حكاية الدير الأبيض.. أقدم مبنى حجري في مصر
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عددا كبيرا من الآثار القبطية التي تميزت بها الدولة المصرية، وتعد من ضمن مقومات السياحة الدينية في مصر، وعلى رأس هذه الآثار الدير الأبيض المعروف بدير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، وهي أحد أنواع الرهبنة في الكنيسة بمحافظة سوهاج.
سبب تسميته بالدير الأبيضوبحسب الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقع دير الأنبا شنودة بمنطقة جبل أدريبة بالحاجر الغربي لمدينة سوهاج، وترجع تسميته بالدير الأبيض إلى كونه مبنيًا بالحجر الجيري الأبيض، ويعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي 441 م.
ويقع الدير الأبيض عند حافة الصحراء الغربية غرب سوهاج بحوالى7 كم، وإلى الشمال من مدينة أتريب بحوالي 3 كم، يحده من الشرق الطريق العام ومن الغرب سفح الجبل الغربى.
ويضم الدير كنيسة حجرية يقال إنها أقدم كنيسة حجرية في العالم، وهي عبارة عن بناء حجري مستطيل يُطلق عليها بطريق الخطأ اسم الدير، ملحق بها صالة مستطيلة في الناحية الجنوبية، فيما تحيط بالدير، أنقاضا لأماكن إقامة الرهبان والمطابخ والأفران والمخازن ومصانع الزيوت وعدد كبير من المباني.
فيما أجرى عالم الآثار الإنجليزي «بتري» حفائره في هذا المكان عام 1907 م، حيث أيد الرأي القائل بأن كنيسة الدير الحالية هي التي أُقيمت في هذا الموقع للمرة الثانية، وأن الكنيسة الأولى شُيدت في زمن الإمبراطور قسطنطين، واعتمد في ذلك على دراسة أثرية حول الفخار الذي عُثر عليه هناك.
وقد شُيدت الكنيسة الحالية على أنقاض الكنيسة الأولى، وهي كنيسة فخمة تدل على عظمة فن المعمار القبطي، كما شُيدت على أنقاض معابد فرعونية مختلفة العصور، وقد استعمل المعماري القبطي الحجر الجيري كعنصر أساسي في تشييد هذه الكنيسة، مستخدمًا محجرًا في الغرب من الكنيسة الحالية، يُطلق عليه اسم (القطعية)، كذلك استخدم بعض الأحجار من معبد أتريبس القريب من هذه المنطقة، ويظهر ذلك في النقوش الموجودة على الأحجار المستخدمة.
كما تم استخدام حجر الجرانيت الوردي، أو الأشهب في الأعمدة وأعتاب وجوانب المداخل، والطوب الأحمر في تشييد بعض الحوائط والأكتاف الداخلية، وكذلك القباب والأقبية والحنيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دير الأبيض الكنيسة دير الأنبا شنودة سوهاج الدیر الأبیض
إقرأ أيضاً:
في ندوة «حكاية شعب» بقنا.. مصطفى بكري: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانهيار
نظم فرع الهيئة العامة للاستعلامات بمحافظة قنا، ندوة تثقيفية كبرى بعنوان "حكاية شعب"، احتفالًا بالذكرى الـ 12 لثورة 30 يونيو، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد للمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والإعلامية.
وأكد الدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، في كلمته الافتتاحية، أن ثورة 30 يونيو كانت لحظة إنقاذ تاريخية قادها الشعب المصري بعزيمة وإرادة لإنهاء مخططات كانت تحاك في الخفاء، قبل أن تنكشف حقائقها ويُدركها المواطن البسيط، مؤكدًا أن الشعب هو من أنقذ الدولة من الضياع.
وتخللت الندوة قصيدة شعرية ألقاها شاعر فن الواو المعروف بمحافظة قنا، الشاعر أحمد الشباط، عبّر خلالها عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة الفارقة من عمر الوطن، وكيف سجل التاريخ ملحمة شعب لا يعرف الانكسار.
وفي كلمته، استعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري محطات فارقة من المرحلة التي سبقت الثورة، مشيرًا إلى حجم التهديدات التي واجهتها الدولة المصرية، مؤكدًا أن المصريين كشفوا سريعًا مخططات جماعة الإخوان، وفهموا حقيقة المشروع الذي كان يُراد فرضه بالقوة.
وتحدث بكري عن تفاصيل حواره مع المشير محمد حسين طنطاوي، واطمئنانه على قدرة الشعب المصري في الدفاع عن وطنه، كما أشار إلى تحذيرات المشير عبد الفتاح السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي من خطورة الإعلان الدستوري الذي أصدره في نوفمبر 2012.
وأوضح بكري أن بيان القوات المسلحة في 8 ديسمبر آنذاك، كان بمثابة إنذار نهائي بعد أن دخلت البلاد مرحلة الفوضى، وخرجت ميليشيات الجماعة للسيطرة على مؤسسات الدولة، موجهين الهتافات العدائية ضد الجيش بهدف إسقاط الدولة.
وأضاف: "الجيش المصري أفشل سيناريو ما سُمي بالربيع العربي، ووقف سدًا منيعًا أمام الفوضى"، لافتًا إلى أن ما يحدث اليوم في بعض مناطق العالم، كإيران وغزة، يُراد به التأثير على مصر، مؤكداً أن البلاد محاصرة شمالًا من غزة وجنوبًا من السودان، لكن مصر تمتلك جيشًا وقيادة تعرف جيدًا كيف تُدير الأمور.
وأشار إلى أن تساؤلات البعض عن سبب تسليح الجيش قد باتت مفهومة الآن، فالجيش هو درع الوطن، ومصدر طمأنينته، مضيفًا: "لولا تدخل الجيش، لكانت مصر الآن في أتون حرب أهلية، ويجب ألا ننخدع بالشائعات التي تُبث من الخارج".
وتطرق بكري إلى مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية، من بينها رفضه لخطط التهجير رغم الضغوط الغربية، مؤكدًا أن مصر هي الهدف التالي بعد إيران، وأن سيناريوهات يجري تنفيذها الآن لمحاولة إدخال الفلسطينيين إلى مصر ضمن مخطط أكبر لإفراغ الأرض من سكانها.
وأوضح أن الفكر الصهيوني لا يعترف بفلسطين، بل يرى أن سيناء هي العاصمة الروحية لدينهم، ويسعون لتحويل إسرائيل إلى "دولة يهودية خالصة"، محذرًا من مؤامرات قادمة، لكنه طمأن الحضور قائلًا: "لا تقلقوا.. الشعب المصري عظيم وسينتصر بإذن الله بفضل قيادته الوطنيه وجيشه".
وأكد أن الرئيس زرع في وجدان الشعب الاصطفاف الوطني، داعيًا إلى التوحد خلف القيادة السياسية ومواصلة الوعي، وقال: "طول ما الجيش والشرطة قويين.. هننتصر"، مشيدًا بدور صعيد مصر التاريخي في الدفاع عن الوطن، منذ معركة البارود ضد الحملة الفرنسية.
من جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، أن حماية مصر في تلك اللحظة العصيبة كانت حماية إلهية سخّر لها الجيش بقياداته الوطنية، ليقف إلى جانب الشعب، ويستعيد الدولة من براثن الانهيار.
وأضاف المحافظ: "بمجرد الخروج من الكابوس، جاءت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي لتبدأ مرحلة إعادة بناء الجمهورية الجديدة، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية"، مشددًا على أن ما تحقق منذ عام 2014 لم يحدث منذ عهد محمد علي.
واختتم المحافظ كلمته مؤكدًا أن الرئيس السيسي كان على قدر المسؤولية التاريخية، وتحمل ما لم يتحمله أحد، من أجل حماية الدولة، واستعادة هيبتها، وبناء مستقبل يليق بمكانة مصر وشعبها العظيم.