الثورة نت:
2025-03-19@23:02:37 GMT

لماذا القرض الحسن؟!!

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

بمرور الأيام وتعاقب الأحداث الأليمة، وفي مقدمتها حروب الإبادة والتطهير العرقي التي تخوضها أمريكا وبريطانيا مباشرة أو عبر امتدادهما بالمنطقة العربية دويلة الكيان الصهيوني أو الغدة السرطانية الموضوعة في خاصرة الأمة، بحسب وصف الإمام الخميني – قدس الله روحه.
من هذه المعطيات تكشفت الكثير من الحقائق وأبرزها طبيعة الاستهداف الحاقد للشعبين الفلسطيني واللبناني، وعندما نستنطق ماهية العمليات العسكرية في لبنان الشقيق تتضح أكثر طبيعة هذا المنهج الحقير واتجاهاته، فبالأمس القريب ركز العدو الصهيوني على ضرب مؤسسة القرض الحسن، التي تؤكد مدى عُمق فهم الشهيد العظيم السيد حسن نصرالله للإسلام وأحكامه السامية، ومن خلال هذا الفهم استطاع أن يترجم التعليمات المقدسة بخطوات عملية بارزة كما هو حال هذه المؤسسة التي جاءت بديلاً للمؤسسات الربوية فأفزعت أمريكا والنظام المالي الربوي في العالم .


قبل أن تُضرب هذه المؤسسة عسكرياً سعت أمريكا إلى محاربتها من خلال العقوبات وفرض الكثير من الحواجز عليها ومنع الدول العربية السائرة في فلك أمريكا من فتح مكاتب لها، أي أن الهدف واضح وهو محاولة استئصال الإسلام بكل مؤسساته المترجمة لمنهجه العظيم، كون المؤسسة قدمت البديل العملي للمعاملات الربوية وبدأت تستقطب الآخرين حتى من غير المسلمين، فلقد بلغ عدد المستفيدين من هذه المؤسسة أكثر من 300ألف مستفيد، جمعت بين السني والشيعي والدُرزي والمسيحي وكل أطياف الشعب اللبناني، ووصل حجم المبالغ التي تم إنفاقها في هذا الجانب إلى أكثر من 4 مليارات دولار، دون إرهاق الناس بالفوائد المجحفة وبطريقة سوية ترجمت كما قُلنا منهج الدين الحنيف، وهو ما لا تريده أمريكا التي أثقلت الاقتصاد الدولي بمعاملات لا نقول ربوية فقط ولكنها مؤامرات حقيرة تحاول استقطاب العالم إلى حظيرة التبعية لهذا النظام البائس بمساعدة ما يُسمى بالمؤسسات المالية الدولية.
هذا من جانب،ًهذا ما فهمه الأالعدو الصهيوني،لتضامن والوقوف المشرف للشعب اليمني واسنادهم الأخوي للقضية الفلسطينية الأمريكي ، ومن جانب آخر فإن العملية أكدت أن خالد الذكر الشهيد العظيم حسن نصر الله كان ذا أُفق معرفي واسع للدين ولشؤون الحياة لذلك حرص على أن يكون الحزب مؤسسة متكاملة جعل البناء المؤسسي هو محور التشكيل في هذا المكون الاجتماعي الشامل لأمور الدنيا والدين، وهذا بالفعل ما أزعج الآخرين لكنه يدفعنا نحن كمسلمين إلى فهم معانيه والسير على خطاه، فالرجل لم يتحدث عن تحريم الربا فقط ويترك الأمور على علاتها، لكنه قدم البديل العملي الموافق لتعاليم الدين فحقق الفائدة لكل المسلمين وكما قلنا حتى غير المسلمين استفادوا منه على نفس القاعدة التي أرسى دعائمها إمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، عندما وجد رجلاً مسيحياً يتكفف الناس فأمر بإعطائه من أموال الزكاة، وقال: كيف تستفيدون منه في شبابه وتتركوه في كهولته أعطوه من بيت مال المسلمين حتى لا يظل يتكفف الناس. أو كما قال، ومن هذا المنطلق تصرف السيد حسن نصر الله وجعل هذه المؤسسة مظلة لكل المحتاجين وخزينة عامة للموسرين تستقطب أموالهم كمساهمة في مشاريع تنفذها المؤسسة يتم توزع أرباحها بالتساوي أو تعلن الخسائر، كما هو حال النظام الإسلامي الثابت في المنهج.
مما تقدم يتضح لنا قبح المشروع الأمريكي الصيهوني وأنه لا يستهدف الجانب العسكري فقط للمؤسسات الإسلامية لكنه يحاول اجتثاث كل مؤسساتها وفي مقدمتها المالية، وعلينا أن نفهم هذا البُعد ونُدرك أن العرب والمسلمين بشكل عام يواجهون حرب إبادة شاملة وتدميراً ممنهجا لكل ما هو إسلامي، وهذا ما فهمه الإخوة في حزب الله وحاولوا التصدي له لذلك واجهوا هذه الحرب الشرسة.
السنوار بطل الفتح المُبين
من خلال متابعة ردود الأفعال في أمريكا وأوروبا التي تحدثت عن النهاية المُشرفة التي رسمها لنفسه القائد العظيم الشهيد يحيى السنوار رمز الصمود والجهاد المُبين، تتضح حقيقة هامة مفادها أن العالم يتلهف لأي بطولة وأي نظام يُخفف عنه أثقال أمريكا ونظامها المستفحل ولأن الموضوع يطول أقول بأن علينا أن نأخذ الدروس من مثل هذه الأحداث.
وفي الختام سيظل السنوار فكرة لا تموت وأيقونة جهاد عظيمة خالدة تُترجم مدرسة جهادية فريدة قلبت المعادلات بثقافة إيمانية صادقة حددت معاني الانتماء إلى العروبة والدين، رحم الله كل الشهداء والنصر المبين إن شاء الله للإسلام والمسلمين، ومن نصر إلى نصر، والله من وراء القصد …

