هوكشتاين بحث مع الفرنسيين نتائج محادثاته وباريس تريد التطبيق الحرفي للقرار 1701
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
عقد مستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى المنطقة آموس هوكشتاين، امس محادثات في باريس التي وصل إليها من إسرائيل دارت حول نتائج اتصالاته مع المسؤولين في لبنان وإسرائيل والطروحات التي حملها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق بين إسرائيل و«حزب الله».
تجنب المصدر الرئاسي الكشف عن بعض ما دار في الاجتماعات مع هوكشتاين، وعما عاد به من بيروت بشأن المقترحات التي حملها.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في باريس إن العلاقات بين باريس وواشنطن في الملف اللبناني «ليست في أفضل أحوالها». وقال المصدر الفرنسي إن هدف باريس هو «التطبيق الحرفي للقرار 1701»، وإن هناك «ضمانات يتعين على الحكومة اللبنانية أن توفرها فيما خص التزامات (حزب الله) والمجموعات المسلحة الأخرى وتحديداً في جنوب لبنان»، في إشارة واضحة لإبعاد أي مسلح أو أسلحة من منطقة جنوب الليطاني.
وما زالت باريس متمسكة بالمبادرة المشتركة فيما الوضع الميداني قد تخطاها، لا بل إن إسرائيل وأدتها وهي تصم آذانها عما تدعو إليه فرنسا التي توترت العلاقات معها كثيراً. وما ينقص مقاربة باريس هو إيجاد آلية للتوصل إلى وقف النار، علما بأن مصدراً في وزارة الخارجية قال الثلاثاء إن «عودة الوضع إلى ما كان عليه على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية غير مطروحة». ووفق الإليزيه، فإن الاتصالات التي يجريها ماكرون والدبلوماسية الفرنسية تصب في إطار البحث عن الوسيلة للتوصل إلى وقف النار.
ويعوّل كثيرون على نتائج مؤتمر باريس. ولا شك أن التئامه يحمل رمزية التضامن مع لبنان الذي سيحصل على مساعدات إنسانية ودعم للجيش. إلا أن المطلوب والملحّ هو وقف إطلاق النار الذي لا يبدو أنه في الأفق، خصوصاً أن واشنطن لم تصل بعد لمرحلة الدعوة لوضع حد (مؤقت) للأعمال العدائية، وفتح الباب مجدداً أمام الدبلوماسية، ما يصعب على المؤتمرين في باريس الحصول عليه وإن دفعوا باتجاهه.
وكتبت" الديار": ودع هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته الاخيرة الى بيروت وابلغهم نهاية مهمته الرسمية كموفد للرئيس بايدن الى المنطقة ومغادرة عمله في وزارة الخارجية الاميركية في أول تشرين الثاني وانتقاله الى العمل كمستشار لدى إحدى الشركات الاميركية في الامارات العربية المتحدة، وبالتالي انتهاء مهمة هوكشتاين ومعه الجهود الديبلوماسية بشأن وقف اطلاق النار حتى كانون الثاني 2025 موعد استلام الإدارة الأميركية الجديدة مهامها وتمديد الفرصة للاسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية عجز عنها حتى الان. وفي ظل هذه الاجواء، تبقى الانظار شاخصة الى زيارة بلينكن الى «اسرائيل» والمعلومات عن إعطائه الموافقة على ضرب ايران خلال الأيام المقبلة وفتح المنطقة على الحرب الشاملة، وقابل ذلك اجتماع بين الرئيسين الروسي والايراني والاتفاق بينهما على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في ظل المعلومات عن تزويد موسكو لطهران بانظمة دفاع جوي قادرة على التصدي للصواريخ الإسرائيلية والتشويش عليها.
وتصف مصادر في محورالمقاومة، ان ما حمله هوكشتاين الى لبنان الثلاثاء نسخة مطابقة لما حمله كل المندوبين الاميركيين الى المنطقة منذ عام 1982، بدءا من فيليب حبيب الى كولن بأول عام 2003 الى الرئيس بشار الاسد الى كونداليزا رايس 2006، والعنوان واحد : الاستسلام والقضاء على محور المقاومة، ودون ذلك لا يمكن بناء الشرق الاوسط الجديد.
وفي المعلومات، ان تعديلات هوكشتاين على الـ 1701 «صك استسلام»، لجهة توسيع مهام القوات الدولية الى كل لبنان ورفدها بقوات اميركية وبريطانية والمانية ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا برا وبحرا وجوا، تنفيذ القوات الدولية اي مهمة على الاراضي اللبنانية تعتبرها خطرا على لبنان وأمنه دون العودة الى الجيش او الدولة اللبنانية، الاطلاع على أسماء ضباط وعناصر الجيش الذين سينتشرون في الجنوب إلى غيرها من النقاط المرفوضة لبنانيا.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المناخ الرئاسي الذي ينشده البعض لأنجاز انتخاب رئيس الجمهورية لا يزال انضاجه غير مكتمل بدليل ما صدر من مواقف من القوى السياسية، حتى وإن جهز البعض خارطة طريق من أجل قيام هذه الأنتخابات، ورأت ان رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر لم يقررا دعم ترشيح قائد الجيش ولكل منهما المقاربة.
ورأت هذه المصادر أنه لم تبرز أسماء مرشحة محددة بعد كي يصار إلى التسويق لها وإن لائحة باسيل ما تزال قائمة لكنها لم تلق التأييد الواسع، لكنه لم يسقطها.
وشددت هذه المصادر أن فصل الأنتخاب عن ملف وقف إطلاق النار هو مطلب عدد من الكتل النيابية والنواب،في حين أن مطالبة البعض بأنتخاب الرئيس أولا قد همدت بعض الشيء، لكن الملف الرئاسي يستحوذ بحث على هامش مؤتمر باريس لدعم لبنان، على أن الأولوية هي العمل لوقف إطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني.
وكان برز في الحركة السياسية المحلية،"لقاء بكفيا" الثلاثي الذي ضم الرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة في دارة الجميّل، واصدروا بياناً اعتبر بمثابة دعم سياسي لبيان قمة بكركي الروحية شددوا فيه على خمسة مسارات هي: "أولاً، وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية. ثانيًا، المبادرة فورًا إلى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب. ثالثًا، تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها ما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي. رابعًا، إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على كل الاراضي. خامسًا، تطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إطلاق النار وقف إطلاق
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين عاد الى واشنطن ولم يعرّج على بيروت.. مصادر دبلوماسية: الحرب لن تتوقف قريباً
تترقب الساحة المحلية ما قد ينتج عن مساعي المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين ،في حين يزور بيروت بعد غد الخميس الموفد القطري ابو فهد جاسم لوضع المسؤولين في صورة الاتصالات والاجتماعات الجارية في الدوحة، كما تردد ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد يزور لبنان نهاية الاسبوع، للتشاور في احتمال انتخاب رئيس جمهورية اذا ما سلك الوضع العسكري درب التسوية.
وكتبت" الديار": غرّد المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الثلاثاء عبر حسابه على «أكس»: «أنا في واشنطن»، وذلك ردّاً على خبر كان قد نُشر عن وجوده في «تلّ أبيب». وقَصد هوكشتاين القول إنّه أصبح في واشنطن، لكي لا يستمرّ الحديث عن إمكانية عودته الى بيروت. والأهم من كلّ ذلك، أنّ زيارته الى «إسرائيل» وعدم مجيئه الى لبنان، يعني أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لم يُوافق على المطالب اللبنانية في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار، وبالحلّ الديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 بعد ذلك.
مصادر سياسية مطّلعة تجد أنّ مغادرة هوكشتاين من «تلّ أبيب» مباشرة الى واشنطن، دون التوقّف في بيروت، يعكس عوامل معقّدة عدّة تتعلّق بالوضع السياسي والأمني في لبنان والمنطقة، ورسالة واضحة للجميع تدلّ على فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار. فنتنياهو لم يُوافق على وقف النار، إنّما يريد التفاوض خلاله، في حين أنّ حزب الله يتحدّث عن أنّ الكلمة الفصل هي للميدان، حيث تخوض عناصره أشرس المعارك البريّة مع جنود العدو، ويؤكد تحقيق النصر فيها، رغم كلّ ما يقوم به «الإسرائيلي» من مجازر وقتل وتدمير للقرى الجنوبية الحدودية.
ويُطالب رئيس مجلس النوّاب الذي يتمسّك بتطبيق القرار 1701، بوقف إطلاق النار أولاً، ليتسنّى للأطراف المعنية بوساطة أميركية الذهاب الى الحلّ الديبلوماسي، الذي من شأنه تثبيت الأمن والإستقرار على الحدود الجنوبية، ويمهّد لعودة أهالي القرى الجنوبية إليها.
ولعلّ أبرز النقاط التي بحثها هوكشتاين في «تلّ أبيب» وحالت دون عودته الى لبنان لأن لا جواب إيجابيا يحمله الى المسؤولين اللبنانيين، هي:
1ـ إعتقاد نتنياهو أنّ الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتنفيذ مخططه الذي يقضي بالسيطرة على الشريط الحدودي، من خلال تدمير القرى الجنوبية الحدودية وتحويلها الى أرض محروقة، ومن ثمّ التوغّل البرّي اليها واحتلالها.
2ـ ثمّة إشارات تفيد أنّ نتنياهو قد يكون رفض بعض المطالب اللبنانية، مثل وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، كونه لن يقدّم ورقة رابحة للرئيس الأميركي الحالي جو بايدن خلال الأيام الأخيرة من عهده، قد تنتقل الى مرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس. في الوقت الذي يُفضّل فيه أن يصل الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض.
3ـ تمسّك الدولة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 من دون زيادة أو نقصان، بعد وقف إطلاق النار. وهو ما تبلّغه هوكشتاين من الرئيس برّي خلال زيارته الأخيرة الى بيروت.
4ـ وجد هوكشتاين بأنّ الموقف اللبناني كما «الإسرائيلي» يحتاجان الى إعادة تقييم، وفق ما يجري في الميدان. ولهذا أعطى الجانبين المزيد من الوقت لإعادة تبلور موقف كلّ منهما.
في المقابل، يستفيد نتنياهو في الوقت الضائع بمواصلة تدمير القرى الجنوبية، بهدف ضرب القطاع الإقتصادي فيها. وقد قام بتدمير معالم أثرية وتاريخية في كل من صور والنبطية، ومحا معالمها وذاكرتها، بما فيها كورنيش نبيه برّي السياحي في صور، وذلك لعدم رضوخ برّي الى المطالب «الإسرائيلية».
يمكن الإستخلاص بأنّ سفر هوكشتاين الى واشنطن من دون التعريج على بيروت، يعكس مدى التعقيدات السياسية والأمنية الإقليمية، في حين أنّ موقف نتنياهو من المطالب اللبنانية يدلّ على فشل المفاوضات، وعلى استمرار التوتّر في لبنان والمنطقة.
وكتبت" الشرق الاوسط": لم تنسحب أجواء التفاؤل التي بثها بعض الصحف الإسرائيلية على أرض الواقع في لبنان، الذي لا تزال المعطيات فيه جامدة على ما توافق عليه رئيس البرلمان، نبيه بري، والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، من «خريطة طريق» لم تسلك طريقها إلى التنفيذ بعد.
وأتت تغريدة هوكستين، التي رد فيها على تقارير صحافية إسرائيلية عن تقدم الاتصالات التي يقوم بها في تل أبيب للوصول إلى وقف لإطلاق النار، لتدحض هذه المعلومات، بعبارة مقتضبة قال فيها: «أنا في واشنطن». ومن بيروت، أكملت مصادر قريبة من بري رسم «خريطة الواقعية» بتأكيدها لـ«الشرق الأوسط » أن لا شيء جديداً في هذا الملف.
وقالت المصادر إن بري «أنجز مع هوكستين خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان تفاهماً كاملاً أساسه تنفيذ القرار الدولي (1701) ووقف النار»، مشيرة إلى أن المبعوث الأميركي كان يفترض به أن يزور تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي أو مطلع هذا الأسبوع، «لكن هذا لم يحدث».
وإذ أشارت إلى أن «لبنان لا يزال على موقفه»، في إشارة إلى ما تردد عن موافقة على فصل ملفَي غزة ولبنان، أكدت المصادر أن بري «لم يبلَّغ بأي شيء من الجهة المقابلة».
ولفتت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطلعة ل «الجمهورية »، إلى انّ أخبار هوكشتاين تفتقر إلى كثير من الجدّية. فهو ومنذ زيارته الاخيرة لبيروت لم تشر المعلومات الى اي حراك له سوى لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ومنها انتقل الى باريس، وقيل إنّه التقى بأعضاء من الخلية الفرنسية المكلّفة متابعة الوضع في لبنان ومن بعدها انقطعت أخباره. وجزمت هذه المصادر بأنّ الأخبار عن جهوده تفتقر إلى الدقة، ولربما كانت من نسج الخيال ويُستثنى منها ما تسرّب من لقائه مع بري، حيث قيل إنّه وعده بأنّه سيعود إليه بجواب اسرائيلي على اقتراحاته الجديدة في مهلة انتهت اول امس، ولم تتوافر أي معلومات في هذا الإتجاه.
مصادر دبلوماسية كشفت لـ«اللواء» ان العدوان على لبنان لن يتوقف في القريب العاجل، وان حل هذا الملف مرتبط ارتباطا وثيقا بتسوية الملف الفلسطيني من زاوية حل الدولتين، هذا أولا، وثانيا حل «الشيعية السياسية» أو لنقل إعادة النظر بدورها في التركيبة اللبنانية... وعلى هذا التقدير فاننا أمام مفاوضات تحت الطاولة لتسوية شاملة في الشرق الأوسط تبدأ في فلسطين ولا تنتهي في لبنان.
واعتبرت المصادر ان التعويل على نتائج الانتخابات الأميركية هو رهان على سراب، لاننا أمام مخطط لتغيير وجه المنطقة تقوده أميركا بصقورها وحمائمها للتخلص مما تسميه الهيمنة الإيرانية على امتداد المنطقة.
من هنا، فان الرهان على قبول لبنان بالقرارات الدولية وفي مقدمهم ١٧٠١ سيشكّل مدخلا للحل وللتسوية هو مضيعة للوقت، فالمسألة اليوم باتت أكبر من مجرد تنفيذ هذا القرار، لان المطلوب هو لبنان خالٍ كليّا من حزب الله في جناحيه العسكري والسياسي، وفي توضيح أهم وأشمل إنهاء «الشيعية السياسية».
مما كشفته المصادر أيضا ان تقديمات الدول الداعمة لم تعد بالمجان، والإدارة الجديدة للبنان ستكون تحت وصايتها من أصغر موظف الى أكبر مسؤول... من هنا، اننا أمام تقسيم جديد في المنطقة وفي لبنان، وهذا السيناريو حسب تقدير كل الجهات خطير جدا، ولكنه سيشكّل المدخل لإعادة بناء لبنان بوجوه وقيادات جديدة وأهم نقطة بدون حزب الله.
بناء على ما تقدم، خلصت المصادر الى القول باننا أمام مرحلة مخاض طويلة في لبنان قبل الوصول الى التهدئة، والتهدئة لا تعني بالضرورة نهاية العدوان الإسرائيلي بل الشروع في التسوية السياسية الشاملة التي تأتي برئيس جمهورية جديد وحكومة ببيان وزاري خالٍ من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»... والأهم، إقرار قانون انتخابي جديد وحل المجلس النيابي وتقديم موعد الانتخابات.. ولكن السؤال المطروح اليوم، والذي ما زال يبحث في الكواليس، أي مجلس ينتخب رئيس الجمهورية الجديد؟