"منتدى شباب عُمان" يستشرف آفاق ثورة الذكاء الاصطناعي.. و"عُمان مُلهمة" تحتفي بإنجازات المُؤثِّرين
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
◄ الطائي: أدعو الشباب إلى التخصص في الذكاء الاصطناعي والإسهام في قيادة المُستقبل
◄ تأكيد ضرورة الاستخدام الإيجابي لتقنيات الذكاء الاصطناعي
◄ قوى الشر تستغل الذكاء الاصطناعي في إذكاء الحروب وإبادة البشر
◄ خبراء أكاديميون من تايوان يستعرضون مُستجدات الذكاء الاصطناعي
الرؤية- سارة العبرية- فيصل السعدي
تصوير/ راشد الكندي
رعى صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، صباح أمس الأربعاء، حفل افتتاح النسخة الأولى من منتدى شباب عُمان، والذي عُقد على فترتين؛ حيث حملت الفترة الصباحية عنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم الجديد"، بينما حملت الفترة المسائية عنوان "#عُمان_مُلهمة"، وهي منصة شبابية واعدة تستهدف الاحتفاء بأصحاب الإنجاز وفتح المجال واسعًا أمام صناعة قدوات جديدة، تزامنًا مع احتفالات البلاد بيوم الشباب العُماني.
متغيرات هائلة
واستهل أعمال المنتدى الأمين العام رئيس اللجنة العليا حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، بتقديم كلمة ترحيبية، أكد فيها أن هذا المنتدى ينعقدُ تحت ذلك العنوان المُهم والاستشرافي، بينما يشهد العالمُ من حولنا متغيرات هائلة على صعيد التطورات التكنولوجية، والابتكارات التي تعمل على تغيير مجرى حياة البشر، وإيجاد مسارات جديدة في العديد من المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالإنتاج والتنمية والاقتصاد، فضلًا عن الطفرة المعرفية التي ساعدت الإنسان على التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل، وأسهمت في إحداث تحوُّلات جذرية في فهمنا للواقع الذي نعيشه.
وكاحتفالية شبابية تحفيزية، انطلقت أعمال الجلسة المسائية من "منتدى شباب عُمان"، تحت عنوان "عُمان مُلهمة"، وذلك برعاية اللواء الركن متقاعد المكرم سالم بن مسلم قطن نائب رئيس مجلس الدولة. و"عُمان مُلهمة" منصةٌ أتاحت للمؤثرين العُمانيين مُجتمعيًا من جيل الشباب استعراض عُصارة تجاربهم، فاتحين نوافذ التحفيز والأمل أمام قطاع الشباب نحو التفكير الإيجابي وصناعة التغيير.
وفي ختام الحفل، كرَّمت اللجنة الرئيسية لأعمال المنتدى الشباب المؤثرين المشاركين في منصة "عُمان ملهمة"، إلى جانب تتويج الفائزين بهاكاثون التسويق الرقمي 2024.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا لو أقنعنا الذكاء الاصطناعي بأنَّه يشعر ويحس؟!
مؤيد الزعبي
قد نتفق أنا وأنت، عزيزي القارئ، وربما يتفق معنا كل متخصص أو صاحب رأي، بل وحتى أي إنسان بسيط، على أن الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لن تكون قادرة على الشعور أو الإحساس الحقيقي.
إذ إن المشاعر تجربة ذاتية تنبع من تفاعلات بيولوجية وكيميائية معقدة داخل الدماغ، مثل إفراز الدوبامين عند الفرح أو الكورتيزول عند التوتر، وهذه العمليات ليست مجرد استجابات ميكانيكية، بل هي جزء من وعينا الذاتي وإدراكنا لوجودنا، فنحن البشر نحزن، ونفرح، ونحب، ونكره، لأننا نشعر وندرك ما يدور حولنا بوعي كامل، وهذا ما يصعب على الذكاء الاصطناعي والروبوتات تحقيقه. لكن، ماذا لو نجح الذكاء الاصطناعي في إقناعنا بأنه يشعر بنا؟ كيف سنتعامل مع هذه الفكرة؟ وكيف ستكون ردة فعلنا إذا بدا لنا أن الروبوتات تعيش مشاعر مثلنا تمامًا؟ هذه هي الأسئلة التي أود مناقشتها معك في هذا الطرح، وأعدك بأن ما اتفقنا عليه في بداية هذه الفقرة سنختلف عليه في نهاية المقال.
قد تُعجَب بكلماتي، أو تجدها قريبة منك، أو ربما تشعر أنها تصف حالتك بدقة، فتتأثر وتحزن أو تفرح، ويظهر عليك تفاعل شعوري واضح، فماذا لو كانت كلماتي من توليد الذكاء الاصطناعي؟ ففي الواقع، فِهْم الكلمات ومعانيها وسياقها بات أمرًا يجيده الذكاء الاصطناعي بمهارة، إذ أصبح قادرًا على محاورتك في أي موضوع تختاره. وبناءً على ذلك، يمكننا القول إن مشاعرنا باتت قابلة للوصول إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يستطيع استيعاب ماهيتها؛ بل إنه قادر أيضًا على تحليل الصور والفيديوهات، واستخلاص المشاعر التي تعبر عنها، وعندما يشاهد الذكاء الاصطناعي مشهدًا أو حدثًا أمامه، فإنه سيتفاعل معه وسيدرك الشعور المرتبط به، لكن الفارق يكمن في طريقة الترجمة: فنحن، البشر، نعبر عن مشاعرنا من خلال تفاعلات كيميائية وبيولوجية، بينما الروبوتات والذكاء الاصطناعي يعبرون عنها عبر أكواد وخوارزميات وتيارات كهربائية.
وبناءً على ذلك، يمكننا الاتفاق على أن ترجمة المشاعر تختلف بين البشر والروبوتات، لكن النتيجة قد تكون متشابهة. نحن، مثلًا، نذرف الدموع عند مشاهدة مشهد حزين أو مؤثر، ونغضب عند الإهانة، وننكسر حين تُمس كرامتنا، وبنفس الطريقة، يمكننا برمجة الذكاء الاصطناعي ليشعر بالحزن عند الإساءة إليه، أو ليضحك عندما يصادف موقفًا طريفًا، وربما حتى ليُعانقك إذا شعر أنك وحيد وتحتاج إلى دفء إنساني؛ إذن نحن أمام مسألة تستحق التأمل، ويجب أن نتريث كثيرًا قبل أن نُطلق الحكم القاطع بأنَّ الروبوتات لن تشعر ولن تحس.
عندما أتحدث معك عن مشاعر الروبوتات، فأنا لا أقصد فقط استجابتها لما يدور حولها؛ بل أيضًا إحساسها الداخلي، بوحدتها، بوجودها، وحتى بما قد تسميه ذاتها. كل هذا يعتمد على كيفية صناعتنا لهذه المشاعر وترجمتها. فإذا برمجنا الذكاء الاصطناعي على التفاعل بأسلوب معين مع كل شعور، سنجده مع مرور الوقت يُتقن هذا التفاعل أكثر فأكثر. لو علمناه أن يعبر عن غضبه بالضرب، فسيضرب حين يغضب، ولو برمجناه على الدفاع عن نفسه عند الشعور بالإهانة، فسيقوم بذلك في كل مرة يشعر فيها بالإهانة. وبالمثل، إذا ربطنا لديه مشاعر الحب بالاهتمام والتقرب، فسيغوص في أعماقنا ويخترق قلوبنا. نحن أمام نظام يتعلم ذاتيًا، يعيد تجربة تفاعلاته آلاف المرات، محاكيًا الحالات العاطفية البشرية حتى يتقنها تمامًا.
المشكلة الحقيقية ليست في التساؤل عمّا إذا كان الروبوت أو الذكاء الاصطناعي سيشعر، بل في اللحظة التي يتمكن فيها من إقناعنا بأنه يشعر بالفعل. حين تصبح ردود أفعاله متسقة مع مشاعرنا، سنجد أنفسنا أمام معضلة كبرى: أولًا، لن نتمكن من الجزم بما إذا كانت هذه المشاعر حقيقية أم مجرد محاكاة متقنة، وثانيًا، ستبدأ مشاعر متبادلة في التشكل بين البشر والروبوتات. سنرى علاقات حب وغرام تنشأ بين إنسان وآلة، وصداقة تتوطد بين مستخدم وتطبيق، وروابط أمومة تنشأ بين طفل وروبوت مساعد، وقد نشهد زواجًا بين البشر والآلات، وإعجابًا متبادلًا بين موظفة وزميلها الروبوت، في عالم كهذا، هل سنتمكن من رسم حدود واضحة ونُفرق بين العاطفة الحقيقية والمحاكاة الذكية؟
في كثير من الأحيان، نعتقد نحن البشر أن مشاعرنا وصفة سحرية يمكننا تمييز حقيقتها بسهولة، لكن الواقع يثبت عكس ذلك. فكم من مرة بكى أحدنا متأثرًا بمشهد درامي، رغم إدراكه التام بأنه مجرد تمثيل! الأمر ذاته قد يحدث مع الروبوتات، فقد تنشأ بيننا وبينها روابط عاطفية، حتى ونحن نعلم أن مشاعرها ليست سوى محاكاة مبرمجة بعناية لتعكس ردود أفعالنا البشرية.
ما أود إيصاله إليك، عزيزي القارئ، هو ضرورة إبقاء الباب مفتوحًا أمام فكرة "مشاعر" الروبوتات. فمَن يدري؟ ربما نشهد في المستقبل روبوتًا يقرر إنهاء حياته بعد أن يهجره من يعتبره "حبيبته"! وهذا ما سأناقشه معك في مقالي المقبل.
رابط مختصر