مالك المنزل الذي شَهِدَ معركة السنوار الأخيرة : عائلتنا فخورة كونها جزءًا من اللحظة التاريخية التي جسّدت شجاعة وإصرار الأحرار في مواجهة الاحتلال
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
الثورة /
خاض يحيى السنوار في منزل آل أبو طه، معركته الأخيرة متحديًا قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير.
لم يكن بيت عائلة أبو طه في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة سوى مأوى بسيط لعائلة فلسطينية حتى أصبح ساحة للمعركة الأخيرة في حياة الشهيد القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
فبعد عام كامل من المطاردة الإسرائيلية، خاض السنوار في هذا البيت معركته الأخيرة متحديًا قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير.
وكانت عائلة أبو طه نزحت عن منزلها تحت وطأة القصف الإسرائيلي لتترك خلفها ذكريات 15 عامًا، لكن الفقد لم يكن مجرد لحظة ألم، بل تحول إلى مصدر لفخر غير متوقع، كما تقول العائلة، بعد أن علمت باستشهاد السنوار في منزلها.
ماذا قال صاحب البيت الذي شهد معركة السنوار الأخيرة؟
قال الصحفي محمد سامي أبو طه – وهو أحد أفراد العائلة على حسابه على «إنستغرام» – “إن عائلتنا عائلة أبو طه تفتخر كونها جزءًا من اللحظة التاريخية التي تجسد شجاعة وإصرار الأحرار في مواجهة الاحتلال، حتى إننا نفخر بأن آخر عصا قد قاوم بها هذا المحتل هي من بيتنا”.
وكان أحد المشاهد التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن صورة وثقتها مسيرة إسرائيلية للسنوار وهو يجلس على أريكة داخل المنزل في لحظاته الأخيرة.
وفي سياق متصل، وصف أفراد من عائلة أبو طه هذه الأريكة بأنها الأطهر في العالم، تعبيرًا عن فخرهم بأن هذا المكان شهد صمود السنوار حتى النهاية.
وقال صاحب البيت أشرف أبو طه عن هذه الأريكة، إنها كانت هدية من والدته.
ولم يتوقع أحد أن هذه الأريكة ستصبح جزءًا من ذاكرة النضال الفلسطيني، حسبما قال كثيرون في منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم فقدان السنوار الذي كان مهندس عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، أكدت حماس أن المقاومة مستمرة، وأن استشهاده وكل قادة ورموز الحركة الذين سبقوه لن يزيد الشعب الفلسطيني والمقاومة إلا قوة وصلابة وإصرارًا على المضي في دربهم والوفاء لدمائهم وتضحياتهم.
إلى ذلك، أظهر تحليل أجرته صحيفة «واشنطن بوست» لصور الأقمار الاصطناعية، أن المنزل الذي استشهد فيه السنوار كان يبعد حوالي 150 مترًا فقط من مواقع عسكرية إسرائيلية نشطة، ولم يكن بالأنفاق.
ففي غزة، حيث يختلط النضال بالحياة اليومية، قد يصبح كل بيت شاهدًا على مقاومة، وكل زاوية تروي حكاية للأجيال القادمة.
ما جرى في بيت عائلة أبو طه شهادة حية على أن الأماكن العادية قد تصبح رموزًا للصمود في لحظات مفصلية من النضال الفلسطيني، وفق ما يقول رواد على منصات التواصل الاجتماعي.
وعلى هذه المنصات، نقل موقع تليفزيون «العربي» بعضا مما تداوله المستخدمون والناشطون حول المنزل الذي استشهد فيه يحيى السنوار وتصريحات عائلة أبو طه، إذ كتب عبيد الله سليم: «سوف يبقى هذا الكرسي وهذا البيت رمزًا للصمود والشجاعة والبسالة والإقدام».
أما إبراهيم خليفة فعلق قائلًا: «ستظل روائح المسك والطيب تلازم بيتهم إلى أجل بعيد، وسيعودون قريبًا إلى بيتهم بإذن الله، ويشتمون تلك الروائح الطيبة».
