صحيفة عبرية تحذر من اعتراف غربي بإيران كدولة عتبة نووية
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
إذا لم تؤد الصفقة إلى تراجع مخزون إيران من اليورانيوم، والأسوأ بالنسبة لإسرائيل، إذا لم تقم حتى بتجميد التخصيب بنسبة 60%، فسيكون الغرب قد اعترف بإيران كدولة عتبة نووية.
هكذا حذر تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على اتفاق توصلت إليه الولايات المتحدة وإيران، يقضي بإطلاق سراح 5 أمريكيين مسجونين، مقابل الإفراج عن سجناء إيرانيين، ورفع التجميد عن حوالي 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية.
ولفت التحليل إلى أن الجانب الأكثر أهمية في الصفقة بالنسبة لإسرائيل، هو ما يحدث فيما يتعلق ببرنامج التخصيب النووي الإيراني، وأهمية خفض التوترات في المواجهة النووية.
ويحيط قدر كبير من الاهتمام الإعلامي المتزايد بالأمريكيين الخمسة الذين تم نقلهم إلى الإقامة الجبرية، وما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم بالكامل، أو كيف سيتم رفع تجميد الأموال المجمدة في كوريا الجنوبية، وكيف سيصلون إلى البنوك القطرية، وما إذا كانت هناك ضمانات كافية منع استخدام الأموال في الإرهاب.
كما ستراقب أمريكا عن كثب ما إذا كان آيات الله سيستمرون في منع وكلائهم من مهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، فيما يأمل الاتحاد الأوروبي أن يتمكن من حملهم على التوقف عن مساعدة روسيا بنشاط في حربها مع أوكرانيا.
لكن الجانب الأكثر أهمية في الصفقة بالنسبة لإسرائيل هو ما يحدث فيما يتعلق ببرنامج التخصيب النووي الإيراني. وهو الأمر غير الواضح بشكل خطير.
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية: اتفاق أمريكا وإيران له ما بعده
ففي أغسطس/آب 2022، تضمنت الصفقة التي تجري مناقشتها، خفض إيران لليورانيوم المخصب إلى المستويات المطلوبة، بموجب الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، أي أقل من ثلث كمية سلاح نووي واحد.
في ذلك الوقت، كان الامتياز الجديد الكبير من الغرب إلى الجمهورية الإسلامية هو السماح لها بتخزين أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة، والتي كانت غير قانونية بموجب اتفاق عام 2015.
ومع ذلك، من حيث اليورانيوم المخصب الجاهز، كانت إيران ستتراجع بشكل كبير.
ولكن بحلول منتصف يونيو/حزيران من هذا العام، ساءت الصفقة من وجهة نظر إسرائيل، بعدما لفتت إيران إلى أنها تضطر إلى خفض 60%من اليورانيوم عالي التخصيب، أو حتى 20% من اليورانيوم المتوسط التخصيب.
وهناك تقارير تفيد بأن كل ما فعلته إيران حتى الآن، أو قد تفعله، هو إبطاء جزء من تخصيبها بنسبة 60%، وتخفيف بعض الكمية غير المحددة من اليورانيوم الموجود، مما قد يضمن بقاء كميتها الإجمالية البالغة 60% من اليورانيوم كما هي.
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية تحذر: نفوذ إيران وتأثيرها على الشرق الأوسط علامة حمراء
علاوة على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان يتعين على إيران تقديم أي التزامات فيما يتعلق بالمسألة النووية كجزء من اتفاق تخفيف العقوبات الجزئي الأخير، أو ما إذا كان كل شيء مؤقتًا وطوعيًا للغاية، اعتمادًا على ما إذا كان سيتم إبرام صفقة أكبر في الشهر المقبل أم لا.
ووفق التحليل، يبدو أن الغرب سيأخذ كل ما في وسعه لتقليل التوترات، فلا تريد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشاكل أمنية من الجمهورية الإسلامية خلال عام الانتخابات التي توشك الولايات المتحدة على دخولها.
وإذا تمكنت واشنطن من إبقاء المشكلات مع طهران دون الغليان، فستقول إنها حققت فوزًا أو على الأقل، وستشعر بالارتياح لأنها لا تحتاج إلى مواجهة مواقف أمنية جديدة محرجة أو مزعزعة للاستقرار.
لكن إسرائيل تتطلع إلى ما بعد انتخابات الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وفي هذه المرحلة، يمكن أن تكون العديد من الانتهاكات الإيرانية قائمة، كما هو مسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
اقرأ أيضاً
دعت أمريكا التدخل.. صحيفة إسرائيلية تتهم إيران بمواصلة سلوكها غير القانوني في مياه الخليج
وإذا كانت هناك فجوة، وكان أحد انتهاكاتها يتجاوز إلى حد ما هدية أكتوبر/تشرين الأول 2025، لآيات الله مما سمح لهم بالحصول على المزيد من أجهزة الطرد المركزي، فلن يبدو الانتهاك بهذه الخطورة، لأنه سيصبح سؤالًا فنيًا حول ما إذا كان الانتهاك كبيرًا.
