صدر حديثا عن بيت الحكمة للثقافة، رواية «الفن.. حين تطير العصافير الخشبية»، من تأليف ووجيان، وترجمة رضوى إمبابي.


في الحكايات سرٌّ.. سر خاطف يسرقك من الناس والأشياء، تنفعل معه روحك، ويذوب له قلبك، وتطلق لخيالك العنان، فيسرح مع الحكاية حتى تنكشف أسرارها، وربما لا تعود بعدها كما كنت..
وهنا في النحات تجد نفسك بين بناء روائي دقيق، فالمكان في الرواية هو الجمال الذي صنع المشهد، بناء البيوت، أثاث المنازل، الأشجار، تلك القطع الخشبية التي تكاد تلمسها بأناملك بين الأحرف لبراعة وصفها!
والصوت.

. إنه مزيج من ألحان الريح وحفيف الأشجار ووقع أدوات النحت على أجساد الأخشاب المستكينة في يد الفنان الماهر الذي يصنعها!
والزمان.. بطل خفي، ولكنه حاضر في الوقت نفسه في كل التفاصيل، يسع كل التناقضات والحرب النفسية التي يخوضها أبطال الرواية المعذبون بفنهم.. فما الحكاية؟!
بطل الرواية، ذلك المعلم الذي درس الفنون الجميلة، ولكنه مجنون بالنحت على الأخشاب، يسير وراء فنه، وما تصنعه يده من جمال لا يقدّر بمال، تضيق عليه المدرسة والواقع، تضيق على فنه وروحه معًا، وفي الوقت نفسه يجد نفسه مضطرًا للعمل من أجل كسب المال ليعول أولاده، ولكنه في الأخير يقرر الاستقالة من التدريس، والتفرغ لحرفته، ولكن الأمور لا تسير كما يرسمها الفنان الحالم، وتتعقد أكثر، وتأخذنا الحكاية بين الفرح والحزن، والأمل واليأس، في قصة من الأدب رفيع المستوى!
كيف سيتحول الأمر به إلى رجل أعمال، وكيف تظل عقدة الإخلاص للفن هي بطل الرواية حتى في نهايتها غير المتوقعة، ومن هو الشيخ التائه الفنان، ذلك الرجل الغامض الذي سيمنح الصبي علمه، ومعه تتغير مصائر أبطال الرواية جميعًا!
هنا رائعة من روائع الأدب الصيني، تصور واحدة من الملاحم اليومية التي يعيشها الفنان الموهوب في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وضرورة الكسب، وإشكالية الفن للفن، في عمل فني مكتمل الأركان، وترجمة أدبية رائقة. 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

عرافة هافانا لغدير أبو سنينة ضمن إصدارات هيئة الكتاب

أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مجموعة القصص القصيرة «عرافة هافانا» للكاتبة غدير أبو سنينة، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي التي تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز الأصوات الإبداعية في العالم العربي.

في هذه المجموعة، تفتح أبو سنينة نافذة على عوالم بعيدة في أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى، حيث تأخذ القارئ في رحلة عبر تشيلي، كوبا، نيكاراغوا، والمكسيك. من خلال شخصياتها المتنوعة، سواء من العرب الذين يحملون أسماء غربية أو من السكان الأصليين لهذه الدول، تنسج الكاتبة حكايات تتمحور حول الشك والغموض، حيث يكمن في كل قصة سرّ غامض لا يُكشف بالكامل، ما يترك القارئ في حالة من التأمل والتساؤل.

تثير المجموعة العديد من الأسئلة المفتوحة التي تحفز الخيال والتأويل، مثل: هل تصدق العرّافة؟ ما سر الحذاء؟ هل البطل ابن أبيه حقًا؟ ولماذا قرر خواكين إطعام قدميه للقطار؟، وفي ظل هذه الضبابية، تصبح الحقائق الغائبة أكثر حضورًا، مما يعزز البعد الفلسفي للنصوص، حيث يتمدد المعنى بين السطور، ويترك مساحة واسعة للتأويلات المختلفة.

غدير أبو سنينة، كاتبة وصحفية ومترجمة أردنية، من مواليد عام 1980. حصلت على ماجستير في اللغة الإسبانية وآدابها وبكالوريوس في اللغة الفرنسية. في عام 2004، هاجرت إلى نيكاراغوا، حيث بدأت مسيرتها الصحفية، متنقلة بين عدة بلدان في أمريكا اللاتينية، قبل أن تعود للتنقل بين نيكاراغوا والأردن.

صدر لها كتاب «إخوتي المزينون بالريش»، الذي حاز على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة عام 2017، حيث وثّقت فيه تجربتها في أمريكا الوسطى والجنوبية، مستعرضة مشاهداتها وثقافات الشعوب هناك.

 كما أصدرت العديد من الترجمات الشعرية بين العربية والإسبانية، وساهمت في نقل الأدب اللاتيني إلى القارئ العربي والعكس.

مقالات مشابهة

  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو
  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • تياترو الحكايات|الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
  • عرافة هافانا لغدير أبو سنينة ضمن إصدارات هيئة الكتاب
  • غزالة.. ماجد المهندس يستعد لطرح أحدث أغانيه
  • باحث: خروج الفلسطينيين للشوارع يؤكد للعالم كذب الرواية الإسرائيلية
  • «الأدب الشعبي وفنونه».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب للدكتور أحمد مرسي
  • الأدب الشعبي وفنونه.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • الفنان صديق أحمد (هاك آخرة الرسايل وماني داير منك الرد)
  • الفنان القدير حمزة فغولي في ذمة الله