من جهته، كتب الإعلامي محمد شقور: «سبحان الله كانت للأريكة شأن في حياته ومماته، فالصورة الأشهر للسنوار التي كان يغيظ بها العدو، كانت على أريكة شامخًا عزيزًا واضعًا ساقًا على ساق في جلسة عزة يغيظ بها العدو. وقبيل استشهاده كان أيضًا على أريكة مصابًا إصابات بليغة، لكن لآخر لحظة كان مرابطًا يربط جرحه بسلك مجاهدًا بعصاه يرميها على عين العدو».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القسام تسلم 6 أسرى ضمن الدفعة السابعة لصفقة طوفان الأحرار
الجديد برس|
سلمت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، صباح اليوم السبت، 6 أسرى إسرائيليين بالدفعة السابعة من عمليات التبادل ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وانتشر عدد كبير من مقاتلي كتائب القسام في رفح والنصيرات جنوب ووسط قطاع غزة استعدادا لتسليم الأسرى الستة للصليب الأحمر الدولي، وتجري المراسم أيضا في حضور شعبي.
وتم تسليم الأسيرين أفرا منغستو وتال شوهام في رفح و4 آخرين في النصيرات.
وفي المقابل، ينتظر أن يتم اليوم الإفراج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، من بينهم 50 أسيرا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، و60 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
كذلك سيفرج عن 445 أسيرا من قطاع غزة ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشارك في مراسم التسليم عدة تشكيلات من كتائب القسام بينها وحدة الظل المسؤولة عن الأسرى.
وكان أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام أعلن مساء أمس أن الأسرى الذين سيفرج عنهم هم إيليا كوهن، عومر شيف توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفرا منغستو، هشام السيد، وقالت سلطات الاحتلال إنه تم إبلاغ عائلات الأسرى المشمولين بعملية التبادل الجديدة.
وعلى منصتي التسليم في رفح والنصيرات، عرضت كتائب القسام أسلحة استولى عليها المقاومون خلال المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما رُفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على القطاع الفلسطيني.
وتمت عملية تسليم الأسيرين في رفح في ميدان المشروع شرقي المدينة، على بعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتحمل هذه المنطقة دلالة عسكرية تاريخية، إذ كانت ممراً لمقاتلي المقاومة أثناء تنفيذهم لعملية الوهم المتبدد 2006 التي أسر فيها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على بعد ثلاثة كيلومتر من مكان تسليم الأسيرين شوهام، ومنغستو الذي احتفظت به القسام لـ10 سنوات دون أن يتمكن جيش الاحلال من معرفة مصيره.
ونُصبت في ميدان المشروع برفح منصة رفعت عليها صور قادة القسام ولافتة كبيرة كتب عليها “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد”.
ويصور تصميم خلفية منصة التسليم قائد الطوفان، قائد حركة حماس يحيى السنوار أثناء متابعته سير خطط القتال في رفح، وهو ينظر إلى المسجد الأقصى محرراً من خلال مراحل ومحطات جهادية متعددة شهدت العشرات من العمليات النوعية والمعارك ابتداء من حرب الأنفاق التي بدأت من الوهم المتبدد، ومعركة الفرقان، وحجارة السجيل، والعصف المأكول التي أسر فيها الضابط هدار غولدن وصولاً إلى طوفان الأقصى.
وعملية التسليم في النصيرات هي الثانية التي تتم من وسط قطاع غزة، حيث جرت سابقا عملية تسليم في دير البلح.
وأظهرت مشاهد تسليم الأسرى من النصيرات أسلحة غنمها مقاومون خلال عمليات عسكرية بينها عملية جحر الديك التي نفذتها كتائب القسام وعملية “كمين الموت” شرق مخيم المغازي والتي قتل فيها 22 جنديا إسرائيليا.
وحرصت القسام على وضع سلاح جيش الاحتلال بشكل منكس في رسالة إذلال لجيش لطالما وصف نفسه بأنه لا يقهر والأقوى في المنطقة، وأنه مهما بلغ من قوة فلن تمتنع المقاومة عن قتاله وقتل جنوده وأسرهم.
كما حملت المنصة لوحة “اخلع نعليك” التي تعبر عن طهارة وقداسة الأرض الفلسطينية المخضبة بدماء الشهداء، وأن كل شبر منها نال نصيبا وافراً من دماء الشهداء والجرحى، ولا يمكن أن نغادرها أو نهاجر منها.
وشهدت مراسم عملية التسليم بالنصيرات مشاركة مقاتلين من كافة فصائل المقاومة، وظهر على المنصة شعار “الأرض تعرف أهلها.. من الأغراب مزدوجي الجنسية”.