وكانت تل أبيب تأمل في أن تؤدي الصفقة السيئة مع طهران على الأقل إلى تراجع مخزونها من تخصيب اليورانيوم، إلى جانب منع أي عمليات تخصيب عالية أو متوسطة المستوى.
وهذا من شأنه أن يقلل من خيارات مناورة إسرائيل، ويضيق الأدوات الدبلوماسية التي يمكن استخدامها لمنع إيران من تفجير سلاح نووي، مما يجعل الحاجة إلى توجيه ضربة عسكرية أكثر ترجيحًا.
وبالطبع، فإن خوف آيات الله من مثل هذه الضربة قد يمنعهم من تجاوز الخط الأحمر للأسلحة النووية، لكن فرصة إسرائيل لاستخدام الزاوية الروسية الأوكرانية الإيرانية للضغط على طهران، بشأن القضية النووية قد تكون محدودة.
واختتم التحليل بالقول: "سوف يحتاج الغرب إلى أن يراقب أكثر من أي وقت مضى أي تحركات نووية جديدة مشبوهة من قبل إيران".
اقرأ أيضاً
غضب أمريكي من إسرائيل بسبب تسريب المحادثات مع إيران
المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل أمريكا الاتفاق النووي نووي إيران من الیورانیوم ما إذا کان اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
صحيفة تركية: إيران تعتزم تزويد قسد في سوريا بـ1500 طائرة مسيرة
كشفت صحيفة "يني شفق" التركية عن ما قالت إنه اتفاق بين إيران وتنظيم حزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة "الإرهاب" في تركيا، مشيرة إلى أن الاتفاق نص على توريد 1500 طائرة مسيرة انتحارية إلى المقاتلين الأكراد في سوريا.
وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"وحدات حماية الشعب" في شمال شرقي سوريا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مقرا له.
وقال الصحيفة التركية، المقربة من الحكومة، إن الطائرات المسيرة التي يُعتزم توريدها إلى شمال شرقي سوريا سيتم استخدامها ضد الوحدات العسكرية التركية، مشيرة إلى أن "الصفقة تم التوصل إليها في أحد أسواق العراق، حيث طلبت المنظمة 2000 طائرة، لكن الجانب الإيراني أشار إلى قدرته على توفير 1500 فقط".
وأضافت الصحيفة أن "الاتفاق جرى وسط مراقبة تركية مكثفة، ما حال دون بدء عملية التسليم حتى الآن"، لافتة إلى أن "تهديد التدخل العسكري التركي وضع التعاون بين الجانبين في مأزق، مما دفع المنظمة إلى اعتماد خطة لإدخال الطائرات بشكل تدريجي إلى سوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "اللقاء تم في أحد أسواق العراق، حيث اجتمع مسؤولون إيرانيون مع أعضاء في منظمة حزب العمال الكردستاني /وحدات حماية الشعب"، موضحة أن "الطرفين توصلا إلى اتفاق على العدد النهائي للطائرات، رغم عدم إتمام التسليم حتى الآن".
وبيّنت الصحيفة أن "منظمة حزب العمال الكردستاني /وحدات حماية الشعب تعتزم إدخال الطائرات بشكل متفرق إلى سوريا، في محاولة لتفادي المراقبة التركية المكثفة على الحدود". وأضافت أن "تركيا، التي تراقب الوضع عن كثب، قد تتخذ خطوات عسكرية إذا رصدت تحركات تشير إلى استلام الطائرات".
وأشارت "يني شفق" إلى أن "إيران تسعى من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، الذي تراجع بشكل كبير بعد انتصار الثورة السورية"، في حين "تسعى المنظمة لاستخدام هذه الطائرات لتعزيز قدراتها ضد العمليات التركية في المنطقة"، حسب الصحيفة.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن "التعاون بين إيران والمنظمة يواجه تحديات كبيرة نتيجة المراقبة الحساسة التي تفرضها تركيا، إلى جانب احتمالية تنفيذ ضربات استباقية".
وتلوح تركيا منذ سقوط بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي بإمكانية شن عملية عسكرية على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" و"وحدات حماية الشعب" شمال شرقي سوريا.
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "سيكون تطهير سوريا من الإرهاب أحد الأولويات الرئيسية لعام 2025، فالهدف الأول لجميع المنظمات الإرهابية العاملة في هذه المنطقة هو دائما تركيا".
وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي، "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد بي كي كي/واي بي جي فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم"، وفقا لوكالة الأناضول.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن "نهاية الطريق باتت قريبة للتنظيم الانفصالي بي كي كي/ واي بي جي وامتداداته في سوريا"، مشيرا إلى أن "الوضع القديم بالنسبة للتنظيم وداعميه لم يعد من الممكن استمراره في ظل النظام الجديد في سوريا".
وتابع فيدان قائلا: "من الطبيعي أن تخوض بلادنا حربا فعالة ضد الإرهاب، تركيا لديها القوة والقدرة والعزم على القضاء على جميع التهديدات، ويبدو أن نهاية الطريق أصبحت قريبة بالنسبة للتنظيم الانفصالي وامتداداته في سوريا".