بماذا ينذر البكاء أثناء مشاهدة الأفلام.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة جديدة أنه إذا كنت تبكي أثناء مشاهدة الأفلام أو تفسر المواقف العادية على أنها تهديدات، فقد تكون في خطر كبير للوفاة المبكرة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه السلوكيات المرتبطة بالعصابية تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 10%.
وتمثل العصابية (Neuroticism) واحدة من أهم خمس صفات شخصية في علم النفس، وترتبط بمشاعر سلبية، مثل الخوف والحزن والانزعاج، وتصف هذه السمة الأشخاص الذين ينجذبون نحو مشاعر مقلقة مثل الوحدة والقلق والانفعال والاكتئاب، والتي تدمر العقل والجسد.
وحدد العلماء أن الوحدة هي أقوى مؤشر على الوفاة المبكرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى إيذاء النفس عمدا وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
وتُظهر الدراسة أيضا أن تقلب المزاج والشعور بالإرهاق يرتبطان بزيادة خطر الوفاة. وبشكل عام، كان الرابط أقوى لدى الرجال، وخاصة بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 54 عاما والذين ليس لديهم شهادة جامعية.
وقاد فريق من الباحثين من جامعة ولاية فلوريدا تحليل بيانات من بنك البيانات البيولوجية البريطاني، والذي يحتوي على عينات بيولوجية ومعلومات وراثية ونمط حياة وصحة لنحو نصف مليون شخص.
وأكمل نحو 500 ألف فرد تقييما للعصابية بين عامي 2006 و2010. واستخدم الفريق بيانات الحالة الحيوية جنبا إلى جنب مع درجات العصابية للتحقق مما إذا كان هناك ارتباط أقوى بين هذه السمة الشخصية والوفاة المبكرة.
وخلال فترة 17 عاما، توفي 43400 من المشاركين تقريبا، أي نحو 8.8% من الحجم الكلي للعينة.
وأظهرت البيانات أن متوسط عمر الوفاة كان 70 عاما، وكانت الأسباب الرئيسية هي السرطان، تليه أمراض الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والهضمي.
وأولئك الذين توفوا بسبب مشاكل تنفسية أو هضمية أبلغوا بشكل كبير عن شعورهم "بالتعب"، وقد تم الإبلاغ عن 0.7% فقط، أي نحو 291 شخصا، على أنهم أذوا أنفسهم عمدا.
وقال هؤلاء الأفراد إنهم شعروا بالذنب وتقلب المزاج، وكانوا يشعرون بالتوتر المستمر خلال حياتهم. ومع ذلك، أبلغ الأشخاص الذين سجلوا درجات أعلى في العصابية عن شعورهم بالوحدة.
ويمكن أن يُفسر الرابط بين الوحدة والوفاة المبكرة بزيادة مشاعر العزلة مع اقتراب الشخص من الموت، على الرغم من أن هذه النظرية تُعارض بوجود ارتباط مماثل عند استبعاد الوفيات في الـ5 إلى الـ10 سنوات الأولى من المتابعة.
وأوضح أنطونيو تيراكشيانو، المؤلف الرئيسي وأستاذ الشيخوخة في جامعة ولاية فلوريدا، لموقع PsyPost: "كان من المدهش أن يكون للوحدة تأثير أقوى بكثير من المكونات الأخرى للعصابية. وتشير النتائج إلى أن أولئك الذين أفادوا بأنهم يشعرون بالوحدة كانوا أكثر عرضة للوفاة من أولئك الذين شعروا بالقلق أو الذنب".
وتوفر الدراسة رؤى جديدة حول كيفية تأثير الوحدة على الصحة وطول العمر. وقد حذر تقرير سابق من أن العواقب الجسدية للعزلة الاجتماعية يمكن أن تكون مدمرة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، وزيادة خطر السكتة الدماغية بنسبة 32%، وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50% لدى كبار السن.
ويمكن أن تزيد الوحدة من خطر الوفاة المبكرة بمستويات تعادل تدخين 15 سيجارة يوميا.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث السابقة أن العصابية هي مؤشر قوي على الأمراض العصبية، مثل ألزهايمر وباركنسون، بالإضافة إلى حالات أخرى بما في ذلك السكتة الدماغية ومرض الأمعاء المتهيج ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
تهدف هذه الدراسة الأخيرة إلى البناء على الدراسات السابقة وتوفر أدلة جديدة تدعم حقيقة أن العصابية والوحدة تؤثران بشكل كبير على الصحة البشرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفاة المبكرة علم النفس أمراض الجهاز التنفسي الجهاز الهضمي الشعور بالإرهاق مشاكل تنفسية الزهايمر الوفاة المبکرة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض
كشفت دراسة حديثة، أن الأفراد المنتمين إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة قد يعانون من تسارع في وتيرة الشيخوخة البيولوجية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات أكثر ثراء.