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: هذه المؤسسة

إقرأ أيضاً:

رغم الفوضى الإقليمية.. لماذا لا يتحول العراق إلى سوق سوداء للأسلحة؟

بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير في الشؤون الأمنية صادق عبد الله، اليوم الأربعاء (19 آذار 2025)، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تمنع تحول العراق إلى نافذة لتجارة الأسلحة على مستوى الشرق الأوسط.

وقال عبد الله في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الاضطرابات الأمنية في أي بقعة من العالم تؤدي إلى انتعاش أنواع متعددة من التجارة، ومنها ما يعرف بالتجارة السوداء، مثل تجارة الأسلحة، التي تستفيد منها الأطراف المتحاربة وتدر مليارات الدولارات على مصانع الأسلحة بمختلف أنواعها".

وأضاف أن "الحديث عن إمكانية استفادة جهات أو شخصيات عراقية نافذة من وتيرة الصراع العسكري في لبنان وسوريا وغزة، يعد أمرًا صعبًا لثلاثة أسباب رئيسية، وهي أن العراق لا يمتلك بيئة صناعية للأسلحة، بل هو مستورد للأسلحة، إضافة إلى أنه لا يرتبط بحدود مباشرة مع لبنان أو اليمن، مما يجعل نقل الأسلحة عبره أمرًا معقدًا للغاية".

وأشار إلى أن "الأوضاع في تلك البلدان، وعلى رأسها سوريا، فرضت على العراق اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية، مما يعني أن العراق ليس لديه حدود متراخية مع تلك المناطق الساخنة. وبالتالي، فإن عملية نقل الأسلحة إلى تلك المناطق تتم عادة عبر الموانئ أو من خلال المسافات الجغرافية المباشرة، وليس عبر العراق".

وأوضح عبد الله أن "مافيا الأسلحة الدولية هي التي تهيمن على توريد الأسلحة إلى تلك المناطق"، مشيرًا إلى أن "العراق، وبالرغم من بعض التورط المحلي في تجارة الأسلحة السوداء، سيظل بعيدًا عن هذا المضمار بسبب الأسباب الثلاثة التي تم ذكرها".

يشار الى ان القوات الأمنية تعلن بين الحين والأخر عن القاء القبض على متهمين يقومون بتجارة الأسلحة وتهريبها الى داخل البلد.

مقالات مشابهة

  • لماذا خلق الله الحشرات؟ شيخ الأزهر يجيب بالأدلة
  • رغم الفوضى الإقليمية.. لماذا لا يتحول العراق إلى سوق سوداء للأسلحة؟
  • القرض الحسن: تحسن ملحوظ
  • القدوة الصالحة وأثرها على المجتمع
  • حدث في 18 رمضان.. وفاة سيف الله المسلول ومبايعة الحسن بن علي بالخلافة
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • برج الجدي .. حظك اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 : سداد القرض
  • لماذا دافع مقتدى الصدر عن الحسن بن علي واتهم الشيعة بالتقصير بحقه
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية