«إيثار حيان» المتوجة بذهبية تايكوندو الألعاب السعودية لـ(البلاد): الأميرة «دليل» آمنت بموهبتي.. وكثيرون راهنوا على خسارتي
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
حاورها- هاني البشر
استطاعت حاملة ذهبية التايكوندو بدورة الألعاب السعودية في نسختها الثالثة” إيثار حيان” أن تخطف أنظار الجميع، بعد بكائها بحرقة لحظة تتويجها بالميدالية الذهبية، ومن ثم تقبيلها رأس الأميرة دليل بنت نهار الرئيس التنفيذي لدورة الألعاب السعودية الثالثة خلال التتويج. هذا المشهد المؤثر، بحثت ” البلاد” عن كواليسه ودهاليزه مع ” إيثار حيان” فكان هذا الحوار الشيق.
.
• عندما تشاهدين نهائي التايكوندو.. ماذا تتذكرين؟
•• عانيت من تذبذب مستواى من جولة لأخرى؛ بسبب إنقاص الوزن، فجسمي كان متعبًا، ناهيك عن قوة المنافسة، فكنت أذكر نفسي دائمًا أنني أستطيع الانتصار، حتى عندما أتلقى ضربات من منافستي، كان هناك صراع داخلي أكثر من الصراع الموجود على الحلبة، لكن كان لدي إيمان بقوتي، وكان من الممكن أن أسلم في لحظة، وأخسر، وفعلاً خسرت الجولة الأولى، لكنني كنت مؤمنة بالفوز.
• متى تولد لديك شعور الانتصار؟
•• نهاية الموسم الرياضي الماضي في يونيو 2023، عدت للمنزل وقررت اعتزال التايكوندو، بعدما مررت بظروف صعبة للغاية، وحدثت أمور كثيرة لا أريد أن أذكرها، حتى لا تخونني المصطلحات فتؤثر على أشخاص معينين دون قصد، لكنني كنت قد وصلت لقناعة بأن التايكوندو ليس طريقي، رغم وجود عروض لي من عدة أندية للانضمام إليها، عندما أنهي عقدي مع نادي الاتحاد. ولكن حدث وسافرت ووقعت لنادي العلا، رغم معاناتي من إصابة بقطع في عصب اليد، ولم أكن أنوي المشاركة في دورة الألعاب السعودية بسبب تلك الإصابة، التي أثرت كثيرًا على نفسيتي، حتى وصل وزني إلى 59 كجم، وأنا ألعب بوزن 49 كجم، ولم يكن أمامي سوى شهر فقط للاستعداد، فذهبت لبطولة مسقط الدولية للمشاركة بوزن 57 كجم، لكي أقنع نفسي أنني غير جاهزة، لكن حدثت المفاجأة، وحصلت على الذهبية وعلى جائزة أفضل لاعبة بالبطولة، حينها قررت العودة والمشاركة في دورة الألعاب السعودية.
• كيف كان استعدادك للبطولة رغم قصر المدة؟
•• كان من أصعب الأشهر عليَّ، وفعليًا أُغلقت كل الأبواب بوجهي، وكنت أبكي وأقول للمدربة رؤى سليم: هذا ليس ذنبي ويمكن أن ما حدث كان إشارة أن هذا ليس مكاني، وعليَّ أن أبحث عن رزقي في مكان آخر. أنا لست سلبية، ولكن وصل الأمر ألا توجد نوادٍ للتدريب بسبب الإجازات، فكنت أتدرب على الكورنيش. وأحب أن أشكر مدربتي، لإيمانها بموهبتي أكثر من نفسي. والتحدي الذي واجهته هو ضرورة إنقاص وزني بين بطولة مسقط، ودورة الألعاب السعودية. ودخلت التصفيات وخضت مباراة واحدة؛ كوني مصنفة، وانتصرت، وفي دورة الألعاب السعودية، كانت يدي تتشنج بفعل الإصابة، وكنت أضطر لإخفاء يدي عن الحكام؛ حتى لا يوقفوا المباراة؛ حفاظًا على سلامتي، والحمد لله فزت، وواصلت حتى توجت بالذهبية
• حدثينا عن دور المدربة أبرار بخاري؟
•• المدربة أبرار فضلها – بعد الله- كبير علي، فقبل سنوات كنت أتدرب في ناد خاص في دولة البحرين، فرأتني وأخبرت مسؤولي المنتخب السعودي عني، وفعلًا رجعت للمملكة، ووقعت معي، واشتغلت معي لإنقاص وزني حتى آخر يوم قبل الميزان، في دورة الألعاب السعودية الثالثة. ولا يفوتني أن أشكر المدرب عبدالمنعم الخواهرة، والد اللاعبة رحمة الخواهرة التي واجهتني في البطولة؛ لأنني عسكرت لديهم، رغم أن ابنته رحمة منافستي، ووافق على أن أتدرب لديهم، في الوقت الذي رفضت فيه عدة أندية أن أتمرن لديهم؛ بسبب وجود لاعبات في نفس وزني؛ لذا لن أنسى هذا الموقف الجميل للمدرب الكابتن عبدالمنعم الخواهرة.
• ما سر قبلة الرأس للأميرة دليل بنت نهار خلال تتويجك بالذهب؟
•• كان لدي ظروف غير طيبة قبل دورة الألعاب السعودية، حيث تم شطبي من وزن 49 كجم لظروف خاصة، وفي ظل شعوري بالاكتئاب، أتاني كرت أبيض من الأميرة دليل للمشاركة في الألعاب السعودية، وقتها كنت متوقفة عن التدريب، فذهبت لبطولة مسقط للمشاركة بوزن 57كجم بدون أي تدريب، فكان هذا الكرت مسؤولية، لكي لا يذهب سدى، فعندما فزت بالميدالية الذهبية، فشعرت بالسعادة كوني لم أخذل سمو الأميرة؛ لأنها كانت أكبر داعم لي، فالكرت لم يكن شيئًا بسيطًا، فهناك لاعبون كثر يستحقون هذا الكرت، وليس أنا فقط، وبما أنها فضلتني وأعطتني الفرصة، شعرت بمسؤولية أكبر، والحمد لله، أنني كنت عند حسن ظنها بي؛ لذلك قبلتي على رأسها، كانت بمثابة تعبير بسيط عن شكري وامتناني على ما قدمته لي.
• كيف كان دعم أسرتك؟
•• بالتأكيد أسرتي لها فضل كبير- بعد الله؛ فوالدتي كانت حاضرة في النهائيات معي، وهي الداعم الأول لي. وعلاقتي بوالدتي خاصة جدًا، فخلال المباريات كنت دائمًا أنظر لها بالمدرج لأحفز نفسي داخل الملعب.
• ما سر تتويجك بذهب الألعاب السعودية؟
•• أولًا إيماني بالله، وأنه سبحانه وتعالى سيوفقني، وحقيقة كنت متعبة للغاية، ولا أكذب عليك إذا قلت لك كنت أشعر برعشة في قدمي قبل النهائي، ولكنني استعنت بالله، وثانيًا أنا كنت بحاجة للفوز لحاجتي الشديدة لقيمة الجائزة المالية، التي ستكون نقلة نوعية لي ولأسرتي. هذه العوامل حفزتني؛ لكي أحارب للظفر بالذهبية، وحقيقة قيادة مدربتي لأدائي في الحلبة كانت جدًا رائعة.
• ” قلبي فوزني”.. عبارة قلتيها.. لماذا؟
•• لا أخفي عليك.. طفولتي كانت صعبة، وحياتي عبارة عن معركة، ودائمًا كنت أقول: ساحة التايكوندو أشعر فيها بأمان، لا أجده في الحياة العادية التي كانت قاسية علي إلى حد ما، وإذا كان لدى اللاعب قلب قوي وجسور سيفوز، وأحيانًا الألعاب القتالية لا تعتمد على فنيات القتال فقط، بل يجب أن يكون قلبك قويًا وشجاعًا؛ لذا دخلت النهائي بشعار” حياة أو موت” فما أتلقاه من ضربات في النزالات لن تكون أقوى من ضربات الحياة الخارجية، وأحيانًا كنت أبكي في المران- ليس خوفًا- ولكنني لا أريد الخسارة؛ لأن كان هناك أشخاص كثر راهنوا على خسارتي، لكن طموحي وثقتي بنفسي كانا أكبر من رهانهم.
• ماذا لو خسرت إيثار؟
•• مدربي دائمًا ما يقول: هناك لاعبون موهوبون، وهناك لاعبون مصنوعون، وأنا لو ما استغللت النعمة التي وهبني الله إياها في التايكوندو، ممكن ما يعطيني شيئًا آخر، فقلت لنفسي لو خسرت خلاص ما أزعل. في النهاية البطولات التي فيها جوائز مالية، هي رزق، وأحيانًا نخسر مباريات أمام لاعبين ولاعبات أقل مستوى وموهبة. وأنا أؤمن أن التعثر يجب أن يكون دافعًا للانطلاق.
• ماذا قدم نادي العلا لك؟
•• نادي العلا قدم لي عقدًا محترمًا، ومساحة للتألق دون أي ضغوط، مسموح لك أن تخطئ؛ شرط أن تتعلم وتتلافى تلك الأخطاء في المستقبل. المرافق الإداري بنادي العلا الأستاذ مشعل لعب دورًا كبيرًا في إبعادي عن أي ضغط أثناء منافسات الألعاب السعودية، ووفر لي كافة السبل للإجادة، وأبعد عني أي مؤثرات خارجية يمكن أن تؤثر على حالتي المعنوية. وكان يشجعني باستمرار على الفوز؛ حتى وفقني الله وحصدت الذهبية.
•• كلمة أخيرة؟
الحمد الله، أنني وصلت لهذا اليوم- بفضل الله- ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، على دعمهما للمرأة السعودية، لكي تصل إلى ما وصلت إليه.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی دورة الألعاب السعودیة
إقرأ أيضاً:
الأميرة لالة حسناء وعقيلة الرئيس الفرنسي تشرفان على تدشين المسرح الملكي بالرباط على نهر أبي رقراق
زنقة 20. الرباط
بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، اليوم الثلاثاء، على تدشين المسرح الملكي الرباط، المشروع الهيكلي الذي يأتي لتعزيز منظومة مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية.
وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، تابعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، عرضا حول الهندسة الداخلية للمسرح الملكي الرباط، قبل القيام بجولة في مختلف مرافقه.
ويتميز هذا الصرح-الأيقونة، الذي يعد ثمرة رؤية ملكية مستنيرة، وتجسيدا للعناية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للفن والثقافة، بموقعه وجماليته ومعاييره التقنية المبتكرة التي تمثل نقلة كبرى في المشهد الثقافي للمغرب.
ويساهم هذا المشروع الهام الذي أعطى جلالة الملك، نصره الله، انطلاقة أشغال إنجازه، والذي يشكل جزءا مندمجا من برنامج تنمية مدينة الرباط، في تعزيز البنيات التحتية الثقافية على مستوى مختلف جهات المملكة، وفي النهوض بالإشعاع الثقافي للمغرب على الصعيد العالمي.
وبوصفه رمزا للحداثة، يضفي التصميم الفريد للمسرح الملكي الرباط لمسة عصرية على الهندسة المعمارية لمدينة الرباط، حيث لا يعد فضاء للتعبير الفني فحسب، وإنما تحفة فنية في حد ذاته.
