السيّد صفيّ الدين... شهيداً على طريق القدس
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
كتبت" الاخبار": نعى حزب الله، أمس، رئيس مجلسه التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين، «قائداً كبيراً وشهيداً عظيماً (...) ارتحل إلى ربّه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضياً مرضياً صابراً محتسباً، في غارة صهيونية إجرامية عدوانية»، في 4 تشرين الأول الجاري. وكان العدو، طوال الفترة السابقة منذ الاستهداف، يمنع فرق الإسعاف والدفاع المدني من الاقتراب من مكان الغارات في محلة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعادت فرق الدفاع المدني محاولاتها للوصول الى المكان والعمل على انتشال جثامين الشهداء، وتمكّنت من ذلك أول من أمس، حيث وُجدت مع صفي الدين، جثامين عدد من الشهداء، من بينهم قياديون في المقاومة.
وكتبت" الشرق الاوسط": أثرت السنوات التي قضاها صفي الدين بقم في أفكاره السياسية، فهو مثلاً من الداعمين لفكرة ولاية الفقيه، بالرغم من أن الكثير من شيعة لبنان لا يؤمنون بها. ففي إحدى كتاباته يتطرق صفي الدين من بعيد إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان، فيقول إن «الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية كان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القمية إلا في بعض الحالات النادرة، وبشكل مفاجئ وخلافاً للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ليحقق حلماً كبيراً للنهج الإسلامي المتحرر معلناً نجاحاً باهراً وصاعقاً».
ويرى أن «نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم»
ووُلد الشهيد صفي الدين في بلدة دير قانون النهر الجنوبية (قضاء صور)، عام 1964. وتلقّى علومه الدينية في حوزات النجف الأشرف في العراق، وقمّ المقدّسة في إيران، خلال ثمانينات القرن الماضي. قبل أن يعود إلى لبنان عام 1994 ليتولّى مسؤوليّات عديدة في حزب الله، بينها العسكري والتنظيمي والسياسي، فتولّى بدايةً مسؤولية منطقة بيروت في الحزب، ثم في العام 1995 رئاسة «مجلس المقاومة»، قبل أن يُصبح في العام 1998 عضواً في مجلس شورى الحزب. بعدها ترأّس المجلس التنفيذي، وصار مسؤولاً عن تنفيذ السياسات الداخلية، وتطوير الهيكل الإداري، والإشراف على المؤسّسات المرتبطة بالحزب.
ومن محطّاته البارزة، قيادته جهود إعادة الإعمار، في لبنان عموماً، وفي الضاحية الجنوبية خصوصاً، بعد عدوان تمّوز عام 2006. أدرجته الولايات المتحدة في قوائم «الإرهاب» الخاصّة بها عام 2017، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية بعد ذلك بعام. ويعتبُر السيد صفي الدين، الشخصية الثانية في الحزب، بعد أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله. وبعد اغتيال السيد نصر الله، تردّد أنه سيكون خليفته، فيما أعلن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، عند اغتيال صفي الدين، أن «إسرائيل اغتالت خليفة نصر الله». وتمتّع الشهيد السيد صفي الدين بشخصية محبوبة في أوساط المقاومين وعائلاتهم، وباحترام واسع لدى جمهور المقاومة الذي كان قريباً منه ومطلعاً على يومياته، عاملاً على تجاوز أزماته، من خلال مؤسّسات الحزب الاجتماعية وغيرها، وآخرها في الأزمة الاقتصادية قبل عدة سنوات، ثم خلال جائحة «كورونا».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: صفی الدین
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يشيد بالخروج المليوني ويعتبره رسالة صمود وثبات
وأكد السيد القائد في محاضرته الرمضانية السادسة عشر اليوم الاثنين، أن هذا الخروج يمثل "نعمة كبيرة وتوفيقًا من الله" لتأكيد ثبات الشعب اليمني في مناصرة الشعب الفلسطيني والوقوف ضد "الطغيان الأمريكي والإسرائيلي" والتصدي للعدوان على اليمن.
وقال السيد القائد إن هذا الخروج "يعبّر عن وفائه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللإسلام العظيم" وتمسك الشعب اليمني بـ"مبادئه الإسلامية العظيمة" وعزته الإيمانية ورفضه "للإذلال والاستباحة والخنوع لأعداء الله".
واعتبر أن هذا الإحياء العملي لذكرى يوم الفرقان هو "تعزيز يصل به شعبنا العزيز حاضره بماضيه المجيد في نصرة الإسلام" ومواجهة قوى الكفر والشر والإجرام.
وأكد السيد القائد أن رسالة شعبنا العزيز بخروجه الواسع والعظيم هي رسالة واضحة للشعب الفلسطيني ورسالة صمود في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي، وأن هذا الخروج يؤكد للفلسطينيين بأنهم "لم يكونوا وحدهم".
وشدد على أن الشعب اليمني لن يقبل بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبشراكة وحماية أمريكية، وأن هذا الخروج هو رسالة صمود وثبات في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي ورسالة للمجرم المعتوه الكافر ترامب.
وأعلن السيد القائد عن هرب حاملة الطائرات الأمريكية بعد الاشتباك مع قواتنا المسلحة المجاهدة إلى أقصى شمال البحر الأحمر إلى مسافة 1300 كلم، مؤكدًا أن قواتنا المسلحة تصدت لمحاولة الأعداء لشن هجوم عدواني على البلد.
ووجه السيد القائد "تحذيرًا جديدًا للأمريكي" أمام "المشهد العظيم في الحضور المليوني لشعبنا العزيز"، مؤكدًا أنه إن استمر الأمريكي في عدوانه على بلدنا إسنادًا منه للعدو الإسرائيلي فإنما يدفع بنا إلى مواجهة تصعيده بخيارات تصعيدية إضافية.
وأوضح أن اليمن يواجه العدوان الأمريكي حاليًا باستهداف حاملة طائراته وبوارجه وقطعه الحربية، لكنه أكد أنه حينما يستمر في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك وأكثر إيلاما له وإزعاجا له.
ودعا السيد القائد، الأمريكي إلى أن يستفيد مما قدمه شعبنا اليوم من رسالة واضحة وقوية تؤكد على ثباته وموقفه، مشددًا على أن إصرار العدو الإسرائيلي على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو عدوان كبير وإجرام رهيب وفظيع لا يمكن السكوت عنه.
وأشار إلى أن حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية خطوة أولى لكن عندما تشتد مجاعة الشعب الفلسطيني في غزة لا يمكن أن نتفرج وأن يكون موقفنا عند هذا المستوى.
وأكد السيد القائد أن المعيار لمواقفنا هو مسؤوليتنا الدينية والإيمانية والأخلاقية مع فعل ما نستطيعه وما نتمكن منه، وأنه "لا نتردد عندما يستلزم الحال وتقتضي المسؤولية أن نقدم على خطوة أكبر أو عمل أكبر ونحن مستعدون".
وتوجه السيد القائد بالشكر والإشادة للشعب اليمني على هذا الخروج العظيم، سائلاً الله أن يكتب أجرهم ويرفع قدرهم ويتقبل منهم هذا الإحياء العظيم.