الوطن:
2025-03-11@20:21:34 GMT

حكاية الدير الأبيض.. أقدم مبنى حجري في مصر

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

حكاية الدير الأبيض.. أقدم مبنى حجري في مصر

تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عددا كبيرا من الآثار القبطية التي تميزت بها الدولة المصرية، وتعد من ضمن مقومات السياحة الدينية في مصر، وعلى رأس هذه الآثار الدير الأبيض المعروف بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وهي أحد أنواع الرهبنة في الكنيسة بمحافظة سوهاج.

سبب تسميته بالدير الأبيض 

وبحسب الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقع دير الأنبا شنودة بمنطقة جبل أدريبة بالحاجر الغربي لمدينة سوهاج، وترجع تسميته بالدير الأبيض إلى كونه مبنيًا بالحجر الجيري الأبيض، ويعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي 441 م.

ويقع الدير الأبيض عند حافة الصحراء الغربية غرب سوهاج بحوالى7 كم، وإلى الشمال من مدينة أتريب بحوالي 3 كم، يحده من الشرق الطريق العام ومن الغرب سفح الجبل الغربى.

ويضم الدير كنيسة حجرية يقال إنها أقدم كنيسة حجرية في العالم، وهي عبارة عن بناء حجري مستطيل يُطلق عليها بطريق الخطأ اسم الدير، ملحق بها صالة مستطيلة في الناحية الجنوبية، فيما تحيط بالدير، أنقاضا لأماكن إقامة الرهبان والمطابخ والأفران والمخازن ومصانع الزيوت وعدد كبير من المباني.

فيما أجرى عالم الآثار الإنجليزي «بتري» حفائره في هذا المكان عام 1907 م، حيث أيد الرأي القائل بأن كنيسة الدير الحالية هي التي أُقيمت في هذا الموقع للمرة الثانية، وأن الكنيسة الأولى شُيدت في زمن الإمبراطور قسطنطين، واعتمد في ذلك على دراسة أثرية حول الفخار الذي عُثر عليه هناك.

بناء الكنيسة على أنقاض معابد فرعونية 

وقد شُيدت الكنيسة الحالية على أنقاض الكنيسة الأولى، وهي كنيسة فخمة تدل على عظمة فن المعمار القبطي، كما شُيدت على أنقاض معابد فرعونية مختلفة العصور، وقد استعمل المعماري القبطي الحجر الجيري كعنصر أساسي في تشييد هذه الكنيسة، مستخدمًا محجرًا في الغرب من الكنيسة الحالية، يُطلق عليه اسم (القطعية)، كذلك استخدم بعض الأحجار من معبد أتريبس القريب من هذه المنطقة، ويظهر ذلك في النقوش الموجودة على الأحجار المستخدمة.

كما تم استخدام حجر الجرانيت الوردي، أو الأشهب في الأعمدة وأعتاب وجوانب المداخل، والطوب الأحمر في تشييد بعض الحوائط والأكتاف الداخلية، وكذلك القباب والأقبية والحنيات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دير الأبيض الكنيسة دير الأنبا شنودة سوهاج الدیر الأبیض

إقرأ أيضاً:

حكاية الجذع الملهم!

الدكتور الخضر هارون

* قال كنت أزوره غباً لازداد عنده حباً لكنه كان يلح عليّ أن أشرب شاي المغرب عنده كل يوم ولم يكن ذلك طلبا يسيرا فكلانا يستعين بعصا علي السير سيما ونحن في بدايات العقد التاسع من أعمارنا وشوارع المدينة سيئة الرصف كثيرة الحفر ومجاري الصرف الصحي المسروقة أغطيتها الحديدية التي تباع بأبخس الأثمان ،فاغرة الأفواه لسقوط أمثالنا من الضعفاء العجزة ،فتبدو الشوارع في أحياء العاصمة الراقية ، الخرطوم الكبري كالتجاعيد الغائرة في وجه قبيح. كنت أجتهد لتبديد وحشته ووحشتي فقد خرّجنا ( الدراري) بنين وبنات فتفرقوا في بقاع الأرض الفسيحة حفظ الله حلهم وترحالهم وبقينا نحن مع قنان الأدوية والكبسولات واجترار الذكريات ننتظر في وجل الرحيل إلي الحياة السرمدية الحقة نقلب الصفحات علنا بحسابات البشر نجد ما يثقل موازيننا عند الجرد والحساب فنتيأس حيث لا نجد الكثير الذي يستحق تلك الحياة الهانئة الخالية من النصب والتعب هناك واجتراء الجنجويد علي الله وعلينا نحن عياله فقد سرقوا أعز ما نملك مواطن ذكرياتنا وهي ما يقتات بها مثلنا في هذه السن ودع عنك ما سواها من مقتنيات العمر ،فنتذكر عطف الرحمن الرحيم ليتبدد القنوط. وتستقر النفوس وهي تتقلب وجلة بين الخوف والرجاء.
* دخلت عليه وهو يعالج خرطوماً للماء يسقي به مساحة خضراء في فناء داره الفسيحة الخالية إلا منه ومن الحاجة التي ظل يحبها ويسميها السلطانة. تهلل وجهه بالبشر وبدأ الفرح في عينيه من خلال نظارة سميكة العدسات قديمة الإطار. " ما قلنا يا عثمان تجي كل يوم لشاي المغرب. السلطانة تتعب وتسوي اللقيمات والشاي باللبن المقنن كل يوم وانتا بتخلف الميعاد!" وكان يطرب لأغنية تقول كلماتها " أوعك تخلف الميعاد وتزيد لي الألم". اعتذرت بما اتفق وجاءت السلطانة بالشاي والزلابية وسألت عن سلطانتي أنا وعن خشونة ركبها وأوجاع أسفل ظهرها ومضت وتركتنا نستعيد الذكريات.
* لمعت عيناه ، إنه النطاسي ذائع الصيت في جراحة القلب ،عزالدين بركات ،ببريق عجيب ودمعت قال:
* تذكر يا عثمان ونحن في نحو السابعة من العمر عندما قفزنا في النيل مبتهجين بماء بارد في حر الصيف القائظ ونحن نتقاذف في حبور بالماء وبما يحمله الماء عند بداية أشهر الفيضان وفجأة انقطعت أنفاسي وشعرت بأني أغرق وصدر مني صوت كاستغاثة وداع " يا عثمان أنا غرقت!" موقناً أنها البردة اللعينة المهربة ولا زلت أتعجب كيف لم تعتبر صيحتي تلك مزحة وشيطنة صبيان فتتجاهل استغاثتي كما فعلت مرات عديدة قبلها لكنك كنت في الموعد فأتيت بجذع طاف فوق سطح الماء فتسلقت أنا عليه ونجوت!
* قال كالباكي أنا مدين لك بعد الله بهذه الحياة الطويلة يا عثمان وجودك الدائم بجانبي يعطي حياتي معني ربما لا تدركه أنت أما تري إلحاحي عليك بالقدوم عليّ كل يوم وليلة ، أيها الإنسان الجميل النبيل ؟! تظاهرت كما ينبغي بمظهر من لا يري فيما فعل معروفا كفاء ذلك الصنيع يستحق هذه الدفقة من الأحاسيس الملائكية .قلت يا طبيبنا الجراح في سجلك الذاخر منة ودين في أعناق الآلاف جعلك الله سببا في شفائهم أما تلك الحادثة يفعلها بتلقائية كل إنسان سوي بلا من ولا أذي حتي بعض الحيوانات تفعلها بغريزة حفظ النوع . قال لا لا غير صحيح فإني أذكر قصة رمزية في مقرر المطالعة الأولية يصف فيها حيوان البشر بالقول " الناس في أخلاقهم مثل الثعابين!" وقد خبرت في حياتي الطويلة أناساً كانوا بالفعل أخبث من الثعابين ،ثم استدرك بعضهم علي الأصح. ثم قال : ليتني كنت قاصا أو شاعرا مثلك أفضفض ما في دواخلي عبر الكلمات علي القراطيس او ربما مزدانة بالزفرات والعبرات عبر الوسائط المسموعة المرئية التي انتشرت كالفيروسات هذه الأيام أحفز الناس علي فعل الخيرات! ثم قال تعرف أني استلهم فعلتك بذلك الجذع الذي أنقذ حياتي من الهلاك وأنا أجري عمليات القلب المفتوح فأبذل أقصي الجهد ألا يموت المريض علي يدي ولم تمت بفضل الله إلا قلة أواسي النفس بأن انقضت آجالهم المكتوبة في هذه الفانية وأنا موقن بأنني لم أدخر جهداً في إنقاذهم. ثم ابتسم قائلاً : علي كل حال قد أراحني الله من ذلك العناء و الرهق المادي والنفسي إذ لم يعد في مقدوري إجراء العمليات ! قلت مواسيا لو أفرغ كل إنسان غاية الجهد فيما يعمل لأصبحت الحياة حلوة وزيادة في كل خير. لمحت في عينيه الرضا وانصرفت مودعاً.
* ليتنا جميعا نستلهم من حكاية ذاك الجذع الإتقان في ما وكّل إلينا من مهام وأن نحاسب أنفسنا كم قدمنا من خير لذوينا ولبلدنا وللإنسانية .إذن تزدهي الحياة وتزدهر وتستقر دواخلنا برضا الفلاح والإنجاز!

abuasim.khidir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواصل صومها الكبير استعدادًا لعيد القيامة
  • الكنيسة القبطية تحيي "أسبوع الابن الضال" في ثالث أسابيع الصوم الكبير
  • التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
  • في رمضان .. نساء غزة بين أنقاض الحرب ومعركة البقاء
  • كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية تستقبل وفدًا من الكنيسة الكاثوليكية ببولندا على خطى يوبيل الرجاء
  • “الحنينة”… أقدم سحور رمضاني لا يزال حاضراً في دير الزور
  • البابا كيرلس السادس سجل لحظات من زيارته على أحد جدران الدير
  • حكاية الجذع الملهم!
  • غلبه إبليس.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بـ «أحد التجربة»
  • الرئيس السوري أحمد الشرع: الحفاظ على الوحدة الوطنية أولوية في ظل التطورات الحالية