الثورة نت:
2025-04-30@13:05:54 GMT

يحيى السنوار.. أيقونة المقاومة الفلسطينية

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

 

 

قدّم هذا المقاوم الفلسطيني سيرة حياة مثاليّة ليكون أيقونة نادرة في تجسيد البطولة والفروسيّة والشجاعة من جهة، والوضوح في الرؤية والبصيرة لفهم جوهر الصراع مع الكيان الذي فهمه كما لم يفهمه قادته من جهة أخرى، وجمع إلى ذلك قدرة قيادية استثنائية سواء في كسب ثقة المقاومين وحبهم، أو في تخطيط وتنظيم وإدارة العمليّات وتوظيف قدرات المقاومة البشريّة والماديّة لصناعة نقاط تحوّل مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.


سيكتب التاريخ أن هذا المقاوم كان مهندس الحدث الذي أعطاه عنوان طوفان الأقصى، فتحوّل لأهم حدث عربي وعالمي لعام كامل وأكثر، وقلب المعادلات وغيّر اتجاهات السياسة، من مناخ كان عنوانه النجاح في تهميش القضية الفلسطينية وفتح مسار التطبيع مع الكيان وشرعنة الاحتلال، إلى عكس الاتجاه وإعادة وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول الأعمال الدولي والعربي وإثبات أن أي ترتيبات للمنطقة لا تأخذ بالاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني ليست إلا سراباً لا يقبل الحياة.
نجح السنوار بإثبات قدرة المقاومة على كسر المهابة التي صنعت لجيش الاحتلال ووصفه بالجيش الذي لا يُقهَر، فمرّغ أنفه ووجهه في وحل لن يُمسح عنه صورته مدى الحياة، عبر الطوفان الذي منحه سنوات عمره بعد تحريره من الأسر إعداداً وتخطيطاً وتحضيراً وتنفيذاً، ثم منحه حياته شهيداً بعد عام من المقاومة، وفتح عبر الطوفان الباب لنقاش لن ينتهي في الكيان حول المأزق الوجوديّ، فمَن يضمن الأمن للكيان ومَن يضمن له البقاء، ما دام بمستطاع الفلسطينيين أن يُعيدوا فعل ما فعلوه في يوم الطوفان، ومنح الفلسطينيين بالمقابل الأمل باستعادة بلدهم وحقوقهم طالما أنه قدّم لهم المثل بما يستطيعون فعله وما يترتّب على هذا الفعل.
فتح السنوار الطريق واسعاً أمام وعي شعوب العالم لحقيقة القضية الفلسطينية عبر هذا الحدث الدراميّ الضخم الذي هزّ العالم، وما ترتب عليه من انكشاف العمق الإجراميّ المتوحش لكيان نجح عقوداً طويلة بتقديم نفسه بصورة المظلوميّة والمدنيّة والحضارة، وها هو ينكشف بأكثر صورة تعبر عن حقيقته العنصرية الدموية القاتلة للحياة، وها هي شعوب العالم وشبابه خصوصاً يتعرّفون على أحقية الشعب الفلسطيني ومظلوميّته ويقبلون سرديّته التاريخية للحق والاحتلال والعنصرية وحرب الإبادة، لتولد على يدي حرب السنوار معادلات ثقافيّة جديدة تحملها الأجيال الشابة لم يعُد ممكناً تجاوزها.
حرم السنوار عدوّه من ادعاء التفوق الاستخباريّ واكتشاف مكانه والذهاب إلى قتله، فقد استُشهد بقذائف الاحتلال ورصاصه وهو يحمل بندقيته ويقاتل كمقاوم، ولم يتعرّف عليه جيش الاحتلال ومخابراته إلا بعد استشهاده، فاتحاً الباب للصورة الموازية وهي صورة القائد المقاتل الذي لا يحتمي، كما قال الاحتلال بالأسرى، ويجلس داخل نفق محصّن متخذاً من هؤلاء الأسرى دروعاً بشرية تحميه.
كما قدّم السنوار في الأسر صورة القدوة المناضلة والصابرة والقياديّة، فكان عنصر توحيد بين أسرى المقاومة الفلسطينية والعربية، وكان شغله الشاغل تعلّم المزيد عن الكيان خلال الأسر وكيفية تحويل الأسر من تحدّ إلى فرصة، فأتقن لغته وعرف عنه الكثير وكتب الكثير وأعدّ خطته لقلب الطاولة، ونجح بعد تحريره من إعادة صياغة معادلات حركة حماس والقسام لحساب أولوية هذه الخطة، فحرّر حماس من عقدة الذنب التي مثّلها الموقف الخاطئ من الحرب على سورية، وقاد حماس نحو موقعها الطبيعي في قلب محور المقاومة، وصولاً إلى ساعة صفر الطوفان، فكان له من محور المقاومة هذا الإسناد حتى الاستشهاد الذي جسّده بأبهى صوره القائد الكبير السيد حسن نصرالله، بينما توّج قائد حماس الشهيد إسماعيل هنية الذي كان رفيق دربه وشريكه في مسيرته والمؤتمن على قيادة الحركة حتى سلّمه الأمانة ومن بعدها الشهادة.
بعد السنوار مقاومة مستمرّة أثبتت أنّها لا تسقط القضية مهما كانت الكلفة، وشهادة القائد سوف تزيدها صلابة، وهي تثبت في الميدان استحالة أن ينجح الاحتلال ببسط سيطرته على قطاع غزة، وما يرتكبه الاحتلال من جرائم يوميّة يمنح المقاومة مزيداً من اليقين بأن قدر الفلسطينيين هو النصر أو الشهادة، بينما لن يكون سهلاً الوصول إلى صفقة تبادل تعيد أسرى الكيان بغير الشروط التي وقف عندها السنوار، علماً أنه وحده كان يملك القدرة على التفاوض على شروط أعلى أو أدنى، ومعه تفويض المقاومين، بينما لن يكون لمن يخلفه هذه القدرة وستكون أيّ عملية تفاوض أشدّ تعقيداً وصعوبة.
غزة كما لبنان بوابات حروب مفتوحة لا يستطيع الكيان أن يحلم بتحقيق إنجازات سياسية أو عسكرية فيها، ولن يستطيع إنهاء الحرب إلا بالتراجع، وكلما مرّ المزيد من الوقت زادت كلفة التراجع كما زادت كلفة الاستمرار بالحرب، وهذه لعنة اسمها لعنة السنوار وسوف تلاحق الكيان وقادته.

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المقاومة تستهدف جنود الاحتلال وتتصدى بغارات مضادة شرق غزة

شهدت جبهات القتال في قطاع غزة تصعيدا ميدانيا واسعا، حيث نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عدة عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع ارتفاع كبير في عدد الشهداء المدنيين جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر اليوم.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها استهدفوا بصاروخ موجه ثكنة عسكرية لجيش الاحتلال داخل منزل يتمركز فيه عدد من الجنود، شرقي حي التفاح بمدينة غزة.

وأكدت السرايا أن العملية جاءت ردا على المجازر المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.

بدورها، أكدت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن مجاهديها تمكنوا من استهداف دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا 4" بقذيفة مضادة للدروع من نوع "الياسين-105" شرق حي التفاح.

وأضافت القسام في بيانها أن مقاوميها فجروا كذلك عبوة ناسفة مضادة للأفراد في تجمع لجنود الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح في المنطقة نفسها.

وأظهرت لقطات مصورة تداولتها وسائل إعلام فلسطينية مشاهد لسُحب الدخان الكثيف وأصوات الانفجارات في شرق غزة، وسط تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية.

منشورات تحريضية

ومن جهة أخرى، أصدرت الجبهة الداخلية الفلسطينية تحذيرا مهما للمواطنين في قطاع غزة بعد رصد محاولات خبيثة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لإلقاء منشورات تحريضية مرفقة بعملات نقدية من فئة 20 شيكلا وشرائح اتصال إسرائيلية من نوع "سليكوم" بالقرب من مخيم الشاطئ.

إعلان

وأوضحت الجبهة في بيانها أن هذه الشرائح تحتوي على وسائل تجسس واختراق متطورة، حيث يتم استخدامها من قبل الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة لاستدراج المواطنين الفلسطينيين للتواصل المباشر مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

???? تحذير هام |بخصوص إلقاء المناشير والعملات والشرائح في مخيم الشاطئ
???? صادر عن الجبهة الداخلية الفلسطينية

تحذر الجبهة الداخلية من محاولات خبيثة ينفذها الاحتلال عبر إلقاء منشورات تحريضية مرفقة بعملات نقدية (20 شيكل) وشرائح اتصال إسرائيلية ("سليكوم") قرب مخيم الشاطئ.

⚠️ هذه… pic.twitter.com/KNMd9QXEoO

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) April 27, 2025

وأكدت أن الهدف من هذه المحاولات هو استدراج المواطنين نحو العمالة، وهو أمر قد يتم دون وعي أو إدراك من قبل الضحايا.

وشددت الجبهة على عدم تشغيل أو استخدام أي شريحة مشبوهة يتم العثور عليها، محذرة من التواصل أو الرد عبر هذه الشرائح التي تمثل خطرا بالغا على الأمن الشخصي والشعبي.

كما دعت الجبهة المواطنين إلى تسليم أي شريحة اتصال أو منشور يتم العثور عليه فورا إلى الجهات الأمنية المختصة في منطقتهم.

مجازر بحق المدنيين

وفي سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح متفاوتة، نتيجة قصف استهدف حي التفاح شرقي مدينة غزة، الذي يشهد منذ ساعات الليل غارات متواصلة تركزت على المنازل السكنية والبنى التحتية.

كما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في جنوب القطاع، راح ضحيتها 8 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال وامرأة، عقب استهداف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مدينة حمد شمال محافظة خان يونس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأكدت مصادر طبية أن عددا آخر من المدنيين أصيبوا بجروح خطيرة ومتوسطة جراء القصف، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزوح التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية والإنسانية.

إعلان

وفي تطور آخر، استشهد فلسطيني متأثرا بإصابته في قصف إسرائيلي استهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، في وقت تواصل فيه فرق الإسعاف جهودها لانتشال الضحايا تحت القصف المستمر.

ارتفاع حصيلة الشهداء

وأفادت مصادر طبية أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة -منذ فجر اليوم- بلغت 38 شهيدا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل أعداد الشهداء والجرحى الارتفاع، حيث أسفرت الحرب حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 168 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • تقرير إسرائيلي: السنوار خدعنا وأوهمنا دخوله في هدنة طويلة
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة
  • المقاومة تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • المقاومة تستهدف جنود الاحتلال وتتصدى بغارات مضادة شرق غزة
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها