تتعرض المستشفيات ومراكز الإيواء في قطاع غزة لقصف مكثف، مما يهدد حياة الآلاف من النازحين، وسط صمت مخز للمجتمع الدولي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من استهداف ممنهج وقصف مكثف على مراكز إيواء اللاجئين في جباليا وحي الشيخ رضوان وفي المستشفيات ومنها مستشفى ناصر بخان يونس، ومستشفى اليمن السعيد ومستشفى كمال عدوان الذي أعلن افتقاره للاحتياجات الطبية والعلاجية الضرورية فضلاً عن عدم توفر أكفان للضحايا يا عالم.

.
نداء لما تبقى من الضمير الإنساني: انقذوا الشعب الفلسطيني، أوقفوا ارتكاب المزيد من المجازر الوحشية المروعة وقتل النازحين..
لماذا التضحية بكل المفاهيم والمصطلحات الإنسانية والقانون الدولي؟ .. هل من تحرك عاجل ووقفة حقيقية لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني؟.. استغاثة الأطفال والنساء ألا تحرك تلك الصور والمشاهد المأساوية التي تعرضها القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ضمائركم وتلامس مشاعركم وأحاسيسكم هل تجمدت الدماء في أوردتكم وأصبحتم بلا مشاعر ولا أحاسيس؟، أي عجز وصل اليه المجتمع الدولي؟..
هل سيترك الناس في فلسطين ولبنان لمصيرهم يواجهون آلة القتل والدمار تحت لهيب القصف والتهجير والجوع والحصار
لم تعد هناك أماكن آمنة يلجأ اليها الأطفال والنساء، كل شيء يطاله القصف- حسب تصريحات هيئات الإغاثة- الناس محاصرون تحت ركام المنازل المدمرة، وفي مراكز الإيواء، بينما تتزايد أعداد الضحايا بشكل مروع.
إن التضحية بكل القيم الإنسانية والقانون الدولي، تُظهر عجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين،.. وترك الناس لمواجهة آلة القتل والدمار، مع استمرار القصف والتهجير والجوع، يعكس فشلًا ذريعًا في الاستجابة للأزمات الإنسانية.
وفي ظل هذه الظروف المأساوية، لا يسمح لهيئات الإغاثة بالوصول إلى المحاصرين تحت ركام المنازل المدمرة، لكن هل يكفي ذلك لوقف الفتك بالمخيمات وقتل النازحين؟ إن الصور المروعة للضحايا تستدعي وقفة حقيقية من العالم أجمع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية

يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة.
هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب. 
والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد د. عبدالله الغذامي يكتب: هل العقل رجلٌ والعاطفة امرأة؟!

مقالات مشابهة

  • سنجر: المجتمع الدولي والأمم المتحدة يقدرون ما تقدمه مصر لحماية الحق الفلسطيني
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
  • "الإغاثة الإنسانية التركية" تنشئ ستة مخيمات لإيواء النازحين في غزة
  • مدير المستشفيات الميدانية في غزة: الاحتلال لا يلتزم بالبروتوكول الإنساني
  • العراق يدعو المجتمع الدولي للوقوف بحزم ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين
  • فتح: لن نقبل بأفكار تتنافى مع العدالة الإنسانية والقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني
  • الكويت تعبر عن رفضها لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتعتبره انتهاكا صارخا للقانون الدولي
  • الرئيس الفلسطيني يشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه
  • مأساة إنسانية جديدة.. منخفض جوي يهدد حياة آلاف النازحين في غزة
  • متحدث فتح يثمن المواقف العربية الرافضة للتهجير ويطالب المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين