اللواء حمدي بخيت: الشعب في 73 كان صبورا للغاية وتحمل اقتصاد حرب معقد
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
كشف اللواء حمدي بخيت المحلل العسكري والاستراتيجي، تفاصيل جديدة عن سحق الجيش المصري لإسرائيل في ٦ أكتوبر لعام ١٩٧٣، مشيرا إلى أن الرؤية السياسية والاستراتيجية لمصر كانت رؤية مرتبة في ذلك الوقت.
وأضاف اللواء حمدي بخيت، خلال أمسية ثقافية مع الاعلامي عبد الله يسري، على قناة سي بي سي، مساء اليوم الأربعاء، أنها قطعت الذراع الطولى لإسرائيل خلال الحرب ولغت فكرة الا حدود التي كانت تنتهجها إسرائيل.
وتابع اللواء حمدي بخيت، أن الشعب المصري على الجانب الاخر كان صبور للغاية ومتحمل اقتصاد حرب معقد، وكل المؤسسات كانت معبئة للحرب ومستشفيات مصر كانت معبئة لصالح العملية العسكرية في اكتوبر.
وأكمل اللواء حمدي بخيت المحلل العسكري والاستراتيجي، أن الدولة المصرية قبل الحرب كانت تعد إعداد دقيق للحرب وحققته بمنتهى العبقرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حمدي بخيت الجيش المصري إسرائيل انتصارات أكتوبر اقتصاد حرب العملية العسكرية اللواء حمدي بخيت اللواء حمدی بخیت
إقرأ أيضاً:
مثلث حمدي أم مثلث ماكمايكل؟
(2010)
نقترب من الذكرى السادسة والخمسين لذكرى الاستقلال. وبدا لي من مناقشات أخيرة في مناسبة صدور كتابي "بخت الرضا: الاستعمار والتعليم" أن تنصلنا من الاستقلال ربما أكتمل. والتنصل مفهوم أذعته منذ سنوات. وهو ظاهرة فكرية لم يعد بها الاستعمار استعماراً بالمعني المعروف، بل من أهل الدار. فيسأل بعضنا إن كنا أهلاً للاستقلال أو دفعنا مستحقه. بل سمعت من قال أكنت تريدنا بدون الإنجليز نعيش في عصر الخليفة عبد الله وورثته إلى يوم الناس هذا بغير شكسبير وأضرابه؟
قال لي أحدهم إذا كانت بخت الرضا مؤسسة استعمارية فهل مشروع الجزيرة منشأة استعمارية كذلك. فقلت له "بلحيل". وربما كان مشروع الجزيرة ترتيباً استعمارياً بأكثر من بخت الرضا. وطلبت منه فقط تأمل احتجاج ناشطي الهامش على "مثلث حمدي" لتعرف أن حمدي بريء من المثلث. فتاريخه بدأ مع الإنجليز الذين استثمروا في الشمال النيلي الأكثر عائداً. فلم يكونوا دولة وطنية ملزومة (نظرياً إن لم يكن عملياً) بخدمة السودانيين قاطبة. وبلغت من ذلك أن أعلنت المناطق التي لن تطالها، ولا ترغب في ذلك، مثل الجنوب "مناطق مقفولة" تركتها لحالها أو عهدت للتبشير المسيحي فيها بخدمات الصحة والتعليم والروح. وجاء الإنجليز بآخرة جداً بمشروع الزاندي في آخر الأربعينات بمثابة الاعتذار للجنوب الذي اختار أن يلحق بالشمال في تطوره الدستوري.
فمثلث حمدي هو نفسه ما وصفناه في أدبنا اليساري ب"النمو غير المتساوي الاستعماري". فالمستعمر كالموت يختار الجياد أي المناطق التي ينتفع من الاستثمار فيها ويترك غيرها للإهمال. وطرقنا هذه المسألة ودعونا إلى تفكيك البنية الاستعمارية وتوسيع نطاق التنمية إلى مناطق صارت في الوطن وستطلب حقوقها كما لم تفعل مع الإنجليز الغاصبين. فطلبنا أن يتنازل مثلث حمدي من امتيازه التاريخي الزائف وأن يعتبر القطر كله في تنمية متسارعة وصفناها ب"الطريق غير الرأسمالي". ولكن من يسمع؟ كان أول ما سمعناه من الزعيم الأزهري، اول رئيس وزراء في 1954، إنه إنما جاء للتحرير لا التعمير. ويعني بذلك أنه يريد استكمال تحرر الوطن لا تنميته. وهنا أصل المأساة. فلم تقم الدولة المستقلة بتنمية تجعل مثلث حمدي أثراً بعد عين. وبقي فينا بجزيرته وسكك حديده وغردونه وبخت رضاه.
لقد اقام الأزهري تناقضاً زائفاً بين التحرير والتعمير كأن التحرير سيكتمل في يوم معلوم ما ليبدأ التعمير. وكأن هناك من طلب الاستقلال لذاته لا لعائده أيضاً. ومن أطرف ما سمعت عن زيف هذا التناقض المزعوم ما رواه أحد أشد المخلصين للرجل. فقال إنه تنادى أهل مدينة بربر لبناء مستشفاهم. واتصلوا بأزهري ليعين. فقال لهم بالحرف الواحد إنه جاء محرراً لا معمراً. ولكنهم بالطبع لم يسمعوا من ذلك واستخدموا نفوذهم عنده ليبنوا مستشفاهم الذي هو باب في التعمير والتحرير معاً.
ibrahima@missouri.edu