ويشكل المسرح الملكي الرباط، الذي يطل على نهر أبي رقراق، في امتداد لمعلمتي صومعة حسان وضريح محمد الخامس، رمزا للانبعاث الثقافي والفني لعاصمة المملكة. كما سيعزز الدينامية الثقافية بالمغرب، من خلال تحفيز مقاربة حداثية للفن المغربي، بكل ما يفضي إليه ذلك من تثمين للقدرات الإبداعية.
وتمتد هذه المعلمة، التي أنجزتها وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، وصممتها المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، على مساحة 7,1 هكتارا، منها 25 ألف و400 متر مربع مبنية. وتنصهر هذه المنشأة، في انسجام تام، في موقع نهر أبي رقراق بفضل تصميمها الذي تم إبداعه بشكل يتماهى مع دينامية الموقع ومشهده العام.
ويتكون المسرح الملكي الرباط من عدة فضاءات موزعة ببراعة، إذ يتميز بتصميمه المبتكر الذي يسمح بحركة سلسة بين مختلف مرافقه، وكذا بتنقل انسيابي للجمهور بفضل السلالم الكبيرة والممرات والمصاعد، بالإضافة إلى الولوجيات المخصصة للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة، وفقا لمبدأ “التنقل للجميع”.
ويضم المسرح الملكي الرباط قاعة كبيرة للعروض تتسع لأزيد من 1800 متفرج، وتتميز بتصميم فريد قائم على واجهات هندسية مميزة ومبتكرة للجدران والسقف. ويمكن لهذه القاعة احتضان أنواع متعددة من التظاهرات الفنية والثقافية (المسرح والرقص والباليه والأوبرا والمسرحيات الموسيقية، والحفلات السيمفونية والفيلارمونية، بالإضافة إلى أشكال أخرى من العروض الحية).
وتتوفر القاعة الكبرى للعروض بالمسرح الملكي الرباط، التي ترقى إلى منشأة من مستوى عالمي، على تقنيات عازلة للصوت مصنفة ضمن أفضل المعايير الدولية في المجال. وتعد جودة الصوت داخل هذه القاعة استثنائية مع هندسة معمارية وهندسة صوتية مصممتين لضمان تجربة صوتية مثيرة للجمهور. ويمثل السقف المتحرك، الذي يأخذ شكل عاكس صوتي، أيضا عنصرا أساسيا ومتفردا في هندسة هذه المؤسسة.
ويحتوي المسرح الملكي الرباط، أيضا، على قاعة ثانية للعروض تضم 250 مقعدا، مفتوحة لاحتضان كافة التجارب والتعبيرات الثقافية بأساليبها وأنواعها المتعددة والمختلفة، لتصبح بمثابة رافعة للمشهد الفني المغربي الجديد.
وبخصوص الفضاء الخارجي للمسرح، فيضم مدرجا بطاقة استيعابية تبلغ 7 آلاف شخص، مخصصا لاحتضان المهرجانات والتظاهرات الكبرى.
ويعد المسرح الملكي الرباط بتجربة ثقافية غامرة من خلال برمجة غنية تشمل احتضان أحداث ثقافية وطنية ودولية، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي للرباط والمغرب بأكمله.
ومن خلال هذه المعلمة المعمارية والحضرية الفريدة، ترتقي العاصمة الرباط إلى مصاف كبريات الوجهات الثقافية العالمية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في استقبال السيدة بريجيت ماكرون لدى وصولها إلى المسرح الملكي الرباط، حيث استعرضتا تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية.
وتقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء مرفوقة بالسيدة بريجيت ماكرون، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، السيد فوزي لقجع، ووالي جهة الرباط-سلا-القنيطرة عامل عمالة الرباط، السيد محمد اليعقوبي، ورئيس مجلس الجهة، السيد رشيد العبدي، ورئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، السيدة فتيحة المودني، ورئيس مجلس عمالة الرباط، السيد عبد العزيز الدرويش، وعدد من الشخصيات الأخرى.