عاد بخُفَّي حُنين من بيروت، بعد أن فشل في انتزاع موافقة لبنانية على الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، رغم محاولاته تغليف هذه الشروط بدبلوماسية ناعمة لم تنطلِ على مفاوضيه اللبنانيين الذين تشبَّثوا بموقفهم المعلن والقائم على وقف إطلاق النار أولاً، ثم الحديث عن أي شيء عبر المفاوضات.

هناك سببان لهذا الفشل، الأول هو أن المبعوث الأمريكي جاء إلى بيروت، هذه المرة، خلافاً للمرات السابقة التي كان يطالب فيها بفصل جبهة لبنان عن غزة، وتطبيق القرار الدولي 1701، انطلاقاً من أن الظروف تغيّرت بعد الضربات الهائلة التي تلقاها «حزب الله» واغتيال معظم قادته بمن فيهم أمينه العام، وبالتالي يجب استثمار هذه الضربات وترجمتها سياسياً لصالح الجانب الإسرائيلي.
والثاني هو إصرار الجانب الإسرائيلي على التفاوض تحت النار، استناداً إلى وثيقة سلمها مسبقاً إلى واشنطن، تتضمن الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار وحتى إنهاء الحرب في حال الاستجابة لها. وهي شروط، وفق التسريبات، لا يبدو أن أية دولة في العالم تستطيع القبول بها، لانتهاكها سيادة البلد من الألف إلى الياء، إن كان لجهة إطلاق حرية العمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وفرض رقابة صارمة على كامل الساحل والموانئ والحدود البرية اللبنانية، وصولاً إلى انتخاب رئيس «معتدل» للبنان وغير ذلك، أو إحداث تغيير جوهري في مهمة قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة، وإسناد مهمات جديدة لها، بما يعنيه ذلك من إحداث تعديلات جوهرية على القرار 1701، تتصل بتغيير أساس مهمة قوات «اليونيفيل». وهو ما يعني في نهاية المطاف فرض الاستسلام الكامل على لبنان والانتقاص من سيادته.
ومن هنا خرج هوكشتاين بدبلوماسيته المعهودة، عقب انتهاء محادثاته في بيروت، ليقول إن «القرار 1701 لم يعدْ كافياً»، فهو أنهى حرب عام 2006، لكن الظروف تغيرت منذ 18 عاماً، فاتحاً بذلك المجال أمام إمكانية التفاوض لتعديله.
غير أن هوكشتاين لم يقلْ إن القرار 1701 يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وإن الذي كان يخرقه آلاف المرات طوال السنوات الماضية هو الجانب الإسرائيلي. وباختصار فإن ما يحاول المفاوض الأمريكي فعله هو فرض شروط المنتصر على المهزوم، بينما الحرب لا تزال محتدمة ولم تُحسمْ نتائجها بعد، بل إن عملية التوغل البري التي تقوم بها إسرائيل على الحدود الجنوبية، لا تزال متعثرة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدئها، وهي مسألة باتت محرجة لإسرائيل. وبالتالي فإن محاولة انتزاع تنازلات بالدبلوماسية لتحقيق ما عجزت عنه الحرب حتى الآن لن تنجح، ولن تنجح معها مقولة «التفاوض تحت النار» والضغط العسكري، تماماً كما فشلت هذه المقولة في غزة، ما يعني أن الكلمة الفصل في كل ذلك ستبقى في الميدان، وهو الذي سيقول كلمته الأخيرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس "النواب اللبناني": ليس هناك أي نية لتغيير نص القرار 1701

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم الأربعاء على أنه ليس هناك أي نية لتغيير نص القرار 1701.

وقال بري - وفقا لما أوردته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام - "إنه رغم تريث لبنان الرسمي في استباق النتائج، فإنه يود تذكير الجميع بالخطوط العريضة التي تم التوصل إليها مع المبعوث الأمريكي أموس هوكشتاين، والتي تتعلق بوقف النار ونشر الجيش اللبناني في الجنوب تمهيدًا لتطبيق القرار الدولي 1701".

ونفى بري أن يكون هوكشتاين قد أشار إلى القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسية محل قوات الطوارئ الدولية الموجودة في جنوب الليطاني، مشيرا إلى أنه أنجز كل النقاط المتعلقة بوقف النار ونشر الجيش وتطبيق القرار 1701، وهو في انتظار أن يتفاهم هوكشتاين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول ما تم إنجازه.

وأكد أن لبنان مستعد للالتزام بالاتفاقات بمجرد تفاهم هوكشتاين مع نتنياهو، مشددا على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لتنفيذ الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • بلينكن يؤكد إحراز "تقدم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بلبنان
  • خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يستغل شروطه القاسية لتبرير اجتياح لبنان
  • القرار 1701.. كيف يمكن أن يساعد على إنهاء الحرب في لبنان؟
  • حماس تعلق على مقترحات التفاوض الأخيرة وترفض أي صفقات صغيرة
  • مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان والبيت الأبيض يوضح
  • رئيس "النواب اللبناني": ليس هناك أي نية لتغيير نص القرار 1701
  • بري: لا نية لتغيير نص القرار 1701.. وهذا ما قاله عن الـ1559
  • جهود دبلوماسية متواصلة لوقف إطلاق النار في لبنان
  • حماس تعلق على جولات التفاوض والمقترحات الجديدة لتبادل الأسرى
  • إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار في لبنان وتطبيق القرار 1701