وأشارت النتائج إلى أن الحرمان الاجتماعي والاقتصادي قد يكون له تأثير سلبي مباشر على الصحة العامة وعملية الشيخوخة.
وقام فريق من الباحثين في المملكة المتحدة بدراسة 83 مرضا مرتبطا بتقدم العمر، مثل هشاشة العظام، إعتام عدسة العين، وتضخم البروستاتا، بالإضافة إلى تحليل مستويات البروتينات المنتشرة في بلازما الدم. كما تم تحليل الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية للمرضى، بما في ذلك مستوى التعليم، نوعية الحياة في الأحياء، ودخل الأسرة.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة "Nature Medicine"، أن الأشخاص الذين يعانون من حرمان اجتماعي واقتصادي أكبر أظهروا مخاطر أعلى بنسبة 20% للإصابة بالأمراض مقارنة بالأشخاص الأكثر حظًا.
وفي هذا السياق، قال ميكا كيفيماكي، الباحث في كلية لندن (UCL) والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد عرفنا منذ عقود أن الميزة الاجتماعية مرتبطة بصحة أفضل، لكن نتائج دراستنا تشير إلى أنها قد تُبطئ أيضًا عملية الشيخوخة نفسها".
وأضاف: "هذه النتائج تظهر أن الشيخوخة الصحية هدف يمكن تحقيقه لجميع أفراد المجتمع، كما أنها واقعٌ ملموسٌ بالفعل للأشخاص الذين يتمتعون بظروف اجتماعية واقتصادية مواتية".
وتشير الدراسة إلى أن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بأمراض معينة، حيث يزيد تعرض الأشخاص في الأوضاع الاجتماعية الأقل حظًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أمراض الكبد، أمراض القلب، سرطان الرئة، والسكتة الدماغية، بنسبة قد تصل إلى ضعف الخطر لدى الفئة الأكثر حظًا.
Relatedدراسة: خفض السعرات الحرارية يبطئ من وتيرة الشيخوخة جودة الحياة في سن الشيخوخة: مالطا النموذج الأفضل في أوروبادراسة: التعرض المتكرر للحرّ الشديد يُسرّع من الشيخوخة المبكرةكيف يؤثر الوضع الاجتماعي على بروتينات الشيخوخة؟وأجرى الباحثون تحليلات لبروتينات بلازما الدم، والتي تعكس التغيرات المرتبطة بالعمر، ووجدوا أن 14 بروتينا، بما في ذلك تلك المرتبطة بالالتهابات والإجهاد الخلوي، تتأثر بشكل مباشر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح البروفيسور توني ويس-كوراي، الأستاذ في جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن "التقدم في العمر ينعكس على تكوين البروتينات في الدم، والتي تشمل آلاف البروتينات المرتبطة بالشيخوخة البيولوجية عبر أجهزة الجسم المختلفة". وأضاف أن هذه البروتينات يمكن أن تكون مؤشرات دقيقة على صحة الأفراد ووتيرة شيخوختهم.
كما أظهرت الدراسة، أن الحراك الاجتماعي التصاعدي، مثل الانتقال من مستوى تعليمي منخفض إلى وضع اجتماعي واقتصادي أفضل، يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في الشيخوخة البيولوجية. حيث أظهر الأفراد الذين تحسن وضعهم الاجتماعي علامات بروتينية أكثر إيجابية، مما يشير إلى أن التحسن في الظروف المعيشية يمكن أن يعكس بعض الآثار السلبية للشيخوخة.
وعلى الرغم من أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد علاقات السبب والنتيجة بشكل قاطع، إلا أن الباحثين اقترحوا أن عوامل مثل الإجهاد المزمن، التدخين، النظام الغذائي غير الصحي، قلة ممارسة الرياضة، وضعف الحصول على الرعاية الصحية قد تساهم في تسريع الشيخوخة لدى الأفراد الأكثر حرمانا.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية كوسيلة محتملة لتعزيز الصحة وإبطاء الشيخوخة البيولوجية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم تناول حبوب الإفطار ورقائق البطاطس والأطعمة فائقة المعالجة يعرض لخطر الوفاة دراسة طبية جديدة: النشاط البدني يعزز السعادة ويحسن الحالة المزاجية وقاية من الأمراضأبحاث طبيةعلم الأحياء /بيولوجيامجتمعدراسةأمراض القلب