عقد مستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى المنطقة آموس هوكشتاين، امس محادثات في باريس التي وصل إليها من إسرائيل دارت حول نتائج اتصالاته مع المسؤولين في لبنان وإسرائيل والطروحات التي حملها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق بين إسرائيل و«حزب الله».

تجنب المصدر الرئاسي الكشف عن بعض ما دار في الاجتماعات مع هوكشتاين، وعما عاد به من بيروت بشأن المقترحات التي حملها.

كذلك، فإن الإليزيه وقبله الخارجية رفضا الخوض فيما يعد تراجعاً أميركياً عن المبادرة المشتركة التي أطلقها الرئيسان ماكرون وبايدن على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورغم تكرار السؤال، فإن الإليزيه بقي غامضاً.

وقال مصدر دبلوماسي عربي في باريس إن العلاقات بين باريس وواشنطن في الملف اللبناني «ليست في أفضل أحوالها». وقال المصدر الفرنسي إن هدف باريس هو «التطبيق الحرفي للقرار 1701»، وإن هناك «ضمانات يتعين على الحكومة اللبنانية أن توفرها فيما خص التزامات (حزب الله) والمجموعات المسلحة الأخرى وتحديداً في جنوب لبنان»، في إشارة واضحة لإبعاد أي مسلح أو أسلحة من منطقة جنوب الليطاني.
وما زالت باريس متمسكة بالمبادرة المشتركة فيما الوضع الميداني قد تخطاها، لا بل إن إسرائيل وأدتها وهي تصم آذانها عما تدعو إليه فرنسا التي توترت العلاقات معها كثيراً. وما ينقص مقاربة باريس هو إيجاد آلية للتوصل إلى وقف النار، علما بأن مصدراً في وزارة الخارجية قال الثلاثاء إن «عودة الوضع إلى ما كان عليه على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية غير مطروحة». ووفق الإليزيه، فإن الاتصالات التي يجريها ماكرون والدبلوماسية الفرنسية تصب في إطار البحث عن الوسيلة للتوصل إلى وقف النار.

ويعوّل كثيرون على نتائج مؤتمر باريس. ولا شك أن التئامه يحمل رمزية التضامن مع لبنان الذي سيحصل على مساعدات إنسانية ودعم للجيش. إلا أن المطلوب والملحّ هو وقف إطلاق النار الذي لا يبدو أنه في الأفق، خصوصاً أن واشنطن لم تصل بعد لمرحلة الدعوة لوضع حد (مؤقت) للأعمال العدائية، وفتح الباب مجدداً أمام الدبلوماسية، ما يصعب على المؤتمرين في باريس الحصول عليه وإن دفعوا باتجاهه.

وكتبت" الديار": ودع هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته الاخيرة الى بيروت وابلغهم نهاية مهمته الرسمية كموفد للرئيس بايدن الى المنطقة ومغادرة عمله في وزارة الخارجية الاميركية في أول تشرين الثاني وانتقاله الى العمل كمستشار لدى إحدى الشركات الاميركية في الامارات العربية المتحدة، وبالتالي انتهاء مهمة هوكشتاين ومعه الجهود الديبلوماسية بشأن وقف اطلاق النار حتى كانون الثاني 2025 موعد استلام الإدارة الأميركية الجديدة مهامها وتمديد الفرصة للاسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية عجز عنها حتى الان. وفي ظل هذه الاجواء، تبقى الانظار شاخصة الى زيارة بلينكن الى «اسرائيل» والمعلومات عن إعطائه الموافقة على ضرب ايران خلال الأيام المقبلة وفتح المنطقة على الحرب الشاملة، وقابل ذلك اجتماع بين الرئيسين الروسي والايراني والاتفاق بينهما على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في ظل المعلومات عن تزويد موسكو لطهران بانظمة دفاع جوي قادرة على التصدي للصواريخ الإسرائيلية والتشويش عليها.

وتصف مصادر في محورالمقاومة، ان ما حمله هوكشتاين الى لبنان الثلاثاء نسخة مطابقة لما حمله كل المندوبين الاميركيين الى المنطقة منذ عام 1982، بدءا من فيليب حبيب الى كولن بأول عام 2003 الى الرئيس بشار الاسد الى كونداليزا رايس 2006، والعنوان واحد : الاستسلام والقضاء على محور المقاومة، ودون ذلك لا يمكن بناء الشرق الاوسط الجديد.

وفي المعلومات، ان تعديلات هوكشتاين على الـ 1701 «صك استسلام»، لجهة توسيع مهام القوات الدولية الى كل لبنان ورفدها بقوات اميركية وبريطانية والمانية ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا برا وبحرا وجوا، تنفيذ القوات الدولية اي مهمة على الاراضي اللبنانية تعتبرها خطرا على لبنان وأمنه دون العودة الى الجيش او الدولة اللبنانية، الاطلاع على أسماء ضباط وعناصر الجيش الذين سينتشرون في الجنوب إلى غيرها من النقاط المرفوضة لبنانيا.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المناخ الرئاسي الذي ينشده البعض لأنجاز انتخاب رئيس الجمهورية لا يزال انضاجه غير مكتمل بدليل ما صدر من مواقف من القوى السياسية، حتى وإن جهز البعض خارطة طريق من أجل قيام هذه الأنتخابات، ورأت ان رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر لم يقررا دعم ترشيح قائد الجيش ولكل منهما المقاربة. 

ورأت هذه المصادر أنه لم تبرز أسماء مرشحة محددة بعد كي يصار إلى التسويق لها وإن لائحة باسيل ما تزال قائمة لكنها لم تلق التأييد الواسع، لكنه لم يسقطها.

وشددت هذه المصادر أن فصل الأنتخاب عن ملف وقف إطلاق النار هو مطلب عدد من الكتل النيابية والنواب،في حين أن مطالبة البعض بأنتخاب الرئيس أولا قد همدت بعض الشيء، لكن الملف الرئاسي يستحوذ بحث على هامش مؤتمر باريس لدعم لبنان، على أن الأولوية هي العمل لوقف إطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني.

وكان برز في الحركة السياسية المحلية،"لقاء بكفيا" الثلاثي الذي ضم الرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة في دارة الجميّل، واصدروا بياناً اعتبر بمثابة دعم سياسي لبيان قمة بكركي الروحية شددوا فيه على خمسة مسارات هي: "أولاً، وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية. ثانيًا، المبادرة فورًا إلى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب. ثالثًا، تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها ما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي. رابعًا، إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على كل الاراضي. خامسًا، تطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد". 
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إطلاق النار وقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

الصحة اللبنانية تعلن مقتل 9 أشخاص في ضربات إسرائيلية رغم سريان الهدنة

(CNN)-- قالت السلطات اللبنانية، الاثنين، إن الضربات الإسرائيلية في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وهو اليوم الأكثر دموية منذ دخول وقف إطلاق النار ، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات على محافظة النبطية قرب الحدود الإسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في بلدة حاريص، وأربعة في بلدة طلوسة. وأضافت الوزارة أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا.

لكن الهدنة غير المستقرة بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران بدت صامدة - حتى مع اتهام الجانبين لبعضهما البعض بخرق الاتفاق.

وأطلق حزب الله، الاثنين، قذيفتين باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، قائلا إن ذلك جاء ردا على الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت لبنان يوميا منذ الخميس الماضي، وهو اليوم التالي لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القذيفتين سقطتا في منطقة مفتوحة دون إصابات. ولم يحدد نوع القذيفتين.

وبعد ساعات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ قصف "إرهابيي حزب الله والعشرات من منصات الإطلاق والبنية التحتية للإرهاب في جميع أنحاء لبنان"، بعدما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالرد، واصفا هجوم حزب الله بأنه "انتهاك خطير لوقف إطلاق النار".

كما ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن طائرات إسرائيلية بدون طيار حلقت على ارتفاع منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية، معقل حزب الله. وذكرت فرق شبكة CNN على الأرض أنها سمعت طائرة مسيرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، الاثنين، إن ضرباته عبر الحدود، رغم وقف إطلاق النار، كانت "ردا على العديد من تصرفات حزب الله في لبنان والتي شكلت تهديدا للمدنيين الإسرائيليين، في انتهاك للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مركبات عسكرية في موقع لتصنيع صواريخ حزب الله في وادي البقاع، وأنفاقا بالقرب من الحدود السورية بشمال لبنان.

وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا، وقالتا إنهما تعتقدان أن إسرائيل انتهكت شروط وقف إطلاق النار، وفقا لقناة "كان" التابعة لشبكة CNN وموقع Ynet الإخباري الإسرائيلي.

وذكر مصدر بقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) أن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "حوالي 100" مرة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. وطلبت شبكة CNN من الجيش الإسرائيلي التعليق.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لنظيره الفرنسي خلال اتصال هاتفي إن بلاده تطبق بالفعل وقف إطلاق النار، الذي ينص على انسحاب حزب الله من منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية ولا تنتهكه.

وأضاف ساعر أن "وجود عناصر حزب الله جنوب نهر الليطاني (اللبناني) هو انتهاك أساسي للاتفاق ويجب على الحزب التحرك شمالا"، موضحا أن إسرائيل "ملتزمة بالتنفيذ الناجح لتفاهمات وقف إطلاق النار".

ومن جانبه، قال حزب الله في بيان إنه استهدف مواقع عسكرية إسرائيلية "في ضوء الانتهاكات المتكررة التي بدأها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار". 

مقالات مشابهة

  • إذا انهار وقف إطلاق النار.. رسالتان إسرائيليتان لحزب الله والحكومة اللبنانية
  • لبنان يطلب من واشنطن وباريس الضغط على إسرائيل لوقف انتهاك الهدنة
  • الصحة اللبنانية تعلن مقتل 9 أشخاص في ضربات إسرائيلية رغم سريان الهدنة
  • تصعيد جديد .. إسرائيل تقصف الجيش اللبناني.. واشنطن وباريس تحذران من مغبة خرق الهدنة - عاجل
  • الحدود اللبنانية الإسرائيلية تتوتر.. والبنتاغون يؤكد صمود وقف النار
  • تصعيد جديد.. إسرائيل تقصف الجيش اللبناني.. واشنطن وباريس تحذران من مغبة خرق الهدنة- عاجل
  • هوكشتاين ينقل رسالة تحذير لإسرائيل وبري يتهمها بخرق فاضح للاتفاق
  • ‏الخارجية الفرنسية: باريس تبلغ إسرائيل بضرورة احترام وقف إطلاق النار في لبنان
  • هوكشتاين يبلغ إسرائيل بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار
  • صور اللبنانية تنفض غبار الحرب.. الشركات تستأنف عملها بعد أيام من وقف إطلاق النار